وكالة الصحافة المستقلة:
2025-08-12@02:09:48 GMT

كلنا إسماعيل هنية

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

يوليو 31, 2024آخر تحديث: يوليو 31, 2024

رامي الشاعر

أعلنت حركة حماس صباح اليوم الأربعاء استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وأكدت المصادر أن غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامة هنية بطهران، ما أدى إلى استشهاده وأحد مرافقيه.

ونحن ها هنا لا ننعى هنية بل نزف خبر ارتقائه لينضم إلى أبنائه الثلاثة ومعهم شعبنا الفلسطيني الأبي الشجاع، الذي وضع نصب عينه قضيته وقضية الأمة العربية وقضية أحرار العالم جميعاً.

وكانت كلمات هنية الأخيرة في طهران تتعلق بالقدس، وتحريره، وتحرير كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد انتظر هنية الاستشهاد، وناله في نهاية المطاف.

لقد حفرت كلمات الشهيد إسماعيل هنية، لدى تلقي نبأ مقتل 3 من أبنائه (حازم وأمير ومحمد) وثلاثة من أحفاده بقصف إسرائيلي استهدف سيارة بمخيم الشاطئ غرب غزة، بماء الذهب على سطور كتب التاريخ، تاريخ البشرية والنضال البشري العام لا نضال شعبنا الفلسطيني وحده. قال هنية آنذاك: “أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض الأحفاد. بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا”.

وأكد حينها هنية على أن هذه الدماء “لن تزيدنا إلا ثباتاً على مبادئنا وتمسكاً بأرضنا، ولن ينجح العدو في أهدافه ولن تسقط القلاع، وما فشل العدو في انتزاعه بالقتل والتدمير والإبادة لن يأخذه في المفاوضات”.

وبالفعل فإن وصف شعبنا الفلسطيني العظيم بأنه أعزل من السلاح وأوهام إسرائيل بإمكانية “الإبادة الجماعية” لشعبنا هي أوصاف تحيد عن الدقة حينما تنظر إلى والدة الشهداء من أبناء وأحفاد هنية، بينما تصفهم بأنهم “ليسوا ضحايا عزل”، بل “طلبوا الشهادة فنالوها، وكانوا مسلحين بإرادة الصمود والتحدي بأجسادهم”

ولن تتمكن إسرائيل ومن وراءها أعتى القوى العظمى على وجه الأرض أن تقف أمام الإرادة الفلسطينية وتصميم الشعب الفلسطيني الأبيّ بأجساده العارية وبجميع فئاته، حتى بنسائه وأطفاله وشيوخه، على بلوغ هدفه العادل والمشروع بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وهذا هو السر الرئيسي الذي تكمن وراؤه هزيمة الجيش الصهيوني الأمريكي المدجج بأحدث المعدات العسكرية.

ولن تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل، ومن خلال كافة الوساطات (مع كل الاحترام والتقدير لهذه الوساطات)، أن تخرج بأي نتيجة دون الاستجابة الكاملة لشروط الإرادة الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو على كامل أراضي الدولة الفلسطينية.

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، ربما نظراً لحداثة الدولة وافتقارها لتاريخ وجذور تمكنها من استيعاب بعض حقائق التاريخ والجغرافية وثقافة الحضارات العريقة، لم تدرك بعد أنها هزمت في الشرق الأوسط، وأن إرادة الشعب الفلسطيني وتضحياته وتضامن مليارات البشر مع عدالة نضاله، أقوى من كل الأساطيل والقواعد الأمريكية المنتشرة في جميع أنحاء العالم.

يستجيب الأخوة في حماس لمطالب الأصدقاء الوسطاء، ويرسلون ممثلين عنهم لحضور اللقاءات التي تجري من أجل التوصل لاتفاق لوقف القتال، لكن هؤلاء الممثلين عن “حماس” يحضرون لا للتفاوض وإنما لإبلاغ الطرف الآخر مجدداً بشروط الإرادة الفلسطينية، لوقف المعركة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني بأجساده. ولا يمكن أن يتنازل الشعب الفلسطيني عن هذه الشروط، التي تجسد إرادته وإرادة كافة القيادات الفلسطينية وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وتأتي هذه الشروط في سياق تلبية تحقيق أهداف النضال الفلسطيني لعقود، والتي يأتي في صدارتها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وليفهم الأمريكيون أنهم لن يستطيعوا أبدا تحقيق أي من أهدافهم من خلال الانفراد بحماس فيما يخص قطاع غزة، وخلق واقع يفصل القطاع عن بقية الأراضي الفلسطينية. لن يحدث ذلك أبدا، وأنصح الأمريكيين بالتخلي عن ذلك المسار الصهيوني الخبيث بزرع الفتنة والرهان على الانشقاق الفلسطيني. فالشعب الفلسطيني جسد واحد، وعائلة الأخ إسماعيل هنية تجسد نضاله المستمر، بارتقاء أبنائه وأحفاده، الذي قال عنهم هنية: “دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا الشهداء في غزة. فكلهم أبنائي، ودماء أبنائي هي تضحيات على طريق تحرير القدس والأقصى”.

