استقبلت فعاليات بيت حائل التراثية "البيت بيتكم .. يابعد حيي" الذي يقام في نسخته الثالثة بمنتزه "أجا بارك" منذ انطلاقته أكثر من 68 ألف زائر وزائرة بأعمار مختلفة من المنطقة وخارجها، حيث استمتعوا بمتابعة الفعاليات المباشرة والمتنوعة للمهرجان.

وضمت أجنحة القرية الحجازية التي يمثلها تراث محافظة "ينبع"، وأجنحة الحرفيين والحرفيات الحيَّة صناعة السبح، وحياكة السدو، وخرز القرب، والريزون، وحرفة سف الخوص، والتطريز اليدوي، وصناعة السجاد اليدوي، وحرفة الكروشيه، وحرفة صناعة الأبواب الخشبية والنقوش الجبصية لمجالس حائل القديمة ، والنحت على الخشب ، والخياطة اليدوية، وتشكيلة من عروض الفنون الشعبية لمنطقة حائل وينبع ، بالإضافة إلى جناح صنع في حائل، والأكلات الشعبية المتنوعة التي يتم تحضيرها بأدوات تراثية تحاكي طابع ولون المهرجان التراثي.

وقال رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان بيت حائل نايف السلحوب، إن المهرجان شهد كثافة من الزوار منذ أن شرع أبوابة ليتابعو ويتعرفوا على إرث المملكة التراثي من خلال الفعاليات الشعبية المتنوعة، التي تقام بشكل يومي من الساعة الـ6 مساءً إلى الساعة الـ1 منتصف الليل ، مبينآ أن بيت حائل يهدف إلى تعريف الجيل النشيء بالموروث الشعبي وصقل قيمه وحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال.

فيما أعرب العديد من الزوار عن شكرهم للقائمين على تنظيم هذا المهرجان بشكله المميز والفريد ، وإتاحة الفرصة لهم وللنشئ من أبنائهم والتعرف بمورث آبائهم وأجدادهم وكيفية مكونات الحياة القديمة والأدوات الطبيعية المستخدمه التي سخروها للاستفادة منها في ملبسهم ومأكلهم وسد احتياجات منازلهم القديمة وحياتهم اليومية آن ذاك.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: أخبار السعودية بيت حائل فعاليات بيت حائل اخر أخبار السعودية بیت حائل

إقرأ أيضاً:

الفنون الشعبية.. هويّة وطنية وإنسانية

الشعر الشعبي هو لسان حال الشعوب، يختزن أحوال المجتمعات، ويرصد تحولاتها، ويعنى بتفاصيل الحياة اليومية، وكلما كان الشاعر لصيقا بالمجتمع، كان أكثر صدقا وحرارة في التعبير عن الواقع، وقد استطاع الشعر أن يتغلغل في الحياة العامة، واستطاع أن يقدم صورة واضحة، وكاشفة لحركات المجتمع، وسكناته، وذلك من خلال الفنون الشعبية، والأهازيج التي كان الناس يبتكرونها كلما دعت الحاجة، وهم يعبرون من خلالها عن واقعهم، ومشاعرهم، ومناسباتهم، ويتفاعلون مع الأحداث من حولهم.

ولا شك أن لكل بيئة فنونها التي تجسد هذا الواقع، فالبيئة البحرية مثلا تمتاز بالفنون ذات الرتم السريع، والكلمات المحمّسة لأبناء المجتمع، كفنون (المديمة، والدان دان، ونهمة البحر، والشوباني، وبو زلف.. وغيرها)، ومعظم هذه الفنون ذات إيقاع راقص، ومتداخل، وهو ما يحتاجه أهل البحر في حياتهم اليومية، بعد يوم عمل طويل، ويلاحظ أن كثيرا من الفنون البحرية عبارة عن فنون مستوردة من بيئات من الخارج، تظرا لارتباط أهل الساحل بالسفر، والهجرة، وقام العمانيون بتطوير هذه الفنون، وإدخال بعض التعديلات التي تناسب المجتمع المحلي.

