يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:

أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن حملته ستستمر وأنه المرشح الأفضل لهذا المنصب، وذلك في مقابلة مع جورج ستيفانوبولوس من شبكة إيه بي سي نيوز يوم الجمعة.

رفض بايدن الدعوات التي طالبته بالتنحي، ودافع عن تصميمه على البقاء في السباق باستخدام إحدى نقاط الحديث المفضلة لديه في السياسة الخارجية، وهي فكرة أن أمريكا هي الأمة التي لا غنى عنها أو الأساسية.

بناءً على الفكرة التي عبرت عنها وزيرة الخارجية آنذاك مادلين أولبرايت قبل ربع قرن، قال الرئيس: “كما تعلمون، أنا لا أقوم بحملة انتخابية فحسب، بل إنني أدير العالم. ليس – وهذا ليس مبالغة -، لكننا الأمة الأساسية للعالم. كانت مادلين أولبرايت على حق”.

وفي وقت لاحق من المقابلة، أكد بايدن أيضًا أنه لا يوجد شخص آخر يمكنه القيادة مثله.

وقال متسائلاً: “من سيكون قادرًا على إبقاء حلف شمال الأطلسي متماسكًا مثلي؟ من سيكون قادرًا على أن يكون في وضع يسمح لي بإبقاء حوض المحيط الهادئ في وضع حيث نكون على الأقل في وضع كش ملك للصين الآن؟ من سيفعل ذلك؟ من لديه هذا النفوذ؟”

وقال دانييل لاريسون الكاتب الأمريكي في تحليل على مجلة (Responsible Statecraft): يريد الرئيس أن يقنع الجميع بأنه زعيم لا يمكن الاستغناء عنه لهذه الأمة التي لا غنى عنها، ولكن فكرة أنه كان “يدير العالم” تكشف عن غطرسة خطيرة فيما يتصل بأهمية الرئيس والدور الدولي الذي تلعبه أميركا.

وأضاف: إن الولايات المتحدة لم “تدير” العالم حتى في ذروة قوتها، ومن الحماقة أن نتصور أنها قادرة على ذلك في عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد.

وتابع: إن اعتقاد بايدن يساعد في تفسير سبب رفض الرئيس إنهاء حملته، ولكنه يشير أيضًا إلى خلل رئيسي في الاستراتيجية الحالية للولايات المتحدة.

وأضاف: إن واشنطن منهكة في جميع أنحاء العالم ولديها التزامات أكثر مما يمكنها الوفاء بها بشكل واقعي. إن هذا الإرهاق هو نتيجة للاعتقاد الخاطئ بأن العالم لا يستطيع الاستغناء عن “القيادة” الأمريكية.

يرفض قادة الولايات المتحدة تحويل الأعباء إلى أي شخص آخر في أي جزء من العالم لأنهم يفترضون خطأً أنه لا يمكن لأي دولة أخرى أن تتحملها.

وكما يتمسك بايدن بمنصبه عندما يكون هناك آخرون قادرون على أخذ مكانه، فإن الولايات المتحدة تتمسك باستراتيجيتها الحالية لأنها لا تريد قبول عالم لا تكون فيه “ضرورية”.

