بعد فوز العمال.. لماذا توجهت بريطانيا نحو اليسار على العكس من أوروبا؟
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
تمكن حزب العمال البريطاني (يسار وسط) من الحصول على الأغلبية البرلمانية في البلاد منهيا بذلك حكم حزب المحافظين، في وقت بدأ فيه اليمين المتطرف بالصعود في العديد من الدول الأوروبية.
ومع اكتمال فرز الأصوات في 648 دائرة من أصل 650 دائرة، فقد حصل العمال على أغلبية 412 مقعدا، أي بزيادة 211 مقعدا مقارنة بالانتخابات السابقة عام 2019، لينهي حقبة استمرت 14 عاما من حكم المحافظين.
ولفت تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن نتائج الانتخابات البريطانية جاءت بعدما شهدت الانتخابات الأوروبية التي جرت في حزيران / يونيو الماضي، انتخاب عدد تاريخي من المشرعين من أحزاب اليمين المتطرف لعضوية البرلمان الأوروبي.
وكانت نتائج الانتخابات الأوروبية تسببت في فوضى دفعت الرئيس الفرنسي إلى الإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، فاز في الجولة الأولى منها حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، بزعامة جوردان بارديلا.
وبحسب تقرير "سي إن إن"، تشكلت حكومة يمينية متطرفة في هولندا أيضا هذا الأسبوع.
وفي إيطاليا، تشهد حكومة هي الأكثر يمينية منذ حكم الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني، وفقا للتقرير، الذي ذكر أن هناك عدة أسباب وراء "الطفرة الشعبوية"، غالبا ما تكون مختلفة في كل دولة على حدة، لكن بشكل عام ترجع إلى "معاناة عدة دول أوروبية من تباطؤ الاقتصاد وارتفاع معدلات الهجرة وزيادة أسعار الطاقة".
ويلقي كثيرون اللوم في تلك الأزمات على الاتحاد الأوروبي وسياساته. لكن في بريطانيا، فتحت الانتخابات العامة أبواب داونينغ ستريت أمام زعيم حزب العمّال، كير ستارمر.
وأعلن القصر الملكي البريطاني، تعيين ستارمر، رئيسا للوزراء بعد فوز حزبه بالانتخابات التشريعية، خلفا لريشي سوناك الذي قدم استقالته للملك، بعد أن خسر المحافظون الاستحقاق الانتخابي.
وقال رئيس وزراء بريطانيا الجديد: "البلاد صوتت بشكل حاسم لصالح التغيير والتجديد الوطني".
وحصد حزب المحافظين 131 مقعدا بعدما فاز في الانتخابات الماضية بـ365 مقعدا، في حين تمكن حزب العمال من الفوز بـ410 مقاعد من مجلس العموم المكون من 650 مقعدا.
من جهته، حقّق حزب "إصلاح بريطانيا" المناهض للمهاجرين نتيجة أفضل من المتوقع، بحصوله على 13 مقعدا نيابيا، وفقا لنتيجة الاستطلاع التي نشرتها التلفزة البريطانية.
أما حزب الديمقراطيين الليبراليين (وسط) فسيحصل في البرلمان المقبل على 61 نائبا.
وفي كلمة شكر وجهها إلى ناخبيه، قال ستارمر "إلى جميع من قاموا بحملات لحزب العمال في هذه الانتخابات، إلى جميع من صوتوا لنا ووثقوا في حزب العمال الجديد، شكرا لكم".
وأضاف ستارمر الذي وصل إلى رئاسة الوزراء بعد 4 سنوات على توليه منصب زعيم حزب العمال، في خطاب ألقاه بعد إعادة انتخابه في دائرته الانتخابية في شمال لندن: "الناخبون هنا وفي كل أنحاء البلاد قالوا كلمتهم، وهم مستعدون للتغيير ولإنهاء سياسة الاستعراض، وللعودة إلى السياسة بوصفها خدمة للجمهور".
ما أسباب اختلاف بريطانيا عن أوروبا؟
أشار تقرير شبكة "سي إن إن"، إلى أنه على الرغم من عدد المقاعد المتوقعة لحزب العمال، فإن اليمين البريطاني "لم يمت"، ومن المتوقع أن يتفوق المحافظون على الرغم من الليلة المخيبة للآمال، حيث أن توقعات استطلاعات رأي خلال الحملات الانتخابية، كانت تشير إلى هزيمة أسوأ.
ولفت إلى أن حزب الإصلاح بقيادة اليميني المتشدد، نايجل فاراج، سيتجاوز التوقعات، وهو الحزب الذي وقف بشدة وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، موضحا أنه من المحتمل أن يكون الانقسام بين فاراج واليمين قد ساعد ستارمر في زيادة أغلبيته البرلمانية.
واستدركت الشبكة الأمريكية "لكن في الوقت نفسه سيكون من المستحيل تجاهل اليمين المتشدد في البرلمان الجديد، حيث ينمو نفوذه بشكل أكبر".
وتجدر الإشارة إلى بريطانيا تواجه نفس المشاكل التي تعاني منها دول أوروبية أخرى، وفقا للتقرير الذي أشار إلى أنه في حال تعثر ستارمر كرئيس للوزراء، فإن الفر
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية العمال بريطانيا أوروبا بريطانيا أوروبا العمال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد توتر مع كوربين.. زارا سلطانة تطلق حملة تمويل لحزب جديد في بريطانيا
أطلقت النائبة في البرلمان البريطاني عن حزب العمال، زارا سلطانة، حملة لجمع التبرعات وتسجيل المؤيدين باسمها الشخصي، وسط مؤشرات على تفاهم جديد مع النائب السابق جيريمي كوربن، بعد أيام من الارتباك والتوتر داخل صفوف المبادرين إلى الحزب الجديد.
