كيف قلبت الزوارق الأوكرانية المسيّرة موازين معركة البحر الأسود؟
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
سلط تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الضوء على الدور الذي لعبته الزوارق المسيّرة الأوكرانية في قلب موازين معركة البحر الأسود ضد روسيا.
أغرقت أوكرانيا أو أتلفت حوالي 20 سفينة روسية بأحجام مختلفة باستخدام زوارق مسيّرة مفخخة انتحارية أو عبر زراعة ألغام في السفن الروسية عن طريق مسيرات بحرية غير مأهولة.
وطبقا للصحيفة، فإن الزوارق المسيّرة التابعة للبحرية الأوكرانية تسببت في أضرار جسيمة للجسر الممتد من روسيا إلى شبه جزيرة القرم المحتلة، والذي استخدمته روسيا كخط إمداد لقواتها في أوكرانيا.
ومنذ فترة طويلة، اعتبرت الدول الغربية أن شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا عام 2014، هدفا عادلا لأوكرانيا.
وفي صباح أحد أيام الخريف الماضي، غادرت سفينة حربية روسية خليج سيفاستوبول، قبل أن تتعرض لانفجار أحدث أضرارا كبيرة في هيكلها. وآنذاك، قال مسؤولون أوكرانيون إن ذلك الهجوم كان الأول من نوعه الذي يتم استخدام فيه "سلاح تجريبي".
قالت وكالات أنباء روسية حول حادث الخريف الماضي، إنه كان عبارة عن صد لهجوم أوكراني استخدمت فيه زوارق مسيّرة تابعة للبحرية الأوكرانية، وهي قوارب صغيرة متفجرة تصدم السفن البحرية الروسية. وحدث ذلك على مدار الأشهر الماضية في البحر الأسود.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مهندس برنامج الزوارق المسيّرة بالبحرية الأوكرانية والمنتمي لوكالة الاستخبارات، إيفان لوكاشيفيتش، إن الهجوم كان الأول من نوعه في الحرب، حيث تم تعطيل السفينة الروسية بسبب لغم زرعه زورق أوكراني مسير نقلته لمسافة 400 كيلومتر قبل أن يعود القارب للميناء.
وتابع: "كانت الزوارق المسيّرة تستخدم في السابق في المراقبة أو الخدمات اللوجستية. نقوم بأمور كثيرة لم يفعلها أحد في العالم".
ونتيجة لذلك، قامت روسيا بنشر الجزء الأكبر من أسطولها في البحر الأسود بعيدا عن سيفاستوبول.
"ثورة" في الحربوأشار التقرير إلى أن تلك الزوارق المسيّرة أحدثت "ثورة" في الحرب داخل البحار كما فعلت الطائرات بدون طيار في السماء، حيث تعتبر رخيصة نسبيا ومن الصعب كشفها وصدها، كما أنه يمكن للدول الأصغر والأفقر استخدامها بشكل فعّال ضد قوات بحرية أكبر وأكثر قوة.
وأوضح لوكاشيفيتش في حديثه للصحيفة أن أوكرانيا، التي تفتقر إلى الموارد اللازمة لبناء قوات بحرية تقليدية، تسعى إلى إنشاء فرق من 10 إلى 20 زورقا مسيّرا بوظائف منفصلة تضاهي عند دمج قدراتها معا قدرات سفينة حربية كاملة.
وكشف الجيش الأوكراني مؤخرا أنه ركّب قاذفة صواريخ على زورق مسيّر واستخدمها لمهاجمة أهداف على الأرض.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن استخدام أوكرانيا للزوارق المسيّرة يتوافق مع نهجها الأوسع في الحرب، حيث تواجه عدوا أكثر قوة وثراء.
وفي ربيع عام 2022، كان أسطول البحر الأسود الروسي يحاصر موانئ أوكرانيا، التي تمثل طريق التصدير الرئيسية، ويهدد بعمليات إنزال برمائية ويطلق صواريخ كروز على المدن الأوكرانية.
وحينها كلّف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، كبار قادة الأمن والدفاع بإيجاد حل، الذين توجهوا إلى لوكاشيفيتش، وهو ضابط عسكري محترف يتمتع بخلفية في الهندسة وخبرة في الحرب السرية.
وعمل لوكاشيفيتش على تطوير الزوارق المسيّرة وفي 29 أكتوبر 2022، أطلقت 12 زورقا مسيّرا نحو سيفاستوبول ونجحت 7 منها في الوصول واستهدفت فرقاطة "الأدميرال ماكاروف"، وتسببت في تعطيلها وقطع الاتصالات بها.
وأشار التقرير إلى أن هذا الهجوم كان نجاحا لأوكرانيا بمجموعة صغيرة من الزوارق المسيّرة تسبب في حالة ذعر وألحق الأضرار بالفرقاطة الروسية وسفينتين أخريين بجانب عدد من المرافق، وأظهرت قدرتها على استهداف الجانب الشمالي الغربي من البحر الأسود.
والجمعة، قال الجيش الأوكراني إنه شن هجوما كبيرا بطائرات مسيرة بعيدة المدى، استهدف خلاله 4 مصافي نفط روسية ومحطات رادار وأهدافا عسكرية أخرى.
في المقابل، قام الروس بتشغيل أجهزة التشويش الإلكترونية، مما أدى إلى تعطيل إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المستخدمة لتوجيه هذه الزوارق المسيرة.
ونتيجة لذلك، عمل قائد البحرية الأوكرانية على توجيه الزوارق المسيرة باستخدام اللقطات التي تلتقطها الكاميرات الموجودة فيها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البحر الأسود فی الحرب
إقرأ أيضاً:
الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تخطط لتنفيذ هجمات أكثر تعقيداً ضد روسيا
قال قائد وحدة المُسيرات البحرية المتخصصة في جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، المعروفة بـ"المجموعة 13"، إن الهجمات الأوكرانية دفعت روسيا إلى تعديل أساليبها، زاعماً أنها قلصت فرص تنفيذ ضربات كبيرة في البحر الأسود كما حدث في وقت سابق من الحرب.
وأضاف الضابط، المرمز إليه بـ "13" وفق البروتوكول العسكري الأوكراني، أن "الوضع بلغ اليوم على الأرجح مرحلة من الثبات".
وتابع قائلاً: "نحن نحد بفاعلية من تحركات العدو، لكن تلك الضربات البارزة التي رأيناها سابقاً لم تحدث منذ مدة طويلة. وهذا يعود إلى أن العدو عدل أساليبه".
وخلال الشهر الماضي، قال مسؤولون أوكرانيون إن مُسيرات بحرية هجومية استُخدمت في ضرب سفن تابعة لـ"أسطول الظل" الروسي من ناقلات النفط.
وقال الضابط الأوكراني إن السفن الحربية الروسية "تكاد لا تعمل"، وغالباً لا تبتعد أكثر من 25 ميلاً (40 كيلومتراً) عن الميناء. وأضاف: "إنهم يختبئون باستمرار. وهذا، بطريقة ما، نتيجة أيضاً لعمل وحدتنا، لأنك تستطيع أن تتخيل كلفة الحفاظ على أسطول لا يمكنه العمل في البحر".
وعليه، تخطط الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لتنفيذ هجمات أكثر تعقيداً ضد روسيا، بعد نجاحها في استهداف ناقلات نفط في البحر الأسود خلال الأيام الماضية، وفق ما صرح المسؤول العسكري الرفيع في كييف لوكالة "أسوشيتد برس".