سودانايل:
2025-05-28@00:51:28 GMT

الأثر النفسي للحرب في السودان على الأطفال

تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT

تُعدّ الحروب من أكثر الأزمات التي تترك آثاراً عميقة وطويلة الأمد على المجتمعات، ولا سيما الأطفال الذين يشكلون الفئة الأكثر ضعفاً وحساسية. في السودان، حيث يستمر الصراع المسلح منذ سنوات عديدة، يعاني الأطفال من أعباء نفسية هائلة نتيجة للعنف والدمار المستمرين.

الآثار النفسية المباشرة

1. الصدمة النفسية: يتعرض الأطفال لشتى أنواع الصدمات النفسية جراء مشاهدتهم للعنف اليومي، وفقدانهم لأفراد عائلاتهم وأصدقائهم.

مشاهد الدماء والجثث والدمار تترك بصمة عميقة في ذاكرتهم، تؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل الكوابيس، الفزع الليلي، وصعوبات في التركيز.

2. القلق والخوف: يعيش الأطفال في السودان في حالة مستمرة من القلق والخوف من التعرض للهجوم، القصف أو النزوح المفاجئ. هذا الشعور الدائم بعدم الأمان يمكن أن يتطور إلى حالات من القلق المزمن والاضطرابات النفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

3. فقدان الثقة: تتسبب الحروب في تدمير البنى الاجتماعية والأسرية، مما يؤدي إلى شعور الأطفال بفقدان الثقة في العالم من حولهم. يصبح من الصعب عليهم بناء علاقات صحية أو الشعور بالأمان حتى في البيئات التي يُفترض أن تكون آمنة.

الآثار النفسية غير المباشرة

1. فقدان التعليم: تؤدي الحروب إلى تعطيل العملية التعليمية بشكل كبير، مما يحرم الأطفال من الحصول على التعليم الجيد. التعليم ليس فقط وسيلة للتعلم الأكاديمي، بل هو أيضاً مكان لبناء الشخصية والتواصل الاجتماعي. فقدان هذه الفرصة يؤدي إلى آثار نفسية سلبية، بما في ذلك الشعور بالعزلة وفقدان الأمل في المستقبل.

2. النزوح واللجوء: يتعرض الأطفال للنزوح المتكرر والعيش في مخيمات اللاجئين التي تفتقر إلى البيئة الصحية والمرافق الأساسية. هذا الوضع يزيد من معاناتهم النفسية ويجعلهم عرضة لأمراض نفسية وجسدية متعددة.

3. التفكك الأسري: تؤدي الحروب إلى انفصال الأسر أو فقدان أحد الوالدين، مما يزيد من الشعور بالحزن والفراغ العاطفي لدى الأطفال. الأسرة هي الركيزة الأساسية في دعم الطفل نفسياً، وفقدانها يعني انهيار هذا الدعم الأساسي.

كيفية معالجة الآثار النفسية

1. الدعم النفسي والاجتماعي: يتعين على المنظمات الدولية والحكومية توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين من الحرب. هذا يمكن أن يتم عبر إنشاء مراكز دعم نفسي في المناطق المتضررة، وتقديم الاستشارات النفسية للأطفال وأسرهم.

2. التعليم وإعادة التأهيل: يجب العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية التعليمية في السودان وتقديم برامج تعليمية تركز على الدعم النفسي. التعليم يمكن أن يكون وسيلة فعالة لإعادة بناء الثقة والأمل في نفوس الأطفال.

3. تعزيز البيئة الأسرية: دعم الأسر ومساعدتها على البقاء معاً وتقديم الدعم النفسي للأهالي يمكن أن يساعد في توفير بيئة مستقرة للأطفال، مما يقلل من الآثار النفسية السلبية للحرب.

الخاتمة

إن الأثر النفسي للحرب في السودان على الأطفال عميق ومعقد، ويتطلب تضافر الجهود من جميع الجهات المعنية لتقديم الدعم المناسب. الأطفال هم مستقبل السودان، ومعالجة آثار الحرب النفسية عليهم ليست فقط واجباً إنسانياً، بل هي أيضاً استثمار في مستقبل أفضل للبلاد. يحتاج الأطفال السودانيون إلى بيئة آمنة ومستقرة تتيح لهم التعافي والنمو، ويجب أن يكون هذا الهدف على رأس أولويات المجتمع الدولي والحكومة السودانية.

