حصل الباحث السياسي وائل ربيعي، الصحفي بجريدة اليوم السابع، على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة أركنساس الأمريكية عن رسالة تعد من أوائل الرسائل العلمية التي تتناول أحداث 7 أكتوبر بين حماس وإسرائيل المعروفة بعملية طوفان الأقصى، بعنوان "3 سنوات من الاتفاقيات الإبراهيمية: حلقة معاصرة من السلام الزائف".

 

ويمثل إعلان الاتفاقيات الإبراهيمية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان أحدث محاولة لحل النزاع العربي الإسرائيلي الذي استمر لما يقرب من 75 عامًا.

وتهدف الاتفاقيات الإبراهيمية إلى ضم المزيد من الدول العربية وربط النزاع السياسي بين إسرائيل والعالم العربي بالجذور الدينية المشتركة بين العرب واليهود. لم تظهر الاتفاقيات الإبراهيمية فجأة كما يعتقد الكثيرون؛ بل تم دفعها ببطء إلى الساحة العامة العربية. 

ونجحت الدبلوماسية الإسرائيلية جزئيًا في تغيير الفهم العربي من "لا سلام بدون إقامة دولة فلسطينية مستقلة" كما كان معلن من قبل المبادرة العربية لحل النزاع إلى "نعم للسلام مع وقف الاستراتيجية الإسرائيلية للاستيطان في الأراضي المحتلة." ومع ذلك، لا تنص المسودة النهائية للاتفاقيات الإبراهيمية على أن إسرائيل ستوقف أي ضم مستقبلي للأراضي الفلسطينية، بل ينص على أن "إسرائيل ستعلق إعلان السيادة"، مما يعني أن ضم إسرائيل لأراضٍ فلسطينية جديدة يمكن أن يعاود النشاط في أي وقت وتحت أي ظروف.

وأشار الباحث وائل ربيعي في رسالته إلى أنه على الرغم من أن الشرق الأوسط يمر بتغييرات سياسية سريعة، فإن هذه الديناميات الجديدة قد تقود المنطقة إلى هاوية سياسية واجتماعية بسبب الاستقطاب الأمريكي الإسرائيلي الناجم عن الاتفاقيات الإبراهيمية بالنسبة للعديد من دول الخليج. وهذا يغير الطبيعة التقليدية للنزاع الممتد بين العرب الذين فقدوا أراضيهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي، من نزاع عربي إسرائيلي إلى دول عربية مدعومة من دولة إسرائيل ضد العرب المدعومين من الأتراك أو الإيرانيين. فمن خلال الترويج للاتفاقيات الإبراهيمية، تحاول الولايات المتحدة إنهاء 75 عامًا من النزاع السياسي بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك الحروب والانتفاضات، من خلال اتفاقيات دينية تُنسب إلى نبي الله إبراهيم باعتباره أبو المسلمين والمسيحيين واليهود. ومع ذلك، فإن أساس هذا النزاع هو في المقام الأول سياسي؛ فعندما احتلت إسرائيل فلسطين في عام 1948، حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل تهميش الفلسطينيين لتحقيق السلام مع دول الخليج ولم تنجح. ومن هنا فإن فكرة إشراك الدين كحل نهائي لأي معضلة سياسية صعبة جاء كحل نهائي؛ ولكن المشكلة الرئيسية لا تزال قائمة، ولم يتم تقديم أي حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو القضية الأساسية المتنازع عليها. 

