جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-17@04:34:20 GMT

خريف صلالة جمال يتجدد كل عام

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

خريف صلالة جمال يتجدد كل عام

 

 

م. فتحى نوار  *

عندما يُذكر خريف صلالة، تتبادر إلى ذهني صور تنبض بالحياة وتأخذني إلى عوالم من السحر والجمال الذي لا يُضاهى. كمُقيم يعيش في سلطنة عُمان منذ أكثر من اثني عشر عامًا، أجد نفسي مستمتعًا بتجربة هذا الفصل الفريد، محاطًا برائحة الأرض المبتلة وأصوات الطبيعة التي تملأ الأجواء، مما يلهمني لكتابة حكاية تمتزج فيها روعة الطبيعة بصفاء الروح.

صلالة.. اللؤلؤة الخضراء لعُمان، تتحول خلال فترة الخريف إلى لوحة فنية متحركة، حيث تتراقص السحب فوق جبالها وتغمر الأمطار أرضها، لتنتعش الطبيعة وتكتسي بحلة خضراء بديعة. هذا التحول الموسمي ليس مجرد ظاهرة طبيعية، بل هو تجربة حسية تأخذك في رحلة بين أحضان الطبيعة، لتشعر بالسلام الداخلي والانبهار بجمال الخلق.

تبدأ الأمطار الموسمية في أواخر يونيو وتمتد حتى سبتمبر، لتضفي على صلالة طقسًا فريدًا ومنعشًا. تتفتح الأزهار البرية وتنهمر الشلالات، وتتحول الأودية إلى حدائق غناء تسر الناظرين. وادي دربات بشلالاته المتدفقة، وسهول المغسيل بشواطئها الرملية البيضاء، وكهف المرنيف بأسراره الجيولوجية، وعين آثوم بشلالاتها البديعة، وعين جرزيز، وعين صحلنوت، وعين كور بلونها الفيروزي الساحر، كلها مواقع تضيف إلى خريف صلالة سحرًا لا يقاوم.

إن خريف صلالة هو دعوة لكل من يسعى للهروب من صخب الحياة اليومية، وللبحث عن ملاذ هادئ يعيد للروح توازنها. هناك، بين ثنايا الطبيعة، يمكن للزائر أن يجد نفسه، ويستمتع بلحظات من التأمل والسكينة. التأمل في تلك المناظر الخلابة يفتح أبواب الذهن على مصراعيها، ويمنح الكاتب أو الفنان إلهامًا لا ينضب.

ولا تكتمل تجربة خريف صلالة دون استكشاف الثقافة العُمانية الغنية، التي تبرز في كرم الضيافة والتقاليد العريقة. التفاعل مع العُمانيين من سكان هذه الأماكن، والاستمتاع بالمأكولات التقليدية، كالمضابي المنتشرة في كل مكان وخاصة الموجودة في منطقة إيتين، والمأكولات البحرية الطازجة، يضفي على الرحلة بعدًا إنسانيًا يجعل الزائر يشعر وكأنه جزء من هذه الأرض الطيبة.

كمقيم، أجد نفسي مستمتعًا بكل زاوية في صلالة وكأنها قصيدة. أصف كيف يمكن للزائر أن يستيقظ على صوت رذاذ المطر، ويستمتع برائحة الهواء النقي في السهول الخضراء، وكيف يمكنه أن يقضي ساعات في استكشاف الجبال والكهوف، أو الاسترخاء على الشواطئ الممتدة على طول الساحل الجنوبي لعُمان، أو الغوص في التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة.

ختامًا، إن خريف صلالة ليس مجرد فصل من السنة، بل هو تجربة تتجدد كل عام لتمنح الزائرين فرصة لإعادة اكتشاف جمال الطبيعة وجوهر الإنسانية. إن سحر خريف صلالة يكمن في قدرته على لمس الروح وإلهام القلوب، مما يجعله موسمًا ينتظره الجميع بشغف وشوق. إنها دعوة لكل من يبحث عن الجمال والسلام، ليأتي ويختبر بنفسه روعة هذا الفصل الفريد في واحدة من أجمل بقاع الأرض، في صلالة، أرض الأصالة وعروس عُمان بل والجزيرة العربية بلا منافس.