يمن مونيتور7 يوليو، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الدفاع البريطانية: عودة المدمرة دايموند بعد أن اسقطت 9 مسيّرات وصاروخ حوثي مقالات ذات صلة الدفاع البريطانية: عودة المدمرة دايموند بعد أن اسقطت 9 مسيّرات وصاروخ حوثي 7 يوليو، 2024 انتهاء مفاوضات مسقط بين الحكومة اليمنية والحوثيين بشأن المختطفين 7 يوليو، 2024 “لا يقيمون أي وزن للأسرى”.. الوفد الحكومي يتهم الحوثيين بإفشال مفاوضات مسقط 7 يوليو، 2024 بيدري يغيب حتى نهاية بطولة أوروبا بسبب إصابة في الركبة 6 يوليو، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق عربي ودولي السعودية تتطلع إلى التشاور مع إيران بعد انتخاب بزشكيان 6 يوليو، 2024 Main news بايدن: أمريكا أساسية لإدارة العالم ومثلها لا يمكن الاستغناء عني! 7 يوليو، 2024 الدفاع البريطانية: عودة المدمرة دايموند بعد أن اسقطت 9 مسيّرات وصاروخ حوثي 7 يوليو، 2024 انتهاء مفاوضات مسقط بين الحكومة اليمنية والحوثيين بشأن المختطفين 7 يوليو، 2024 “لا يقيمون أي وزن للأسرى”.. الوفد الحكومي يتهم الحوثيين بإفشال مفاوضات مسقط 7 يوليو، 2024 بيدري يغيب حتى نهاية بطولة أوروبا بسبب إصابة في الركبة 6 يوليو، 2024 Most viewed واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 We chose for you السعودية تتطلع إلى التشاور مع إيران بعد انتخاب بزشكيان 6 يوليو، 2024 تعهد بخفض التوترات الدولية.. من هو الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان؟ 6 يوليو، 2024 بزشكيان يفوز بانتخابات الرئاسة الإيرانية 6 يوليو، 2024 مفاوضات حماس والاحتلال الإسرائيلي تستأنف بالدوحة 5 يوليو، 2024 أوروبا تدرس تصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية 5 يوليو، 2024 weather Sana'a غيوم متفرقة 21 ℃ 28º - 19º 34% 0.78 كيلومتر/ساعة 28℃ الأحد 30℃ الأثنين 30℃ الثلاثاء 29℃ الأربعاء 26℃ الخميس تصفح إيضاً بايدن: أمريكا أساسية لإدارة العالم ومثلها لا يمكن الاستغناء عني! 7 يوليو، 2024 الدفاع البريطانية: عودة المدمرة دايموند بعد أن اسقطت 9 مسيّرات وصاروخ حوثي 7 يوليو، 2024 الأقسام أخبار محلية 27٬021 غير مصنف 24٬163 الأخبار الرئيسية 13٬806 اخترنا لكم 6٬787 عربي ودولي 6٬597 رياضة 2٬236 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬165 كتابات خاصة 2٬037 منوعات 1٬939 مجتمع 1٬801 تراجم وتحليلات 1٬657 تقارير 1٬552 صحافة 1٬470 آراء ومواقف 1٬463 ميديا 1٬343 حقوق وحريات 1٬276 فكر وثقافة 869 تفاعل 795 فنون 470 الأرصاد 253 أخبار محلية 169 بورتريه 63 كاريكاتير 32 صورة وخبر 28 اخترنا لكم 14 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 11 يونيو، 2024 اعترافات واتهامات شبكة التجسس الأمريكية التي أعلنها الحوثيون.. ما لم يتمكن المتهمون من قوله؟ أخر التعليقات صالح البيضاني

سلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...

صالح البيضاني

سلام الله على حكم الامامه سلام الله على الامام يا حميد الدين...

SG

المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...

سامي علي

ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...

سامي علي

الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الدفاع البریطانیة لا یمکن الاستغناء الولایات المتحدة الحکومة الیمنیة مفاوضات مسقط الاستغناء عن

إقرأ أيضاً:

أمريكا ضد الإنسانية.. عندما يُجهَض الإجماع العالمي بفيتو واحد!

في لحظة كاشفة لحقيقة النظام الدولي، وفي مشهد تجاوز حدود الخزي السياسي إلى جريمة أخلاقية مكتملة الأركان، وقفت الولايات المتحدة الأمريكية وحيدةً - لا كقائدة للعالم الحر، بل كخصمٍ للعدالة والرحمة - لتعطّل، وبدم بارد، قراراً صادراً بإجماع 14 دولة من أصل 15 في مجلس الأمن الدولي، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لأكثر من مليوني إنسان يئنّون تحت القصف والجوع والحصار.

إنه الفيتو الخامس خلال شهور المجازر … خامس مرة ترفع فيها واشنطن يدها لا لإنقاذ الأرواح، بل لحماية آلة الحرب الإسرائيلية وهي تفتك بالأطفال وتدفن العائلات تحت الركام.

في مواجهة هذا المشهد العالمي الذي توحّد فيه الشرق والغرب، الشمال والجنوب، لم يكن لأمريكا أن تقف على الحياد، بل اختارت أن تكون، مرة أخرى، في صفّ القاتل لا القتيل، في خندق الاحتلال لا الضحية، في موقع العار لا الإنسانية.

فهل بقي للعالم ثقة في عدالة دولية تُختطف بقرار منفرد؟ وهل ما زال من حق أمريكا أن تُلقي علينا محاضرات في “ حقوق الإنسان ” وهي تمزّق - أمام أنظار الجميع - كل ما تبقّى من قيم ومواثيق.

في مشهد نادر من التوافق الدولي، صوّت أعضاء مجلس الأمن الـ15 لصالح قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، بأغلبية تكاد تلامس الإجماع الأخلاقي

أربعة من الأعضاء الدائمين - الصين، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا - انضموا إلى عشرة أعضاء منتخبين يمثلون صوت العالم الحقيقي، من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا.

