اكتشاف أنفاق تحت سطح القمر قد تمهد لاستيطان البشر
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
سار رواد فضاء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) على سطح القمر خلال مهمة أبولو، ومن المتوقع أن يعودوا للسير على سطحه في غضون سنوات قليلة ضمن برنامج أرتميس الذي تنفذه ناسا لاستكشاف القمر. لكن الآن، بدأت تظهر أدلة تشير إلى أن زوار القمر قد يتمكنون يومًا ما من استكشافه من الداخل، بل والعيش والعمل في باطنه.
في دراسة جديدة نشرتها دورية Nature Astronomy العلمية المتخصصة في علوم الفضاء، اكتشف فريق دولي من الباحثين بقيادة أساتذة من جامعة ترينتو الإيطالية أن هناك شبكة من الأنفاق تمتد تحت سطح القمر.
من الجدير بالذكر أن هذا النوع من الأنفاق الناتجة عن تدفق الحمم يوجد أيضًا على كوكب الأرض، حيث تم رصدها في مناطق بركانية مثل جزيرة جيجو في أيسلندا، وقرب الصدع الأفريقي الشرقي، حيث يصل طولها إلى ميل أو ميلين على الأكثر. في جزيرة هاواي، تم رصد نفق “كازومورا” الذي يصل طوله إلى أربعين ميلا وقطره في بعض الأجزاء يصل إلى 65 قدمًا. كما توجد شبكة أنابيب بركانية في ولاية كوينزلاند بأستراليا يزيد طولها عن 100 ميل. ويشير الخبراء إلى أنه عندما تنشط البراكين على سطح القمر، فإن تأثيرها يكون مختلفًا في ظل البيئة القمرية القاسية. تدفق الحمم في درجات الحرارة شديدة البرودة، خاصة في الليالي الطويلة على سطح القمر، يجعلها تبرد بسرعة فائقة، مما يساعد في تكوّن الكهوف والأنابيب البركانية بشكل أسرع.
وباستخدام أحدث ما توصل إليه العلم في مجال تحليل الصور الرادارية، استعرض الخبراء الصور التي تم التقاطها لتلك الفوهة التي تم رصدها في منطقة “ماري ترانكيليتاتايس”على سطح القمر عام 2010 بواسطة أجهزة متخصصة على متن المسبار المداري لاستكشاف القمر التابع لوكالة ناسا. وبناء على الملاحظات الخاصة بانعكاسات الإشارات الرادارية، تأكد لدى الباحثين أنهم اكتشفوا بالفعل فوهة تصلح لمرور رواد الفضاء من خلالها.
ويقول الباحث ليوناردو كارير من جامعة ترينتو: “بفضل تحليل البيانات، استطعنا بناء نموذج تصوري لشكل المدخل، وبناء على تفسير هذه الملاحظات، فإن هذه الفتحة على الأرجح هي مدخل أنبوب حمم فارغ من الداخل”. وبحسب بيان أصدره ويس باترسون المتخصص في تحليل الصور الرادرية من مختبر جون هوبكنز للفيزياء التطبيقية، فإن هذه الدراسة تظهر كيفية استخدام البيانات الرادرية بأشكال جديدة ومبتكرة فضلا عن أهميتها في “مواصلة جمع المعلومات والبيانات عن سطح القمر عن طريق وسائل التصوير عن بعد”.
ورغم أن الأفكار والخطط المبدئية بشأن استيطان سطح القمر بشكل دائم كانت تعتمد في الأساس على بناء قواعد سطحية يقيم فيها رواد الفضاء أو البشر بشكل عام، فإن الرؤية المستقبلية التي تهدف للحفاظ على صحة الانسان على سطح القمر على امتداد فترات زمنية طويلة ربما تتطلب في حقيقة الأمر الانتقال إلى شبكة الأنفاق تحت السطح مثل تلك التي تم رصدها في منطقة ماري ترانكيليتاتيس. وقد سلط المسبار القمري الياباني “سليم” الضوء مؤخرا على أن بيئة الحياة على سطح القمر قاسية للغاية حتى بالنسبة للآلات والماكينات.