 

* مستثمر مصرى

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

استعدادات مكثفة لضمان بيئة تجارية آمنة وجاذبة خلال "خريف ظفار"

 

 

 

 

 

صلالة- العُمانية

أكدت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار على اكتمال استعداداتها لاستقبال موسم خريف ظفار 2025، أبرز المواسم الاقتصادية والسياحية في المحافظة عبر تنفيذ سلسلة من الحملات التفتيشية والمبادرات التوعوية، مما يعزز الجهود المستمرة لضمان بيئة تجارية سليمة وآمنة وتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وقال محمد بن خليفة البدراني مدير عام المديرية العامة للتجارة والصناعة وترويج الاستثمار بمحافظة ظفار إن موسم الخريف يعد فرصة حقيقية لتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية في محافظة ظفار؛ الأمر الذي يتطلب تكثيف الرقابة على المنشآت التجارية وضمان التزامها بالاشتراطات القانونية والمهنية، إضافة إلى توعية أصحاب المحالات بالممارسات التجارية السليمة، التي تسهم في تحفيز نشاط الأسواق وضمان حقوق المستهلكين، وأهمية الرقابة على وجود الاشتراطات الأساسية في المحال التجارية مثل الدفع الإلكتروني، من أجل تسهيل عملية توفير الخدمة لأصحاب الأنشطة المستهدفة.

وأوضح- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- أن المديرية بدأت منذ عدة أشهر في تنفيذ حملات تفتيشية شاملة تشمل الأسواق والمجمعات التجارية والمطاعم والفنادق ومنافذ البيع، للتأكد من التزام المنشآت التجارية بالاشتراطات الصحية واللوائح المنظمة للأعمال التجارية. وأضاف أن المديرية تعمل بالتعاون مع الجهات المختصة على تنظيم حلقات عمل وجلسات توعوية للتجار وأصحاب الأنشطة التجارية لتعزيز ثقافة الامتثال والابتكار في تقديم الخدمات، بما يتماشى مع تطلعات الزوار خلال موسم الخريف. وأشار البدراني إلى أن محافظة ظفار تشهد نموًا ملحوظًا في القطاع التجاري؛ حيث بلغ عدد السجلات التجارية المسجلة حتى نهاية الربع الأول من عام 2025 نحو 718 سجلًّا تجاريًّا، ما يعكس حيوية القطاع وزيادة الإقبال على الاستثمار في المحافظة، مضيفًا أن نشاط مقاولات البناء والتشييد جاء في صدارة الأنشطة التجارية الأكثر ترخيصًا، بإجمالي 2100 ترخيص للنشاط حتى نهاية الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ1274 ترخيصا للنشاط في العام 2024، وهو ما يدل على الزخم الذي يشهده قطاع الإنشاءات والبنية الأساسية في ولايات محافظة ظفار.

وفيما يتعلق بالاستثمارات الجديدة بالمحافظة وضح أن عدد المستثمرين الجدد خلال الربع الأول من 2025 بلغ 1217 مستثمرًا، تم إصدار 88 سجلًا تجاريًّا لهم، مما يعكس ثقة المستثمرين في البيئة الاقتصادية بمحافظة ظفار والدور الفعال الذي تقوم به المديرية عبر تسهيل الإجراءات وتقديم الدعم اللازم للمستثمرين مع السعي لتوطين العديد من المشروعات التجارية التي تسهم في تنشيط الحركة التجارية والصناعية في ولايات محافظة ظفار، مع العمل على تحقيق التكاملية بين المدن والمناطق الصناعية والحرة والاستغلال الأمثل لميناء صلالة في زيادة الأنشطة التجارية.