كان ذلك بمثابة لحظة نادرة أشرقت فيها الإنسانية على طاولة طالما اختنقت بالمصالح والنفاق.

لكن ما إن لاح أمل العدالة، حتى أُسدل عليه الستار الثقيل … رفعت الولايات المتحدة يدها وحدها، لا لتمنح حياة، بل لتصادرها

فيتو أمريكي واحد كان كفيلاً بإجهاض القرار، وكأن دماء عشرات الآلاف في غزة لا تساوي شيئاً أمام معادلات المصالح وحسابات السلاح والتحالفات المشبوهة.

هذا “ الفيتو ” لم يكن مجرّد أداة سياسية، بل صار سيفاً ملوّحاً في وجه الضحايا، وصكّ حماية دائم لمجرم حرب يرتكب الفظائع على الهواء مباشرة.

بهذه الحركة، أثبتت واشنطن أنها لم تعد مجرّد منحاز لإسرائيل، بل باتت راعية رسمية لآلة القتل، تعيق القانون الدولي بيد، وتُسلّح القاتل بالأخرى.

إنها لحظة تاريخية سوداء، يُسجّل فيها أن الإجماع العالمي سقط مرةً أخرى على عتبة الفيتو الأمريكي، وأن العدالة في مجلس الأمن لا تُقاس بعدد الأصوات، بل بهوية من يمتلك حق التعطيل.

فيتو العار.. أمريكا تُعرّي نفسها كجلّادٍ معلن أمام العالم

لم يكن “ الفيتو ” الأمريكي مجرّد موقف سياسي، بل كان طعنةً مدروسة في خاصرة الضحايا، ووصمة عار لا تُمحى في جبين النظام الدولي.

لم يكن اعتراضاً على صيغة قرار، بل إصراراً فاضحاً على استمرار آلة القتل، وتوقيعاً مباشراً على مذابح تُرتكب كل ساعة بحق الأبرياء في غزة.

وبينما يُنتشل الأطفال من تحت الركام، وتُسرق آخر أنفاس المرضى في مشافٍ بلا وقود، ويقف العالم مذهولاً من حجم الوحشية، تصرّ واشنطن على تسويق الجريمة بأنها “ دفاع عن النفس ”، وكأن الاحتلال يحق له ذبح المدنيين ما دام الحامي هو أمريكا.

لقد تجاوزت الإدارة الأمريكية حدود الانحياز، إلى موقع الجريمة الكامل.

أكثر من 36 ألف شهيد، نصفهم أطفال ونساء، عشرات آلاف الجرحى، مئات الآلاف بلا مأوى، مستشفيات تُقصف، مدارس تُستهدف، مخيمات تتحول إلى مقابر جماعية …

ومع ذلك، ترفع أمريكا فيتوها، لا لوقف القتل، بل لحمايته.

فيتو ليس مجرد “ حق ”، بل سلاح إبادة سياسية يُستخدم لفرض منطق القوة، وإبقاء العالم رهينة للمصالح الإمبريالية.

بهذا الموقف، وضعت أمريكا نفسها رسمياً في خانة الجلّاد، لا كشريك في “ السلام ” كما تدّعي، بل كعرّاب لحرب إبادة لا أخلاقية، ومبرّر دائم لكل ما هو وحشي ولا إنساني.

إنها لحظة سقوط كامل للأقنعة، وتحوّل خطير في ميزان القيم الدولية، حيث من يملك الفيتو يملك حق قتل الشعوب …

بلا حساب.

أين هي الشرعية الشرعية الدولية؟!

أي شرعية تبقّت؟ حين تتحوّل العدالة الدولية إلى رهينة في قبضة واحدة.

ما معنى مجلس أمن يُفترض به أن يكون صمّام أمان البشرية، إذا كان مصيره يُختَزل في يد واحدة تمثّل أقلية ضئيلة من سكان الأرض؟

كيف يُفهم مفهوم “ الديمقراطية الدولية ” حين تُجهض الإرادة الجماعية لأربعة عشر دولة بقرار منفرد من قوة واحدة نصّبت نفسها وصيّاً على العالم؟

بأي منطق تُدار الأمم المتحدة إذا كانت عاجزة عن تمرير قرار إنساني بديهي، يطالب فقط بوقف القتل وإدخال الغذاء والدواء؟

