سودانايل:
2025-05-28@15:10:00 GMT

حول كتاب “مصر في السودان 1820 -1881م”

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

حول كتاب "مصر في السودان 1820 -1881م"

هارولد ماكمايكل Harold MacMichael

ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

تقديم: هذه ترجمة عرض موجز بقلم هارولد ماكمايكل لكتاب " Egypt in the Sudan 1820 -1881مصر في السودان 1820 -1881م" للمؤرخ البريطاني ريتشارد هِلْ Richard Hill. نُشِرَ العرض في العدد الثاني من المجلد رقم 32 لمجلة International Affair الشؤون الدولية" الصادرة في أبريل من عام 1959م، ص 206.

وريتشارد هِلْ (1901 – 1996م) هو مؤرخ أكاديمي مختص بتاريخ مصر والسودان والشرق الأوسط، ومؤلف لعدد من أمهات الكتب عن تاريخ السودان منها "قاموس الشخصيات السودانية" (الذي ترجمه الأستاذ سيف الدين عبد الحميد)، و"مصر في السودان" (الذي ترجمه اللواء - م – يوسف محمد عبد الغني)، و"المواصلات في السودان"، وهو من أنشأ "أرشيف السودان بجامعة درم البريطانية". ونشر ريتشارد هيل – بالاشتراك مع بيتر هوق - كتابه الأخير المعنون "صفوة الفيلق الأسود: كتيبة المجندين المصريين -السودانيين مع الجيش الفرنسي في المكسيك، 1863 -1867" وقد تجاوز عمره 94 عاما.
أما هارولد ماكمايكل (1882 – 1969م) فقد عمل في القسم السياسي لحكومة السودان في مديريتي كردفان والنيل الأزرق حتى عام 1915م، حين عاد للخرطوم للعمل في وظيفة باشمفتش مديرية الخرطوم، ثم شغل منصب السكرتير الإداري لمديرية الخرطوم. ونقل في عام 1933م إلى تنجانيقا كحاكم لها. وفي عام 1938م نقل إلى فلسطين للعمل في وظيفة المندوب السامي البريطاني (حيث تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة)، ونقل بعدها للملايو. ألف الرجل عددا من الكتب والمقالات عن السودان وتاريخه، لعل من أهمها "تاريخ العرب في السودان" (الذي ترجمه للعربية الأستاذ سيد محمد علي ديدان).
من الواضح أن هذا الاستعراض لا يشابه الاستعراضات التي يكتبها المؤرخون الأكاديميون المعاصرون، فهو استعرض انطباعي ومتحامل وموجز بصورة مخلة. ومن شبه المؤكد أنه لم يكن ليُنشر في دورية أكاديمية محكمة لو كان قد كُتِبَ في العقود الأخيرة.
المترجم
************* ************ ***********
أتقدم في البدء بالتهنئة للمعهد الدولي للعلاقات الدولية (تشاتام هاوس Chatham House) لتبنيه هذا البحث التاريخي الرفيع، ولدار نشر جامعة أكسفورد على إخراج هذا البحث في طبعة أنيقة.
ويسد المؤلف في كتابه هذا فراغاً كبيراً في تاريخ الحكم التركي – المصري في السودان الذي امتد لستين عاماً، إذ أن طلاب التاريخ لم يكن يجدون في تاريخ ذلك العهد بالسودان قبل صدور هذا الكتاب سوى تلخيصات لبعض الملاحظات البالية والتعميمات التي لا معنى لها. غير أن هذا الكتاب يقدم لنا ملخصاً أكاديميا (علميا) حقيقياً لتاريخ الحكم التركي – المصري في السودان، ويخلوا من التحيز بصورة جديرة بالثناء، ومدعوماً بجميع الوثائق المتوفرة من العديد من المحفوظات وأوراق الدولة والمجلات والتقارير القنصلية والمسوحات العلمية والمذكرات والرسائل وما شابه ذلك، باللغات العربية والإنجليزية والتركية والفرنسية والإيطالية.
لقد اتخذ السيد هِلْ موقفاً وسطياً بين "المحافظين"، وقدم في كتابه هذا تقويماً للأحداث اتسم بالاعتدال والتوازن. وأنجز كل ذلك بعدالة حصيفة وحياد حكيم. وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أن الحقيقة تبقى وهي أن قصة ذلك الحكم قصة صادمة بالفعل، مهما اِلْتَمَسَنا له الأعذار، مثل الصعوبات العديدة التي واجهها ذلك الحكم، ورغماً عن كل محاولاته المتفرقة والمتقطعة للإصلاح الإداري بالبلاد، والتي لم تتم إلا تحت الضغط. وليس بإمكان أي قدر من الحياد أن يخفي صحة كلمات وُصِفَ بها ذلك العهد وحكامه (إن كان في الخرطوم أو القاهرة أو المديريات)، مثل "القسوة" و"عدم الكفاءة" و"الفساد". ويصعب إدراك أن حكاية ذلك العهد لا يزيد عمرها عن نحو مائة عام، ولم تقع في العصور المظلمة.
ومن العدل أن نضيف أن شعب مصر نفسه، مهما كان مستعداً الآن للمطالبة بنصيب في النتائج، لم يكن له رأي يُذكر في الأمر بطريقة أو بأخرى، وأن "سادتهم overlords" الأتراك هم الذين يجب أن يتحملوا معظم مسؤولية المقت (الذي خلفه ذلك الحكم في نفوس السودانيين).