وأكد الباحث أن الاتفاقيات الإبراهيمية حاولت الترويج لنهج اقتصادي وتكنولوجي لتحقيق السلام السياسي بين العرب والإسرائيليين من خلال القضاء على الحقوق الأساسية للفلسطينيين وعدم تحرير الأراضي المحتلة. يبدو أن وضع السعودية السياسي لدعم الاتفاقيات الإبراهيمية كسياسة أمريكية في الشرق الأوسط، جاء للحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن في الوقت نفسه تواصل دعم الفلسطينيين وتفي بوعودها والتزاماتها بحقوق العرب من خلال الدفع لإعطاء الفلسطينيين شيئًا من خلال صفقتها مع إسرائيل التي تأجلت بسبب أحداث 7 أكتوبر. أوضحت قطر أن تطبيع العلاقات الكاملة مع إسرائيل يعتمد على حل شامل للقضية الفلسطينية. وصورت إدارة ترامب الاتفاقيات الإبراهيمية كملاذ آمن وحيد للتحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها الدول العربية. فبالنسبة للدول الفقيرة ذات الاقتصادات الضعيفة، مثل السودان، تم إغراؤها بالحوافز المالية. وفي الوقت نفسه، تم تسليط الضوء على المخاوف الأمنية مثل النفوذ السياسي المتزايد لإيران وتركيا وأجنداتهما التوسعية الإقليمية بالنسبة لدول الخليج الأكثر ثراءً. ونظرًا لأن المغرب مستقر ماليًا بشكل ما، فإن الإغراء الذي لا يقاوم لجلبه إلى الاتفاقيات الإبراهيمية كان الاعتراف الأمريكي بسيادته على الصحراء الغربية كجزء من الصفقة مع الولايات المتحدة.

لا سلام دون الفلسطينيينالباحث وائل ربيعي

وأوضح الباحث أنه لن يتم حل النزاع العربي الإسرائيلي عن طريق إقصاء الفلسطينيين من المعادلة لأن الفلسطينيين هم الذين يعيشون على الحدود مع إسرائيل، وليس الإماراتيين أو البحرينيين أو المغاربة أو السودانيين؛ لذلك، فإن الوصول إلى تطبيع كامل مع جميع الدول العربية وإقامة علاقات سلمية معها يبدأ من هناك في فلسطين، وليس من الخارج مشيرا إلى أنه قد تستفز هذه الموجة الحالية من التطبيع انتفاضة فلسطينية أخرى ستكون أقوى من سابقتها لأن الفلسطينيين يشعرون الآن بأنهم تُركوا وحدهم لمواجهة إسرائيل وتحرير أراضيهم المحتلة. ومع كل الدعاية حول الاتفاقيات الإبراهيمية وأهميتها في حل النزاع العربي الإسرائيلي، تظهر الدراسات أن الشعوب في الدول العربية لا يقبلون الاعتراف السياسي بإسرائيل من قبل حكوماتهم ويرون ذلك كخيانة للقضية الفلسطينية. 

اقتصاديًا، تظهر الدراسات أن إسرائيل ستحصل على حصة الأسد الخاصة بفوائد توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية. على سبيل المثال، تظهر البيانات أن إسرائيل ستحقق نشاطًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 46 مليار دولار، أي تغيير بنسبة 2.3% في ناتجها المحلي الإجمالي (GDP)، و19100 فرصة عمل جديدة، وانخفاضًا بنسبة 0.4 في معدل البطالة بعد توقيع هذه الاتفاقيات مع الدول العربية. بالمقارنة، ستحقق البحرين والمغرب والسودان والإمارات نشاطًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 1.6 مليار دولار و4.5 مليار دولار و0.7 مليار دولار و17 مليار دولار على التوالي. علاوة على ذلك، ستحقق البحرين والمغرب والإمارات تغييرًا بنسبة 0.8% في ناتجها المحلي الإجمالي، مقارنة بـ0.7% للسودان. وستخلق الاتفاقيات الإبراهيمية 1700 فرصة عمل جديدة للبحرين و16500 للمغرب و16400 للسودان و11100 للإمارات. أخيرًا، ستقلل الدول العربية، البحرين والمغرب والسودان والإمارات، معدلات بطالتها بنسبة 0.2% و0.1 و0.1 و0.2 على التوالي.