وأشار محمد البدراني إلى أن عدد التراخيص التجارية الصادرة خلال الربع الأول من العام الجاري بلغ 9527 ترخيصًا، مقارنة بـ13.8 ألف ترخيص في العام 2024، مبينًا أن الانخفاض يعود إلى إعادة تنظيم بعض الأنشطة التجارية وتحديث الإجراءات بما يضمن جودة أعلى في الخدمة والاستدامة في الأداء. أما في القطاع الصناعي، فقد بلغ عدد التراخيص الصناعية 1155 ترخيصًا في الربع الأول من 2025، مقارنة بـ1742 ترخيصًا لنفس الفترة في عام 2024.

وأكد مدير عام المديرية العامة للتجارة والصناعة وترويج الاستثمار بمحافظة ظفار على أن استعدادات موسم الخريف هذا العام تتم وفق خطة عمل متكاملة بالتنسيق مع بلدية ظفار، وشرطة عُمان السلطانية، وغرفة تجارة وصناعة عُمان، وهيئة حماية المستهلك، مشيرًا إلى أن هذا التكامل في الجهود يسهم في توفير بيئة استثمارية وتجارية آمنة، ويعزز جاذبية المحافظة باعتبارها وجهة استثمارية وسياحية.

وأوضح محمد البدراني أن محافظة ظفار تكثف استعداداتها لاستقبال موسم الخريف الذي يشهد إقبالًا كبيرًا من الزوار والسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها عبر خطة شاملة تهدف إلى ضمان جاهزية مختلف القطاعات الخدمية والرقابية؛ حيث بدأت الفرق الميدانية بتنفيذ حملات تفتيشية على محطات الوقود للتأكد من وفرة الإمدادات وسلامة المعدات إلى جانب متابعة الأسواق التجارية للتحقق من الالتزام بالاشتراطات الصحية والبيئية وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة، كما تم تنظيم حملات توعوية تستهدف التجار والمستهلكين لتعزيز ثقافة الشراء الآمن وتفادي الممارسات السلبية، وتشغيل خطوط ساخنة لتلقي الملاحظات والاستفسارات على مدار الساعة؛ بما يضمن سرعة الاستجابة ويعزز ثقة الزوار بالخدمات المقدمة.

وأضاف أن المديرية تسعى من خلال الخدمات التي تقدمها بأن يحظى المستهلك بتجربة تسوق مريحة وآمنة للزوار، وذلك من خلال تحسين مرافق البيع وتوزيع الأنشطة التجارية بطريقة منظمة تتماشى مع حجم الإقبال المتوقع، مع التأكيد على أهمية التزام جميع مزاولي الأنشطة التجارية بالاشتراطات القانونية والمعايير المعتمدة، ويأتي ذلك بالتوازي مع جهود مستمرة لتوعية المستثمرين بأهمية استغلال الفرص الاقتصادية التي يوفرها موسم الخريف، لما له من أثر مباشر في تنشيط الحركة التجارية والصناعية وتعزيز بيئة الأعمال في المحافظة؛ مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والزوار على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • صلالة تعد منتخبنا الوطني .. وبطولة كافا تسبق الملحق الآسيوي
  • خدمات غير مسبوقة عبر "سافر أسهل" لتعزيز تجربة زوار "خريف ظفار"
  • أصالة تُحيي ذكرى والدها برسالة مؤثرة: “عيدك في قلبي يتجدد كل يوم”
  • استعدادات مكثفة لضمان بيئة تجارية آمنة وجاذبة خلال "خريف ظفار"
  • 4.7 مليون مسافر عبر مطارات سلطنة عُمان بنهاية أبريل.. ومطار صلالة يسجّل ارتفاعا في الحركة
  • الطيران المدني يؤكد جاهزيته لموسم خريف ظفار2025
  • استعدادات مكثفة لضمان بيئة تجارية آمنة وجاذبة خلال موسم خريف ظفار
  • قطاع الطيران المدني يؤكد جاهزيته لموسم خريف ظفار 2025
  • الغساني: رؤية متجددة لـ"خريف ظفار" تُرسِّخ لمكانة المحافظة سياحيًا وثقافيًا
  • بلدية ظفار تكشف تفاصيل موسم خريف ظفار 2025