قالت القيادة الأمريكية الوسطى (سنتكوم) إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن من مناطق سيطرتهم تجاه خليج عدن.

وأضافت أن صاروخا لجماعة الحوثي أصاب سفينة حاويات تملكها سويسرا وترفع علم ليبيريا في خليج عدن ووقوع أضرار بها.

وأوضحت القيادة الأميركية أنها دمرت مسيّرة أطلقها الحوثيون تجاه خليج وصاروخي كروز ومنصة إطلاق صواريخ في اليمن.




وأعلنت جماعة أنصار الله "الحوثي" عن استهدافها مدمرة حربية بريطانية في البحر الأحمر صباح الأحد.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، إنه "انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ورداً على مجزرةِ مخيمِ النصيراتِ في قطاعِ غزةَ يومَ أمس، نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ عمليةً عسكريةً استهدفتْ المدمرةَ الحربيةَ البريطانيةَ (دايموند) في البحرِ الأحمرِ وذلكَ بعددٍ منَ الصواريخِ البالستية وكانتِ الإصابةُ دقيقةً بفضلِ الله".

وتابع: "نفذتِ القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسير في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليتين عسكريتينِ مشتركتينِ ضدَّ سفينتينِ تابعتينِ لشركاتٍ انتهكتْ قرارَ حظرِ الوصولِ إلى موانئ فلسطين المحتلةِ".

وأضاف أن "السفينتين المستهدفتين هما (Norderney) وقد أصيبت إصابة مباشرة بفضلِ اللهِ ما أدى إلى نشوب الحريقِ فيها، وسفينة ( MSC Tavvishi) وذلك في البحر العربيّ وقد أصيبت إصابة مباشرة". 

وبحسب يحيى سريع، فإن العمليتين جرى تنفيذهما بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ والباليستيةِ والطائراتِ المسيرة".



وأكد سريع أن "القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ مستمرةٌ في تأديةِ واجبِها الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِّ تجاهَ الشعبِ الفلسطيني، وإن عملياتها بعون الله لن تتوقف حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة".

وصباح الأحد، أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقارير عن إصابة سفينة بمقذوف مجهول، على بعد 70 ميلا بحريا جنوب غربي عدن اليمنية، ما أدى إلى نشوب حريق.

وقالت الهيئة: "عملية تحجيم الأضرار جارية، ولم يبلغ ربان السفينة عن وقوع إصابات وتتجه السفينة إلى الميناء التالي".



وفي 3 أيار/ مايو الماضي أعلنت الجماعة بدء تنفيذ مرحلة رابعة من هجماتها التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر باستهداف مواقع جنوب إسرائيل بصواريخ ومسيّرات، ثم انتقلت إلى المرحلة الثانية في نوفمبر باستهداف سفن تتبع إسرائيل أو مرتبطة بها.

بينما تمثلت المرحلة الثالثة باستهداف سفن أمريكية وبريطانية في البحر الأحمر وبحر العرب منذ مطلع العام، حيث يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في اليمن، ردا على هجماتها البحرية، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحوثيين خليج عدن اليمن هجوم اليمن الحوثي خليج عدن المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی البحر

إقرأ أيضاً:

«الزجاجات المسمومة».. هل يشارك الإخوان في قتل أهالي غزة؟

يوظفون مأساة القطاع في تشويه الدعم المصري الشامل

- الجماعة تتعمد تخفيف الضعوط على إسرائيل وتدمير البيئة البحرية قرب شواطئ مصر

- تلجأ لتعبئة «التحريض السياسي» في عبوات بلاستيكية وزجاجية لتضليل الرأي العام

- تروج خطابا عاطفيا.. وتحوّل النكبة الثانية إلى «محتوى مرئي» لخدمة مصالح الجماعة

- تخلق أزمة صحية كارثية.. والجغرافيا والتيارات البحرية تكشف هشاشة الادعاء الإخواني

- يحوّلون النقاش البيئي إلى معركة أخلاقية وهمية.. النفايات العائمة عبء جديد على مصر

فجأة، أعلنت جماعة الإخوان، بطريقة غير مباشرة، عن مبادرة كارثية: بيئيًّا، صحيًّا، سياسيًّا، واقتصاديًّا، بعنوان «من البحر إلى البحر.. زجاجة أمل لغزة»، ضمن محاولات الجماعة:استغلال المآسي الإنسانية في تحقيق مصالح تنظيمية.

