"في الحزن مدعوين.. وفي الفرح منسيين".. هو مثل شعبي مصري قديم يردده العامة في كل موقف يكون فيه الكيل بمكيالين أو كتدليل على الأنانية ممن يشارك الناس همومه ولا يشاركهم أفراحه!! والجميع يعلم أن نصيب الريف المصري عموما والريف في الصعيد على وجه الخصوص من التنمية يكاد لا يقارن بحجم المشروعات الضخمة التي تتم بالمدن والمحافظات الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية وغيرهما، وهى قضية تمتد جذورها لعشرات بل لمئات السنين في مصر وهى قضية العدالة في توزيع جهود التنمية، وعلى الرغم من المبادرة الحيوية مبادرة حياة كريمة والتي تم إطلاقها تحت رعاية رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي وهى مبادرة لا شك عظيمة في فكرتها وأهدافها من حيث تقليل الفجوة بين سكان الريف والحضر من حيث مستوى الخدمات وجودة الحياة وبحيث تكون خطوة على صعيد عدالة جهود التنمية، إلا أن ما يجري على الأرض في تنفيذ هذه المبادرة الحيوية ربما يفقد المواطنين المستهدفين الشعور بنتائجها وعوائدها وربما تأتي بنتائج عكسية في نفوس المواطنين، فمثلا هناك قرى على الرغم من أنها ضمن مخطط القرى المستهدفة بالمبادرة في المرحلة الأولى مثل قرى مركز إسنا بالأقصر إلا أن مشروع الصرف الصحي المخطط تنفيذه لا يشمل جميع سكان القرية، حيث يتم تنفيذ المشروع جزئيا بالقرية وتجاهل باقي سكانها بحجة قلة الإمكانيات، كما يجري بقرية الشغب مركز إسنا، على الرغم من أن الكتلة الأكبر من السكان هى من تم تجاهلها من المشروع بالقرية، كما أن غالبية قرى محافظة الأقصر والتي ضمن مشروع الصرف الصحي بمبادرة حياة كريمة يشكو الأهالي بها من ضعف معدلات التنفيذ من جانب المقاولين، فبعدما تم فتح بطون شوارع القرى بالحفر والتكسير تركت دون إنهاء مما يسبب إعاقة للحركة داخل القرى خاصة حركة سيارات الإسعاف والجنازات وغيرها.
والقضية الأكثر إثارة للدهشة والتعجب في موضوع التنمية بقرى الصعيد مؤخرا هو موضوع قطع الكهرباء عن القرى الأكثر تسجيلا لأعلى درجة الحرارة في العالم مثلما يحدث الآن في قرى الأقصر وأسوان!! فهل يكون نصيب قرى الصعيد من العدالة هو فقط العدالة في الهموم والأزمات مثل العدالة في توزيع ساعات قطع الكهرباء؟؟
وهل استثناء المحافظات الأعلى في درجة الحرارة من تخفيف أحمال الكهرباء.. أليس ذلك عدلا؟؟
والسؤال الأهم والذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو إدارة ملف التنمية بالقرى بالطريقة التقليدية وخاصة الخدمات من حيث بطء معدلات الإنجاز، هل تؤدي هذه الطريقة لإيقاف معدلات الهجرة من الريف إلى المدن، أم إلى زيادة معدلاتها والتي تعد من أهم عوامل تكدس المدن والضغط على الخدمات بها، ومن ثم تفاقم المشكلة وامتدادها لمناطق أخرى؟
وختاما فإذا كنا نريد التخطيط لمستقبل مصر بشكل أوسع وأشمل فلابد من العمل على توفير الخدمات بشكل ملموس في القرى وإعادة تخطيطها بشكل عاجل للحد من هجرة سكان الريف إلى الحضر من ناحية ولتجنب وقوع كارثة جديدة بالقرى وهى كارثة العشوائيات كالتي حدث بالمدن الكبرى وحينها تكون جهود التنمية قد دارت في حلقة مفرغة.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
نائب محافظ الأقصر يشهد افتتاح فعاليات منتدى نشر ثقافة حقوق الإنسان لشباب جنوب الصعيد
افتتحت السفيرة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، فعاليات منتدى نشر ثقافة حقوق الإنسان لشباب جنوب الصعيد، والذي نظمه مجلس الشباب المصري بمحافظة الأقصر، بالتعاون مع المجلس القومي لحقوق الإنسان والاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، ونقابة الاعلاميين تحت رعاية المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر.
و ذلك بحضور كل من الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري ورئيس اللجنة الإقتصادية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتور هشام أبو زيد نائب محافظ الأقصر، والنائب الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الإتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية وعضو مجلس النواب، والنائب الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، والمهندس حسن عبد الشكور، المنسق العام لمجلس الشباب المصري بمحافظة الأقصر، إلى جانب عدد من الخبراء والمهتمين بمجال حقوق الإنسان والعمل الأهلي ونخبة من القيادات التنفيذية والتشريعية والمجتمعية والشبابية.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت السفيرة مشيرة خطاب أن تعزيز ثقافة حقوق الإنسان يُعد ركيزة أساسية لبناء مجتمع عادل ومتوازن يحترم الكرامة الإنسانية، مشددة على أن ترسيخ هذه الثقافة في أوساط الشباب يمثل استثمارًا وطنيًا حقيقيًا في مستقبل الدولة، وأضافت أن المجلس القومي لحقوق الإنسان يولي اهتمامًا كبيرًا بنشر الوعي الحقوقي من خلال برامج توعوية وتدريبية بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد ممدوح أن المنتدى يستهدف تمكين شباب جنوب الصعيد من الناحية المعرفية والحقوقية، وتزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة لفهم قضايا حقوق الإنسان والمشاركة الفاعلة في الشأن العام. وأكد أن مجلس الشباب المصري يعمل على تنفيذ برامج تدريبية وتوعوية ترتكز على مفاهيم المواطنة والعدالة الاجتماعية والتمكين المجتمعي.
ومن جانبه، ثمّن الدكتور هشام أبو زيد نائب محافظ الأقصر، تنظيم المنتدى، معتبرًا إياه منصة مهمة لنشر الوعي الثقافي والمعرفي بمبادئ حقوق الإنسان وتعزيز فهم الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لدى الشباب في جنوب مصر.
وأشار النائب الدكتور طلعت عبد القوي إلى أن مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية تمثل محورًا أساسيًا في نشر ثقافة حقوق الإنسان، مؤكدًا أهمية الشراكة مع الجهات المعنية لتعزيز هذه الثقافة على المستوى المجتمعي.
وفي السياق ذاته، شدد النائب الدكتور طارق سعدة على الدور الحيوي للإعلام في نشر ثقافة حقوق الإنسان، مؤكدًا أن الخطاب الإعلامي الهادف والمسؤول يُسهم في ترسيخ هذه القيم في الوجدان الجمعي.
واختتم المهندس حسن عبد الشكور، المنسق العام لمجلس الشباب المصري بالأقصر، بالقول إن هذا المنتدى يأتي في إطار سلسلة من الفعاليات التي ينظمها المجلس بالمحافظة، وفقا لاستراتيجية عمل مجلس الشباب، والتي تهدف إلى تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في الشأن العام من خلال برامج وفعاليات ميدانية تعكس أولوياتهم واحتياجاتهم التنموية.
فيما أعرب المشاركون عن أهمية هذه اللقاءات التي تساهم في صقل معارفهم وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في الشأن العام.
اللواء شقير: ستعود المناطق المحتلة في الجنوب الى الدولة وأهلها