عمل مؤتمر "من أجل الجيش الإسرائيلي - IT FOR IDF" الذي أقيم في "ريشون لتسيون"، جنوب تل أبيب على جمع شركات التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم لدعم جيش الاحتلال بشكل عام سواء داخل قطاع غزة أو خارجه.

ونشر موقع "انترسبت" تقريرا للصحفي سام بيدل قال فيه إن "العديد من الشركات المجتمعة ليست أسماء مألوفة في الولايات المتحدة، ولكن العديد من الشركات المتعددة الجنسيات - مثل نوكيا وديل وكانون - كانت حاضرة في المؤتمر الذي عقد في 10 تموز/ يوليو".



وأوضح أن "المهمة التي اجتمعوا لدعمها كانت واضحة، وعلى خشبة المسرح، قدم عميد في الجيش الإسرائيلي عرضا ربط بين النكبة والحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 وغزو لبنان عام 2006 والحرب الحالية على غزة والمزيد من الحروب في العقود القادمة. لقد انتشرت دعوته إلى العمل عبر الشاشة الكبيرة: كل جيل كان له دوره - هذه هي مرحلتنا".


ومع ذلك، كانت إحدى الشركات الغائبة بشكل ملحوظ شركة غوغل، التي تعاون مع شركة أمازون ضمن مشروع "نيمبوس" الذي تستخدمه "إسرائيل" للتجسس عموما وعلى الفلسطينيين والمقاومة خاصة.

خلال العامين الماضيين، كانت غوغل راعيا بارزا لـ "IT For IDF" وشريكا طبيعيا للحدث، ونظرا للدور الأساسي لـ Google Cloud في "مشروع نيمبوس - Project Nimbus"، وهو عقد بقيمة 1.2 مليار دولار يهدف إلى تحديث عمليات الحوسبة السحابية عبر الحكومة الإسرائيلية والذي تشاركه مع أمازون.

وكان من المفترض أن يكون هذا العام مختلفا، وحتى قبل أيام قليلة من بدء المؤتمر، تم عرض شعار Google Cloud إلى جانب رعاة آخرين على موقع "IT For IDF" على الويب، ثم اختفت غوغل فجأة من الموقع دون تفسير.

وعندما سألته إحدى منافذ الأخبار عن اختفاء الشعار، ادعى منظمو المؤتمر أنهم لم يكونوا على علم بوجود غوغل على موقعهم على الويب واقترحوا أن إدراجه كان بالخطأ، بينما قال متحدث باسم موقع  "404Media": "من المحتمل أننا استخدمنا شعارهم عن طريق الخطأ لكنهم ليسوا رعاة، بحسب ما أعلم".

ويبدو أن جدول أعمال شركة غوغل، الذي استعرضه موقع إنترسبت، يتناقض مع هذا البيان.
يتضمن المستند أحداث غوغل القادمة في إسرائيل، و"IT For IDF 2024" مدرج في القائمة، وفي هذا الجدول الداخلي، تم تصنيف غوغل صراحة على أنها راعي مشارك للمؤتمر بالشراكة مع CloudEx، وهي شركة استشارية إسرائيلية للحوسبة السحابية.

ويعمل الرئيس التنفيذي لشركة  CloudEx، أرييل مونافو، كمستشار لمركز الحواسيب وأنظمة المعلومات التابع لجيش الاحتلال المعروف باسم  Mamram، حيث يساعد وحدات الجيش الإسرائيلي الأخرى في بناء عمليات الحوسبة السحابية الخاصة بها، وفقا لملفه الشخصي على منصة لينكد إن".

وقالت موقع "انترسبت": إن التغيير الواضح في رعاية غوغل لـ "IT For IDF" هو مجرد مثال حديث للشركات التي تسعى إلى إبعاد نفسها عن الهجوم الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد ما يقرب من 40 ألف فلسطيني. وعلى الرغم من استمرار الكثير من الأعمال كالمعتاد وسط الدمار، فقد غيرت بعض الشركات، في أوقات مختلفة، وبدرجات مختلفة، خطط أعمالها في "إسرائيل".

وتستمر غوغل في العمل مع جيش الاحتلال كما فعلت لسنوات في عقد نيمبوس، ويُعد اختفاء الشركة الغريب من مؤتمر ركز على علاقة العملاء المربحة أحد أبرز الأمثلة على ما يبدو أنه قلق العلاقات العامة.