ومن المعروف أن درجات الحرارة على سطح القمر في ساعات النهار قد تصل إلى 260 درجة فهرنهايت، في حين أن الحرارة في ليالي القمر التي يمكن أن تمتد على مدار أسبوعين تتراجع لتصل إلى سالب 280 درجة فهرنهايت، وفي الوقت ذاته، فإن معدلات موجات الأشعة الشمسية والكونية التي تقصف سطح القمر بشكل عام تزيد بواقع 150 ضعفا عن المعدلات التي يتعرض لها الانسان في المعتاد على الأرض.
وبالنظر إلى احتمالات تعرض القمر حتى وقتنا هذا لضربات النيازك، فإن استيطان البشر للأنفاق تحت سطح القمر ربما يكون الخيار الأمثل لمن يريد أن يقضي فترة إقامة مطولة في باطن القمر أو على سطحه. وبحسب الموقع الإلكتروني “بيولار ساينس” المتخصص في الأبحاث العلمية، فإنه بالرغم من أن درجات الحرارة لن تكون مناسبة داخل هذه الانفاق، فإن البقاء في باطن القمر قد يكفل الحماية من التعرض للإشعاع وضربات الاجسام الفضائية.
ويطرح الباحثون أيضا إمكانية استخدام مثل هذه الانفاق يوما في التنقيب عن الموارد القمرية مثل المعادن والمواد النادرة، وكذلك البحث عن مخزونات الثلج التي قد تتواجد تحت سطح القمر، حيث أن التوصل إلى مثل هذه الاكتشافات قد يخفض بشكل كبير من التكلفة والمتطلبات اللوجستية اللازمة لنقل مواد مماثلة بديلة من الأرض.
جريدة عمان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: على سطح القمر
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام في بيرو
ليما "أ.ف.ب": عثر عمال كانوا يحفرون في أحد شوارع ليما لتركيب أنابيب غاز على مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، وفق ما أعلنت الشركة المسؤولة عن الاكتشاف.
واكتُشِفَت المومياء في أثناء تنفيذ موظفي شركة "كاليدا" لتوزيع الغاز حفريات في أحد شوارع منطقة بوينتي بيدرا الشعبي شمال العاصمة البيروفية.
وقال عالم الآثار خيسوس باهاموندي لوكالة فرانس برس: "عثرنا على كفن دفن لشخصية في مقبرة عمرها أكثر من ألف عام". وكانت الجثة في وضعية الجلوس، وذراعاها وساقاها مطويتان، ووجهها متجه نحو الشمال.
تعود المومياء التي اكتُشفت الأسبوع الفائت إلى جانب قطع فخارية إلى ثقافة تشانكاي في حقبة ما قبل الإنكا، والتي استوطنت معظم وديان ليما بين القرن الحادي عشر ومطلع القرن الخامس عشر.
وأوضح عالم الآثار خوسيه بابلو ألياغا أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في كونه يُظهر أن للعاصمة ليما "تاريخا أبعد" مما كان يُعتقد، ملاحظا أنها "كانت أيضا منطقةً مأهولة بثقافات ما قبل الحقبة الإسبانية، بثقافات تمتد آلاف السنين".
وأفاد باهاموندي أن الاكتشاف حصل في "مقبرة كبيرة تعود إلى ما قبل الحقبة الإسبانية". ومن بين الأشياء التي وُضعت كقرابين في المقابر، عُثر على عدد من القطع الفخارية الحمراء والسوداء.
وتضمّ ليما التي يزيد عدد سكانها عن عشرة ملايين نسمة أكثر من 500 موقع أثري، من بينها عشرات الـ"هواكاس" أي المقابر التي بناها سكان ما قبل الحقبة الإسبانية، ومعظمها من الطوب الطيني.
ومنذ أن بدأت شركة "كاليدا" عملياتها في ليما عام 2004، سجلت أكثر من 2200 اكتشاف أثري على نحو عرضي.