وخلال المبادرة، عمّمت الجماعة على أفرعها في دول عربية مطلة على شواطئ البحر المتوسط إلقاء زجاجات بلاستيكية معبأة بالبقوليات الجافة في المياه، ومحاولة إقناع غير أعضاء الجماعة بالمشاركة فيها بزعم «دعم غزة».

تتعدّد الأسباب التي تؤكد أن مبادرة الزجاجات الإخوانية مجرد حيلة منظمة لاختبار قدرة الجماعة على الحشد والتعبئة الشعبية، وتوظيف التعاطف ضد مصر وحكومات عربية تعاديها الجماعة، التي تسببت في لفت الأنظار عن المسؤولية القانونية والأخلاقية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي عمّا يحدث في قطاع غزة، رغم قرارات أممية (المحكمة الجنائية، ومحكمة العدل الدولية) تدعم الفلسطينيين. غير أن الخطاب العاطفي-الشعبوي الذي يوظفه الإخوان يخفف الضغوط على إسرائيل، ويحمّل أوزار الحصار وتجويع الفلسطينيين لغيرها!

جريمة بيئية

الزجاجات المستخدمة في مبادرة الإخوان (مصنوعة من البولي إيثيلين تيريفثاليت/PET، أو الزجاج)، من المواد المُلوّثة للبيئة ولا تتحلل بسهولة، كما أن تعرّضها لأشعة الشمس والحرارة يؤديان إلى انبعاث مواد كيميائية سامة (البيسفينول A والفثالات)، تتسرّب إلى المياه، وتبتلعها الكائنات البحرية ثم تدخل السلسلة الغذائية للإنسان.

إلقاؤها في البحر المتوسط يتسبب في زيادة النفايات البحرية، التي تُشكّل تهديدًا مباشرًا للتنوع البيولوجي في منطقة بحرية تعاني أصلًا من تراكم النفايات البلاستيكية. وتشير تقديرات إلى أن حوالي 8 ملايين طن من البلاستيك تدخل البحار سنويًا، فيما يتراكم حوالي 1.2 مليون طن من البلاستيك سنويًا في البحر المتوسط، وفقًا لتقارير الاتحاد الأوروبي.

الأضرار المُترتبة على مبادرة «الزجاجات الإخوانية» ستكون أكثر وضوحًا على سواحل مصر، مما يُفاقم التلوث الموجود ويُهدّد النظم الإيكولوجية (أو البيئية) كوحدات طبيعية متكاملة تتفاعل فيها الكائنات الحية (النباتات، الحيوانات، والميكروبات) مع عناصر غير حية في بيئتها (الماء، التربة، الهواء، والضوء).

تقوم هذه المكونات بعمليات تبادلية معقّدة تشمل التغذية، والتدوير البيولوجي، وانتقال الطاقة، مما يخلق توازنًا دقيقًا يسمح باستمرار الحياة.

لكن، إلى جانب الكارثة المُترتبة على الزجاجات البلاستيكية، فالمواد الغذائية الموجودة داخلها عُرضة للتحلل في المياه، وزيادة المغذيات العضوية (ظاهرة التَخثُّث، التي تتسبب في نمو طحالب سامة ونقص الأكسجين في المياه).

يؤدي هذا إلى تدمير الموائل البحرية (البيئة الطبيعية للكائنات البحرية: الشعاب المرجانية، السهول القاعية، المصبات النهرية، المياه المفتوحة) واختناق الكائنات البحرية. والزجاجات، سواء تحللت أو ظلّت سليمة، تُشكّل خطرًا على الحياة البحرية عبر التشابك أو الابتلاع، مما يؤثّر على السلسلة الغذائية.

