السبكي: الرعاية الصحية من أكبر الكيانات الحكومية خلال الـ 7 سنوات المقبلة
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
عقد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان، اجتماعًا مع قيادات ومسئولي وأعضاء الإدارة العامة للموارد البشرية بالهيئة، وذلك لمتابعة تطورات العمل ومؤشرات الأداء بالإدارة، والنظام الإلكتروني لإدارة الموارد البشرية إلكترونيًا باستخدام تطبيق HITS، في إطار تنفيذ التطوير والارتقاء المستمر بالعنصر البشري تماشيًا مع توجيهات القيادة السياسية للدولة.
وأشار الدكتور أحمد السبكي، خلال الاجتماع، إلى أن العنصر البشري أهم الأولويات بمنظومة العمل وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية، مشيرًا إلى أن دمج ذوي الخبرة بالطاقات الشابة حقق نموذجًا ناجحًا في إدارة وتنفيذ الرؤى الاستراتيجية لهيئة الرعاية، ومؤكدًا ضرورة تعميم هذا النموذج بالفروع والمنشآت الصحية التابعة للهيئة بمحافظات التأمين الصحي الشامل.
وأشاد السبكي، بالجهود المتميزة في العمل وتطورات مؤشرات الأداء بالإدارة العامة للموارد البشرية، وبخاصة منظومة عمل المخاطبات الإلكترونية، مشيرًا إلى أن هيئة الرعاية ستصبح من أكبر الكيانات الحكومية خلال الـ 7 السنوات المقبلة مع امتداد منظومة التأمين الصحي الشامل لكل محافظات الجمهورية، وتابع: أن القوى البشرية هم الثروة الحقيقية والمحرك الأساسي لعملية الإصلاح الصحي الشامل الذي تقوم به الدولة المصرية.
وتابع الدكتور أحمد السبكي، خلال الاجتماع، خطة تشغيل المنظومة الإلكترونية لإدارة الموارد البشرية باستخدام تطبيق HITS، والتي تختص بإدارة كل المهام المتعلقة بالموارد البشرية بشكل إلكتروني بالكامل، وتشمل مكونات أهمها "بيانات الموظفين، الاستحقاقات، تغيير الحالة، الجزاءات، الإجازات، التدريب، التعيينات، التقييم، إدارة الوقت، المستندات"، إضافة إلى تيسير الإجراءات الجماعية وإصدار التقارير حسب حاجة العمل، وتكاملها مع المنصات الإلكترونية الأخرى مثال منصة التدريب الإلكتروني للهيئة "LMS".
ووجه السبكي، بالتشغيل الرسمي للمرحلة الأولى من المنظومة الإلكترونية للموارد البشرية خلال شهر أغسطس القادم، والتي تشمل "بيانات الموظفين، تقييم الأداء، الاستحقاقات"، كما وجه بامتداد المنظومة إلى الفروع والمنشآت الصحية التابعة للهيئة بالمحافظات، ومؤكدًا على تفعيل المنظومة بالمقر الرئيسي للهيئة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وشدد على استمرار عمليات التدريب النظري والعملي على حسابات المنظومة والنماذج الإلكترونية المتكاملة لها لضمان الاستخدام الجيد لها وتحقيق مستهدفاتها، ومؤكدًا ربط المنظومة الإلكترونية مع منصة التدريب الإلكتروني للهيئة "LMS"، كما أشار إلى ربط تقييم أداء العاملين بالالتزام ببرنامج التأهيل الإلزامي للهيئة لضمان جودة مخرجات العمل وتوفير أفضل الخدمات والرعاية الصحية المقدمة بالمنشآت الصحية التابعة للهيئة بمحافظات التأمين الصحي الشامل.
وأشار السبكي، إلى أهمية الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية، مؤكدًا أنها تسهم في تحقيق الانضباط بالعمل، وإدارة الوقت، والعدالة في التقييم، والتوظيف الأمثل للقوى البشرية، ومراقبة الأداء على جميع المستويات الوظيفية، وبالتالي تحسين كفاءة وجودة مخرجات العمل، ومؤكدًا أنها عامل مهم ورئيسي لتطوير الأداء الوظيفي بالهيئة والإدارة الناجحة للهيئات الصحية تماشيًا مع استراتيجية بناء مصر الرقمية.
