جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-09@22:49:11 GMT

خريف صلالة جمال يتجدد كل عام

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

خريف صلالة جمال يتجدد كل عام

 

 

م. فتحى نوار  *

عندما يُذكر خريف صلالة، تتبادر إلى ذهني صور تنبض بالحياة وتأخذني إلى عوالم من السحر والجمال الذي لا يُضاهى. كمُقيم يعيش في سلطنة عُمان منذ أكثر من اثني عشر عامًا، أجد نفسي مستمتعًا بتجربة هذا الفصل الفريد، محاطًا برائحة الأرض المبتلة وأصوات الطبيعة التي تملأ الأجواء، مما يلهمني لكتابة حكاية تمتزج فيها روعة الطبيعة بصفاء الروح.

صلالة.. اللؤلؤة الخضراء لعُمان، تتحول خلال فترة الخريف إلى لوحة فنية متحركة، حيث تتراقص السحب فوق جبالها وتغمر الأمطار أرضها، لتنتعش الطبيعة وتكتسي بحلة خضراء بديعة. هذا التحول الموسمي ليس مجرد ظاهرة طبيعية، بل هو تجربة حسية تأخذك في رحلة بين أحضان الطبيعة، لتشعر بالسلام الداخلي والانبهار بجمال الخلق.

تبدأ الأمطار الموسمية في أواخر يونيو وتمتد حتى سبتمبر، لتضفي على صلالة طقسًا فريدًا ومنعشًا. تتفتح الأزهار البرية وتنهمر الشلالات، وتتحول الأودية إلى حدائق غناء تسر الناظرين. وادي دربات بشلالاته المتدفقة، وسهول المغسيل بشواطئها الرملية البيضاء، وكهف المرنيف بأسراره الجيولوجية، وعين آثوم بشلالاتها البديعة، وعين جرزيز، وعين صحلنوت، وعين كور بلونها الفيروزي الساحر، كلها مواقع تضيف إلى خريف صلالة سحرًا لا يقاوم.

إن خريف صلالة هو دعوة لكل من يسعى للهروب من صخب الحياة اليومية، وللبحث عن ملاذ هادئ يعيد للروح توازنها. هناك، بين ثنايا الطبيعة، يمكن للزائر أن يجد نفسه، ويستمتع بلحظات من التأمل والسكينة. التأمل في تلك المناظر الخلابة يفتح أبواب الذهن على مصراعيها، ويمنح الكاتب أو الفنان إلهامًا لا ينضب.

ولا تكتمل تجربة خريف صلالة دون استكشاف الثقافة العُمانية الغنية، التي تبرز في كرم الضيافة والتقاليد العريقة. التفاعل مع العُمانيين من سكان هذه الأماكن، والاستمتاع بالمأكولات التقليدية، كالمضابي المنتشرة في كل مكان وخاصة الموجودة في منطقة إيتين، والمأكولات البحرية الطازجة، يضفي على الرحلة بعدًا إنسانيًا يجعل الزائر يشعر وكأنه جزء من هذه الأرض الطيبة.

كمقيم، أجد نفسي مستمتعًا بكل زاوية في صلالة وكأنها قصيدة. أصف كيف يمكن للزائر أن يستيقظ على صوت رذاذ المطر، ويستمتع برائحة الهواء النقي في السهول الخضراء، وكيف يمكنه أن يقضي ساعات في استكشاف الجبال والكهوف، أو الاسترخاء على الشواطئ الممتدة على طول الساحل الجنوبي لعُمان، أو الغوص في التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة.

ختامًا، إن خريف صلالة ليس مجرد فصل من السنة، بل هو تجربة تتجدد كل عام لتمنح الزائرين فرصة لإعادة اكتشاف جمال الطبيعة وجوهر الإنسانية. إن سحر خريف صلالة يكمن في قدرته على لمس الروح وإلهام القلوب، مما يجعله موسمًا ينتظره الجميع بشغف وشوق. إنها دعوة لكل من يبحث عن الجمال والسلام، ليأتي ويختبر بنفسه روعة هذا الفصل الفريد في واحدة من أجمل بقاع الأرض، في صلالة، أرض الأصالة وعروس عُمان بل والجزيرة العربية بلا منافس.

 

* مستثمر مصرى

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“الدرب”.. درب الحجيج ووجهة السياح وعُشَّاق الطبيعة

تزدان محافظة الدرب بجمالها الطبيعي وموقعها الإستراتيجي شمال منطقة جازان، على بُعد نحو (125) كيلومترًا من مدينة جيزان؛ لتكون بوابتها الشمالية نحو منطقتي عسير ومكة المكرمة، وملتقى للطرق الدولية، ووجهة سياحية للمسافرين وعشاق الطبيعة.
فمنذ القدم، تعد الدرب معبرًا رئيسًا لحجاج بيت الله الحرام، وكذلك القوافل التجارية القادمة من عدة مناطق والمتجهة إلى جازان، حاملةً في ذاكرتها عبق التاريخ والتراث التجاري العريق، وشاهدةً على التواصل بين المناطق، حتى غدت اليوم من أبرز المحافظات نموًّا وحيويةً.

