حتى قبل استلام إجابة حماس على الخطوط العريضة للمقترح الأمريكي الخاص بصفقة تبادل الأسرى، بدأ كبار المسؤولين الأمنيين في دولة الاحتلال يتهمون مكتب رئيس الوزراء ومسؤولي مجلس الوزراء المتطرفين بالتسبب في إعاقة إبرام الصفقة، لأن بنيامين نتنياهو يريد كسب مزيد من الوقت، والنتيجة إمكانية أن يضحي الأسرى بحياتهم، وسط نشوب معركة حادة بين جيش الاحتلال ومجتمع الاستخبارات ومكتب رئيس الوزراء، وكل له موقف خاص به يتعارض مع الآخر.

 

رونين بيرغمان الخبير الأمني في صحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"نيويورك تايمز"، نقل أن "غضب كبير يسود كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية، من مختلف المنظمات والوحدات، من إحباط أي إمكانية لتنفيذ صفقة التبادل، عقب البيان المتسرع لمكتب نتنياهو الذي وصف فيه ردّ حماس بأنه لم يحمل أي شيء جديد، رغم أن جميع المعلومات المتوفرة تفيد بأنهم لم يطلعوا بعد على تفاصيل الردّ، وفي وقت لاحق أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا باسم جهاز الموساد جاء فيه أن الحكومة تدرس الرد، وسوف ترسل إجابتها للوسطاء". 


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "ردّ حماس جاء بعد ساعات من لقاء رئيس الوزراء القطري بقادة الحركة، وعرض عليهم تعديلات بديلة للمقترح بغرض التغلب على الأقسام الصعبة التي كانت لا تزال تثير الجدل مع الاحتلال، وسط تقديرات اسرائيلية مفادها أن الحركة قدمت إجابة إيجابية، أو على الأقل هكذا رأوها بصورة نسبية". 

وأشار إلى أن "قادة أجهزة الأمن والجيش عبروا عن مفاجأتهم من خطاب ألقاه وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش في سديروت جاء فيه أننا نرى المزيد والمزيد من علامات انكسار في حماس، والمزيد من قادتها يشعرون أنهم قبل النهاية، ولذلك لا يجب التوقف في هذه اللحظة، بل إدخال مزيد من القوات، والضغط أكثر على حماس في غزة، لن أتفاجأ إن أبدت الحركة تنازلا في شروطها في الصفقة، ولذلك فإننا قريبون من النهاية، لأنها تريد إنقاذ حكمها في غزة، مما يستدعي إدخال مزيد من القوات الى غزة". 


وأكد أن "كلام سموتريتش يعني أنه بالفعل على معرفة بالتطورات المتوقعة في المفاوضات، لكنه يفعل كل شيء لإحباطها، لأنه فجأة خرج ببيان يتنبأ فيه بالمستقبل، ثم يقول كل شيء لمنع تحقق هذا المستقبل، واليوم بعد الإعلان عن تسليم رد حماس الذي وصفته أوساط إسرائيلية بالإيجابي، فإن ما صدر عن حاشية مكتب رئيس الوزراء يمكن وصفه بأنه "غريب"، لأنه تحدث عن إصرار حماس على شرط رئيسي يمنع العودة للقتال بعد المرحلة "أ"، وهو أمر غير مقبول، ولذلك سيستمر الاحتلال في المفاوضات أثناء الضغط العسكري والسياسي لاستعادة جميع الأسرى: الأحياء والأموات". 

وختم بالقول أن "المنظومة الأمنية عبرت عن تفاجئها من هذا البيان المنسوب إليها، مع أنها لم تتحدث عن ذلك البتة، بل إن مكتب رئيس الوزراء تعمّد أن ينسب هذا البيان الى مصدر أمني أو سكرتير عسكري، أياً كان مصدره، فإن ما صدر عنه غرضه إحباط إمكانية تجديد الاتصالات والمفاوضات، مع العلم أن ما وصل من حماس يمكن اعتباره إيجابياً، ويشجع على فتح مفاوضات حول الصفقة، ولكن في غياب غانتس أو آيزنكوت، فإن نتنياهو لن يجد نفسه مضطرا لعقد مجلس الحرب الذي تم حلّه فعلياً، بل إنه سيكسب مزيدا من الوقت حتى نهاية خطابه الكونغرس". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حماس الاحتلال غزة فلسطين حماس غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مکتب رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

حماس: حكومة نتنياهو تستخدم التجويع في جريمة إبادة ممنهجة ضد غزة

أكدت حركة حماس، اليوم ، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تواصل استخدام سياسة "التجويع كسلاح حرب" ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووصفت ما يحدث بأنه "جريمة إبادة ممنهجة تُدار بدم بارد".

لماذا يحتفي مؤسس ويكليكس بأطفال غزة الذين قتلتهم طائرات الاحتلال؟غزة تحترق والضمير العالمي غائب.. دعوة لفتح المعابر ووقف الإبادةغزة والجوع.. تحذيرات دولية شديدة واستنكار من نتنياهو لحملة الاعترافات داخل الكيانبابا الفاتيكان يدعو لإدخال فوري للمساعدات بقطاع غزة

وقالت الحركة في بيان صحفي: "الاحتلال يضلل العالم بادعاء إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، في حين يدير أبشع جرائم التجويع والإبادة في العصر الحديث، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء تحت حصار خانق وظروف إنسانية كارثية".

ودعت حماس إلى تحرك دولي عاجل وفاعل" لوقف الإبادة الجماعية التي تُرتكب يوميًا، مشددة على ضرورة "إنهاء الحصار الإسرائيلي فورًا، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون قيود أو شروط".

واعتبرت الحركة أن "الصمت الإقليمي والدولي عن جرائم التجويع والقتل الجماعي في غزة يُعد شراكة فعلية في هذه الجرائم، ويشجع الاحتلال على مواصلة عدوانه دون محاسبة".

وختم البيان بتأكيد حماس على أن "شعبنا لن يركع، وأن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وسيدفع الاحتلال ثمنها أمام محاكم العدالة الدولية".

طباعة شارك حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التجويع كسلاح حرب الشعب الفلسطيني قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتحدث عن خطة لإنشاء مناطق آمنة جنوب غزة
  • حماس: نحذّر من الواقع المأساوي الذي يهدد حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين
  • نتنياهو يأمر بتعزيز الإجراءات الأمنية على سفارات الاحتلال حول العالم
  • عاجل- نتنياهو: قطر تساعد حماس وأنا هاجمتها مرارًا وتكرارًا
  • «وارد حدوث أخطاء».. رئيس الوزراء يعلق على واقعة وقف معاش الفنان عبد الرحمن أبو زهرة
  • رئيس الوزراء يعلق على واقعة وقف معاش الفنان عبدالرحمن أبو زهرة
  • حماس: حكومة نتنياهو تستخدم التجويع في جريمة إبادة ممنهجة ضد غزة
  • غزة والجوع.. تحذيرات دولية شديدة واستنكار من نتنياهو لحملة الاعترافات داخل الكيان
  • نتنياهو لا يعبد إلا نتنياهو.. هكذا يقامر رئيس الوزراء بمستقبل الاحتلال
  • مكتب نتنياهو يعلن عودة طاقم المفاوضات من الدوحة لإجراء مشاورات