ولفت إلى أن الموارد البشرية تشكل إحدى الأولويات والأساسيات التي يجب أن تحتل المساحة الأكبر من الاهتمام لدى القيادات الصحية، ومؤكدًا محفزات مالية واستثنائية للعاملين الأكثر تميزًا وابتكارًا، كما أكد أن ولاء وانتماء العاملين ركيزة أساسية في نجاح عمل الهيئة، وتحقيق أعلى مؤشرات الأداء بها، وتحقيق أعلى معدلات رضاء المنتفعين عن الخدمة.
وأشار السبكي، إلى أن مناقشة مستقبل وتنفيذ الخطط الاستراتيجية مع العاملين يُحفز دور الموظف على العمل، ويزيد من إنتاجيته، ويحقق معادلة النجاح بشكل أيسر وأسرع، وأن الاهتمام الذي توليه الهيئة لتطوير الموارد البشرية إيماناً منها بالمهمة والدور الاساسي الذي تقوم به الكوادر البشرية في الارتقاء المستمر بالخدمات والرعاية الصحية، متابعًا نستهدف الوصول لبيئة عمل إلكترونية بالكامل لضمان دقة وجودة مخرجات العمل واستمرارية تحسين أدائه.
وأكد، المُضِّي قُدمًا نحو تحقيق استراتيجية ورؤية الهيئة لتصبح هيئة ذكية رقمية في ضوء اهتمامات الدولة واستراتيجيتها للتحول الرقمي لجميع القطاعات والمشروعات، ومنها مشروع التأمين الصحي الشامل، لبناء مصر الرقمية تماشيًا مع الجمهورية الجديدة، وتابع: أن هيئة الرعاية الصحية تشهد تسارعًا كبيرًا في التحول الرقمي بجميع المجالات، ومؤكدًا أنه ركيزة أساسية لبناء منظومة رعاية صحية قوية وفعالة وبمقاييس عالمية.
وضم الاجتماع كلًا من الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، والدكتور طارق الحصري، مستشار رئيس الهيئة للتطوير المؤسسي، والدكتور جمال رطبة، مستشار رئيس الهيئة للشئون المالية ورئيس الإدارة المركزية لخدمات الدعم المؤسسي، والدكتور أحمد حماد، مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية، والدكتور محمود الشحات، مدير عام الإدارة العامة للمكتب الفني لرئيس الهيئة، والدكتور محمد العقاد، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصحية والعلاجية، والدكتور محمد عياد، خبير إدارة المنشآت الصحية، والدكتور محمود الديب، مدير عام الإدارة العامة للموارد البشرية، والدكتور محمد نشأت، مدير إدارة التقييم والمتابعة، والمهندس محمد السيسي، مدير عام الإدارة العامة للأزمات والكوارث والمشرف العام على تحقيق رؤية الهيئة، والدكتور محمد السنافيري، مدير عام الإدارة العامة للرعاية الثانوية والثالثية، والدكتورة مي المليجي، مدير إدارة التطبيقات والنظم بالإدارة العامة للتحول الرقمي، والدكتورة إنجي غنيم، مدير إدارة إدارة وتنمية المواهب بالإدارة العامة للموارد البشرية، والدكتورة هبة عبدالعزيز، المشرف التقني على وحدات التطبيب عن بُعد والموقع الإلكتروني للهيئة، والدكتور معاذ العوضي، مدير إدارة التطوير المؤسسي، والأستاذ خالد الأنصاري، مدير عمليات الموارد البشرية، والأستاذ محمد توفيق، رئيس وحدة الدعم المعنوي، والأستاذ شادي صابر، مدير إدارة الاستحقاقات والمزايا، كما شارك عبر تقنية الزووم الدكتور أحمد عثمان، مستشار رئيس الهيئة لشئون التدريب والتعليم الطبي المستمر ومساعد المدير التنفيذي لتطوير الخدمات العلاجية، وممثلي الشركة المنفذة للمنظومة الإلكترونية لإدارة الموارد البشرية HITS.
