مخاوف من «ظلام» شامل في لبنان
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةتزايدت مخاوف اللبنانيين من دخول بلادهم في عتمة شاملة، في ظل توقعات بانقطاع الكهرباء كلياً، إذا لم يصدر البرلمان قانوناً يسمح لمصرف لبنان بتحويل أموال كلفة استيراد الوقود العراقي، بحسب ما أعلن وزير الطاقة والمياه وليد فياض.
ويرفض حاكم مصرف لبنان بالإنابة، وسيم منصوري، تحويل الأموال لسداد ثمن شحنات الوقود العراقي دون صدور قانون من مجلس النواب يتيح له ذلك، في إطار الاتفاق الذي أبرمته الحكومتان العراقية واللبنانية منذ ثلاث سنوات حول تزويد لبنان بالوقود لإنتاج الطاقة ولرفع ساعات التغذية التي لا تتجاوز سبع ساعات في اليوم حالياً.
ومشكلة الكهرباء في لبنان ليست وليدة اللحظة، وإنما يعود تاريخها إلى أكثر من 3 عقود، أي منذ انتهاء الحرب الأهلية في بداية تسعينيات القرن الماضي، وذلك بحسب الباحث الاقتصادي والأكاديمي اللبناني الدكتور أيمن عمر، والذي أوضح لـ«الاتحاد»، أن الحكومات السابقة والحالية لم تقدم حلا جذرياً لهذه المشكلة، رغم وجود العديد من الخطط ذات الصلة، والعديد من العروض التي تقدمت بها شركات عالمية ودول في الآونة الأخيرة، بما في ذلك إنشاء 3 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية.
وأشار الباحث الاقتصادي إلى أن الجميع يتحمل مسؤوليةَ أزمة الكهرباء المستفحلة وانقطاعاته المستمرة، واللجوء إلى التقنين القاسي، وخاصة في فصل الصيف.. لكن المسؤولية الأولى تقع على الفريق السياسي الذي تولّى وزارة الطاقة لسنوات طويلة دون أن يعمل على خروج بلبنان من هذه الأزمة.
وكشف الدكتور عمر أن قطاع الكهرباء هو المسبّب الأول لأزمة المالية العامة في لبنان، ولعجز الموازنة اللبنانية طيلة هذه السنوات، والأموال التي صرفها لبنان على هذا القطاع تشكل أكثر من 45% من الدَّين العام، ولذا فهي المسؤول الأول عن الانهيار المالي والأزمة الاقتصادية القائمة.
وبيّن عمر أن ما يحدث الآن من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وخلال الصيف غير مقبول، وتصريحات وزير الطاقة لناحية رمي الكرة على الحكومة ومصرف لبنان وتحميلهما مسؤولية عدم دفع مستحقات سابقة، وبالمقابل بيان مصرف لبنان المضاد وضرورة تشريع الإنفاق في ملعب مجلس النواب من أجل شراء «الفيول» لتوليد الكهرباء.. كل ذلك ليس إلا حلقة ضمن الأزمة ذاتها.
ومن جانبه، ذكر الباحث السياسي اللبناني محمود فقيه أن انقطاع الكهرباء أزمة دورية يقع لبنان فيها كل فترة، وأن تصريح وزير الطاقة مرده إلى نقص «الفيول»، وهو نقص سارعت الحكومة إلى معالجته حيث اتصل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بنظيره العراقي بغية مد لبنان بالفيول.
وقال فقيه لـ«الاتحاد»، إن الأزمة تسلط الضوء على قطاع الكهرباء المثخن بالمشكلات الإدارية والتسييرية، إلى درجة أن اللبنانيين اعتادوا هذا الأمر وأغلبهم يعتمد على مولدات الأحياء أو ألواح توليد الطاقة الشمسية.
