تحضيرات الحرب.. هل تكون النيجر بؤرة جديدة للصراع في إفريقيا؟
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
صراع تلو آخر، ومؤامرة بعد أخرى، شهدتها القارة الأفريقية في السنوات القليلة بمواجهات عسكرية وقتالات مسلحة عمقت جراح جسدها المنهك.
آخرها تلك الصراعات ما حدث في النيجر، ومع انغلاق نافذة المساعي والحلول السلمية للأزمة التي تشهدها البلاد منذ إطاحة العسكريين هناك بالرئيس المنتخب محمد بازوم، وانتهاء مهلة الأسبوع التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" للإفراج عنه وعودته إلى منصبه اليوم الأحد، يفتح الباب على مصراعيه أمام عمل عسكري جديد بأراضي إفريقيا.
كشفت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، إن مسؤولي الدفاع فيها وضعوا خطة لعمل عسكري، إذا لم يتم إسقاط انقلاب النيجر بحلول يوم الأحد.https://t.co/G8sZrlogX1#اليوم pic.twitter.com/ACPEi30kTJ— صحيفة اليوم (@alyaum) August 5, 2023
فاجنر تتربص..تدخل عسكري محتملترى صحيفة واشنطن بوسطن أن المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في النيجر، لا ينوي التجاوب مع مطالب إيكواس، ونقلت عن مصدر لم تسمه أن المجلس طلب مساعدة مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة الروسية في التصدي لتدخل عسكري محتمل من قبل إيكواس.
وأعلن وزراء دفاع دول المجموعة، الجمعة الماضية، انتهائهم من وضع اللمسات الأخيرة على خطة التدخل العسكري، بانتظار ساعة الصفر التي يحددها زعماء الدول الأعضاء في الإيكواس.
وجاءت هذه التطورات غداة فشل مهمة فريق وساطة أرسل إلى النيجر، الخميس الماضي، والذي لم يسمح له بدخول العاصمة، نيامي، للقاء قائد المجلس العسكري عبد الرحمن تشياني.
أفراد من قوة إيكواس الإقليمية في السنغال- رويترز
بؤرة صراع جديدة؟نصح مجلس الشيوخ النيجيري، أمس السبت، الرئيس الحالي لمجموعة إيكواس، بولا أحمد تينوبو، بالبحث عن خيارات أخرى غير استخدام القوة لاستعادة الديمقراطية في النيجر.
ويحذر مراقبون من أن غرب القارة الأفريقية، سيتحول حال اندلاع مواجهة عسكرية على أرضه، إلى بؤرة صراع جديدة تضاف إلى نزاعات تثقل كاهل القارة المنهكة بالفعل جراء أزمات عدة بينها الإرهاب وأزمات الغذاء.
وبينما أبدت دول مثل نيجيريا والسنغال الاستعداد لإرسال قوات تحت مظلة الإيكواس، اعتبرت دول أخرى ، كمالي وبوركينافاسو ، تدخل الإيكواس في النيجر بمثابة "إعلان حرب" عليها ، متوعدة بالرد.
القوات المسلحة الألمانية تجلي نحو 30 شخصا من #النيجر#اليومhttps://t.co/7ElqqhfbDL— صحيفة اليوم (@alyaum) August 4, 2023
صراع القوى الكبرى في إفريقيايرى محللون أن هذه التحركات تجاه النيجر وداخلها، لا يمكن النظر إليها بمعزل عما يشهده العالم من صراع أشمل بين القوى الكبرى.
واعتبروا أن تلك الأحداث حلقة في سلسلة المواجهات الدائرة بين روسيا وحلفائها من جهة والولايات المتحدة ومعسكرها من جهة أخرى، وأن هذه المنطقة من العالم ربما تضاف لأوكرانيا كساحة جديدة للنزال بين المعسكرين.
وأرجع المحللون ذلك إلى تعاظم نفوذ روسيا في إفريقيا مع تراجع ملحوظ للدور الفرنسي الذي طالما كان حاضرا في هذا الجزء من القارة.
الأمر الذي يعرض القارة المليئة بالثروات لخطر حقيقي، مع تنامي التنظيمات الإرهابية المتربصة، ورغبة كل قوى في السيطرة على ما أمكنها من ثروات، في وقت تعاني فيه بلدان إفريقيا من مشكلات معقدة.
