جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-30@10:32:24 GMT

وارتقى هنية سعيداً إلى جوار ربه

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

وارتقى هنية سعيداً إلى جوار ربه

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي *

عندما يموت الأبطال تبكي الأرض والسماء، وعندما يأذن الله بالرحيل تُفتحُ لهم أبواب الجنان، وعندما ننعى الشجعان ننعى أنفسنا أولاً لتقصيرها عن أداء واجبها تجاه الأمة الصامدة على الحق واليقين، وعندما تُمجدُ الأنفس رجالًا ضحوا بأنفسهم في سبيل الله ومرضاته وإعلاء كلمة الحق على كلمات الضلالة نُمجدها بفخر واعتزاز، وعندما تسمو هذه الأنوار المضيئة المتلألئة التي ملأت الكون  بضياء شمسها الساطعة إلى درجات العُلا تطمئن الأنفس الزاكية.

رحيل بطل الأمة وشهيدها إسماعيل هنية في طهران والذي زفَّته الملائكة اليوم بعمل إجرامي ماكر سيزيد من قوة وصلابة المقاومة والقضية الفلسطينية، وسيخلف الله رجالا ورجالا من أمثاله يحملون لواء الجهاد ويحققون النصر المبين بإذن الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عموما وفلسطين خصوصا، وقد دأبت على ولادة الأخيار الذين رفعوا رايات العزة والكرامة والجهاد في وجه عدو خسيس جبان يستعمل أخبث أدوات الخداع والخيانة؛ حيث لا يُؤمن مكره في أي وقت، ولا أي عهد يعاهدون فيه، فلقد كذبوا على الله ورسوله من قبل ولُعِنوا في الدنيا والأخرة، قال تعالى: "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ".

فقد نفَّذ السفهاء الغاشمون دنيئتهم وفق مخططهم ظانين أن النصر تحقق لهم، لكن هيهات هيهات؛ فأبطال غزة وفلسطين كُثر وبدل من الرجل الواحد هناك آلاف الرجال الصامدين والقادة المحنكين والشجعان المقدمين على ميادين الجهاد.

رحل القائد البطل هنية، لكنه سيبقى، فقد خلَّف أبطالاً سيواصلون المسير نحو درب الجهاد وتحرير فلسطين والاقصى المبارك من أذناب اليهود وحفدة القردة والخنازير -لعنهم الله- فمهما مكر اليهود وتباكوا للأمم بأنهم أصحاب الأرض، فلن ينالوا من مكرهم وخداعهم شيئًا؛ فالحق واضح كشمس الظهيرة في وسط السماء، وإن الغدر الذي يمارسونه على شرفاء الأمة سيعود كيده إلى نحورهم، وحادثة اليوم خير دليل على جبن وغدر الكيان المحتل الذي دأب على مثل هذه الأفعال عشرات المرات من قبل، ظانًا أنه قد اغتال أمة بأكملها.

إنَّ تداعيات أحداث اليوم ستعود بالويل والثبور على اليهود وأذنابهم، ومن دعمهم وشايعهم؛ فإسماعيل هنية حي يرزق في قلوب الأمة الصادمة، كما أنَّ الشيخ ياسين لا يزال حيًّا وموجودا في قلوب محبيه.

اليوم.. تنعى الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها شهيدها المناضل الحر، صاحب الكلمة الفصل في جميع المحافل، والذي لم يتنازل قيد أنملة عن حقوق وطنه وأمته وقدسه الشريف، وهي صابرة محتسبة، وتدعو له بالرضوان وجنة الرحمن؛ فالجزاء من جنس العمل، ولا جزاء  للشهداء سوى الجنة.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وارحم شهداؤهم وداوي جرحاهم وسدد رميهم وأذل أعداءهم، اللهم شتت اليهود واخزهم ومزقهم شر ممزق.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

* إعلامي وعضو جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ممنوع دخول اليهود (2)

