لا يمكنك أن تجد السعادة، وأنت غارق في حديثك عن الألم"، هكذا قال عالم النفس سيجموند فرويد منذ قرابة قرن من الزمان، ولكن في عصر السوشيال ميديا، تغيّرت "فلسفة الألم" لدى البشر، وخاصة المشاهير وأهل الفن، فلم يعد يمر يوم إلا وتنتشر صور فنان أو فنانة، وهم على فراش المرض، لطلب الدعوات من الجماهير، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى التقاط أحدهم "سيلفي" مع الأجهزة الطبية والمحاليل، دون نسيان وضع "رتوش" من مساحيق التجميل!!

وبرغم اتفاق معظم الفلاسفة، على أن السعادة في أقصى درجات وضوحها هي "غياب الألم"، وبرغم حرص فناني "الزمن الجميل" على إخفاء "عذابات الألم" عن جماهيرهم، ليظل وجودهم مرتبطا في الأذهان بالسعادة والبهجة، إلا أن فناني عصر "انستجرام"، يهوى معظمهم الوقوف أمام الألم، بل والتحديق فيه، والانتباه إليه، وتوثيقه، لن نتجاوز إلى حد اتهامهم، حاش لله، بـ"الاتجار بالألم"، أو "التمارض"، والسعي لركوب "التريند"، ولكن ما تصافحه العيون كل يوم أصبح فوق الاحتمال.

في نوفمبر 2017 استيقظ الجمهور العربي على صور مسربة للفنانة الكبيرة شادية، وهي داخل غرفة عناية مركزة بأحد المستشفيات، وكانت تبدو في حالة متدهورة، أصيب الجمهور بصدمة ذات وجهين: الحزن على مرضها، ولوعة شكلها الذي كان يدعو للشفقة، بحكم المرض الأخير، وهي "الدلوعة" فتاة أحلام شباب الستينيات، وحدثت ضجة إعلامية كبرى وصلت إلى الأمر بوضع "حرس" من رئاسة الجمهورية لحماية الفنانة الكبيرة من انتهاك خصوصيتها في تلك اللحظات الحرجة، وتمت محاسبة الممرضات اللواتي سهّلن دخول أحد "الصحفيين" للحصول على الصور!!

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي، في 2014، قد تداولت صورة للفنانة الكبيرة صباح، من فراش المرض بأحد المستشفيات، في حالة مزرية، وثارت غضبة الجماهير مما دعا المكتب الإعلامي للشحرورة، لمطالبة الحكومة اللبنانية بالتحقيق في شأن تسريب الصورة.

وفي 2018، توارت المطربة اللبنانية إليسا عن الأنظار، وخاضت رحلة آلام السرطان بعيدًا عن أقرب أصدقائها، وبعد وصولها لمراحل التعافي، شاركت الجمهور خبر إصابتها، ووثقت لحظات الفحوص الطبية، ودموع الألم، وأذاعتها ضمن أغنيتها "إلى كل اللي بيحبوني"، وبعثت برسالة لكل امرأة بأن تشحذ قواها لمقاومة المرض الخبيث، ولكنها كانت محتفظة بجمالها ورونقها خلال كليب الأغنية، وثارت ثائرتها عقب تسريب صورة لها داخل أحد المستشفيات، من باب الاحتفاظ بالخصوصية في لحظات الألم الشديد.ومن لبنان أيضا، ثار جمهور سلطان الطرب جورج وسوف، عقب نشر صورة له على فراش المرض، وتمت معاقبة طاقم التمريض.

ومنذ عقود، ظل الفنانون يخفون لحظات ضعفهم، ولا يشاركونها على الملأ، ولولا همهمة الخبثاء بأن العندليب الراحل عبد الحليم حافظ "يدّعي المرض"، لما وافق على نشر صور له من مستشفيات العاصمة البريطانية لندن.