وقد أبدت شركة التكنولوجيا العملاقة بعض الاشمئزاز بشأن بعض أهداف "نيمبوس" في الماضي. وقد أثار المشروع انتقادات دولية ودفع إلى حملة معارضة بين موظفي غوغل، الذين تم فصل أكثر من 50 منهم في نيسان/ أبريل للاحتجاج على العقد. 

وتؤكد حكومة الاحتلال على الأبعاد العسكرية لنيمبوس، لكن غوغل حاولت باستمرار التقليل من أهمية أو إنكار أن عقدها لـ "إسرائيل" يتضمن عملا عسكريا.

وتشير الصور الرسمية للمؤتمر المنشورة في ألبوم عام والتي استعرضها موقع إنترسبت إلى أن ارتباط غوغل بمؤتمر الشبكات التابع لجيش الاحتلال قد تم تبييضه حرفيا قبل أن يبدأ. 

وتحتوي الصور الرسمية لخلفية المؤتمر على جميع شعارات الرعاة الأصليين للحدث، باستثناء غوغل - وتتضمن مربعا يبدو أنه تم طلاؤه على عجل. 

ولم ترد غوغل ولا People and Computers، منظم المؤتمر، عندما سُئل عن الشعار الذي كان تحت الطلاء.

وظل شعار شركة  سيسكو، التي ادعت لـ 404 Media أنها "ليست راعية لهذا المؤتمر"، معروضا.
حتى بدون وجود في المؤتمر، برزت غوغل فوق حدث مخصص لمتابعة حرب ناضلت لإبعاد نفسها عنها.

وكان أحد عوامل الجذب الرئيسية للمؤتمر هو العرض التقديمي الذي قدمته العقيد راشيلي ديمبينسكي من Mamram، حول استخدام جيش الاحتلال لمنصات الحوسبة السحابية أثناء الحرب في غزة، حيث سلطت الضوء على دور Google Cloud، وفقا للصحافة الإسرائيلية.

وفي حديث لاحق قدمه "المسؤول التكنولوجي عن منصة Google Cloud وCloudEx"، أشار إلى أن شراكة CloudEx مع Google تتضمن "العمل بشكل وثيق على العديد من مشاريع الإنتاج المستضافة على السحابة" مع وزارة الدفاع.


وصعدت  Commit، وهي شركة أخرى لإعادة بيع الحوسبة السحابية تم تسميتها مؤخرا "شريك مبيعات Google Cloud لعام 2024 لإسرائيل" لعملها في تنفيذ مشروع  Nimbus، إلى المنصة للترويج لبرنامج إدارة ساحة المعركة الخاص بها.

وقال الموقع إن "إصرار غوغل على أن مشروع نيمبوس سلمي بطبيعته يتعارض مع السجل العام، فقد استشهدت مواد تدريب نيمبوس التي نشرها موقع انترسبت في عام 2022 بوزارة الدفاع كعميل، كما أوضحت تقارير Wired الأخيرة ارتباط المشروع بالجيش الإسرائيلي منذ بدايته، وعندما تم الإعلان عنه في عام 2021، أشادت وزارة المالية الإسرائيلية بمشروع نيمبوس باعتباره يخدم مؤسسة الدفاع".

في أيار/ مايو، أفاد الصحفي جاك بولسون عن تعاون غوغل الطويل الأمد مع وحدات تكنولوجيا المعلومات التابعة لجيش الاحتلال مثل مارام، مشيرا إلى تكثيف مثل هذا العمل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وعلى الرغم من كل هذا، رفضت غوغل بشكل روتيني مناقشة عمل نيمبوس أو آثاره الإنسانية مع الصحافة. وعادة ما تستجيب الشركة للاستفسارات حول المشروع أو الانتقادات الموجهة لطبيعته العسكرية ببيان نمطي مفاده أن نيمبوس "ليس مصمما لأحمال أعمال عسكرية شديدة الحساسية أو سرية تتعلق بالأسلحة أو أجهزة الاستخبارات".