الزجاجات المسمومة

ويُواجه البحر المتوسط ضغوطًا كبيرة نتيجة التغيرات المناخية (ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأعاصير)، كالعاصفة دانيال عام 2023 التي أثّرت على ليبيا واليونان، والتطورات الدرامية على الشواطئ المصرية قبل شهور. لكن مبادرة الزجاجات الإخوانية (التي تبحث عن تحقيق مكاسب سياسية) تتجاهل كل هذا والاتفاقيات الدولية (برشلونة، وغيرها) التي وقّعتها دول عدّة لتعزيز الأمن البيئي.

ورغم صغر مساحته، يُشكّل البحر المتوسط واحدًا من أكبر نقاط التلوث البلاستيكي عالميًا، وتشير بيانات إلى أنه يتسلّل إليه سنويًّا حوالي نصف مليون طن من اللدائن، ما بين جزيئات ضخمة ومواد بلاستيكية دقيقة، ليحوّله إلى منطقة مختنقة بالنفايات، تفوق نسب التلوث فيه ما يتوقّعه كثيرون من بحر لا يُشكّل سوى جزء يسير من مياه الكوكب.

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مسارًا تصاعديًا مُقلقًا في حجم النفايات المُنتَجة، حيث يُتوقّع أن يقفز إجمالي ما يُخلّف من نفايات إلى حوالي 255 مليون طن بحلول عام 2050، مقارنةً بـ129 مليون طن في الوقت الراهن. وتُشكّل المواد البلاستيكية ما يقارب 12% من هذا الكمّ، وهي نسبة مُرشّحة للزيادة مع تحسّن مستويات المعيشة وارتفاع معدّلات الاستهلاك في المنطقة.

«الزجاجات المسمومة»

وضع مواد غذائية جافة داخل زجاجات بلاستيكية يُثير تساؤلات علمية حول تأثير أشعة الشمس عليها، خاصة مع تعرّضها للإشعاع الشمسي أثناء طفو الزجاجات في البحر، والتفاعلات الكيميائية والبيولوجية، والآثار البيئية المحتملة كجزء من المخاطر المُترتبة على المبادرة الإخوانية. فالزجاجات التي تُستخدم في تعبئة المشروبات والمواد الغذائية، عند تعرّضها للأشعة فوق البنفسجية القوية في البحر المتوسط، بسبب الموقع الجغرافي وانخفاض الغطاء السحابي، يحدث فيها تفاعلات كيميائية تؤثّر على المحتويات الغذائية.

والأشعة فوق البنفسجية لديها قدرة على كسر الروابط الكيميائية في البوليمر، مما يؤدي إلى التحلّل الضوئي، الذي يُنتج مركبات عضوية متطايرة (الألدهيدات والكيتونات)، وتسربها إلى المواد الغذائية داخل الزجاجات (الأرز والعدس) بمكوناتها العضوية كالكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون النسبية.

فتحدث الأكسدة الضوئية، التي بتأثيرها الضار على المكونات الغذائية، قد تؤثر على الجهاز الهرموني والتناسلي، وتزيد من مخاطر اضطرابات النمو والأمراض المزمنة، وقد تتحوّل إلى مواد سامة ومسرطنة عند الاستهلاك.