وفي السنوات الأخيرة، احتفظ فنانون بأوجاعهم سرا لفترات طويلة، واكتفى بعضهم بنشر معلومات مقتضبة لـ"مصارحة وطمأنة الجمهور"، ومنهم هيثم شاكر ورامي جمال، فيما فضلت ميريام فارس وهيفاء وهبي الاختفاء عن الأنظار، لحين التعافي ومصارحة الجمهور بدون تفاصيل دقيقة عن المرض، بينما فوجئ الجميع بتسريب صور للمطرب محمد حماقي وهو بحالة إعياء شديد على فراش المرض، ما أزعج أسرته ووصفوا مسرّب الصور بأنه "مريض نفسي".

على الجانب الآخر، نشر معظم الفنانين ما يشبه "جلسات تصوير" داخل غرف بيضاء في المستشفيات، مع مختلف زوّارهم من المشاهير، ثم نشروا الصور تباعا، بينما طلب أحد المطربين من متابعيه الدعاء بالشفاء من "نزلة البرد" التي ألزمته الفراش، ووثقت إحدى الفنانات الشابات "يومياتها" بالمستشفى بعد إصابتها بـ"وعكة صحية" لم تفصح عنها، بينما تحرص الفنانة فيفي عبده على توثيق لحظات "الوجع" في المستشفيات، عبر صفحاتها الشخصية سواء "انستجرام"، أو "فيسبوك"، مبررة آلامها بـ"نظرات الحسد"، ووصل الأمر إلى "البث المباشر" من الغرف البيضاء بالمستشفيات، بصحبة المحاليل والأجهزة الطبية، لهدف معلن هو "طمأنة الجمهور"!

وتمادى بعض الفنانين والإعلاميين، لدرجة نشر "تقاريرهم الطبية" على الملأ، عبر صفحات التواصل، ومنهم مشاهير الغناء والتمثيل من النجوم الشباب (بصفة خاصة)، في رحلاتهم العلاجية، وحتى "فترات النقاهة"، كما أصبح البعض يفضّل (أيضًا)، مشاركة صور "أبنائهم وزوجاتهم" على فراش المرض، طالبين الدعاء من الجمهور، بينما نشرت إحدى "الممثلات المغمورات" صورتها في حالة إعياء، وهي بكامل أناقتها ومساحيق تجميلها، وكتبت تعليقا يؤكد أنها "أصيبت بضيق في التنفس من زحام افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي"!!

وبينما نشرت الفنانة أمل رزق، في 2018، مقاطع فيديو وهي في حالة إعياء شديد تستغيث لإنقاذها من هبوط الدورة الدموية، وبالفعل تدخلت نقابة الممثلين وقتذاك ووفرت لها غرفة بأحد المستشفيات. في الوقت نفسه نشر عدد من الفنانات صورًا لهن بداخل مستشفيات أمريكا وإنجلترا، في رحلاتهم العلاجية "الغامضة"، ووصل الأمر بالمطرب راغب علامة لنشر صورته في عيادة تجميل طبيب لبناني شهير، كانت مثار جدل واسع، بينما قام بعض "مطربات لبنان" بنشر صور لهن في "حالة إغماء" مكتفيات بتعليق مقتضب: "إدعولي".

وفي الأيام الأخيرة، على جانبي الكرة الأرضية، حدث ما لم يكن في الحسبان، ظهرت الفنانة السورية كندة علوش، لتصارح الجمهور بأنها في مرحلة التعافي من السرطان، بعد مشوار طويل وشاق تحمّلت خلاله سخافات بعض المتنمرين على زيادة وزنها، وثارت موجة تعاطف ضخمة بين الجمهور وزملائها الفنانين، وأعقبت صدمة "علوش" صدمة جديدة مع عرض فيلم وثائقي عبر إحدى المنصات العالمية، عن المغنية الكندية سيلين ديون، تظهر فيه بمشاهد مؤلمة غاية في القسوة، وهي على فراش المرض، حيث تعاني من مرض نادر ينهش جسدها الضئيل منذ قرابة عامين، أطلق عليه "متلازمة الشخص المتيبس"، ظهرت تصرخ وتتشنج وقالت وهي تنتحب: "هذه أنا، إن لم أستطع الركض فسأمشي، إن لم أستطع المشي فسأزحف، لكنني لن أتوقف.