وفي ذات السياق، يرى البرلماني اللبناني مصطفى علوش أن توقع انقطاع الكهرباء نهائياً عن لبنان ليس تهويلا، بل واقع يعيشه الشعب منذ خمس سنوات نتيجة استمرار الفشل الذريع في علاج أزمة الطاقة وتراكم فواتيرها منذ عقدين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: لبنان أزمة لبنان أزمة لبنان الاقتصادية الأزمة اللبنانية الاقتصاد اللبناني مصرف لبنان انقطاع الكهرباء فی لبنان
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء يبحث مع AMEA POWERالإماراتية زيادة التعاون في الطاقة المتجددة
التقى الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وفدا من شركة "AMEA POWER" إحدى شركات مجموعة النويس الإماراتية، برئاسة الشيخ حسين النويس، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون وزيادة استثمارات الشركة فى مجالات الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة باستخدام تقنية البطاريات، وإقامة عدد من محطات التخزين المنفصلة لدعم استقرار الشبكة فى أوقات الذروة، وذلك فى إطار التوجه العام واستراتيجية وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، بدعم القطاع الخاص وزيادة استثماراته والاعتماد عليه فى تنفيذ مشروعات الاستراتيجية الوطنية للطاقة.
تناول اللقاء بحث زيادة استثمارات الشركة فى مصر، ومناقشة عدد من مشروعات التعاون ومجالات العمل
المشترك والانتهاء من أعمال تنفيذ مشروع إضافة ٣٠٠ ميجاوات ساعة نظام تخزين بالبطاريات إلى مشرع أبيدوس1 قدرة ٥٠٠ ميجاوات بمحافظة أسوان والذى تم افتتاحه خلال شهر ديسمبر الماضى، وكذلك الانتهاء من أعمال تنفيذ مشروع توليد 500 ميجاوات من طاقة الرياح بالزعفرانة، ومجريات ربط القدرات الجديدة على الشبكة الموحدة، وتناول اللقاء مجريات التنفيذ والإجراءات الخاصة بإضافة قدارات تصل إلى 1500 ميجاوات من خلال بطاريات التخزين المستقلة، فى إطار خطة تأمين التغذية فى أوقات الذروة، والإسراع فى اتخاذ الخطوات اللازمة فى هذا المشروع لأهميته فى تحقيق الاستقرار للشبكة وتعظيم العوائد من الطاقة المتجددة، وتطرق اللقاء إلى مجريات تنفيذ مشروع ابيدوس2 من الطاقة الشمسية بقدرة 1000 ميجاوات بالإضافة إلى 600 ميجاوات ساعة نظام تخزين بالبطاريات، وتطور الاعمال فى هذا المشروع الهام، وشمل اللقاء مناقشة العديد من مشروعات التعاون المستقبلية فى إطار الشراكة والتعاون بين قطاع الكهرباء ومجموعة النويس والعمل على زيادة استثمارات الشركة خلال المرحلة المقبلة.
أوضح الدكتور محمود عصمت أن القطاع الخاص شريك رئيسي فى تنفيذ استراتيجية الطاقة والتوسع والاعتماد على الطاقات المتجددة، وهو الذى يقود تنفيذ المشروعات فى إطار الاستراتيجية، موضحا الاستفادة من الثروات الطبيعية وبخاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، والوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى أكثر من 42٪ بحلول عام 2030 ، و65 % فى عام 2040 ، مشيرا إلى الإهتمام الذى يوليه قطاع الكهرباء لنشر إستخدامات الطاقات المتجددة وخفض إنبعاثات الكربون، وزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة وتنويع مصادر إنتاج الطاقة ، مشيدا بالتعاون والشراكة مع شركة "AMEA POWER" الإماراتية، وكذلك التزام الشركة بالخطة الزمنية وجداول التنفيذ للمشروعات الخاصة بها والعمل على إضافة قدرات جديدة إلى الشبكة قبل مواعيدها المحددة، الأمر الذى يفتح المجال أمام المزيد من مشروعات الشراكة والتعاون.