كما أن المواد الكيميائية التي تُستخدم كمُلدّنات (لجعل البلاستيك أكثر ليونة ومرونة)، عند امتصاصها من قِبَل الكائنات البحرية، وتَنتقِل عبر السلسلة الغذائية إلى الإنسان، تُسبّب اضطرابات في الغدد الصماء. وعند تعرّض المواد الغذائية الجافة مثل الحبوب أو البقوليات للرطوبة، نتيجة تسرب الماء عبر شقوق دقيقة في العبوة أو الزجاجة، فإنها تفقد شرطها الأساسي في الحفظ (الجفاف)، مما يُهيّئ بيئة ملائمة لنمو كائنات دقيقة كالبكتيريا والفطريات، مما يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة والتسمم الغذائي، حيث لا يصلح معها التجفيف أو الطهي. وعليه، فالمواد الغذائية داخل العبوات (البقوليات: الأرز، العدس، فول، مكرونة.. .) عُرضة للتحلّل والتعفّن، وإنتاج مركّبات سامة، أو على الأقل تخلق ظروفًا لتكاثر البكتيريا والفطريات، مما يرفع من احتمال ظهور سموم الأفلاتوكسينات (المسرطنة والخطِرة على الكبد والمناعة)، خاصة مع ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح البحر المتوسط مؤخرًا إلى 26 درجة، ما يُشير إلى تغيّر مناخي مقلق، وبالتالي، فمبادرة «الزجاجات» ليست إغاثة، بل نفايات متحركة، تجرّ خلفها كوارث صحية وبيئية للشواطئ المصرية، ولأهالي غزة إذا وصلتهم «الزجاجات» أصلًا، في ظل العوائق البحرية والحصار الإسرائيلي.

يتغافل الإخوان عن الأثر الكارثي اجتماعيًا واقتصاديًا لمبادرتهم، فالبحر المتوسط يُسهم بحوالي 11% من إجمالي إنتاج الأسماك في مصر، وتشير التقديرات إلى أن إجمالي الصيادين المُسجّلين في مصر يتجاوز نصف مليون شخص، يعتمد عدد كبير منهم بشكل أساسي على البحر المتوسط كمصدر رزق وحيد، خاصة في المناطق الساحلية الممتدة من مرسى مطروح غربًا إلى رفح شرقًا.

وتُقدَّر الخسائر السنوية لصناعة الصيد في البحر المتوسط نتيجة التلوث البلاستيكي بنحو 641 مليون يورو، لا سيما أن ابتلاع الأسماك للميكروبلاستيك يؤثر على نموّها وقدرتها على التكاثر، خاصة الأصناف التجارية مثل السردين والماكريل، ما يُهدد الأمن الغذائي البحري وسلامة المستهلك.

ومبادرة «الزجاجات السامة» تُضيف مزيدًا من العبء على هذا النظام البيئي، وتُعقّد جهود التنظيف والرصد البحري التي تبذلها دول مثل مصر، وإيطاليا، واليونان. والأسوأ أن هذه «الجرائم البيئية» تمرّ دون مساءلة، بسبب الترويج العاطفي لها، ما يطرح سؤالًا مهمًا: هل تتحول النفايات إلى تهمة سياسية؟ وهل تملك دول الجنوب على البحر المتوسط الحق في حماية سواحلها من حملات غير مسؤولة، حتى لو ارتدت قناع «الدعم الإنساني»؟ حيث لم تعد المسألة دعمًا هامشيًا لقطاع غزة، بل معركة من أجل الحق في بيئة غير مُسيّسة.

عوائق بحرية

ورغم فيديوهات «مصنوعة» بمعرفة الإخوان، وعناصر تابعة للجماعة في غزة، يتم توزيعها على مكاتب الفضائيات، زاعمة وصول جزء من «زجاجات المبادرة» إلى القطاع، فإن حركة التيارات البحرية في منطقة شرق البحر المتوسط تُشكّك في جدوى المبادرة، إذ إن الزجاجات ستدور في دوامات مغلقة، أو تندفع نحو الشواطئ الأقرب، وليس باتجاه غزة، بحكم جغرافيا البحر المتوسط، التي يتجاهلها مروّجو المبادرة الإخوانية (سهوًا أو عمدًا).

والتيارات السطحية في شرق البحر المتوسط تتجه في الغالب شمالًا نحو قبرص وتركيا، وليس إلى سواحل غزة. وفي الصيف، تزداد هذه التيارات بفعل الرياح الشمالية الغربية، مما يقلّل من احتمال وصول زجاجات المبادرة إلى القطاع. وبناءً على التيارات السطحية (تيار الساحل الشمالي الإفريقي وتيار شرق المتوسط) واتجاهات الموج، ستكون السواحل المصرية هي الأكثر تضررًا، فضلًا عن الرياح الشمالية الغربية صيفًا، والمناطق ذات التضاريس المنحنية.

