هيثم الرواحي: درجات الحرارة العالية وصعوبة التضاريس أبزر التحديات

- رافقهم: يوسف الحبسي

- تصوير: حسين المقبالي

يمثّل مشروع المسح الوطني للتنوُّع الأحيائي واحدًا من أهم المشروعات الوطنية التي تقوم بها هيئة البيئة بهدف تحسين وترتيب مؤشر الأداء البيئي لسلطنة عُمان في التنوع الأحيائي، وبناء قاعدة بيانات وطنية لأنواع الثدييات البرية وتحديث مناطق وجودها والتغيرات التي طرأت عليها، وقد تابع فريق جريدة "عمان" بالتنسيق مع هيئة البيئة وضع إحدى الكاميرات الفخية بإحدى المناطق الجبلية في ولاية الرستاق في إحدى المراحل المهمة لتوثيق الحياة البرية بمحافظة جنوب الباطنة.

ولا ندرك حجم التحديات من أجل تنفيذ مثل هذه المشروعات الوطنية إلا بتجربة السير في الجبال وتجاوز السهول وصعود الصخور؛ إذ يعتري المرء الخوف من السقوط أو التعثر، ومن أجل الهدف الأسمى لهذا المشروع الوطني تواصل الفرق الميدانية مهامها المنوطة بها بدءًا من محافظة ظفار ثم محافظات جنوب الشرقية ومسندم والبريمي والظاهرة وشمال الباطنة تارةً بمركباتهم وأخرى مشيًا على الأقدام في مختلف فصول السنة منذ عام 2022 مع تدشين المشروع ولا يزالون يسبرون أغوار أسرار الطبيعة والحياة البرية في ربوع سلطنة عُمان من أجل الخروج بقاعدة بيانات وطنية.

ورغم أن الساعة تشير إلى الثامنة صباحًا إلا أن صعود الجبال ليس بالأمر الهيّن في فصل الصيف؛ إذ الشمس من فوقنا والجبال أمامنا، والحرارة تلفح وجوهنا، نخترق الجبال والسهول صعودًا ونزولًا ونتجاوز مجاري الأودية والشعاب مع أحد الفرق الميدانية في ولاية الرستاق ضمن إحدى محطاتهم؛ لتثبيت الكاميرات الفخية لمدة ستة أشهر والبحث عن المواقع المناسبة لرصد كل أنواع الثدييات البرية متوسطة وكبيرة الحجم وتوثيق مفردات التنوع الأحيائي في المحافظة.

وقال هيثم بن سليمان الرواحي، أخصائي نظم بيئية، رئيس فرق عمل مشروع المسح الوطني للتنوع الأحيائي لـ«عمان»: تمكّن مشروع المسح من تسجيل نتائج مهمة على المستويين المحلي والدولي برصد مجموعة من الكائنات النادرة والمهددة بالانقراض، بينها رصد غزال مصيرة لأول مرة عن طريق الكاميرات الفخية، كما تم توثيق وجود الوشق العربي في محافظة مسندم لمرتين متتاليتين بعد فترة انقطاع دامت لـ 8 سنوات، إضافة إلى رصد مجموعة من الحيوانات البرية في محافظة ظفار تراوحت ما بين 5 ـ 8 أنواع، إذ تمثل هذه المحافظة بؤرة للتنوع الأحيائي في سلطنة عمان، كما رصدنا الطهر العربي في محافظتي البريمي والظاهرة، ونترقب حاليًا نتائج محافظتي شمال الباطنة وجنوب الباطنة.

وأشار إلى أن أهم التحديات التي تواجه الفرق الميدانية العاملة في مشروع المسح الوطني للتنوع الأحيائي درجات الحرارة العالية التي تفرض نتائجها السلبية على مهام الفرق الميدانية من خلال حالات الجفاف التي تصيب هذه الفرق إضافة إلى التعرض لضربات الشمس خصوصًا خلال موسم الصيف إذ تصل درجات الحرارة إلى مشارف الـ50 درجة سيليزية، يضاف إلى ذلك صعوبة التضاريس التي تعد عائقًا أمام فريق المشروع لتنفيذ أعمال المسوحات، حيث نحتاج إلى المسير لمسافات طويلة في بعض المناطق للوصول إلى المربعات المسحية في سلسلة جبال الحجر وجبال محافظة ظفار وكذلك انقطاع شبكات الاتصالات في المناطق النائية. موضحا أن الأعمال الميدانية بمشروع المسح الوطني للتنوع الأحيائي تشكل 50% من إجمالي المشروع بينما تتوزع 50% الأخرى على الجوانب الإدارية والعلمية للمشروع الذي يهدف إلى تحسين مؤشر الأداء البيئي لسلطنة عمان في مجال الموائل والتنوع الأحيائي، وتحقيق الأهداف والبرامج الاستراتيجية لـ"رؤية عمان 2040" وبناء قاعدة بيانات شاملة للتنوع الأحيائي، ونشر وتوثيق مفردات التنوع الأحيائي وإبرازها ضمن الموارد الطبيعية المستدامة، إضافة إلى تحديث مناطق توزع الأنواع والتغيرات التي قلصت مواقع وجودها، وبناء خرائط احتمالات بقائها بناءً على القراءات الحيوية والفيزيائية، والحصول على إحصائيات للأعداد التقريبية للأنواع وفق منهج علمي واضح ودقيق، وتحديد أولويات برامج ومناطق الصون والحماية ذات الأولوية القصوى وفق نتائج المسح.