اقرأ أيضاًأحمد فهمي لـ«الأسبوع»: شخصية «الماكس» أرهقتني.. وإنتاج جزء ثاني من «السفاح» شائعات

لطيفة لجمهورها بعد تجاوز كليبات ألبومها حاجز الـ10 ملايين مشاهدة: بحبكم واستنوا الباقي

«مبروك يا أبو عز».. محمد مهران يهنئ إسلام جمال لاستقباله مولوده الأول

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إليسا رامي جمال سيلين ديون فنانين أصيبوا بمرض السرطان كندة علوش مرض كندة علوش مرض كندة علوش بالسرطان هيثم شاكر على فراش المرض نشر صور فی حالة

إقرأ أيضاً:

بإطلالة جريئه.. جومانا مراد تشعل مواقع التواصل الاجتماعي في أحدث ظهور لها

أشعلت الفنانة جومانا مراد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بعدما شاركت متابعيها وجمهورها جلسة تصوير على شاطئ البحر. 

جومانا مراد تشعل مواقع التواصل الاجتماعي في أحدث ظهور لها 

وشاركت جومانا مراد جمهورها عبر حسابها على Instagram جلسة تصوير جديده وأطلت فيها بإطلالة صيفية، وغلب على إطلالتها اللون الوردي.

إطلالة جومانا مراد في أحدث ظهور 

أطلت جومانا مراد بكروب توب وردي مع تنورة قصيرة من نفس النقشة، وربطت على شعرها وشاح صغير باللون الوردي، وأمسكت بحقيبة باللون الوردي أيضا.

آخر أعمال جومانا مراد

وكان آخر أعمال جومانا مراد هو مسلسل عتبات البهجة، بطولة مجموعة من النجوم أبرزهم: يحيى الفخراني، جومانا مراد، صلاح عبد الله، عنبة، خالد شباط، صفاء الطوخي، سما إبراهيم، هشام إسماعيل، وفاء صادق، حازم إيهاب، يوسف عثمان، ليلى عز العرب، علاء مرسي، عمرو صحصاح، والعمل مأخوذ عن رواية عتبات البهجة للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، ومعالجة تليفزيونية دكتور مدحت العدل، وإخراج مجدي أبو عميرة، وإنتاج شركة العدل جروب للمنتج جمال العدل.

وظهرت جومانا مراد كضيفة شرف في مسلسل "العتاولة 2" بطولة أحمد السقا، طارق لطفي، باسم سمرة، زينة، فيفي عبده، نسرين أمين، مصطفى أبو سريع، هدى الإتربي، ثراء جبيل، مريم الجندي، أحمد كشك، مي القاضي، زينب العبد وآخرين، فيفي عبده، حسني شتا، ومن تأليف مصطفى جمال هاشم، وإخراج أحمد خالد موسى، كما شاركت في مسلسل "أم 44" من تأليف هبة مشاري حمادة، وإخراج المثنى صبح، وبطولة: سمية الخشاب، وجمانة مراد، وفاطمة الصفي، وميس قمر، وهدى الخطيب، وإيمان الحسيني، وليلى عبدالله، ولولوة الملا، وممثلون كثر أخرون.

مقالات مشابهة

  • من يصنع الرداءة والتفاهة وينشرهما في وسائل التواصل الاجتماعي؟
  • شبيهة ياسمين صبري تُشعل مواقع التواصل الاجتماعي ..فيديو
  • ماكرون يهدد بحظر استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي
  • خطوة مفاجئة.. ناسا تقلص حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي
  • الضمان الاجتماعي يشدد الرقابة على المستشفيات: لا سلفات للمخالفين
  • فيديو زفاف شاب مصاب بمتلازمة داون ودموع زوجته يثير جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي
  • بإطلالة جريئه.. جومانا مراد تشعل مواقع التواصل الاجتماعي في أحدث ظهور لها
  • بعد أكل اللحمة .. احترس من علامات النقرس
  • وسائلُ التواصل الاجتماعي وتأثيرُ إدمانها على الصحة النفسيّة وسُلوك الأفراد
  • تامر حسني يشعل مواقع التواصل الاجتماعي بـ فيديو طريفًا لطلب يد فتاة