وتتبع للمحافظة أربعة مراكز رئيسة هي: ريم، وعتود، والشقيق، وسمرة الجد، إلى جانب عدد من القرى والهجر، ويفوق عدد سكانها (68) ألف نسمة.
وتتمتع الدرب بطبيعة خلابة جعلتها وجهةً سياحيةً بارزة، يقصدها سنويًا أكثر من نصف مليون زائر للاستمتاع بأجوائها المعتدلة، وشواطئها الرملية، وأوديتها الدافئة، وحدائقها، ومتنزهاتها العامة.
ويتميز مركز ريم بتضاريسه الجبلية الفاتنة، وأوديته الغناء مثل: وادي ريم، الذي يعد أحد أجمل المواقع السياحية البيئية في المنطقة.
أما مركز عتود فيشتهر بسواحله الممتدة على البحر الأحمر بطول يقارب (30) كيلومترًا، حيث تتلألأ الكثبان الرملية الذهبية، إضافةً إلى متنزه رمال عتود، وجبل عكاد المحاط ببساط أخضر في غاية الجمال، وتضم أوديته المنحدرة من جبال السروات وديانًا خلابةً مثل: وادي عتود، ووادي بيض، ووادي رملان، التي تصب مياهها في البحر الأحمر، كما تمثل المسطحات الخضراء والمرافق بكورنيش السميرات، التي تتجاوز مساحتها (60,000) متر مربع، وجهةً سياحيةً بحريةً ساحرة، تضم حديقةً وألعاب الأطفال، ومرافق خدمية.

اقرأ أيضاًتقاريرالمها العربي.. يتكاثر ويثري الحياة الفطرية بمحمية الملك سلمان

ويُشكِّل مركز الشقيق الواجهة البحرية الأبرز للمحافظة، بشواطئه النظيفة وشعابه المرجانية التي تجذب محبي الغوص، إلى جانب الشاليهات والمنتجعات التي تستقبل الزوار على مدار السنة وتمنحهم تجربةً سياحيةً متكاملةً.
ويبرز المتنزه العام بالدرب، الذي يمتد على مساحة تُقدر بحوالي (81,759) مترًا مربعًا، بوصفه أحد أبرز الوجهات الحديثة، حيث يضم ممشى رياضيًا بطول (1,600) متر، ومجرى مائي ونوافير، وممشى للدراجات وذوي الإعاقة، إضافةً إلى مطل وشلال، ومناطق خضراء، وألعاب أطفال، ومدينةً مائية، ومنطقةً لركوب الخيل.
وتحوي المحافظة عددًا من الوجهات الحديثة، منها مزرعة “غيم السياحية”، التي تشكل نموذجًا للسياحة الزراعية والترفيهية، إذ تُمكِّن الزوار من خوض تجربة الزراعة بأنفسهم مع أنشطة ترفيهية متنوعة؛ لتصبح وجهةً عائليةً متكاملةً تعكس مفهوم السياحة المستدامة.

وفي إطار السعي نحو تعزيز التنمية المستدامة، تشهد المحافظة تنفيذ مشاريع بنية تحتية جديدة وحديثة، تفتح آفاقًا جديدةً للاستثمار، ويعزز من مكانتها السياحية والاقتصادية، حيث تنفذ أمانة منطقة جازان (70) مشروعًا بلديًا بتكلفة إجمالية بلغت (898) مليون ريال، ضمن مجموعة من المشاريع التنموية والسياحية والاستثمارية.
ووفقًا لأمين منطقة جازان المهندس يحيى الغزواني، شملت هذه المشاريع الانتهاء من تنفيذ (49) مشروعًا بتكلفة إجمالية بلغت (590) مليون ريال، تضمنت أعمال السفلتة والطرق والنظافة وتشغيل المدينة، إضافةً إلى مشاريع إسكانية وتنموية تضم (203) وحدات سكنية، و(1,618) قطعة سكنية، ومشاريع درء أخطار السيول، إلى جانب (5) مشاريع استثمارية ومنتجع سياحي متكامل.
وأشار المهندس الغزواني إلى أن الأمانة تعمل حاليًا على تنفيذ (21) مشروعًا بتكلفة بلغت (308) ملايين ريال، شملت مشاريع الطرق والسفلتة والنظافة وتشغيل المدينة، إضافةً إلى (5) مشاريع استثمارية جديدة؛ تعزز مكانة المحافظة وجهة واعدة على خارطة السياحة في المملكة.

مقالات مشابهة

  • “الدرب”.. درب الحجيج ووجهة السياح وعُشَّاق الطبيعة
  • نتفليكس تعلن طرح الموسم الرابع من مسلسل Lupin في خريف 2026
  • "تجربة شخصية".. قراءة تشكيلية في الطبيعة والبيئة الريفية والبحرية لكفر الشيخ
  • السراحنة يطالب حسان بزيارة ميدانية لمخيم البقعة وعين الباشا
  • حمادة هلال يشعل سباق رمضان بـ"المداح 6".. موسم جديد من الرعب والتشويق وصراع يتجدد مع قوى الظلام
  • الخونة.. أوراق خريف تتساقط في دروب العزة والكرامة
  • هدى الأتربي تتألق بأحدث صيحات موضة خريف 2025
  • جورجيا.. وجهة سياحية غنية بسحر الطبيعة وعمق الحضارة والتنوع الثقافي
  • مواجهة حاسمة بين قطر وتونس وعين على أمل اللعب النظيف بين سوريا وفلسطين.. التشكيلة والقنوات الناقلة
  • السيب يواصل حصد النقاط من بوابة صلالة في دوري السلة