وتتجاهل مبادرة الزجاجات السامة الإخوانية العامل الجيوسياسي، حيث يخضع قطاع غزة لحصار بحري إسرائيلي مشدد، وسيطرة عسكرية على المياه الإقليمية للقطاع، منذ انقلاب حركة حماس على السلطة الفلسطينية عام 2007، وهو ما سيلعب دورًا حاسمًا في منع وصول الزجاجات إلى سواحل غزة، بسبب المراقبة المكثفة والاعتراض العسكري الإسرائيلي.

الزجاجات تصل إسرائيل لا غزة

وتخضع سواحل القطاع لمراقبة شاملة من قِبَل البحرية الإسرائيلية، التي تستخدم زوارق حربية، وطائرات مسيّرة، ورادارات، وتقنيات مراقبة متقدمة، لمنع أي أنشطة بحرية غير مصرح بها. كما تقوم الزوارق الحربية الإسرائيلية بدوريات مستمرة لرصد أي أجسام في المياه واعتراضها، والتعامل مع أي جسم طافٍ باعتباره تهديدًا محتملًا.

سياسيًا وقانونيًا، فمبادرة الزجاجات الإخوانية تكشف عن أهداف خبيثة تهدف إلى إعفاء إسرائيل من مسؤولياتها كدولة احتلال، بما في ذلك إغلاق ستة معابر حدودية مع غزة (إيرز، كارني، ناحل عوز، كرم أبو سالم، صوفا، والشيخ عجلين)، وسيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، حيث يُعاقِب الاحتلال حوالي 2.3 مليون نسمة من الفلسطينيين، عبر تقييد حركة الأفراد والبضائع.

يتسبب هذا في أزمة إنسانية حادة، تشمل نقصًا في الغذاء، والدواء، والوقود، وتدهور البنية التحتية. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ويُعاني أكثر من نصفهم من انعدام الأمن الغذائي. وكان الأجدر بجماعة الإخوان تنظيم حملات علاقات عامة عالمية للتذكير بأن إغلاق إسرائيل للمعابر الإسرائيلية وفرضها القيود على إدخال المساعدات يُعتبر عقابًا جماعيًا للفلسطينيين، وانتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.

رسائل مسمومة

مبادرة «الزجاجات السامة» التي أطلقتها جماعة الإخوان تُبدّل الحقيقة بالرموز، والعمل الحقيقي بالاستعراض الإعلامي، عبر إنتاج فيديوهات تُظهر صورة مُضللة، تستخدم خلالها الجماعة أسلوبًا دعائيًا يمكن وصفه بـ«طمس الحقائق»، حيث تُخفي المسئولية الإسرائيلية الحقيقية وتُبعدها عن الصورة، بينما تُحمّل مصر المسئولية، رغم ما تبذله من جهود إغاثية متواصلة.

دخول شاحنات مساعدات لقطاع غزة

لكن خطاب الجماعة المشبوه تفضحه الجهود المصرية لدعم غزة، منذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل ما يقرب من عامين، عبر دور القاهرة الموثّق في فتح معبر رفح من الجانب المصري، وإنشاء جسر جوي، وإسقاط مساعدات غذائية ودوائية على شمال غزة، فضلًا عن جهودها الدبلوماسية المستمرة مع القوى الكبرى لحسم الأزمة.

إسقاط المساعدات على غزة

ومع ذلك لا تتوقف الدعاية السوداء للجماعة الإرهابية (عبر الشبكات الاجتماعية، ومنصاتها الإعلامية الممولة من أجهزة استخبارات معادية لمصر) عن الإساءة للمؤسسات الوطنية المصرية في ملف غزة، رغم أن القانون الدولي (المادة 55 من اتفاقية جنيف الرابعة) يُلزم قوة الاحتلال بتوفير الإمدادات الغذائية والطبية للسكان المدنيين. وتغيب هذه المرجعيات عن خطاب جماعة الإخوان، لأنها تقوّض روايتهم الدعائية التي تُجمّل صورة الاحتلال وتُشيطن مصر.