هیثم الطيب عبدالرحيم

mohamedabumani@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الآثار النفسیة الدعم النفسی فی السودان یمکن أن

إقرأ أيضاً:

بعد رفض أكثر من 8000 طفل.. «التعليم» تعلق على أزمة تنسيق رياض الأطفال بالجيزة

تنسيق رياض الأطفال 2025.. واجه العديد من أولياء الأمور، أزمة كبيرة بسبب المرحلة الخامسة من تنسيق رياض الأطفال في المدارس الرسمية والرسمية لغات في محافظة الجيزة.

ما هل تفاصيل أزمة تسكين طلاب رياض الأطفال بالجيزة؟

أعرب العديد من أولياء الأمور، عن استيائهم وغضبهم من نتيجة تنسيق رياض الأطفال المرحلة الخامسة بالمدارس الرسمية والرسمية لغات بالجيزة، وذلك بسبب تسكين أبنائهم في مدارس بعيدة عن النطاق الجغرافي لهم ومحل إقامتهم بمسافات تصل إلى 100 كيلومتر.

أزمة تنسيق رياض الأطفال بالجيزة ما هو سبب أزمة تسكين رياض الأطفال بمدارس بعيدة؟

وتم نقل الطلاب لمدارس بعيدة، لعدم وجود أماكن كافية داخل الإدارات التعليمية التابعة لهم ضمن نطاقهم الجغرافي، حيث أنه تم التشديد على عدم زيادة كثافة الطلاب داخل الفصل الواحد عن 50 طالبا فقط، لذا لجأت المديرية بتسكين الطلاب في أماكن بعيدة عن محل إقامتهم.

أول رد من التعليم على أزمة تسكين رياض الأطفال بالجيزة

وفي هذا السياق، أكد شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة تعمل على حل أزمة تسكين طلاب رياض الأطفال في المدارس الرسمية والرسمية لغات في الجيزة، موضحًا أن ما حدث هو تسكين للعام الحالي 2024-2025 حتى يتمكن الطلاب من اللحاق بالتعليم قبل تجاوز السن.

وأضاف زلطة، أن هناك خيارين أمام أولياء الأمور لحل هذه المشكلة، الأولى وهي التقديم مرة أخرى عند فتح باب التقديم بالمدارس في يونيو المقبل، أو انتظار فتح باب التحويل الإلكتروني بين المدارس، والذي يبدأ في شهر يوليو.

أزمة تنسيق رياض الأطفال بالجيزة قرار عدم تحويل الطلاب لمدارس أخرى

وبدلًا من حل الأزمة المطروحة، أصدرت مديرية التربية والتعليم بالجيزة، قرارًا ينص على عدم نقل أو تحويل الطالب المقبول في إحدى المدارس الرسمية أو الرسمية لغات لأي مدرسة أخرى، مما أثار غضب أولياء الأمور، حيث تم غلق باب التحويل أمامهم وإجبارهم على القبول بالأمر الواقع.

وفي هذا السياق، أعلن سعيد عطية، وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، أنه تم تعديل هذا القرار، والذي كان يجبر أولياء الأمور على قبول التسكين الذي تم الإعلان عنه من المديرية، مؤكدًا أنه يمكن لأولياء الأمور التحويل في حال توفر أماكن شاغرة، بالإدارة التابعة لمحل إقامة الطفل.

اقرأ أيضاً«جهز أوراقك».. موعد التقديم للصف الأول الابتدائي ورياض الأطفال بالمدارس التجريبية

رابط التقديم الإلكتروني لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي للعام الدراسي 2025-2026

الأوراق المطلوبة لتقديم رياض الأطفال في المدارس التجريبية 2025

مقالات مشابهة

  • هجمة بمسيرة.. الدعم السريع تضرب هدفين استراتيجيين في جنوب السودان
  • نصف مليون إسرائيلي طلبوا تلقي الدعم النفسي منذ بداية الحرب
  • ورشة تدريبية حول "الدليل الإرشادي للصحة النفسية لطلبة التعليم العالي"
  • بعد رفض أكثر من 8000 طفل.. «التعليم» تعلق على أزمة تنسيق رياض الأطفال بالجيزة
  • السودان بين أقدام الفيلة-الحرب، والمصالح الدولية، والتواطؤ الصامت
  • حقيقة إضافة لبن الأطفال على بطاقات التموين.. الحكومة توضح
  • انطلاق فعاليات المؤتمر الدولى العشرين للطب النفسي والثامن لطب نفس الأطفال والمراهقين بجامعة عين شمس
  • هل استخدم جيش السودان الأسلحة الكيميائية ضد الدعم السريع؟
  • ???? حميدتي يغازل أمريكا باستعداده لتوطين أهل غزة في السودان
  • السودان.. مطالبات بتحقيق دولي حول "الكيماوي"