وحضر الاجتماع من أعضاء المكتب الفني لرئيس الهيئة، كلًا من الدكتورة سمر محمد، والدكتورة ميار محمد، والدكتورة بسمة علاء.
وحضر الاجتماع من أعضاء الإدارة العامة للموارد البشرية، الدكتور إسلام مرجان، والأستاذ إسلام الصياد، والأستاذ أحمد سمير، والأستاذ عبدالله حمدي، والمهندس وليد مدني، والدكتورة لمياء أحمد، والدكتورة مي مسعد، والدكتورة سلمى هشام، والدكتور أحمد عماد، والدكتورة غدير العجمي، والأستاذ أمجد مصطفى، والأستاذ أحمد شوقي، والأستاذ عبدالله شاهين، والأستاذ أيمن صبري، والأستاذ أحمد فتحي، والأستاذ محمد عبدالمقصود، والأستاذ محمد منير، والأستاذ سمير مصطفى، والأستاذة سماح صلاح، والأستاذة هبة مجدي، والأستاذة صفاء فتحي، والأستاذ أحمد رجب، والأستاذ كريم جمال، والأستاذة هبة صبحي، والأستاذ عبدالحميد محمد.
IMG-20230808-WA0006 IMG-20230808-WA0007 IMG-20230808-WA0005 IMG-20230808-WA0008 IMG-20230808-WA0004 IMG-20230808-WA0002 IMG-20230808-WA0003المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إدارة الموارد البشرية التأمين الصحي الشامل الصحة والسكان القيادة السياسية النظام الإلكتروني توجيهات القيادة السياسية هيئة الرعاية الصحية مدیر عام الإدارة العامة التأمین الصحی الشامل الموارد البشریة الرعایة الصحیة والدکتور محمد الدکتور أحمد مدیر إدارة IMG 20230808 إلى أن
إقرأ أيضاً:
مدير مجمع الشفاء لـعربي21: يجب وقف المجزرة في غزة وإنقاذ المنظومة الصحية
قال مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، إن وضع المنظومة الصحية في قطاع غزة كارثي، ويزداد سوءا وكارثية بعد استئناف العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر.
وأكد أبو سلمية في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المعدات الطبية والأدوية والسماح للجرحى بالسفر خارج القطاع للعلاج، هو بمثابة حكم إعدام عليهم جميعا.
كما طالب العالم والدول العربية والإسلامية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر والسماح للمرضى والجرحى بالخروج للعلاج خارج قطاع غزة، كذلك السماح بالدخول الطواقم الطبية وما يلزم القطاع الصحي من معدات ومستهلكات طبية.
وأوضح أن الاحتلال يهدف من استهدافه للمستشفيات والكوادر الطبية دفع سكان القطاع لمغادرته والتشرد خارجه، فالمستشفيات هي الأمل الوحيد لهم للبقاء على قيد الحياة.
وتاليا نص الحوار كاملاً:
كيف هو حال القطاع الصحي في غزة في ظل القصف الشديد والمتواصل منذ عودة الحرب؟
الوضع الصحي في قطاع غزة يمر بأسوأ حالاته الآن في ظل غياب كل ما يلزم القطاع الصحي من مستلزمات طبية وأدوية وأجهزة التخدير وغرف العناية المركزة ومع عدم وجود أسرة كافية في المستشفيات والنقص الكبير في أجهزة الاشعة ومحطات الأكسجين.
أيضا منذ ما يقرب من 70 يوما أو أكثر لم يدخل إلى قطاع غزة ولا حبة دواء واحدة، كذلك يأتي الجرحى إلى المستشفيات ويموتوا أمام اعيننا ولا نستطيع تقديم الخدمات الطبية لهم ليس لعجز الأطباء ولكن لعدم وجود الإمكانيات اللازمة، فحتى أبسط الأشياء غير متوفرة الآن في قطاع غزة.
فمثلا المعدات الجراحية اللازمة لتثبيت الكسور غير متوفرة ولذلك نستخدم الأخشاب عوضا عنها، بالتالي القطاع الصحي في قطاع غزة يمر الآن بوضع صعب جداً جداً في ظل غياب أدنى مقومات الحياة الصحية وانهيار كامل المنظومة الصحية هنا.