وأكد الباحث أن الاتفاقيات الإبراهيمية تمثل أحدث نسخة من تكتيكات المماطلة السياسية التي تستخدمها إسرائيل لتحقيق أهدافها النهائية. كما أن من بين هذه التكتيكات السيطرة على ظروف حياة الفلسطينيين وتحقيق قبضة قوية على معظم الموارد. واستخدمت إسرائيل العديد من الاستراتيجيات لإضعاف أي مقاومة دولية وإقليمية. وكان فرض سياسة الأمر الواقع ولا يزال مكونًا أساسيًا في سياسة إسرائيل في التعامل مع الفلسطينيين والعرب. كما أن إصرار إسرائيل على رفض أي تدخل دولي في المفاوضات مع الفلسطينيين باستثناء الولايات المتحدة يوضح النوايا الحقيقية لدولة الاحتلال. 

 سبب تعقيد حل الدولتينالباحث وائل ربيعي 

وأشار الباحث إلى أن المؤسسات الدولية ساهمت في تعقيد حل الدولتين من خلال مماطلة الحق الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة. ويوضح الباحث أن التناقض الدولي في الاعتراف بإسرائيل كعضو في الأمم المتحدة فورًا بعد إنشائها الرسمي هو دليل قوي على أن النوايا كانت واضحة لدعم طرف واحد دون الآخر. علاوة على ذلك، فإن المجتمع الدولي جزء كبير من المشكلة؛ فقد ساهم في خلق النزاع عن طريق زرع دولة إسرائيل حيث لا تنتمي. ولم يكن مفاجئا أن اللجان الدولية لم تحقق أي تطبيق ملموس للقانون الدولي؛ لأن معظم هذه اللجان كانت أدوات لتسويف سياسي حيث إن المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي لم تكن قادرة على تنفيذ أية قرارات ضد إسرائيل بشكل فعال.

 

وقال الباحث إن المعضلة الحقيقية في تأخير حل القضية الفلسطينية هي المعاناة والنضال لأولئك الذين يعيشون تحت هذه الظروف اللاإنسانية في غزة والضفة الغربية. وإن النظر إلى النضال الإنساني البحت في فلسطين من منظور سياسي بحت أمر غير عادل وغير مهني لأن الهدف الأساسي لهذه المؤسسات الدولية هو تحقيق السلام وحماية الضعفاء. إذ ينتقد العديد من علماء السياسة دور الأمم المتحدة في القضية الفلسطينية لأنها لم تنجح بعد في تجنيب المدنيين، وخاصة الفلسطينيين، ويلات الحرب بين المحتل والمقاومة. كما أن التناقض في تبرير ما لا يمكن تبريره بإعطاء إسرائيل اعترافًا دوليًا بعد كل ما ارتكبته ضد الفلسطينيين سيظل يشكك في أي جهود لحل القضية من قبل المنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة. وأشار ربيعي إلى أن الفشل المستمر للمجتمع الدولي في دفع إسرائيل للامتثال للقرارات الدولية بسبب الدعم الأمريكي اللامحدود، سيؤدي إلى عدم توقف إسرائيل عن سلوكها العدواني ضد الفلسطينيين. كما أن هذه الأنواع من المماطلات السياسية تهدف إلى تمهيد الطريق دوليًا وإقليميًا لتحقيق الخطة الكبيرة لإسرائيل، أو كما تسمى "صفقة القرن"، لإزاحة جميع الفلسطينيين البالغ عددهم 2 مليون مواطن في غزة وإعادة توطينهم في سيناء مصر، مما يعني القضاء التام على القضية الفلسطينية.

 

وأشارت الرسالة العلمية إلى أنه في 7 أكتوبر 2023، تفاجئ العديد من الأطراف، إلى جانب الاستخبارات الإسرائيلية، عندما اقتحم أكثر من 1000 مقاتل من حركة حماس جنوب إسرائيل عبر حوالي 30 نقطة في جدار الحدود مع غزة. وكانت هذه الهجمات من قبل حماس مفاجأة تكتيكية تقريبًا لجميع وكالات الاستخبارات في العالم؛ ومع ذلك، فإن تاريخ عملية السلام بين إسرائيل والعالم العربي يخبر المزيد عن توقع استخدام العنف من قبل الفلسطينيين المضطهدين ليتم سماعهم ومواجهة التهميش الإسرائيلي. ومع كل الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، شعر الفلسطينيون بالعزلة وأدركوا أنهم يجب أن يقاتلوا العدوان الإسرائيلي. إذ بدأ ذلك بالاحتجاجات السلمية خلال الانتفاضة الأولى وتطور إلى التفجيرات الانتحارية خلال وبعد الانتفاضة الثانية، ثم إلى قتال بري منظم للغاية (مثل القوات الخاصة ضد جيش الدفاع الإسرائيلي) في هجمات 7 أكتوبر 2023.