ماذا بعد؟من جهتها وصفت مجلة، فورين بوليسي، الأمريكية انقلاب النيجر بأنه "أكبر تحد لإفريقيا حتى الآن"، محذرة من أن "إعادة فرض رئيس النيجر، بازوم، يمكن أن يكون طلقة بداية الحرب في أنحاء غرب أفريقيا".
ونقلت المجلة عن كاميرون هادسون ، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله أن النيجر لديها جيش كبير "ولا سبيل لتدخل عسكري دون خسائر مدنية هائلة ودون مخاوف من صراع إقليمي متنام".
عضو في القوة الإقليمية للإيكواس في غامبيا- رويترز
ويحبس مواطنو النيجر أنفاسهم ترقبا لما تحمله الأيام المقبلة من سيناريوهات لبلدهم في ظل واقع يزداد تأزما يوما يعد يوم، مع فرض العديد من العقوبات الدولية على بلد من أفقر دول العالم يعتمد بصورة كبيرة على المساعدات الخارجية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: القاهرة النيجر انقلاب النيجر إفريقيا الوسطى صراع النيجر فاجنر فی النیجر
إقرأ أيضاً:
دول الخليج تحذر من ''سيناريوهات مقلقة'' في الحرب الإسرائيلية الإيرانية
حذر مجلس التعاون الخليجي، الاثنين، من سيناريوهات "مقلقة" من العدوان الإسرائيلي على إيران، وتبادل الردود، ودعا لضبط النفس، ووقف الأعمال العسكرية.
وعقد المجلس على المستوى الوزاري اجتماعا استثنائيا، الاثنين، عبر الاتصال المرئي برئاسة وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عبد الله اليحيا، ووزراء خارجية المجلس، وبحضور أمين المجلس جاسم البديوي.
وقال البديوي، في كلمته، إن "المنطقة شهدت في الأيام الأخيرة تصعيدًا بالغ الخطورة وغير مسبوق، بسبب هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والرد عليها من قبل إيران".
وأضاف أن "ذلك زاد من حدة التوتر في الإقليم والمنطقة، وفتح الباب أمام سيناريوهات مبهمة ومقلقة".
وشدد أن الهجمات الإسرائيلية على إيران "قوضت من فرص المسارات السياسية، وأدت إلى توقف وانهيار جهود الحوار والدبلوماسية، الأمر الذي حث كافة دول المجلس بالتنديد بها".
وأوضح أن "المؤشرات الفنية حتى هذه اللحظة لا تزال ضمن النطاق الآمن، ولم يُرصد ما يدعو للقلق، مع استمرار حالة الاستنفار الكامل، ضمانًا لأعلى درجات الجاهزية، وترسيخًا لليقظة المستمرة التي يتطلبها الموقف".
وأشار إلى "عدد من التداعيات والتحديات التي قد تواجه دول مجلس التعاون نتيجة هذه التطورات المتسارعة، ومنها الآثار المترتبة على أي تصعيد قد يطال المنشآت النووية لما لها من آثار محتملة على البيئة الإقليمية والبنية التحتية الحيوية".
وتمتد تلك الآثار على الجوانب الاقتصادية، وإمكانية تعطيل سلاسل الإمداد وحركة التجارة والطاقة، وتهديد سلامة الممرات المائية الحيوية، وفق البديوي.
ولفت إلى أنه "في هذه الظروف الدقيقة، ومع ما قد ينجم عنها من تداعيات فنية وبيئية خطيرة نتيجة أي استهداف للمنشآت النووية، تم تفعيل مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ، لاتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة على المستويات البيئية والإشعاعية كافة، ومتابعة المؤشرات الفنية بدقة".
وأكد أن المجلس "يواصل التزامه بتهدئة التوتر، وتمكين الحوار، ومنع الانزلاق إلى أي صراع يهدد استقرار الخليج والعالم".
وجدد الدعوة إلى "جميع الدول والأطراف إلى ضبط النفس، والامتناع عن أي أعمال عسكرية، تفاديًا لانزلاقٍ خطير نحو صراع أوسع لا يُمكن التنبؤ بنتائجه أو السيطرة عليه".
وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل بدعم أمريكي هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.
ومساء ذات اليوم، بدأت إيران الرد بهجمات صاروخية بالستية وطائرات مسيّرة، بلغ عدد موجاتها 11، وخلفت أيضا أضرار مادية كبيرة و24 قتيلا و592 مصابا، وفق مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.