وكشف موقع إنترسبت في أيار/ مايو أن نيمبوس يتطلب من اثنين من مصنعي الأسلحة الإسرائيليين البارزين، صناعات الفضاء الإسرائيلية وأنظمة الدفاع المتقدمة رافائيل، استخدام خدمات الحوسبة السحابية من غوغل وأمازون في عملهما.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيلي جيش الاحتلال غوغل نيمبوس إسرائيل غوغل جيش الاحتلال نيمبوس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحوسبة السحابیة جیش الاحتلال Google Cloud

إقرأ أيضاً:

من هو صائد الجواسيس ورئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني الذي اغتاله الاحتلال؟

أعلنت وكالة "تسنيم" الإيرانية، السبت الماضي، مقتل رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد كاظمي، المعروف بلقب "الحاج صادق أوميد زادة"، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقراً استخباراتيًا في العاصمة طهران. 

وأسفر الهجوم أيضًا عن مقتل نائبه اللواء حسن محقق، وضابط رفيع ثالث يدعى محسن باقري.
ويُعد كاظمي أعلى مسؤول استخباراتي في الحرس الثوري يُقتل منذ سنوات، وكان يتولى تنسيق العمليات الاستخباراتية على المستويين الداخلي والخارجي. 

???? الحرس الثوري الإيراني: استشـ ـهاد رئيس جهاز استخباراتنا محمد كاظمي واثنين من زملائه اليوم في هجوم إسرائيلي على إيران اليوم.#عربي21 #إيران pic.twitter.com/7D1CdXyyvJ — عربي21 (@Arabi21News) June 15, 2025
وقد أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، مسؤولية بلاده عن الهجوم، مشيراً إلى أن العملية استهدفت "قيادة استخباراتية مركزية مسؤولة عن دعم الإرهاب في المنطقة".

اللواء كاظمي، البالغ من العمر نحو 67 عاماً، ينحدر من مدينة سمنان شرق طهران، وتعود بدايات مسيرته الأمنية إلى ثمانينيات القرن الماضي، حين انخرط في اللجان الثورية التي شكلت نواة الأجهزة الأمنية الإيرانية عقب الثورة. 

وتولى عدة مناصب رفيعة، من بينها قيادة جهاز "حماية الاستخبارات"، المسؤول عن مكافحة التجسس داخل الحرس، كما شغل منصب رئيس "منظمة حماية الاستخبارات"، وتولى الإشراف على وحدة "حماية المعلومات" ووحدة "الرقابة على القادة والمسؤولين".


برز اسمه خلال أزمة "الثورة الخضراء" عام 2009، حين عُين رئيساً لقسم مكافحة التجسس، في خطوة اعتُبرت استجابة مباشرة لتوجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي بإحكام السيطرة على مفاصل الأمن الداخلي.

ويُنسب إلى كاظمي دوره في كشف خلية تجسس داخل وزارة الاستخبارات عام 1998، عقب سلسلة اغتيالات عُرفت بـ"جرائم القتل المتسلسلة"، ما أكسبه لقب "صيّاد الجواسيس". 

كما ارتبط اسمه بعملية اختطاف الصحفي المعارض آرش شعاع شرق من تركيا عام 2018.

وكان مقربًا من رجل الدين النافذ أصغر حجازي، المستشار الأمني للمرشد خامنئي، وعضو الفريق الأمني المكلّف بحمايته.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، الأحد الماضي، مقتل ستة جنرالات إضافيين في ضربات إسرائيلية متفرقة، ليرتفع عدد كبار قادة الحرس الذين قتلوا في العدوان العسكري الإسرائيلي إلى 14 ضابطًا على الأقل.

مقالات مشابهة

  • ملف 19 شركة متعاونة مع إسرائيل امام مجلس الوزراء اليوم
  • هذا ما قاله نتنياهو من موقع مستشفى سوروكا الذي أُصيب بضربة إيرانية
  • وكيل وزارة الصحة بالمنوفية يستقبل وفد نقابة الصيادلة دعمًا لمؤتمر PharmaGov 2025
  • بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب “زول سغيل” ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)
  • اجتماع برئاسة وزير الإعلام يناقش جوانب التحضير والتهيئة الإعلامية لمؤتمر الرسول الأعظم
  • اجتماع بصنعاء يناقش جوانب التحضير والتهيئة الإعلامية لمؤتمر الرسول الأعظم
  • اتفاقية بين السكوري والسعدي لتكوين الصناع التقليديين
  • من هو صائد الجواسيس ورئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني الذي اغتاله الاحتلال؟
  • لماذا دور رعاية فاقدي السند (دور الأيتام)؟!
  • عربي21 تكشف بالصور الموقع السري الذي ضربته الصواريخ الإيرانية قرب تل أبيب