وأوضحت الرسال أن التكرار المستمر للاعتداءات ضد الفلسطينيين لن يؤدي فقط إلى تسويف، ولكن قتل أي محاولات حقيقية لمحادثات السلام. على سبيل المثال، كانت عملية "الرصاص المصبوب" هو مصطلح إسرائيل لحملتها العسكرية العاشرة في غزة التي وقعت خلال الفترة من ديسمبر 2008 إلى يناير 2009. كما بدأت حملة عسكرية إسرائيلية أخرى في غزة في 8 يوليو 2014، تسمى عملية "الجرف الصامد". في مارس 2018. وبناء عليه اعتبارًا من 7 أكتوبر، يشارك مقاتلو حماس بشكل نشط في قتال بري ضد القوات الإسرائيلية في غزة. رداً على ذلك، بدأت قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) عملية "السيوف الحديدية"، التي شملت هجمات جوية وبرية واسعة النطاق على شمال غزة في البداية، وتوسعت في النهاية لتغطي كامل قطاع غزة. ووفقًا لتقرير وزارة الصحة، فقد خسر ما مجموعه 25,105 فلسطينيين أرواحهم في غزة خلال النزاع، وأصيب 62,681 آخرين. بالإضافة إلى ذلك، أجبرت الحرب على غزة حوالي 85% من سكان غزة على مغادرة منازلهم، مما دفع مئات الآلاف للجوء إلى ملاجئ تديرها الأمم المتحدة ومخيمات مؤقتة تقع في الغالب في المنطقة الجنوبية من منطقة غزة الساحلية الصغيرة. ويرى العديد من الخبراء أن هجوم حماس في 7 أكتوبر هو تطور طبيعي للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأشار الباحث إلى أن تسويف ومماطلة عملية السلام في فلسطين يؤدي إلى المزيد من العنف. كمان أن تكتيكات الفلسطينيين في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي تطورت من الاحتجاجات السلمية والتفجيرات الانتحارية اليائسة إلى القتال المنظم، متجاوزة القدرة العسكرية للوحدات الخاصة العالمية، كما وصفها العديد من الخبراء. وأضح الباحث أن العنف بين إسرائيل والفلسطينيين لن يتوقف طالما استمرت السياسة الإسرائيلية في استبعاد الفلسطينيين من عملية السلام. ويثبت النزاع الأخير بين إسرائيل وحماس بوضوح أن الاتفاقيات الإبراهيمية بين الدولة العبرية وأربع دول عربية ليست كافية لتحقيق السلام؛ كما أن حرب حماس وإسرائيل أظهرت أن الاتفاقيات الإبراهيمية ليس لها وزن سياسي لحل النزاع حيث أظهرت دول مثل مصر وقطر، التي ليست جزءًا من الاتفاقيات الإبراهيمية، مساهمات أكبر في عملية التفاوض بين إسرائيل وحماس لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن.

نتائج أول رسالة علمية عن طوفان الأقصى

وتوصل الباحث وائل ربيعي في رسالته العلمية إلى عدد من النتائج المهمة من بينها أن الاتفاقيات الإبراهيمية تمثل حلقة معاصرة من المماطلة السياسية لإسرائيل والسلام الزائف كما أنه كانت هناك العديد من الحلقات القديمة من هذه السلسلة، مثل اتفاقيات كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978، التي حققت سلامًا غير واقعيا بين مصر وإسرائيل. وكذلك معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، أو معاهدة وادي عربة في 26 أكتوبر 1994، التي مثلت أيضًا حلقة أخرى من السلام الزائف برعاية الولايات المتحدة وبعيدًا عن المنظمات الدولية، والتي فشلت أيضًا في تحقيق أي سلام ملموس مع الفلسطينيين.