وذكرت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها اليوم، أن سلطانة، نائبة دائرة "كوفنتري ساوث"، استخدمت منصة "ActionNetwork" لإطلاق صفحتها الخاصة بالحملة، حيث تم تسجيل أكثر من 64 ألف تفاعل حتى الآن، ما يشير إلى حجم الزخم الذي تحاول البناء عليه.
وكانت سلطانة قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستقود الحزب الجديد إلى جانب كوربن، لكن الأخير سارع بإصدار بيان لاحق أكد فيه أن "النقاشات لا تزال جارية"، وهو ما أثار شكوكًا بشأن وجود اتفاق حقيقي بين الطرفين، وسط مخاوف من سيطرة سلطانة على بيانات المتبرعين ومعلومات المؤيدين.
ونقلت "الغارديان" عن مصدر من داخل الفريق المنظم قوله: إن الخطوة الفردية لسلطانة وُصفت بـ"الطفولية" من قبل بعض النشطاء، بينما أبدى آخرون قلقهم من غياب هيكل تنظيمي واضح، خصوصًا مع بقاء مشروع "السلام والعدالة" التابع لكوربن ككيان مستقل لا يبدو أنه سيدمج في المبادرة الجديدة.
لكن مصادر مطلعة أكدت لـ"الغارديان" أن الخلافات تم احتواؤها بعد أسبوع من الاتصالات المكثفة خلف الكواليس، مشيرة إلى أن جميع الأصول المتعلقة بالحملة سيتم دمجها في البنية التحتية المشتركة للحزب الجديد.
وعلى الرغم من أن كوربن لا يزال خارج البلاد للمشاركة في فعاليات لـ"التقدميين الدوليين" في كولومبيا، بينما تحضر سلطانة الذكرى الثلاثين لمجزرة سربرنيتسا في البوسنة، إلا أن المقربين منهما يرون أن التحرك نحو تأسيس الحزب اليساري بات مسألة وقت.
ويُتوقع، وفق ذات المصدر، أن تساهم قواعد البيانات وشبكات التبرعات الخاصة بكل من سلطانة ومشروع كوربن، إذا تم دمجها، في تشكيل واحدة من أضخم البنى السياسية اليسارية في أوروبا.
وشهدت الأسابيع الماضية لقاءات غير رسمية بين عدد من شخصيات اليسار العمالي، ومستقلين، وحركات قاعدية، ضمن ما يشبه مذكرة تفاهم أولية لتأسيس الحزب الجديد، الذي يرى فيه البعض فرصة لإعادة إحياء اليسار البريطاني خارج عباءة "العمال" التقليدية.
زارا سلطانة.. صوت جيل جديد من اليسار
تنحدر سلطانة من أسرة بريطانية ـ باكستانية مسلمة، وترعرعت في بيئة عمالية متعددة الثقافات بمدينة برمنغهام. لطالما أكدت أن تجربتها كفتاة مسلمة من الطبقة العاملة أثّرت على رؤيتها السياسية ودعوتها للعدالة الاجتماعية والاقتصادية.
تشكل سلطانة صوتًا قويًا لشريحة الشباب، والمسلمين، والأقليات في السياسة البريطانية.
سلطانة تقود حملة تعبئة شبابية وإلكترونية غير مسبوقة في اليسار البريطاني، مستفيدة من شعبيتها على وسائل التواصل. أطلقت بنفسها صفحة تبرعات وجمع دعم جماهيري، ما يشير إلى رغبتها في بناء قاعدة مستقلة وفعّالة.
يُنظر إليها على أنها الوجه العصري والجماهيري للحزب الجديد، القادرة على جذب جمهور واسع من خارج اليسار التقليدي، خاصة بين الشباب والنساء والأقليات العرقية.
جيريمي كوربين.. الحارس القديم للتيار اليساري
كوربين نشأ في أسرة يسارية ملتزمة، وهو من السياسيين المخضرمين الذين قضوا عقودًا في النضال من أجل قضايا مثل نزع السلاح النووي، حقوق العمال، فلسطين، والعدالة البيئية.
يُعرف بميله إلى الاشتراكية الديمقراطية الكلاسيكية، ويُعتبر وريثًا لتيار "اليسار الأخلاقي" في حزب العمال البريطاني.
كوربين، رغم ابتعاده عن المشهد الحزبي التقليدي، لا يزال رمزًا له تأثير كبير داخل وخارج بريطانيا.
دوره يتمحور حول تأطير المشروع فكريًا وأيديولوجيًا، وضمان دعم التيارات النقابية، والكوادر المخضرمة، والجهات الدولية التقدمية مثل حملة "السلام والعدالة".
مع أنه لا يهيمن على الجوانب التنظيمية، فإن مشاركته تمنح المشروع "شرعية رمزية" قوية.
التحالف بين سلطانة وكوربين
رغم الفجوة العمرية والثقافية بينهما، فإن المشروع المشترك يجمع بين ديناميكية سلطانة الجماهيرية الشابة ورمزية كوربين التاريخية، لتشكيل ما قد يكون أول تحدٍّ جاد لحزب العمال من اليسار منذ عقود.
لكن بعض الخلافات ظهرت مبكرًا، كما رأينا في إطلاق حملة سلطانة التبرعية بشكل منفرد، وهو ما أحرج كوربين وأدى إلى جولة من التفاوض والتفاهم بين الفريقين.
مع ذلك، يبدو أن المسار الآن يتجه نحو تأسيس بنية حزبية موحدة، يجري التحضير لها بصمت بين نقابيين، برلمانيين مستقلين، ونشطاء قواعد من مختلف أنحاء البلاد.