يونيو 30, 2024آخر تحديث: يونيو 30, 2024

المستقلة/- في وقتنا الحالي، يمكن الحصول على إجابة لأي سؤال ببضع نقرات على هاتفك، وذلك بفضل محركات البحث مثل غوغل وروبوتات المحادثة الذكية. لكن قبل ظهور الهواتف الذكية وانتشار الإنترنت بأسعار معقولة، كان الوصول إلى إجابات تلك الأسئلة يعتمد على أشخاص حقيقيين، يمكننا تسميتهم بـ”محركات البحث البشرية”، كما أشار تقرير من موقع وايرد.

ظهر الإنترنت على الهواتف المحمولة لأول مرة عام 1996، لكن استخدامه كان مكلفاً للغاية. كانت خطط بيانات الاتصالات المتوفرة حينها باهظة الثمن، مما دفع الكثيرين إلى تجنب استخدام الإنترنت أثناء التنقل على هواتفهم.

خلال تلك الحقبة، ظهرت خدمات لتسد الفجوة بين الفضول الإنساني ونشر المعرفة. في الولايات المتحدة، كانت خدمة “GOOG-411” متاحة بين عامي 2007 و2010 للعثور على الشركات المحلية. ومنذ عام 2006 حتى عام 2016، كانت خدمة “ChaCha” تقدم إجابات لأي سؤال عبر الرسائل النصية.

في المملكة المتحدة، كانت الخدمات المشابهة تشمل الاتصال على رقم 118-118، أو إرسال رسالة نصية إلى خدمة “AQA” على الرقم 63336. لم تكن هذه الخدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بل كانت تعتمد على أشخاص حقيقيين.

خدمة 118-118 بدأت كدليل هاتف يمكن استخدامه للحصول على أرقام مطاعم البيتزا أو طلب سيارات الأجرة، ثم توسعت لتجيب عن جميع الأسئلة. كان العاملون يستخدمون قاعدة بيانات بسيطة للإجابة عن الاستفسارات المتنوعة، مثل “كم يبلغ محيط العالم” أو “كم عدد السيارات الصفراء على الطريق”.

في الولايات المتحدة، كان العاملون في خدمة “AQA” يتلقون طلبات مشابهة. أسس بول كوكرتون هذه الخدمة عام 2002، وكان الفريق يستخدم الكتب والموسوعات والبحث على الإنترنت للإجابة عن الأسئلة، مع التأكد من الرد في غضون 10 دقائق. في ذروة نشاطها، وظفت الخدمة نحو 1400 باحث، بما في ذلك الطلاب والأمهات العاملات من المنزل، للرد على الرسائل النصية مقابل أجر.

هذه الخدمات كانت بمثابة الروبوتات الذكية في عصر ما قبل الذكاء الاصطناعي، وكانت تلبي احتياجات الفضول البشري والإجابة على الأسئلة اليومية بطرق بسيطة ومباشرة.

 

 

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟

مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.

حدود الثقة

رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.


 

اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك

الخطوة الأخيرة

رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.

سباق الشركات نحو تجاوز العجز

تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت  Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.

أخبار ذات صلة Perplexity تطلق نماذج ذكاء اصطناعي متطورة للمشتركين مليار مستخدم لأداة «ميتا» الذكية

أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.


 

 

ثورة سطحية


رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.

 

الطموح يصطدم بالواقع


تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.

 

 

الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل


في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.



إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • فيلم «الرمز 8».. الذكاء الاصطناعي يشعل الصراع بين ذوي القدرات الخارقة
  • هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي لا يهدد الوظائف
  • غوغل تستأنف قرارا بشأن مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت
  • هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • حسام حبيب يشعل محركات البحث بـ "سيبتك".. واسم شيرين يعود للواجهة
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • مسؤول بـ«سدايا»: ما نجمعه من بيانات عبر الذكاء الاصطناعي نستخرج منها قيمة مضافة تنعكس إيجابيا على المواطن والمقيم
  • تصدر محركات البحث.. من هو خوسيه ريفيرو مدرب الأهلي الجديد؟