 

وأشارت نتائج الرسالة إلى أن الاتفاقيات الإبراهيمية في سياقها الدولي والتاريخي تمثل الرغبة الإسرائيلية الواضحة لعزل الفلسطينيين عن قوميتهم العربية من خلال إبرام اتفاقيات سلام مع دول عربية لم يكن لديها أي نزاع عسكري معها (الإمارات، البحرين، المغرب، والسودان). وتوقعت الرسالة أن تسويف ومماطلة عملية السلام من الممكن أن يؤدي إلى المزيد من العنف والدليل على ذلك تطور تكتيكات الفلسطينيين في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي من الاحتجاجات السلمية والتفجيرات الانتحارية اليائسة إلى القتال المنظم، متجاوزة القدرة العسكرية للوحدات الخاصة العالمية، كما وصفها العديد من الخبراء. وتوصلت الرسالة أيضا إلى أن إسرائيل لا ترغب في الوصول إلى سلام حقيقي مع الفلسطينيين. كما أن الاتفاقيات الإبراهيمية تمثل تسويفًا لتحقيق أهداف لا تخدم الدول العربية وشعوبها.

 

وأوضحت نتائج الرسالة أن حرب حماس وجهت ضربة قوية للاتفاقيات الإبراهيمية، مما قد يؤجل النظر فيها بشكل جدي أو تنفيذها. وكان استبعاد الفلسطينيين من الاتفاقيات الإبراهيمية أحد الأسباب الرئيسية لمعركة "طوفان الأقصى" (هجوم 7 أكتوبر). كما لم تساهم الاتفاقيات الإبراهيمية في وقف الاستيطان الإسرائيلي أو إحداث فرق في الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين، مشيرة إلى أن هجوم 7 أكتوبر أدى إلى تعطيل أو تأجيل الاتفاق السعودي مع إسرائيل، الذي ربما يكون ضمن الاتفاقيات الإبراهيمية. كمان أن أهم النتائج التي توصلت إليها الرسالة آنه وبكل المعاني لا سلام بدون الفلسطينيين.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى درجة الماجستير الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة البحرین والمغرب مع الفلسطینیین الأمم المتحدة الدول العربیة عملیة السلام بین إسرائیل ملیار دولار أن إسرائیل مع إسرائیل الباحث أن العدید من حل النزاع على ذلک من خلال کما أن إلى أن من قبل سلام ا فی غزة

إقرأ أيضاً:

المفتي وإخوانه في دائرة الاستهداف الإسرائيلي

يعتبر شخصية معتدلة سياسيا.
طرح رؤية أثارت "غضب" الاحتلال أكثر من مرة من بينها فتوى العمليات الاستشهادية.
وحديث "الحجر أو الشجر"، وبأن المسجد الأقصى موجود منذ سيدنا أدم ولم يكن يهوديا في يوم من الأيام.

ورغم صفة التروي والهدوء وموقعه الرسمي في الأوقاف التي تتبع الحكومة الأردنية وتعيينه من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله إلا أن الشيخ تعرض للاعتقال من قبل الاحتلال مرات عديدة.

تتلمذ محمد حسين، المولود في حي جبل المكبر بالقدس عام 1950، في بداية حياته العلمية على يد الشيخ هاشم البغدادي، وهو أحد علماء القراءات في بيت المقدس، فأخذ عنه علم القراءة وأحكام التجويد.

تخرج في ثانوية الأقصى الشرعية عام 1969، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية عام 1973، والماجستير من جامعة القدس.

عمل بعد تخرجه مدرسا في مدرسة دار الأيتام الإسلامية، ثم انتقل إلى التدريس في مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية، ثم أصبح مديرا للمدرسة الشرعية، فمراقبا للتوجيه الإسلامي في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

تولى التدريس والخطابة في المسجد الأقصى عام 1982 وحتى اليوم، ثم تولى إدارة شؤون الأقصى من عام 1986 إلى عام 2006.

