بوابة الوفد:
2025-10-15@19:29:34 GMT

أيتها العدالة الاجتماعية.. أجيبينا

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

هناك، بين لهيب الصدور الثائرة وأحلام الفقراء المنتظرة لجنى الحقوق، يقبع الآخرون.. دائما هم آخرون، ينتظرون، يرقبون، ثم ينقضون على حين غفلة، فقط، لنهش الثمار..

هكذا يظهر هؤلاء عقب أو أثناء كل ثورة شريفة، ناصعة، فيستطيعون بمهارة خيط رفيع ينفذ من ثقب إبرة ضيق، أن ينفذوا حيث المنافع، والمكاسب السهلة، يحولون دفة الحدث إلى حيث بوصلتهم هم، وبغير حولٍ ولا «وعي» من الأبطال الحقيقيين.

 

قالها يوما العظيم تشى جيفارا، «الثورة يصنعها الشرفاء، ويرثها ويستغلها الأوغاد»، لتتحقق مقولته واقعا معاشا بعد كل ثورة شهدناها، ولنا فى ثورة يوليو ٥٢ مثلا لا يُنسى، فرغم مبادئ ستة سعت لتحقيقها ثورة يوليو، ورغم أنه لا يمكننا بحال إنكار تلك النهضة الصناعية الكبرى التى شهدها المجتمع المصري، والاهتمام بالعامل كثروة حقيقية حاولت الدولة أن تحسن رعايته وتقديره، بإنشاء 1200 مصنع للصناعات الثقيلة والتحويلية مقرونة بتوسع زراعي، كذلك التوسع فى مشروعات قومية بمسيرة البناء، وانطلاق مرحلة التنوير والثقافة بإنشاء مراكز الثقافة الجماهيرية.

ذلك التغيير المجتمعى الجذرى الذى يُعد ثورة أخرى تمثلت فى النهوض الاقتصادى والأدبى والفنى والثقافى والفكرى عبر قرارات الإصلاح الاجتماعى والزراعى ومجانية التعليم..

رغم كل ما سبق إلا أننا افتقدنا لأهم وأخطر مبادئ تلك الثورة، وهو العدالة الاجتماعية، التى بدت حينها قوية قادرة على التحقق بقوانين الإصلاح الزراعى والتأميم، وإعادة توزيع الأراضى الزراعية على صغار الفلاحين، لكن بمرور السنوات اكتشفنا جميعا أن دفة الأمور قد تحولت لصالح فئة بعينها، لا تمت للشعب بصلة، وأن الشعب مازال منقسما لطبقات بينها فارق وبوْن شاسع، لا يبشر بأى عدالة اجتماعية تذكر. 

وهو ما أثبتته السنون، بتعاقب العهود، وما ساعدت فى اتساعه سياسة كل عهد، حيث لم تهتم بتحقيق ذلك المبدأ، بل فوجئنا ونحن منهكو القوى من بعض حروب خضناها جهلا لا كرها، وأخرى ساقتنا إليها أطماع الأعداء، بأننا أمام عتبات انفتاح اقتصادى دونما حدود أو رقيب، هكذا؟ دون التقاط أنفاسٍ مختنقة، دون أن ندرك مبادئ وحكمة ذلك الانفتاح، ودون أن نعى ما نريد...

مترددين دخلنا، بلهفة لتذوق طعم الثراء دخلنا، بلهفة الطامح لعدالة لم يصادفها يوما.. دخلنا..

هكذا كسبنا المال وخسرنا الإنسان، لتتسع الفجوة أكثر وأكثر، لتبدو هوة أخرى غير هوة الطبقات الاجتماعية، إنها الهوة الأخلاقية، التى تحررنا منها وكأن قيودها ستكبل رحلة انطلاقنا نحو الربح..

لنصبح اليوم هكذا.. فاقدين لعدالة اجتماعية نطمح أن تتحقق يوما، وفى الآن ذاته فاقدين لمبادئ وأصول تربى أجدادنا عليها، وفاقدين لثراء هجرنا كل شيء من أجل تحقيقه فلم نستطع..

  هكذا بدأنا.. ثوارا شرفاء، واستغلنا المستغلون، لينتهى بنا القطار فى محطة محطمة الجدران، وطريق غير معبد... نسعى اليوم لأن يعود إلى قضبانه، لعل وعسى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سمية عبدالمنعم نبضات

إقرأ أيضاً:

قيادي في لجنة اعتصام المهرة: ثورة أكتوبر تواجه أخطر منعطفاتها بسبب التدخلات الإقليمية

الجديد برس| خاص| أكد رئيس الدائرة الأمنية في لجنة اعتصام المهرة، مسلم رعفيت، أن الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر تحل هذا العام في ظل ظروف معقدة ومنعطفات وصفها بـ”الخطيرة” تمر بها اليمن. وقال رعفيت في منشور على صفحته في “فيسبوك”، رصده الجديد برس: إن الثورة التي أنهت استعمارًا بريطانيًا استمر 128 عامًا، تواجه اليوم تحديات جديدة بفعل دول إقليمية – في إشارة إلى التحالف السعودي الإماراتي – تسعى، إلى إعادة القوات الأجنبية إلى الأراضي اليمنية “تحت شعارات زائفة ومشاريع وهمية”. وأضاف أن رغم ما تشهده البلاد من محاولات لإجهاض أهداف الثورة، ستظل ثورة أكتوبر رمزًا للسيادة والعزة، مؤكداً أن روحها ستبقى حية “ولا يُطفئها الغزاة مهما تجبّروا”.

مقالات مشابهة

  • ثورة 14 أُكتوبر.. معركةُ وعيٍ لا تنتهي
  • قراءة في خطاب الرئيس المشاط عشية ذكرى ثورة الـ 14 من أكتوبر..
  • ثورة 14 من أُكتوبر.. معركةُ وعيٍ لا تنتهي
  • المحضار: ثورة 14 أكتوبر جسّدت واحدية الثورة اليمنية وآمال الشعب في الوحدة والحرية
  • الحوكمة والرقمنة وتحقق العدالة الاجتماعية
  • ثورة 14 اكتوبر من انتفاضات الريف إلى شوارع عدن.. مسيرة اليمنيين ضد الاحتلال مستمرة
  • حكومة التغيير والبناء تُحيي الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة
  • ثورة 14 أكتوبر   .. شرعية شعب انتصرت على امبراطورية
  • قيادي في لجنة اعتصام المهرة: ثورة أكتوبر تواجه أخطر منعطفاتها بسبب التدخلات الإقليمية
  • محافظ حضرموت: ثورة 14 أكتوبر مستمرة وحيّة في وجدان اليمنيين حتى استكمال التحرر