كذلك هناك أزمة وقود حاليا تعصف بالقطاع الصحي لعدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية للمستشفيات، وهذا يؤثر على تشغيل محطات الأكسجين وغرف العمليات وأقسام العناية المركزة وغسيل الكلى وحضانات الأطفال الخُدج، لذا زادت نسبة الوفيات في قطاع غزة بشكل كبير بسبب ما ذكرته من نقص في المعدات والمستلزمات الطبية.
كيف يؤثر نقص الكوادر الطبية والمعدات والمستلزمات الطبية على إنقاذ حياة الجرحى والمرضى؟
للأسف نضطر لأن نقوم بالمفاضلة بين الجرحى لإنقاذ أكبر عدد ممكن منهم، ولكننا نخسر الكثير من الجرحى ولا نستطيع تقديم الرعاية الطبية لهم لأن الاحتلال دمر كل مستشفياتنا في قطاع غزة.
فالاحتلال منذ بداية العدوان شن حرب بلا هوادة على المستشفيات، حيث دمر مستشفيات - الرنتيسي، والنصر للأطفال، والعيون، والصحة النفسية، ومجمع الشفاء الطبي وهو الأكبر في قطاع غزة - ، كذلك دمر مستشفيات أبو يوسف النجار، وبيت حانون، والهلال الإماراتي.
والاحتلال لم يكتف بتدمير جميع المستشفيات تقريبا في قطاع غزة، بل أيضا قتل الكثير من الكوادر الطبية وقتل أطباء يُعتبرون من مفاصل العمل الطبي، مثلا الدكتور رأفت لُبد مدير قسم الباطني في مجمع الشفاء.
كذلك قتل الاحتلال الدكتور همام اللوح والذي كان بمثابة العمود الفقري لمشروع زراعة الكلى في قطاع غزة، كما قتل الدكتور محمد دبور والدكتور حسام حمادة الذي يُعد من أهم استشاري علم الأنسجة.
أيضا قتل الاحتلال الدكتور عمر فروانة، وتعمد قتل الكثير من الأطباء، حتى يحرم أهلنا في قطاع غزة من المنظومة الصحية، والتي هي أصلا خرجت عن الخدمة تماماً بعد استشهاد هؤلاء الكوادر الطبية.
كما اعتقل الاحتلال عدد كبير من الكوادر الطبية وما زال أكثر من 300 شخص منهم موجودين داخل السجون الإسرائيلية، منهم الطبيبين حسام أبو صفية، ومحمد أبو عبيد الذي يُعد من الركائز الأساسية في عمليات الكسور.
ومن الأطباء الذين لا زالوا في الأسر الدكتور غسان أبو زُهري وهو من أهم وأفضل الكوادر الطبية في قطاع غزة فهو رئيس قسم العظام في مستشفى ناصر الذي كان يعمل على عمليات زراعة المفاصل، كذلك لا زال الاحتلال يعتقل الدكتور أكرم أبو عودة رئيس قسم العظام في المستشفى الإندونيسي.
لقد قتل الاحتلال الكثير من ركائز العمل الطبي، حيث قتل أكثر من 1400 كادر طبي، منهم الدكتور عدنان البُرش والدكتور إياد الرنتيسي اللذان قتلهما الاحتلال داخل المُعتقلات الإسرائيلية في تحدِ صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
تعمد الاحتلال اعتقال وقتل رموز وكوادر القطاع الطبي في غزة.. من بينهم انت دكتور .. لماذا يلاحق الاحتلال القطاع الطبي رغم أنه جهة مدنية تقدم خدمة إنسانية تحت غطاء القوانين الدولية؟
تعمد الاحتلال إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة في قطاع غزة وخصوصا في مدينة غزة وشمال القطاع بشكل كامل تماما، حيث كان لدينا هناك حوالي 2000 سرير في المستشفيات، الآن يوجد فقط حوالي 300 سرير.