الغريب أن الجماعة، التي تمتلك بنية مالية ضخمة يديرها التنظيم الدولي للإخوان العابر للقارات، لم تقم بتمويل شحنات مساعدات حقيقية، وإرسالها مثلًا عبر البحر من الموانئ التركية التي تنقل الغذاء والبضائع إلى إسرائيل خلال العامين الأخيرين، كجزء من حركة التجارة بين البلدين، رغم العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على أهالي غزة والضفة، ومع ذلك، تلجأ جماعة الإخوان إلى «الزجاجات المسمومة» وتسجيلها بالفيديو، لتجديد حضورها كفاعل «ثوري» ضمن معادلة النفاق السياسي- الإعلامي، بدلًا من التأثير الفعلي.

وتحترف جماعة الإخوان، منذ نشأتها بمعرفة الاحتلال البريطاني عام 1928، تحويل الكوارث إلى «سلعة سياسية» ورأس مال رمزي توظفه في معارك ضد الحكومات المصرية المتعاقبة، وفي دول أخرى تنتشر فيها، قبل أن توظف أدوات الثقافة الرقمية (الهاشتاجات، المنشورات المؤثرة، توظيف المؤثرين المتضامنين مع مخطط الجماعة لا مع أهالي غزة) في تدوير خطاب الدعم الزائف.

يمكن رصد هذا بسهولة من خلال تصوير المشهد بعناية: طفل، فتاة، امرأة، أو حتى شيخ طاعن في السن وهو يرمي زجاجة في الماء، مع رسالة صوتية حزينة، مصاحبة للقطات فيديو مُمنتجة، بموسيقى حزينة، من أجل تحويل المبادرة المشبوهة إلى محتوى مثير وجاهز للانتشار الفيروسي على المنصات ووسائل الإعلام التي لا تدرك مخاطر وأهداف الجماعة.

تُحتسب الجماعة قيمة مبادرة «الزجاجات المسمومة» بعدد الإعجابات، والتعليقات، والمشاركات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة ضد مصر، وليس بعدد الأرواح المتضررة في قطاع غزة، فيتحوّل التضامن إلى صناعة، والقضية إلى مادة إعلامية قابلة للاستهلاك السريع، وتُصبح غزة (التي تغرق في المجازر والجوع) مجرد ديكور في رواية الإخوان المفخخة، التي تخدم الأجندة التنظيمية للجماعة، بينما كان الحق الأصيل للقطاع يفرض على الجماعة وغيرها تنظيم حملة دولية للتضامن الحقيقي، المبني على الحقائق والالتزامات القانونية، دعمًا فعليًا لغزة، وليس استغلالًا لمأساة القطاع.

الوهم والشيطنة

ترافق المبادرة الإخوانية حملة إعلامية منظمة، تتولى الترويج، والتشويش على كل من يعارضها، ووصْف النقد العلمي بأنه «تشويه للعمل الخيري»، وتنشط قنواتها ومواقعها (مكملين، وطن، الشعوب، الشرق، ومنصات ممولة من قطر: ساسة بوست، نون بوست.. .الخ) في أداء الدور المحدد لكل وسيلة إعلام إخوانية، لاسيما تضخيم المبادرة، عبر برامج تحريضية وتقارير عاطفية.

بالتزامن مع مبادرة «الزجاجات السامة» تشن الجماعة حملات تشويه ضد الأصوات الناقدة، خاصة من داخل مصر، بوصفها «أبواقًا للحكومة، أعداءً للحق الفلسطيني.. .»، وهذا الخطاب المتشنج يُعيد إنتاج واحدة من أسوأ أدوات الجماعة «تخوين المخالفين وتكفيرهم واتهامهم بالعمالة»، بينما الواقع يؤكد أن الجماعة، كعادتها، لا تقبل بوجود وعي مستقل، وتلجأ إلى قمع الحقيقة بشعارات «دعم غزة»، بينما الحقيقة أنها تشارك في التمويه على جرائم الاحتلال بجرائم إخوانية.