أي شرعية تبقّت لمنظمة دولية تقف مكتوفة الأيدي أمام فيتو يقايض الأرواح بالمصالح، ويمنح الاحتلال حصانةً كاملة من المساءلة؟ كيف يُقنعنا من يدّعي الدفاع عن “ حقوق الإنسان ” بأنه لا يستطيع كبح جماح مجازر تُبثّ على الهواء مباشرة؟

أليس هذا الفيتو دليلاً على أن النظام الدولي لم يعد يبحث عن العدالة، بل يديرها وفق توازنات القوة والغطرسة؟

إنه سؤال مفتوح على جراح الشعوب: متى تفقد الأمم المتحدة صفتها كمرجعية أخلاقية، وتتحوّل إلى مجرد منصة تصفيق للقوي، وصمت للضعفاء؟

ومتى يصبح الصمت الرسمي تواطؤاً معلناً في جرائم تُرتكب باسم القانون، بينما القانون نفسه يُعلّق على مشنقة “ الفيتو ” الأمريكي؟

أمريكا … من حليف سياسي إلى شريك كامل في الجريمة

لم تعد واشنطن مجرّد داعم دبلوماسي لإسرائيل، بل تجاوزت ذلك بكثير، حتى باتت شريكاً مباشراً وعلنياً في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.

هي من تزوّد آلة الحرب بالأسلحة الفتاكة، وتوفر الغطاء السياسي في المحافل الدولية، وتستخدم “ الفيتو ” كدرع دائم لعرقلة أي محاولة لوقف العدوان، أو حتى مجرد إيصال الدواء والغذاء للمحاصَرين.

كل فيتو أمريكي هو تصريح قتل جماعي، ورسالة واضحة للمعتدي: استمر.

كل صمت أمريكي هو مباركة ضمنية للمجازر، وكل تبرير رسمي يصدر من البيت الأبيض هو إعادة إنتاج لرواية المحتل، وتبرئة للقاتل من على منصة دولية يُفترض أنها خُلقت لحماية الضحايا.

في هذا السياق، لا يمكن النظر إلى الدور الأمريكي كحيادي، ولا حتى كمنحاز، بل كفاعل أساسي في معادلة الموت.

إنها شراكة مُكتملة الأركان:

في السلاح، في القرار، في الرواية، وفي التعطيل المتعمّد لكل مسار يمكن أن يوقف النزيف.

لقد تحوّلت أمريكا - بكامل وعيها وإرادتها - من “ وسيط سلام ” مزعوم، إلى أحد أبرز صانعي الجريمة ومهندسي استمرارها.

العالم يُفيق…وأمريكا تُمعن في العمى الأخلاقي

ما شهدناه في مجلس الأمن لم يكن مجرّد تصويت على ورقة قرار، بل كان لحظة كاشفة فاصلة بين عالم بدأ يستيقظ على فداحة الجريمة، وقوة كبرى ترفض أن ترى إلا ما يخدم مصالحها.

أربعة عشر صوتاً من قارات وثقافات ومصالح متباينة قالت بوضوح: “ كفى للدم، كفى للحصار، كفى للصمت ”. لكن وحدها أمريكا، بكامل برودها، قالت: “ لا”.

إنها ليست مجرد “ لا ” سياسية، بل “ لا ” أخلاقية عميقة تكشف أن ما يُسوّق عن “ القيادة الأخلاقية ” الأمريكية لم يكن إلا وهماً تُرَوّج له ماكينة ناعمة، تخفي خلفها قبضة حديدية لا تتردّد في سحق القيم متى تعارضت مع نفوذها أو تحالفاتها.

في هذا الانفصال الفجّ عن ضمير الإنسانية، تتجلى أمريكا كقوة لا تخجل من الوقوف ضد العالم، ولا تتردّد في تحدي المبادئ التي تزعم الدفاع عنها.

هذه اللحظة ليست مجرد سقوط دبلوماسي، بل انهيار كامل لادعاءات “ الحضارة ” حين تُستخدم لشرعنة الموت، ولشعارات “ حقوق الإنسان ” حين تُختزل في جغرافيا واحدة وتُستثنى منها غزة.

لقد تحركت خريطة الضمير العالمي… إلا واشنطن، فهي لا تزال تقف على أنقاض العدالة، بلا خجل، وبلا حساب.

الخلاصة: الفيتو لا يحجب الحقيقة… بل يفضح الجريمة

قد تنجح أمريكا في تعطيل قرار، لكنها لن تعطل الحقيقة، ولن توقف زحف الوعي الذي يتشكّل عبر شاشات الموت اليومية القادمة من غزة.