أما بالنسبة لغرف العمليات والعناية المركزة، فقد كان لدينا حوالي 50 سرير بينما الآن يوجد 10 أسرة فقط، أيضا كان يوجد أكثر من 100 جهاز لغسيل الكلى الآن يتوفر 30 جهاز فقط، كما كان هناك 100 من حضانات الأطفال لكن الآن لا يوجد في كل مدينة غزة وشمال قطاع غزة سوى 30 حضانة فقط.
وبالتالي هناك خطر حقيقي على هؤلاء المرضى من - الأطفال الخُدج ومرضى غسيل الكلى والمرضى المحتاجين لعمليات جراحية وغرف عناية مركزة -، والاحتلال عندما أراد تدمير المنظومة الصحية كان هدفه إخراج الناس وتشريدهم من شمال القطاع إلى جنوبه.
وذلك لأن المستشفيات هي عامل رئيسي لدعم المواطن الفلسطيني والأمل الذي كان يرتكز عليه، وكان هناك هجمة ممنهجة من الاحتلال، والكل كان يشاهد الهجمة الكبيرة على مجمع الشفاء الطبي.
أيضا الكل شاهد كيف ضخم الإعلام الإسرائيلي مجمع الشفاء وكأنه مجمع يرعى الإرهاب كما يقولون، وثبت بالدليل القاطع عندما خرجنا من السجن بدون أي محاكمة أنه كان فقط يخدم المرضى والجرحى.
وبالتالي كان تدمير المستشفيات هو عنوان من عناوين هذه الحرب، في تحدِ صارخ للقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، وهذا ليس بشهادتنا نحن بل بشهادة كل المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزه مثل منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي والأونروا، حيث كلها تحدثت عن أن هناك تدمير ممنهج للمنظومة الصحية في قطاع غزة.
ما نسبة تواجد المنظمات الطبية الدولية في قطاع غزة حاليا مثل منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود؟ وهل لديكم تواصل معها؟
طبعا نحن على تواصل تام مع جميع المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة - منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي والأونروا – ولدينا تواصل يومي معهم.
ولكن الاحتلال أيضا يمنع هذه المنظمات من إدخال المواد اللازمة لعملهم، وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن أن هناك مئات من الأطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية موجودة على المعابر ولا يسمح الاحتلال بدخولها.
كذلك الأمر بالنسبة لأطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي والأونروا، هم أيضا تحدثوا إلينا بأن هناك مستشفيات ميدانية والكثير من المعدات الطبية والأدوية ما زالت على المعابر ولكن الاحتلال لا يسمح بدخولها.
أيضا في تحدِ أخر يمنع الاحتلال دخول الطواقم الطبية التي يتم التنسيق لها عبر منظمة الصحة العالمية سواء القادمة من أوروبا أو أمريكا أو من الدول العربية، والذين كانوا يأتون إلى قطاع غزة لمساعدة الأطباء في علاج الجرحى.
لكن منذ استئناف الحرب على قطاع غزة يمنع الاحتلال هذه الوفود من الدخول إلى القطاع، ويحدث هذا في ظل النقص الكبير في الكوادر الطبية، والتي كانت طوال 18 شهراً تعمل دون كلل أو ملل رغم أن لديهم الكثير من المشاكل وهموم هذا البلد كما بقية أبناء شعبنا.
فالطواقم الطبية الآن تقريبا استهلكت واستنفذت كل قواها لكنها ما زالت تعمل ولا زالت باقية مع أهلنا وشعبنا تقوم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى، ومنهم ما كان يستقبل وهو على رأس عمله أحد أفراد أسرتها أو كلها شهداء، وبالتأكيد هذا يؤثر على نفسيتهم، ولكن مع ذلك طواقمنا الطبية ما زالت تُقدم كل ما لديها حتى تُنقذ حياة أهلنا في قطاع غزة.
كم عدد الجرحى والمرضى الذين هم بحاجة للعلاج خارج غزة؟
لدينا أكثر من 14 ألف مريض وجريح بحاجة إلى العلاج بالخارج، منهم جرحى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومرضى – السرطان، والقلب، والفشل الكلوي، ومرضى الدم، والأعصاب – كلهم بحاجة إلى إخلاء طبي عاجل حتى نتمكن من علاجهم خارج القطاع بسبب عدم وجود أي إمكانيات لعلاجهم هنا.
