إنتشرت مؤخرا ظاهرة عدم حب قاعدة عريضة من الطلبة والطالبات للدراسة، ربما لانهم يرون أن الاختبارات أحيانا تكون تعجيزية، وإن كنت أرى بعض الأسباب الأخرى التي أراها من منظور شخصي مُتهمةً في بعض الحالات هذا الأمر، ومنها مثلا ظاهرة إكتئاب الأطفال والمراهقين والتي بدأت تنتشر في السنوات الأخيرة، ربما بسبب الثورات العربية أو ظهور الفيروسات وما شابه من أحداث عالمية إستثنائية، وأعتقد أن كثيراً من هاتين الفئتين ولأسباب كثيرة مصابون به، ومن آثار هذا الإكتئاب عدم الرغبة في الدراسة، وتدني مستوى التحصيل بشكل عام .
أما السبب الثاني، فهو سبب قديم حديث، ولكنه أصبح منتشرا للغاية ومؤثرا جدا هذه الفترة، بسبب تقاطع وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) تقاطعاً حاداً مع كل تفاصيل حياتنا، وهذا السبب هو عدم رؤية الأبناء لأي جدوى للتعليم في تحقيق أحلامهم في الوقت التي يستطيعون تحقيقها وأكثر بكثير بشكل أسهل، وهكذا يظنون، عبر إتباع خُطى ما ينتشر في وسائل التواصل من حصول (أي شخص نَكِره) على المجد والشهرة والمكانة، وفوق كل ذلك المال الوفير، لكونه فقط نجح في الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلماذا يُرهق الطالب نفسه بالنحو والصرف أو بحفظ قوانين نيوتن ؟ وهو يستطيع تحقيق نتائج أفضل وهو جالس في الكافيهات ويدخن المعسل أبو تفاحتين، ويعرض بالموبايل ذو التفاحة المنقوصة محتوى تافه وغير هادف، ولكنه مطابق للمقاييس المُسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فهم يرون محتوى مصور لا يكلف شيئاً قد ينقلهم نقلة نوعية لا يحلمون بها من أفنوا عمرهم في الدراسة والتحصيل والجد.
وأعتقد أن خطورة هذا الأمر ليست في إيمان صغار السن والمراهقين بهذا الوضع الغريب، فهم صغار ولم يفهموا الحياه بشكل أوسع، لكن الخطورة الحقيقية أن يؤمن بها من يتولى تربية الأبناء - أياً كان موقعه وصفته - فهؤلاء الكبار سيعملون بحسب إيمانهم على توجيه أبنائهم نحو هذا السلوك، ودفعهم إليه دفعاً، إما بشكل موجه ومقصود رغبة في صالحهم ومنفعتهم، أو دون قصد منهم عندما يمارسون هم هذا العمل من أجل أنفسهم فيتأثر بهم أبناؤهم سلبا، ويخرج إلينا جيلاً فارغاً مُشوهاً هشاً .
في النهايه لايسعني إلا أن أقول علموا أبنائكم أننا في بلدٍ عظيم يحمل رؤية عظيمة ويقوده رجال علم ودين وفنانين ومثقفين وعلماء، وهذا كله يحتاج لمتعلمين حقيقيين لا لمشاهير تافهين مؤقتين فارغين أسرى للهاشتاج والتريند، وتأكدوا أن المذاكرة والدراسة هي أول خطوة حقيقية في هذا الطريق العظيم، وأتذكر عبارة للأديب الكبير الراحل يوسف إدريس حيث قال "سوف نتحول إلى مجتمع جاهل وإن كان بعضه بالشهادة متعلما" .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا الثورات العربية وسائل التواصل
إقرأ أيضاً:
زيزو: انتقلت للأهلي بشكل قانوني.. وما حدث في الزمالك خطير |كواليس صادمة
أكد أحمد سيد زيزو، لاعب الأهلي الجديد، أن انتقاله إلى القلعة الحمراء تمَّ بشكل قانوني تمامًا، مشددًا على أن التوقيع جاء بعد فسخ تعاقده مع الزمالك، وأن الأهلي لم يكن طرفًا مباشرًا في بداية المفاوضات.
وقال زيزو، في تصريحات لقناة "MBC مصر 2": "وقَّعتُ للأهلي بعد إنهاء علاقتي رسميًّا مع الزمالك، وفي إطار الفترة القانونية، ومن يملك دليلًا على غير ذلك فليُظهِره."
وأضاف: "البعض ربط زيارتي إلى السفارة الأمريكية بالتوقيع للأهلي، وهذا غير صحيح. وقتها كنت أتفاوض مع سبعة أندية، من بينها ثلاثة فرق تشارك في كأس العالم للأندية، ووكيل أعمالي نادر شوقي كان يتفاوض مع والدي."
وتابع: "الأهلي لم يتدخل في المفاوضات، ولم أكن أعلم أن هناك تواصلًا منه من الأساس. العروض كانت من أندية في السعودية، والعين الإماراتي، والوكرة القطري، وقراري جاء بعد تقييم شامل لكل الخيارات."
واستكمل زيزو: "بعد مباراة ستيلينبوش، حاولت العودة إلى تدريبات الزمالك، لكنني فوجئت بإزالة صورتي من النادي والبصق عليها. وهذا لم يكن تصرفًا فرديًّا، وإن كان كذلك، فلماذا لم يُصدِر النادي بيانًا يوضح الأمر أو يعتذر؟"
واختتم: "ما حدث شكَّل خطرًا حقيقيًّا عليَّ، وكل ما طلبته هو توضيح وموقف من الإدارة، لكن الرد جاء بالعكس؛ لذلك كان الرحيل هو القرار المناسب."