في ظل الجرائم الحالية السافرة، التي يقوم بها العدو الصهيوني الآن، وحرب الإبادة والتجويع التي يقترفها في غزة، يعيش الصهاينة في عزلة تامة بين دول العالم؛ شرقه وغربه. وأصبحت دولتهم منبوذة من الجميع عدا بعض الأروقة السياسية الغربية البراغماتية، التي تدعمها، أو بعض العنصريين الذين يفتقدون أدنى درجات الإنسانية. بل يمكن القول: إن التيار السياسي في العالم بدأ يرضخ للرأي الشعبي العام، في الشوارع والميادين والجامعات الغربية في أمريكا وبريطانيا وغيرهما، الذي يشجب ويستنكر ويطالب بإيقاف هذه الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة. ليس لهذا الهياج الجنوني والرغبة في التدمير والقتل أي تفسير سوى أن هؤلاء الصهاينة يعيشون أقصى درجات الهلع والخوف، وإدراكهم أن مقاومة الفلسطينيين لهم ستستمر إلى ما لا نهاية، حتى مع وجود هذا التدمير والقتل في غزة، وأن الإحساس بالأمن في هذا المكان، الذي لا يبدو أنه يناسب وجوههم، قد ذهب إلى غير رجعة. ربما أدركوا أن مكانهم وراء البحر وليس دونه. بل إن لعنة الجريمة التي اقترفوها تطاردهم وراء البحر أيضاً، وخير مثال على هذا الرفض العام لهم؛ ما حدث هذا الأسبوع لفنانين يهوديين؛ ألغيت عروضهما في مهرجان أدنبرة 2025 في اسكتلندا قبل إقامته بأسبوعين.
ربما تكون عبارة”ممنوع دخول اليهود” هي النصيحة الأفضل لأي تجمّع غربي أو مهرجان عام؛ فالسخط الشعبي على هذا الكيان الصهيوني يزداد يومًا بعد يوم، مع استمرار جيش العدو في الأرض العربية. الشيء الذي يبعث على الأمل في وجود بعض الإنسانية لدى بعض شعوب العالم الغربي؛ مثل اسكتلندا وإيرلندا، هو السبب في طرد هذين الصهيونيين الذي أعلنه مسؤولو المهرجان وهو أنهما- أي الممثلين- قد قدّما في عرض سابق لهما”وقفة تضامنية” لجنود الجيش الصهيوني. احتج الممثلان الصهيونيان على هذا الأمر، وقالا: إن عروضهما ليست سياسية، وإنما فقط سيقدّمان موضوعًا يتعلّق بالأمومة في نكهة ثقافية يهودية! كما تم إلغاء عرض آخر في مكان آخر من اسكتلندا لذات السبب أيضًا، وخوفًا من غضب الجمهور الذي لن يسمح بتواجد هذا الممثّل، الذي يدعم الكيان الصهيوني في حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الشرق، تحديدًا في كوريا الجنوبية، اقتحم ناشطون كوريون مؤيدون لفلسطين مطعمًا كان يتناول فيه السفير الإسرائيلي في كوريا الجنوبية العشاء مع أفراد من عائلته، موجهين له تهمًا تتعلق بالإبادة الجماعية، وأنه- أي السفير- شريك في هذه الجريمة. تدخّل شرطي كوري وغادر المحتجون- الذين كان بعضهم يلبس الكوفية الفلسطينية- المكان دون أي اعتقالات.
لم تعد دعاوى مصطلح”معاداة السامية” التي تشدّق بها هذا السفير تجدي نفعًا في تحسين صورة هذا الكيان المنبوذ، وأصبح الإعلام أمام حقائق واضحة، وهي أن الفلسطينيين لن يتوقفوا في مقاومة هذا الكيان السرطاني، الذي أرسلته أوروبا إلى الأرض العربية؛ رغم أنه لا علاقة له بالأرض، أو الناس الذين يسكنون بها.

khaledalawadh @

مقالات مشابهة

  • الفوضى.. أو الجهاد الخلاق
  • ممنوع دخول اليهود (2)
  • اليمن صوت الإيمان والنصرة في زمن الصمت والخذلان
  • لقاء للعلماء والخطباء في عمران لمناقشة المستجدات في ظل الجرائم الصهيونية في غزة
  • عمران .. لقاء للعلماء والخطباء يناقش المستجدات الراهنة في غزة
  • بذكرى اغتيال هنية.. حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي نصرة لغزة
  • حركة حماس تدعو لأيام غضب عالمية نصرة لغزة في ذكرى استشهاد هنية
  • غزة .. ارتفاع عدد الوفيات نتيجة الجوع
  • الإبادة الصامتة في غزة.. غايتها محو فلسطين
  • ليس فى الأمر جديد!