كما أن للبادية فنونها الكثيرة، وأكثرها فنون غير إيقاعية، تعتمد على الصوت، و«الشلّة»، ولا تعتمد على الآلات الإيقاعية إلا في أضيق الحدود، كفنون (التغرود، والطارق، والهمبل، والعيالة، وغيرها)، وهي فنون تعكس روح البدوي الجادة، ورصانته المعهودة، كما أن البيئة البدوية بيئة قاسية، وصارمة، وتفتقد إلى مقومات الصخب، ولذلك جاءت هذه الفنون لتعكس صورة أهل البادية، وسلوكهم، وشخصيتهم.

وفي الجبل كذلك كان لتلك الفنون نصيب كبير، وهي فنون تعبّر عن قسوة المكان، وطبيعته الصخرية، ومحدودية الرقعة الجغرافية، مثال فنون (الهبوت أو الزامل، والنانا في محافظة ظفار، وفن الندبة في محافظة مسندم..)، وهي تقوم على القوة في الأداء، وتعبر عن الشخصية التي تسكن الجبل، من صرامة وقوة، ونشاط.

كما أن هناك فنونا لأهل المدينة، وللبيئة الزراعية، يرددها الناس في تلك المجتمعات، وهي تحفزهم على الحياة، وتبث فيهم روح النشاط، والحيوية، ويتغنون بها في مناسباتهم.

ويبقى فن «الرزحة» هو القاسم المشترك بين جميع البيئات تقريبا، فهو الفن الذي يقام على البحر، وفي البادية، وفي الجبل، وهو في كل حالاته يعبّر عن مناسبات مختلفة، وله أشكال، وأنواع، وطرائق متعددة، تختلف باختلاف المنطقة، أو البيئة، ولكنه يختزل الحالة الاجتماعية لتلك المجتمعات، ويعبر عنها، ويغوص فيها، وهو فن اجتماعي أصيل، لا خلط فيه، ويتواجد في كل المناسبات العامة، والخاصة، وفيه تظهر شخصية الرجل العماني التقليدية، من حيث «السمت»، والعزم، والقوة، والحيوية، والشجاعة، ولذلك فإن «الرزحة» بكل أشكالها صالحة لكل زمان، ومكان، وهو واسطة العقد في الفنون الشعبية العمانية.

إن المحافظة على هذه الفنون، وتعلمها، وتعليمها وتشجيع نشرها واجب وطني تُعنى به المؤسسات الرسمية المعنية، وهي جزء من الهوية الوطنية الثقافية التي تربط الأجيال بعضها ببعض، وتعمل على حفظ الشخصية التقليدية التي تسعى كل دول العالم المتحضرة للحفاظ عليها، والتمسك بها، لأنها الحلقة التي تؤكد على عراقة وحضارة الدول ومكانتها التاريخية، والثقافية، والإنسانية.

مقالات مشابهة

  • مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يستقبل أكثر من 28 ألف زائر خلال يونيو
  • الفنون الشعبية.. هويّة وطنية وإنسانية
  • مدحت عبد الهادي: الأهلي شرف نفسه ومصر في في كأس العالم بنسخته الجديدة
  • مهرجان "المانجو الرابع" في أملج يختتم فعالياته بأكثر من 14 ألف زائر
  • انطلاق فعاليات "بيت حائل" في نسخته الرابعة
  • مهرجان “المانجو الرابع” في أملج يختتم فعالياته بأكثر من 14 ألف زائر
  • انطلاق فعاليات “بيت حائل” في نسخته الرابعة
  • «سلمان للإغاثة» يوزع أكثر من 2400 سلة غذائية في السودان
  • محافظ أسوان يعطى إشارة البدء لفعاليات الاحتفال باليوم العالمى للتبرع بالدم
  • انطلاق مهرجان أبها للتسوق بنسخته الـ26 بمشاركات دولية وبرامج ترفيهية متنوعة