ابتكار أول خاتم ذكي في العالم يتمتع بميزة اكتشاف حالة قلبية قاتلة
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
قدمت Ultrahuman، الرائدة في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء، أول خاتم ذكي في العالم يتميز بالقدرة على اكتشاف الرجفان الأذيني (AFib) ومراقبة إيقاع القلب.
يعمل هذا الابتكار، المدمج في Ultrahuman Ring AIR (تقنية الخاتم الذكي)، على تمكين الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب من مراقبة صحتهم بشكل استباقي.
وقال موهيت كومار، المؤسس والرئيس التنفيذي لـUltrahuman، خلال حفل الإطلاق: "عندما يتعلق الأمر بالصحة، فإن حجما واحدا لا يناسب الجميع (أي تطبيق واحد). ولهذا السبب قمنا بتصميم PowerPlugs ليتمكن الأشخاص من انتقاء واختيار ما يهمهم أكثر لصحتهم وعافيتهم".
ويراقب الخاتم الذكي إيقاع القلب بشكل مستمر أثناء النوم، لتحديد العلامات المحتملة للرجفان الأذيني (AFib)، وهو حالة قلبية شائعة تتميز بإيقاع قلب غير منتظم وسريع في كثير من الأحيان، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل جلطات الدم أو السكتة الدماغية أو قصور القلب.
وتشمل التطبيقات البارزة الأخرى ضمن PowerPlugs: إيقاع الساعة البيولوجية، الذي يقدم توصيات لتحسين مستويات النوم والطاقة بناء على إيقاعات الساعة البيولوجية الفردية، ووضع الحمل، الذي يقدم نصائح مخصصة للأمهات الحوامل.
وتعد تطبيقات تتبع الدورة الشهرية ومستويات فيتامين (د) وفقدان الوزن والإباضة، مجرد عدد قليل من التطبيقات الأخرى المتاحة، والتي يعالج كل منها اهتمامات وأهداف صحية محددة.
وأطلقت Ultrahuman أيضا UltraSignal لمطوري التطبيقات، الذي يوفر وصولا مفتوحا وغير مسبوق إلى تدفقات البيانات الأولية من الخاتم، بما في ذلك بيانات PPG ومقياس التسارع ودرجة الحرارة.
وسيساعد UltraSignal في تعزيز المزيد من التخصيص والابتكار في مجال الصحة.
ويمكن للمطورين إنشاء خوارزميات مخصصة للنوم والتوتر والحركة والخصوبة، كما كتبت الشركة على موقعها الإلكتروني.
عن روسيا اليوم
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
د. محمد بشاري يكتب: الرجاء.. نور القلب حين يضيق العالم
في زحمة الحياة وتناوب مشاهد الفقد والخيبة، يطلّ الرجاء كنسمة خفيفة على قلب أثقلته الحيرة، ويأتي كالضوء في آخر النفق حين تشتدّ الظلمة ولا يبقى للمرء سوى انتظارٍ صامت لما لا يُعرف توقيته، لكنه يؤمن بوقوعه. الرجاء ليس ترفًا روحيًّا، بل هو ضرورة وجوديّة، تعيد التوازن إلى روح الإنسان كلما مالت كفة الخوف، وأثقلته الكروب، وداهمه العجز.
الرجاء في حقيقته ليس انتظارًا سلبيًّا، بل هو توق إلى الجمال الإلهي، توقٌ لا ينبع من غفلة عن عظمة الله، بل من معرفة باسمه الرحيم، ومن امتلاء القلب بإحساس عميق بأن الله لا يردّ سائلاً، ولا يُخيّب آملًا، ولا يُدير وجهه عمّن طرق بابه متذلّلًا. إنه شعور رقيق يتسرّب إلى القلب كما تتسرّب الحياة إلى البذور تحت التراب، فينمو الإيمان دون ضجيج، وتثمر النفس طمأنينة دون أن تُدرَك كيفيتها.
ليس الرجاء كما يتصوّره البعض، تحليقًا في سماء الأوهام، بل هو فعل وجدانيّ ينمو على أرض الوعي بصفات الله، ويجعل القلب معلقًا بما عنده، دون أن ينكسر إن أبطأ العطاء أو تأخر الفرج. وهو أيضًا مجاهدة، لأن الحفاظ على الرجاء وسط الألم يحتاج إلى قوة أعظم من تلك التي يملكها الإنسان حين تسير الأمور كما يشتهي.
من عرف الله بحقّ، لم ييأس، وإن ضاقت عليه السبل. بل رأى في كل انغلاق فرصة لافتتاح باب من أبواب الله، وفي كل وجع نداءً للعودة، وفي كل انكسار معنى خفيًّا يُعلِّم النفس كيف تتجرد من حولها وقوتها، وتتوكل على من بيده مفاتيح الغيب. الرجاء هو الحياة حين تتيبس الأرواح، وهو المعنى الذي يجعل من الانتظار عبادة، ومن الصبر حُسن ظن، ومن التوجّه إلى الله لحظة سكينة لا يوازيها شيء.
العجب في الرجاء أنه لا يتناقض مع الخوف، بل يكمله. فالعبد لا يُقبل على الله مغترًّا برجائه، ولا ينصرف عنه يائسًا لخوفه، بل يسير بين جناحين من رجاء وخوف، فيسمو، ويستقيم. ومتى مال القلب إلى أحدهما دون الآخر، اختلّ السير واضطرب الطريق. أما من أيقن أن الله أرحم به من نفسه، وأن رحمته تسبق غضبه، فإنه لا ييأس، ولا يختنق حين تتعاظم عليه الأمور.
وليس الرجاء مقصورًا على لحظات الشدّة، بل هو ديدن المحبّين في صفائهم، يعبدون الله لا لرهبة ولا لرغبة، بل لأنهم يحبونه، ويرجون لقاءه، ويشتاقون إلى قربه. يعيشون على وعده، ويسكنون في أملهم بما عنده، ولو فقدوا كل شيء في الدنيا، فإنهم لا يفقدون الرجاء في الله، لأنه أثمن ما في قلوبهم، ومصدر عزائهم في دنيا فانية.
ما أصدق الرجاء حين يخرج من عين باكية، أو قلب منكسر، أو روح متعبة، تقول في سرّها: “يا ربّ، لا أحد لي سواك”، وتنام على يقينٍ أن الله لن يخيّب دعاءً خرج من أعماق الألم، ولن يردّ يدًا ارتفعت إليه متطهّرة من حول البشر. هو لسان الفطرة حين تصمت الفلسفات، وصرخة القلب حين تعجز العقول، ووعد لا يخلفه الكريم إذا قال للشيء: “كن”.
وفي ختام هذا البوح، لا نملك إلا أن نرفع أكفّ الرجاء بالدعاء:
اللهم إنّا نسألك رجاءً لا يخيب، وأملًا لا يخفت، وقلبًا إذا اشتدّ عليه البلاء، لم يزد إلا تعلقًا بك. اجعلنا من الذين لا يرجون غيرك، ولا يسألون سواك، ولا يطمئنون إلا إليك. اللهم إن ضاقت بنا الدنيا، فافتح لنا أبواب رحمتك، وإن قست علينا الأيام، فالِن قلوبنا بحبك، وإن اشتدّ الظلام، فكن أنت النور الذي لا ينطفئ. آمين.
ايامكم رجاء لا ينقطع، وأمل لا يُخذل، وسكينة لا تفارق أرواحكم أبدًا.