عين في الفترة ما بين عامي 1987 و1990 عضوا في مجلس الأوقاف الإسلامية في الضفة الغربية، إضافة إلى رئاسة مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، وعضو مؤسس في العديد من الجمعيات الخيرية.

شغل منصب رئيس المجلس الاستشاري لكلية القرآن والدراسات الإسلامية، وعضو مؤسس لهيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس، وعضو في مجمع الفقه الإسلامي الدولي في السعودية ومجلس أمناء مؤسسة الشهيد ياسر عرفات.

وكان عضوا في الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، وفي مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس، ورئيسا للهيئة الإسلامية المسيحية، وعضوا في رابطة العالم الإسلامي، وفي مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي بالأردن، وعضو في الهيئة الإسلامية العليا.

عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مفتيا للقدس والديار الفلسطينية برتبة وزير في عام 2006 خلفا للشيخ عكرمة صبري الذي أقيل من منصبه من قبل عباس بزعم إشراك نفسه بشكل كبير في الشؤون السياسية.

عقب تبني الاحتلال قانون التغذية القسرية للأسرى، أصدر الشيخ حسين فتوى تجيز مقاومة الأسرى للتغذية القسرية، وقال إن "ضحاياها شهداء" مضيفا أن هذا الأسلوب يجوز "إذا لم يجد الأسرى وسيلة غيرها لتحصيل حقوقهم الإنسانية المشروعة".

وفي عام 2006، وبعد تعيينه مفتيا عاما للقدس، أعرب حسين عن رأيه بشأن التفجيرات الاستشهادية الفلسطينية، قائلا: "إنها مشروعة، بالطبع، طالما أنها تلعب دورا في المقاومة".

في عام 2012، ألقى حسين خطابا خلال احتفالية بمناسبة ذكرى تأسيس حركة فتح، حيث استشهد بحديث شريف قال فيه: " لن تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، فيختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجر، فينادي الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، تعال فاقتله".

أدان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كلمات حسين ووصفها بأنها "شنيعة أخلاقيا" وقارنه بمفتي القدس السابق، أمين الحسيني بزعم تحالفه مع أدولف هتلر، وأصدر المدعي العام الإسرائيلي، يهودا وينشتاين، تعليمات للشرطة المحلية بفتح تحقيق جنائي في تصريحات حسين بتهمة التحريض.

وفي عام  2013، اعتقلت السلطات الإسرائيلية حسين بسبب مزاعم ارتباطه بالمواجهات في الحرم القدسي الشريف .

وفي مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي عام 2015، نفى حسين وجود أي أماكن عبادة يهودية في الحرم القدسي الشريف. وقال إن الحرم القدسي الشريف كان موقع مسجد "قبل 3000 عام، وقبل 30 ألف عام"، وأنه كان كذلك "منذ خلق العالم". وفيما يتعلق بعمر المسجد الأقصى، أكد حسين أن "هذا هو المسجد الأقصى الذي بناه آدم عليه السلام، أو في عهده، بناه الملائكة ".

ولم يسلم الشيخ من عمليات الاعتقال، فقد واصلت سلطات الاحتلال مطاردته كان أخرها أواخر الشهر الماضي حين اعتقلته من داخل المسجد الأقصى عقب إلقائه خطبة الجمعة التي استنكر فيها سياسة التجويع التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

 بعد انتهاء مدة إبعاده التي استمرت 8 أيام، سلمته سلطات الاحتلال قبل أيام قرارا نهائيا بإبعاده عن المسجد الأقصى مدة 6 أشهر.

وتواصل سلطات الاحتلال استهداف أئمة وخطباء المسجد الأقصى بالاعتقال والإبعاد، حيث اعتقلت قاضي قضاة القدس الشيخ إياد العباسي أثناء خروجه من المسجد عقب إلقائه درسا تحدث فيه عن التجويع والإبادة في غزة، ومن بينهما أيضا الشيخ محمد سليم والشيخ عكرمة صبري.