وأكد أن المربعات التي تم مسحها في المشروع تبلغ 804 مربعات في 9 محافظات مختلفة بمساحة تقدر بـ 32900 كيلومتر مربع بمعدل 88 يوم عمل ميداني، وتم على إثرها تركيب 683 كاميرا فخية بمشاركة 181 موظفًا بهيئة البيئة، وقد تم توثيق 80 نوعًا خلال هذه الفترة من الأعمال الميدانية.

وأوضح أن المشروع يستهدف تركيب كاميرات فخية في 2592 مربعًا بمختلف المحافظات بمستويات مسحية جبلية وسهلية وصحراوية، إذ تقوم الكاميرا الفخية بالتسجيل والرصد لمدة 6 أشهر في كل موقع على أن يتم فحصها شهريًا بشكل دوري، وسوف تستمر أعمال المشروع الميدانية على مدى 3 سنوات أي حتى نهاية عام 2024م، إذ انطلقت أعمال المسح باستخدام تقنية الكاميرات الفخية بالإضافة للمسوحات الحقلية لمواقع المشروع من خلال مجموعة من المختصين الموزعين ضمن الفريق الرئيسي والفرق الميدانية بكل قطاع.

غزال مصيرة غزال مصيرة 1 غزال مصيرة 2

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الفرق المیدانیة للتنوع الأحیائی

إقرأ أيضاً:

استقبال حافل للنائب الوفدي باسم حجازي خلال جولته الميدانية بقرية " دقلت "

أجرى النائب الوفدي باسم حجازي، مرشح حزب الوفد عن دائرة كفر الشيخ – قلين في انتخابات مجلس النواب 2025، جولة ميدانية أمس بين أهله وأبناء قرية دقلت، حيث حظي باستقبال حافل عكس مشاعر المحبة والثقة التي يكنّها الأهالي له، مؤكدين دعمهم المستمر لمسيرته البرلمانية ورغبتهم في استمراره ممثلًا لهم وصوتًا معبّرًا عن احتياجاتهم.

وشهدت الجولة توافد عدد كبير من أبناء القرية الذين حرصوا على الترحيب بالمرشح والحديث معه حول مطالبهم اليومية وتطلعاتهم الخدمية والتنموية.

 وتجوّل النائب باسم حجازي في شوارع القرية والتقى كبار العائلات والشباب والنساء، مستمعًا إلى آرائهم ومقترحاتهم بشأن القضايا التي تمس حياتهم، وعلى رأسها تحسين الخدمات، ودعم المشروعات الصغيرة، وتطوير البنية التحتية، ورفع مستوى الخدمات الصحية والتعليمية.

وخلال جولته، أكد مرشح حزب الوفد عن دائرة كفر الشيخ – قلين باسم حجازي إن ما لمسته اليوم من مشاعر محبة وثقة هو وسام على صدري ودافع قوي لمواصلة العمل من أجل أهلي في دقلت وكافة قرى ومراكز الدائرة. 

أنا ملتزم بأن أكون صوت المواطن في البرلمان، وأن أواصل ما بدأناه من جهود لخدمة الأهالي، والعمل على تحقيق مشروعات حقيقية تعود بالنفع على الجميع. ثقة الناس مسؤولية كبيرة، وأعدهم بأن أعمل بكل طاقتي لاستكمال مسيرة العطاء.

من جانبهم، عبّر عدد من أهالي قرية دقلت عن تقديرهم للمرشح وما يقدمه من جهود، حيث قال عماد عبد العليم، أحد أبناء القرية ،المهندس باسم قريب من الناس، يسمع لهمومهم ويسعى لحل مشكلاتهم، ونحن نقف معه لأنه أثبت في السابق أنه أهلٌ للثقة.

كما قالت منال السعيد، إحدى سيدات القرية وجوده بيننا باستمرار يشعرنا أنه واحد منّا، ونحن نؤمن بأنه قادر على تمثيلنا والدفاع عن حقوقنا في مجلس النواب.

أما الشاب أحمد طه، فعبّر عن دعمه قائلًا نتمنى استمرار الأستاذ باسم لأنه يفتح المجال للشباب ويشجعنا على المشاركة، وقد لمسنا منه اهتمامًا حقيقيًا بمستقبل القرية.

واختُتمت الجولة بتأكيد المرشح أن حملته الانتخابية ستواصل التواصل المباشر مع المواطنين في مختلف قرى الدائرة، إيمانًا بأن الحوار المباشر هو الطريق الأمثل لفهم احتياجات الناس وبناء برنامج انتخابي يعكس تطلعاتهم.

مقالات مشابهة

  • انطلاق مشروع متنزه عجلون الوطني لتعزيز السياحة والتنمية المستدامة شمال الأردن
  • أمانة جدة تباشر جهودها الميدانية للتعامل مع الحالة المطرية
  • “أمانة جدة” تباشر جهودها الميدانية للتعامل مع الحالة المطرية
  • أمانة جدة ترفع جاهزيتها الميدانية تحسبًا للأمطار المتوقعة
  • استقبال حافل للنائب الوفدي باسم حجازي خلال جولته الميدانية بقرية " دقلت "
  • لبنان: كيف نمارس المقاومة الدبلوماسية بموازاة المقاومة الميدانية؟
  • أمانة حائل تفعّل جاهزيتها الاستباقية للحالة المطرية وتكثّف أعمالها الميدانية
  • التحوّلات الميدانية ومعركة النفوذ في حضرموت والمهرة
  • عضو اتحاد الغرف: عدد مواقع التعدين المكتشفة نتيجة 4 أنواع من المسح الجيولوجي
  • أردوغان لمادورو: الحوار مع أمريكا ضرورة.. ترامب يتجه للعمليات البرية