جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-21@12:26:06 GMT

حجر الزاوية

تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT

حجر الزاوية

 

 

عائض الأحمد

مسيرة يتخللها درب شاق، عنوانه كفاح لم ينقطع لأكثر من خمسين عامًا، ندمت لفعل واستحسنت آخر، وكررت الخطأ لأنشد الصواب، بقصد أو بدونه، فقد أصبحت من الماضي، فكما هرم الجسد وكل شيء إلى زوال، الباقي هو تلك النظرة الحانية والقلب المفتوح والحب الدائم الذي يزداد يومًا بعد آخر، وكأنني ذاك الفتي الذي أطلق العنان لخياله، ثم أقسم أن تكوني سلطانة السعادة وفرس الرهان دون سواك، فلم يكن قدري أكثر سعاده من تلك الأيام الخولي.

منهاج الأسوياء درس يُقتدي به، لكنه سيبقى درسًا فقط فهناك مناهج آخر، ولن تكون ذات نفع إن لم تصل إلى مريديها، حتى لو كانت مجرد قصة تُسرد في لحظات صدق وتأمل، سواء كانت للعبرة أو للذكرى، التى يفوح منها عبق الماضي ونشوة الشباب وأحلام الصبا.

حينما تُعجزك الكلمة؛ فالنظرة حديث يُؤخذ به، وحينما عجز الاثنان انثنى طرفها خجلا، فوقع في نفسي حديث الهوى، وتبدد بسلام الروح وأمل الأنقياء، فمعك وبك تطيب الدنيا وتطهر القلوب.

البناء يسبقه عمل شاق، ولعل الحجر الذي رفضته اليوم هو قوام الزاوية غدا، الحكمة في بلوغ الهدف لم تكن الهدف ذاته، بل ذلك الطريق ونهايته، وأين سيصل بنا بعد حين، تسأل: ماذا تركت لي من بعدك؟ فغرقت فيما يشبه التفكير لعل الرد يبدو أكثر أثرًا ثم قلت أنا!!!! فجمعت أطرافها، واستقامت ثم رحلت، وكأني أثير شفقتها لما وصلت إليه، من أين لك كل هذه النرجسية؟ فقدان في الدنيا وتبعية في حيوات لم نكن نعلمها، أوليس الإيمان مقرُّه القلب وأنت تظن ذلك؟!!!

تذكرتُ صديقي حين قال "الأقوياء لا ينتقمون، يعيدوك إلى وضعك الطبيعي فقط".

وختاما.. "لها صمت يصم الأذان"، ونظره تبلغ الأفق حتى تهوى بك، وضماء حد الارتواء، أرض سبخة لا حياه فيها.

-------------------

شيء من ذاته: تزمجر فتقتلع جذوري، ثم تركن إلى قلبي قائلة: "أقسم بأنك تحبني". الألم رفيق المتعة.

نقد: أحدثك عن الزمان ولك حرية المكان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يوضح دلالات حديث القرآن عن الجبال

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن الجبال"، بحضور كل من: الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وأدار الحوار الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.

خطيب الجامع الأزهر: الدين الإسلامي تأسست دعوته على حسن الخلقخطيب الجامع الأزهر: اجتمع كل دين الإسلام في هذا الحديث النبوي

وأوضح الدكتور عبد الفتاح العواري أن الجبال تمثل الرابط الوثيق لهذه الأرض التي مدها الله لنا، كما أن لها دور حيوي في حفظ توازن الأرض وتحقيق استقرارها، وهذا أحد الأدلة على قدرة الله سبحانه وتعالى، لما فيه من دلائل القدرة وعظيم الصنع التي لا يستطيع بشر كائن من كان أن يأتي بمثل هذا الخلق – خلق الجبال-، ليبين لخلقه مكونات الخلق " أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ"، مشيرًا إلى أن دور الجبال في حفظ توازن الأرض ينتهي بقيام القيامة " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا"، أي أن الله سبحانه وتعالى يزيل الجبال ولا يبقي فيها شيئًا يوم القيامة، لتعود الأرض مسطحة لا شيء فيها.

وأكد الدكتور عبد الفتاح العواري على أهمية التأمل العميق في الآيات القرآنية التي تتحدث عن الجبال؛ لأن هذا التدبر يكشف عن عظمة الخالق وقدرته الباهرة في إبداع هذا الكون، فالجبال ليست مجرد تضاريس صماء، بل هي آيات كونية واضحة، ودلالات قاطعة على بديع صنع الله، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".

من جانبه قال مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر: إن الإشارة إلى الجبال في القرآن الكريم جاءت بصيغ متعددة، حيث ورد في ثمانية وأربعين موضعًا ضمن سور القرآن الكريم المختلفة، فجاء بصيغة الجمع في واحد وثلاثين موضعًا، وبصيغة المفرد في أربعة مواضع، مضيفًا أن القرآن الكريم لم يقتصر على لفظ "الجبال" للإشارة إليها، بل ذكرها بأسماء أخرى تحمل معاني إضافية، مثل "الرواسي" التي وردت تسع مرات، وتوحي بثباتها ورسوخها ودورها في تثبيت الأرض، كما لفت إلى أن القرآن ذكر جبالًا بأسمائها الخاصة، كجبل الجودي الذي ارتبط بقصة نوح عليه السلام، وجبل عرفات ذي المكانة العظيمة في مناسك الحج، والصَّفا والمروة اللذين شهدا سعي السيدة هاجر عليها السلام وأصبحا من شعائر الله، وهذه الجبال التي سميت بأسمائها دلالة على قدسيتها ومكانتها الإيمانية.

ولفت الدكتور مصطفى إبراهيم، إلى جانب بالغ الأهمية يظهر من خلال التدبر العميق لآيات القرآن الكريم التي تتناول الجبال، وهو ما يمكن وصفه بـ "الصفات الإيمانية" للجبال، واستشهد بقوله تعالى "وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا"، أي أن هذا التصوير القوي يكاد يجعلنا نتخيل خشوع الجبال وتأثرها بعظمة الخالق لدرجة أنها تكاد تتداعى وتسقط، وقوله تعالى "وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ" ففي هذه الآية، يتجلى تسبيح الجبال لله عز وجل مصاحبًا لتسبيح النبي داود عليه السلام، مما يرسخ فكرة أن هذه الجمادات ليست صماء خالية من الشعور والإدراك، بل هي مخلوقات تسبح بحمد ربها بطريقتها التي يعلمها هو سبحانه.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

طباعة شارك الجامع الأزهر ملتقى التفسير الإعجاز القرآني حديث القرآن الآيات القرآنية

مقالات مشابهة

  • متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة 2025 ؟.. خير أيام الدنيا
  • فضل الحج وثوابه.. 14 فائدة لمن يحج في الدنيا والآخرة |الأزهر يوضحها
  • محاكمة سائق بتهمة قتل صغير بالخطأ في الزاوية الحمراء.. بعد قليل
  • موسم السفر إلى أركان الدنيا الأربعة
  • حديث لثلاثاء
  • أحمد موسى: الرئيس اللبناني تحدث عن التاريخ والحضارة المصرية مؤكداً أن مصر أم الدنيا
  • "حديث الكواليس" مع جو يونان: حوارات تكشف أسرار النجوم عبر إذاعة جبل لبنان
  • الرئيس اللبناني متحدثا عن مصر: أشقاء منذ أذل الدنيا وأخوتنا من عمر التاريخ
  • سائق ميكروباص يودي بحياة طفل في الزاوية.. قرار عاجل من المحكمة
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يوضح دلالات حديث القرآن عن الجبال