ولكن للأسف المعابر مغلقة وبالتالي لم يخرج منهم أحد، ويوميا يستشهد العشرات من هؤلاء المرضى وهم ينتظروا العلاج اللازم والدواء، خاصة مرضى السرطان الذين لا يتوفر لهم العلاج الكيمياوي في قطاع غزة.
كذلك الجرحى الذين يحتاجون لعمليات متقدمة في جراحة المخ والأعصاب وجراحة الأوعية الدموية وترميم العظام، هؤلاء كلهم يعانون الآن، فمنهم من يستشهد ومنهم من يلتهب جروحه ومن أصبح عاجزاً غير قادر على التحرك، ومنهم أيضا من أصيب بالشلل نتيجة لعدم القدرة على إخراجهم خارج القطاع لتلقي الرعاية الطبية.
وبشكل عام المنظومة الصحية تعيش الآن أيام صعبة جداً جداُ، فبالإضافة للمرضى والجرحى هناك أيضا الأطفال الراقدين على أسرة مجمع الشفاء والذين يعانون من سوء التغذية، ونحن نقدم لهم المحاليل اللازمة لهم في ظل عدم وجود التغذية اللازمة لهم.
وهذه المشاهد التي نراها من سوء تغذية عند الأطفال الذين أصبحوا عبارة عن جلد على عظم لم نراها ولم نعهدها في قطاع غزة منذ سنوات كثيرة، يعني انا على مدار 25 سنة من العمل في القطاع الصحي لم أرى من هذه المشاهد من سوء التغذية عند الأطفال وحتى كبار السن أيضا.
ولا يقتصر سوء التغذية على الأطفال بل أيضا النساء الحوامل يعانين مثلهم، فلدينا 50 ألف امرأة حامل يعانين من سوء التغذية، بل حتى الاجنة الذين يولدوا الآن يكون لديهم بعض التشوهات الخلقية أو يولدوا قبل موعدهم وهذا يدل على أن الاحتلال يستخدم أسلحة مُحرمة دوليا لم نعهدها من قبل.
ومن التشوهات التي نراها عند المواليد حديثا والتي أصبح حجمها كبير، مثلا عدم وجود الرأس وهناك من يُولد ليس له أطراف ومن لديه مشاكل في القلب أو البطن، بالتالي نحن أمام كارثة صحية حقيقية.
أخيرا، ما المخاوف لديكم حال استمر الحصار وإغلاق المعابر؟ وماذا تقول للعالم أجمع؟
إذا لم يُدخل الاحتلال خلال أيام قليلة المستهلكات الطبية والأدوية والوقود سنكون أمام حالة كارثية بالفعل، نحن الآن أصلا في حالة كارثية ولكنها ستزداد كارثية وسوء وسيكون هناك أعداد من المرضى والجرحى يموتون أمام أعيننا ولا نستطيع تقديم الرعاية الطبية لهم.
نحن الآن في وضع مأساوي لم نعهده من قبل على مدار هذه الحرب المجنونة حرب الإبادة على قطاع غزة، فبالتالي الآن مرضانا وجرحانا هم على المحك وهم يموتون يومياً ولا نستطيع تقديم ما يلزم لهم.
وفي حال لم يدخل الوقود ستتوقف المستشفيات وستكون عبارة عن مقابر جماعية، لأنها لا يمكن أن تعمل بدون كهرباء، - العناية المركزة وغسيل الكلى والحضانات وغرف العمليات الجراحية وأجهزة الاشعة، والمختبر وبنك الدم - كل هذه الأقسام لا يمكن أن تعمل بدون كهرباء، وبالتالي سنكون أمام حالة كارثية تماماً وسيكون لدينا أرقام غير مسبوقة من الشهداء والجرحى.
لذا نُطالب العالم الحر ودولنا العربية والإسلامية إن بقي في هذا العالم من الأحرار أن يضغطوا على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المستهلكات الطبية والأدوية إلى قطاع غزة، كذلك إدخال المستشفيات الميدانية والطواقم الطبية في أسرع وقت ممكن، والأهم من هذا كله وقف هذه المقتلة والمجزرة التي امتدت وطالت على أبناء شعبنا.