تتبع الردود الإخوانية على الانتقادات البيئية والعلمية المحذرة من التداعيات البيئية الكارثية لمباردة «زجاجات البقوليات» يكشف عن أسلوب مألوف لدى الجماعة، عبر تحويلها النقاش العلمي إلى معركة أخلاقية زائفة، فعند مواجهتها بالأثر البيئي للمبادرة المشبوهة، يكون الرد المعمم من قيادة التنظيم، وتردده كوادرها: «تخشون على الأسماك ولا تبالون بأطفال غزة؟».

هذا الأسلوب الذي يعتمد على الابتزاز العاطفي يهدف إلى تعطيل العقل وتفريغ النقاش من مضمونه العلمي، فالجماعة تُدرك أن حملتها غير قابلة للتنفيذ ومضرة، لكنها تُعوّل على موجة عاطفية تبتلع هذه الحقائق، وهنا، البيئة تصبح «عدوًا»، والعلم يُوصف بـ«الخيانة»، وهذه ليست مفارقة طارئة، بل سمة متكررة في تاريخ الإخوان، الذين طالما صنّفوا التنوير والتخصص والمعرفة المستقلة كعوائق أمام مشروعهم، كما أن التراكم العلمي لا مكان له في خطاب الجماعة، ما دامت «الزجاجات»، تطفو أمام الكاميرا، حتى لو كان داخلها عفن يُسمّم الماء والغذاء والبشر، لاحقا.

الفلسطينيون لا يحتاجون إلى استعراض التضامن الإخواني المشبوه بقدر ما يحتاجون إلى دعم حقيقي، سياسي وقانوني وإغاثي، يعرّي الاحتلال بدلًا من أن يغسل يديه من الدماء عبر نقل الاتهام إلى دول الجوار، لكن جماعة الإخوان، بخطابها الغوغائي، يؤكد مواصلة الجماعة السير في طريق الخداع، حيث لا تُجيد فيه سوى ترويج الشعارات، صناعة الاحتقان، وترويج الغضب، لتخفيف الضغط على فرعها في غزة (حماس)، وعلى إسرائيل لنيل رضا عواصم غربية ولا عزاء لأكثر من 2 مليون فلسطيني يواجهون المجهول.

اقرأ أيضاًمستشار الرئيس الفلسطيني: جماعة الإخوان الإرهابية هم كلاب النار وخدام إسرائيل

مصطفى بكري: «تنظيم الإخوان الإرهابي وراء حملات تشويه صورة مصر والتظاهرات أمام السفارات»

مقالات مشابهة

  • السيطرة على حريق بغرفة ماكينات سفينة حاويات جنوب حقل الحمد برأس غارب
  • القوات المسلحة تستهدف مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي
  • القوات المسلحة تستهدف مطار اللد ردا على جرائم الابادة في فلسطين
  • مجلة بريطانية: القوات اليمنية تفتتح “مرحلة رعب جديدة” في البحر الأحمر
  • «الزجاجات المسمومة».. هل يشارك الإخوان في قتل أهالي غزة؟
  • بعد تأجيل محاكمة الإخواني يحيى موسى و16 آخرين.. هذه عقوبة الانضمام لجماعة إرهابية
  • "باستهداف كل السفن".. جماعة الحوثي تعلن التصعيد ضد إسرائيل
  • الحوثيون يعلنون عن خطوات تصعيدية جديدة ردا على الحرب في غزة
  • القوات اليمنية: قررنا تصعيد العمليات العسكرية في ظل استمرار الإبادة بغزة
  • مسيّرات تستهدف سان بطرسبورغ خلال مشاركة بوتين في الاحتفال بيوم البحرية