جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-11@03:33:38 GMT

حين تقرر إفريقيا صُنع المُعجزات

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

حين تقرر إفريقيا صُنع المُعجزات

 

 

علي بن مسعود المعشني

Ali95312606@gmail.com

فرنسا "العُظمى" تقتات وتعتاش من نهب ثروات 14 دولة إفريقية كبَّلتها باتفاقيات لا إنسانية مُجحفة، مقابل حصولها على ما يسمى بـ"الاستقلال"، هذا الاستقلال "الصوري" الذي كلَّف هذه الدول الكوارث، وأورثها الفقر المدقع والتخلف النموذجي.

واليوم تقوم بعض من هذه الدول ممثلة في كل من: مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، ليس بالانقلاب على فرنسا وتبعيتهم المُذلة لها فحسب، بل بإعلان قيام اتحاد كونفدرالي بينها، وهذه الخطوة ستكون سببًا في خطوات مثيلة من قبل دول في جغرافيات أخرى بحكم "عدوى" التقليد والمحاكاة في حياة الشعوب.

ويبلغ مجموع عدد سكان هذه الدول الثلاث أكثر من 64 مليون نسمة، ومساحتها الإجمالية مُجتمعة ما يقارب المليونين و800 ألف كيلومتر مربع، وما يخدم هذه البلدان جغرافيًا هو الجوار؛ الأمر الذي يسهل حركة تنقل السكان والمواصلات والتبادل التجاري.

وتُصنف هذه البلدان حاليًا في قائمة الدول العشر الأفقر في العالم، وهذا التصنيف والوضع المُزري بفعل هيمنة فرنسا الاستعمارية على جميع مقدراتها وثرواتها الطبيعية. وفي المقابل تتمتع هذه الدول بثروات طبيعية هائلة وبكميات مثالية، كالذهب والألماس والنحاس والكوبالت والمنجنيز واليورانيوم والليثيوم، كما تمتلك مساحات هائلة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة؛ الأمر الذي جعل من جمهورية مالي -كمثال- تصبح من أهم منتجي ومصدري القُطن في العالم؛ حيث يعمل بقطاع زراعة القطن بمالي ما يزيد على 5 ملايين نسمة من سكان البلاد. ما قام به قادة الدول الثلاث اليوم هو تحقيق الاستقلال الكامل والحقيقي وغير المنقوص لبلدانهم عن فرنسا، ودافعهم الأكبر هو الظُلم الفاحش الذي وقع عليهم طيلة عقود الاستقلال المزور، والمناخ الدولي المُتاح اليوم للبحث عن حلفاء وشركاء جُدد كروسيا والصين، وتكتلات اقتصادية صاعدة كمجموعتي "بريكس" و"شنغهاي"، في ظل عالم متعدد الأقطاب يتشكل بقوة، وينزع الريادة والهيمنة عن الغرب الاستعماري، لمن أراد ببلاده وشعبه خيرًا ومكانة لائقة. لا تحتاج هذه الدول وغيرها من ضحايا الاستعمار الغربي إلى قادة خارقين جبابرة لانتشالها من وحل الثالوث المخيف (الفقر، الجهل، المرض)، بل تحتاج رجالًا وطنيين أسوياء يقولون "لا" و"كفى" للمُستعمر المُستعبد، وأهلاً ومرحباً بالأصدقاء.

فإذا كانت هذه البلاد بثرواتها الطبيعية الهائلة -فيما مضى- جاذبة للاستعمار، فهي اليوم وبتلك الثروات ومنطق عصرنا اليوم جاذبة للاستثمار، وجالبة للإعمار والاستقرار لأبنائها، والشرفاء الراغبين بالعيش فيها والانتفاع من ثرواتها وطيبة وكرم أهلها.

إفريقيا عبر تاريخها الطويل، كانت المورد البشري والطبيعي الأول للعالم، وكان لها الفضل الكبير على عالم اليوم في العديد من مواطن الخير والنفع، ولكن على حساب أرضها وأبنائها للأسف الشديد. فقد رفضت إفريقيا أن تكون نهبًا من قبل القوى الطامعة لثرواتها، واسترقاقًا لأبنائها.