alibadreldin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: مصر فی السودان

إقرأ أيضاً:

تحرير الخرطوم ..أهم حدث في تاريخ السودان الحديث

من الآثار السالبة لمواقع التواصل الاجتماعي تبلد المشاعر تجاه القضايا الكبرى و ضعف التركيز معها وعدم المبالاة بها
و من أسباب الأثر ده انو كمية من الأخبار والمعلومات أنت بتتلقاها في وقت وجيز جدا
مثلا زمان لمن تم دحر حركة العدل والمساواة من أمدرمان كان بعدها لفترة ليست بالقصيرة الناس مهتمة بالموضوع احتفالا وترقبا وتحليلا وبتذكر كان في مكافأة لمن يدل على مكان خليل إبراهيم وقتها و الناس متابعة التلفزيون القومي وحركة الصحف باهتمام بالغ
برضو بتذكر في تحرير هجليج وأب كرشولا نفس الشعور
ياخ حتى المباريات والكورة لمن المنتخب يفوز ولا الهلال و المريخ الناس بتكون منشغلة بآثار المباراة لأيام تحليلا واحتفالا (وتدويرا )
بتذكر من الطرائف مرة حي العرب غلب المريخ واحد صفر جاب القون لاعب اسمو بركة
أها في بتاع دكان كان بدورو ليك ببسكويت بركة الناس تمشي ليهو دايرين بسكويت بركة ???????? أظن حلف ما يبعو زاتو
فحسي الكلام ده كلو بقى ماف
والخلاني أنتبه مع الموضوع ده تحرير الخرطوم
ياخ ده حدث مش مهم
ده ممكن يكون أهم حدث حصل في تاريخ السودان الحديث
لكن ماف أي تفاعل يذكر كده بل والناس شبه نسيت الموضوع بعد ثلاثة أيام فقط من تمام تحريرها ،و الواقع للأسف بقى تبعا للمواقع يعني المواقع هي البتصنع الواقع
وبرضو من آثار الموضوع ده عدم التفاعل مع قضايا الأمة المركزية يعني عادي تسمع تم قتل ٥٠٠ طفل في غzة الموضوع بالنسبة ليك عادي بسبب كثرة المجريات البتمر عليك
بينما قارن زمان لمن حصل مقtل محمد الدره وكيف الناس تفاعلت مع الموضوع مدة طويلة
الزمن ماشي بسرعة وده من علامات الساعة أن يتقارب الزمان فتصير السنة كالشهر و الشهر كالأسبوع و الأسبوع كاليوم واليوم كالساعة
لكن فوق التسارع والتقارب ده مواقع التواصل الاجتماعي دي بتسرق الأعمار مننا وبتسرق مشاعرنا ولحظاتنا الحلوة
والله المستعان
والحل الزول يتوسط فيها ويضبط وقتو فيها ويحدد أهدافه من تواجده فيها عشان شغلتو ما تكون جايطه
ربنا يعين ويصلح حالنا


مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في الحوار الدائر حول كتاب “مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية”
  • جمعية حقوقية تتحرك بعد الحكم المثير للجدل في قضية خديجة التي خاطوا وجهها بـ”88 غرزة”
  • “كارثة لم تحدث في تاريخ مصر”.. الكشف عن عملية غش كبرى للعسل
  • السلطات السورية تغلق بحضور ممثلين عن المغرب المباني التي استخدمها انفصاليو “البوليساريو” في دمشق
  • نهائي “البلاي أوف”.. تاريخ جديد يُكتب في دوري يلو
  • عقار.. “التزليج اللغوي بين الحار والبارد”
  • شركات الطيران الأجنبية التي ألغت أو أجلت رحلاتها إلى “إسرائيل” نتيجة الضربات الصاروخية على مطار اللد “بن غوريون”
  • “الدارة” تترجم كتابًا يوثق التاريخ الصحي لحجاج بيت الله في أوائل القرن الـ20
  • تحرير الخرطوم ..أهم حدث في تاريخ السودان الحديث
  • الأمير فيصل بن سلمان يرأس الاجتماع الأول للجنة الإشرافية العليا لمشروع “تاريخ الحج والحرمين”