 الشيخ محمد حسين رفض القرار واعتبر بأنه يأتي ضمن سياستها الممنهجة لـ"التضييق على رجال الدين من المسلمين والمسيحيين في القدس، واستهداف دورهم وخطبهم التي تعبر عن هوية المدينة ومقدساتها".

وشدد على أن "الخطبة الدينية مسؤولية شرعية يتحملها الخطيب وحده، وليست من اختصاص سلطات الاحتلال"، مؤكدا رفضه لأي "تدخل في مضمون الخطاب الديني، باعتباره شأنا دينيا وعقائديا خالصا".

وأشار إلى أن "الأردن، بصفته صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يقوم بدور مهم في التصدي لهذا القرار، من خلال وزارة الأوقاف التي تتابع الملف قانونيا وتتحرك ضمن مسؤوليتها في حماية الخطباء والعاملين في العمل الديني في المدينة المحتلة".

ولفت إلى أن القرار الإسرائيلي "لن يمنعه من أداء واجباته الدينية".

وأضاف "يدعون أني أشكل خطر على جمهور المسجد الأقصى، لم أكن كذلك ولن أكون، أنا أرفض هذه التهمة بعد 43 عاما قضيتها كخطيب في الأقصى".

وكان خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري قد أكد في وقت سابق أن الاحتلال يستغل الظروف السياسية والعسكرية الراهنة، وخاصة العدوان على قطاع غزة، لزيادة انتهاكاته بحق المقدسيين والأقصى، وفرض المزيد من القيود عليه.

وأشار صبري إلى أن "المدينة المقدسة باتت محاصرة بالكامل، والمسجد الأقصى يخضع لحصار مشدد منذ اندلاع العدوان على غزة وممارسة سياسة ممنهجة لإبعاد الشباب والمرابطين، ضمن سياسة تفتقر لأي أساس قانوني أو أخلاقي، ولا تمارس في أي مكان في العالم إلا من قبل قوات الاحتلال.".

ويشهد المسجد الأقصى، منذ بداية الحرب على غزة، تصعيدا خطيرا من قبل الاحتلال، يتمثل في تكثيف اقتحامات المستوطنين لساحاته، وتقييد حرية عمل موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية وخطبائه، إضافة إلى محاولات تقويض الدور الأردني المشرف على المسجد من خلال وزارة الأوقاف الأردنية.
ويشكل العلماء المسلمين والخطباء في القدس، ومن بينهم الشيخ حسين والشيخ صبري، سدا منيعا وجدارا صلبا في وجه عمليات التهويد التي تستهدف المسجد الأقصى، ويبدو الشيح محمد حسين الأكثر تأثيرا، بحكم موقعه الرسمي، لذلك لجأ الاحتلال إلى منعه من دخول المسجد الأقصى لمدة طويلة نسبيا.

المرابطون والعلماء يقفون في طليعة الفئة المقاومة لأي مساس بالمسجد الأقصى أو أجراء أي تعيير على الواقع الذي يعيشه المسجد من مئات السنين.

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 12 أغسطس
  • عمليات كتائب القسام ضمن معركة "طوفان الأقصى" 11 أغسطس
  • في رسالة لنتنياهو.. كبار الحاخامات يدعون إلى تهجير الفلسطينيين من غزة
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 11 أغسطس
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 10 أغسطس
  • عبدالمنعم سعيد: الاتفاقيات الاقتصادية بين الدول تُعد جزءًا من عملية السلام
  • بدء دورة “طوفان الأقصى” لعدد من منتسبي القطاع التربوي في محافظة صنعاء
  • عبدالمنعم سعيد: الاتفاقيات الاقتصادية جزء من السلام
  • المفتي وإخوانه في دائرة الاستهداف الإسرائيلي
  • إسرائيل في عزلة علمية.. كيف تعيد غزة تشكيل المزاج الأكاديمي الغربي؟