ليت الزعيم الشاب البوركينابي المغدور توماس سنكارا يُطل من قبره لثوانٍ معدودة ليرى ويسمع عن ثمار غرسه النضالي في بلده بوركينا فاسو وفي قارته المُدرة للخير إفريقيا، ليُخبر بعدها نظراءه المناضلين الأفارقة الشرفاء الذين يرقدون في المقابر بأجسادهم، عن إفريقيا الجديدة، إفريقيا الكرامة والتحدي والكبرياء.

قبل اللقاء: "سيرة الإنسان أطول من عمره".

وبالشكر تدوم النعم...،

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تقرر ممارسة الغموض الاستراتيجي بخصوص مساعداتها لأوكرانيا

 قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم السبت خلال زيارة للعاصمة الأوكرانية كييف إن الحكومة الألمانية ستتوقف عن نشر تفاصيل المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

كانت مصادر مطلعة قالت لرويترز في وقت سابق إنه سيتم تقليص المعلومات العامة المتعلقة بتسليم أنظمة الأسلحة لأوكرانيا لتحقيق "غموض استراتيجي" ومنع روسيا من الحصول على أي مزايا استراتيجية.

وقال ميرتس لشبكة تلفزيون (آر.تي.إل) في كييف: "تحت قيادتي.. سيحجب النقاش بشأن شحنات الأسلحة وعيارها وأنظمتها وما إلى ذلك عن الرأي العام".



وعقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، نشرت الحكومة الألمانية في بادئ الأمر تقارير بشكل غير منتظم عن المساعدات العسكرية المقدمة لكييف. وتحت ضغط من أعضاء البرلمان ووسائل الإعلام شرعت لاحقا في نشر قائمة محدثة بالأنظمة والسلع المقدمة.

وقال ميرتس الذي تولى منصبه الثلاثاء الماضي إن التزام ألمانيا بدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي لن يتغير.

وأضاف مخاطبا زعماء أوروبيين آخرين في اجتماع في كييف: "ستواصل ألمانيا توسيع دعمها المالي. أعول عليكم... أن تفعلوا الشيء نفسه معنا".

في سياق متصل، وجهت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، إلى جانب الولايات المتحدة، السبت إنذارا إلى روسيا من أجل وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما اعتبارا من الاثنين، تحت طائلة فرض الدول الغربية "عقوبات هائلة" جديدة على موسكو في حال رفضه.



ووُجّه الإنذار خلال زيارة إلى كييف قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والبولندي دونالد توسك، مؤكدين أن هذا الطرح يحظى أيضا بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يظهر وحدة موقف نادرة بين الدول الغربية.
وأكد الكرملين السبت أنه "سينظر" في مقترح وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريح لشبكة سي إن إن السبت: "علينا أن ننظر في ذلك. إنه تطوّر جديد"، وفق ما أورد الإعلام الروسي الرسمي، مضيفا: "لكن محاولة الضغط علينا غير مجدية".

وفي وقت سابق السبت، ندد الكرملين بموقف أوروبي "صدامي" حيال روسيا.

وصرح بيسكوف للصحافيين: "نسمع تصريحات متناقضة من جانب أوروبا. إنها تركز في شكل عام على المواجهة أكثر من تركيزها على مبادرات تهدف إلى إحياء علاقاتنا في شكل أو في آخر".

وقدّمت أوكرانيا مقترحا لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، ولكن روسيا رفضته داعية إلى تقديم التزامات بتحقيق مطالبها أولا، ولا سيما وقف تسليم الأسلحة الغربية إلى كييف.

مقالات مشابهة

  • العراق تقرر إعادة 500 عنصر من قواتها الموجودين في باكستان
  • ألمانيا تقرر ممارسة الغموض الاستراتيجي بخصوص مساعداتها لأوكرانيا
  • شركة آي تي الإيطالية تقرر وقف رحلاتها إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي
  • أجمل ما قيل عن الأردن في عيد الاستقلال الأردني
  • أجمل صور ذكرى عيد الاستقلال الأردني 79 لعام 2025
  • في اليوم العالمي للحمار.. بيطري يكشف استخدامات جلده وأكثر الدول المستوردة
  • تصريحات مدربي غانا وإفريقيا الوسطى بعد مباراة اليوم بأمم إفريقيا للشباب
  • هذا هو البابا الجديد الذي يحتاج إليه العالم اليوم... يخلف أهم ثلاثة بابوات
  • كوكا كولا تقرر التحايل على المستهلكين عبر مصلقات عبواتها
  • المفوضية تقرر منع بعض الأحزاب من الانتخابات