الفيتو قد يُسكت مجلس الأمن، لكنه لا يُسكت ضمير الشعوب، ولا يطفئ نيران الغضب المتصاعد في العواصم والميادين وعلى ألسنة الأحرار.

العالم يرى ويسجّل، والذاكرة الإنسانية لا تُخدع بحبر السياسة حين يُكتب فوق الدم.

العدالة لا تُصنع في غرف مغلقة تتحكم فيها دولة واحدة، بل تُولد حين تتلاقى إرادة الأحرار، وتتجاوز الشعوب صمت حكوماتها، وتكسر طوق الهيمنة المفروض باسم “ الشرعية الدولية. ”

ما بعد هذا الفيتو ليس كما قبله، لأن كل فيتو جديد لم يعد ورقة سياسية، بل صار وثيقة إدانة تُضاف إلى سجلّ واشنطن الأخلاقي، قبراً فوق قبر، وعاراً فوق عار.

لقد انكشفت الأقنعة، وسقطت أسطورة “ القيادة الأخلاقية ”.

أمريكا لم تعد فقط في مواجهة الضحايا، بل في مواجهة الضمير العالمي بأسره.

التاريخ لا يرحم… والذاكرة لا تُسامح

قد تُحرِّك أمريكا السياسة بفيتو، لكنها لا تملك أن تمحو الحقيقة من ذاكرة الشعوب.

فالتاريخ لا يرحم، والذاكرة لا تُسامح.

هي تحفظ الوجوه، وتُسجّل المواقف، وتُميّز من مدّ يده لإنقاذ الضحايا، ممن رفعها ليُجيز المجازر.

وفي لحظة كان فيها العالم ينشد عدالة تنقذ الأبرياء، وقفت واشنطن في صفّ الجلاد، لا الضحية.

رفعت يدها بالفيتو … بدل أن تمدّها لرفع الأنقاض عن الأطفال، ولإيقاف نزيف وطن يُباد أمام مرأى البشرية.

لكن وإن تأخر الحساب السياسي… فالحساب الأخلاقي بدأ منذ الآن.

وفي ذاكرة الضمير الإنساني، لن تُكتب هذه اللحظة إلا بعنوان واحد: “ أمريكا … الدولة التي اختارت أن تكون شريكاً في الجريمة، لا حامياً للعدالة”.

لقد بات واضحاً للعرب والعالم: أمريكا وإسرائيل لم تعودا مجرد خصمين سياسيين، بل أصبحتا السمَّ الزعاف الذي يسري في عروق قضايانا، يسمم أحلامنا، ويغتال أبسط حقوقنا في الحياة.

لكن الشعوب، وإن طال صمتها، لا تموت … والوعي حين يُولَد من رحم المجازر، لا يعود إلى النوم …نعم لن يعود إلى النوم.

مصطفى بكري.. القصيدة الأخيرة في ديوان اليَعارِبة

عاجل| حماس تدين اعتراض الاحتلال للسفينة «مادلين» وتطالب بكسر الحصار عن غزة

الصحة الفلسطينية: مستشفيات غزة تواجه خطر التوقف خلال يومين بسبب نفاد الوقود

مقالات مشابهة

  • أمريكا ضد الإنسانية.. عندما يُجهَض الإجماع العالمي بفيتو واحد!
  • نائب الرئيس الأمريكي: إدارة بايدن أنفقت 300 مليار دولار على أوكرانيا
  • بوقرة يكشف أسباب الاستغناء عن محيوص في المنتخب الوطني !
  • أمريكا.. هيئة المحلفين تدين باكستانيا بتهريب أسلحة إيرانية إلى الحوثيين وسيواجه عقوبة سجن 20 عاما
  • الرئيس الأوكراني ينتقد إرسال أمريكا 20 ألف صاروخ للشرق الأوسط بدلا من مساعدته
  • الرئيس عون في الذكرى الـ 26 لاغتيال القضاة الأربعة في صيدا :لا شيء يمكن أن يُرهب القضاء
  • اليونيفل: حرية حركة قواتنا في جنوب لبنان «أساسية» لتنفيذ مهامنا
  • زيزو يكشف كواليس زيارته للسفارة الأمريكية.. ويوجه اتهامات صادمة لإدارة الزمالك
  • هتخلصك من كل السموم .. مشروبات أساسية للحفاظ على الصحة والنشاط
  • الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ«الاتحاد»: 27 مليار درهم استثمارات «طاقة» لدعم النمو بنهاية 2024