لقد أصبحت مراسم العزاء وغرس بذور الحرية في الأرض الفلسطينية الخصبة المعطاءة واجباً مقدساً نقوم به جميعاً، والتضحيات التي يقدمها شعبنا، وتقدمه قيادات المقاومة بكل أطيافها تعبّد طريقنا نحو تحقيق طوح شعبنا الفلسطيني من أجل التمتع بالدولة الفلسطينية المستقلة.

كانت أنباء المصالحة الفلسطينية في بكين منذ أيام بمثابة نقطة ضوء في نهاية النفق، وآمل أن نمضي على الدرب نفسه بلقاءات أخرى وخطوات عملية تفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية على كامل حدود 1967، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه إجلالاً واحتراماً وتقديراً لدماء شهدائنا. وأقترح كذلك تفعيل الدور العربي النشط في حل القضية الفلسطينية، ووقف إطلاق النار الفوري في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية بأقصى سرعة ممكنة وضمان استدامتها، بالتوازي مع أنشطة عمل الوفود العربية والإسلامية على كافة المنصات الإقليمية والدولية لحل الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس فوراً.

كلنا اليوم إسماعيل هنية، وكلنا اليوم فلسطين.

المجد لشهدائنا والحرية لأسرانا والدولة الفلسطينية قائمة

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الدولة الفلسطینیة شعبنا الفلسطینی إسماعیل هنیة

إقرأ أيضاً:

حذاري أدوات الخيانة حذاري..!

يمانيون| بقلم: محسن علي
لا يزال خطاب مجرم الحرب الصهيوني “نتنياهو” ووزير دفاعه يتردد في أذناي حينما أطلقا تصريحاتهما بوضوح باتجاه اليمن وقالا: ” سنعمل باليمن مثلما عملنا بإيران” بعد فشل عدوانهما على اليمن وعجزهما عن تحقيق أي من الأهداف المعلنة, وبعد تجرعهم الهزيمة المريرة على أيدي القوات المسلحة الإيرانية وحرسها الثوري بعد عدوانهما السافر على الجمهورية الإسلامية, فماذا قد أعد ومن الذي ياترى يقصدهم..!
حينما شن الكيان عدوانه على إيران, كان قد رسم مخططا خطيرا لاستهدافها من الداخل, وكان هدفه الرئيس إسقاط الحكومة الإيرانية, إذ انطلقت أول غارة على إيران بالتزامن مع تحريك المئات من عناصر الموساد التي جرى إعدادها وتهيئتها وتسلحيها مسبقا وزودها بأحدث وسائل التجسس والأسلحة حتى الطائرات المسيرة التي أصبحت ضمن أسلحة الردع في حروب العصر, وتم إلقاء القبض عليها في عدة محافظات وأماكن حساسة إيرانية, وكانت بمثابة جرس الإنذار لجميع دول محور الجهاد والمقاومة.
تلك التصاريح الواضحة ما كانت لتكن لولا أن أجهزة العدو المخابراتية قد استكملت من ترتيب مخطط يسعى لإرباك الجبهة الداخلية اليمنية عبر أدواتها الداخلية متمثلة بالعميل المرتزق طارق عفاش وبقايا عفافشة فتنة 2 ديسمبر 2017م التي انتهت بمصرع زعيم الخيانة بعد أن دعا سابقا بشكل علني في أحد لقاءاته مع قناة “الميادين” إلى التطبيع مع العدو الصهيوني, وهو ما جعل قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يخرج بتحذير جدي شديد اللهجة ضمن أحد خطاباته التي يسلط فيها الضوء على غزة وآخر المستجدات في المنطقة, قبل أسبوعين , وقال فيها : “نحذر من أي تحرك معادي يريد ثني الشعب اليمني عن موقفه في إسناد غزة”.
تحذيرات القائد- يحفظه الله- ليست من باب المجازفة الإعلامية أو التوقعات, بل من واقع معطيات وأدلة ووثائق ملموسة ومؤكدة وقطعية حصلت عليها الأجهزة الأمنية وتتابع توثيقها بشكل دقيق, وما أشبه الليلة بالبارحة , فقبل احتفال شعبنا بالمولد النبوي الشريف في العام 2017م كان الصريع عفاش حاول إسقاط الحكومة اليمنية الممثلة بالمجلس السياسي الأعلى والانقلاب عليها في سياق مخطط تم التحضير له تحت يافطة الاحتفال بذكرى تأسيس حزب المؤتمر في عامة الـ34, ومن ثم دعوته جماهير الشعب للانتفاضة, وحذره قائد الثورة من السقوط في فخ العمالة والارتزاق والمخططات المعادية, رغم أن الصريع قد رفع العديد من الشعارات المضللة لخداع شعبنا , بينما كان شعبنا بقيادته وقبائله وأحراره وحرائره في خضم المواجهة الضروس والتصدي لدول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في كل المحاور وعلى مختلف الأصعدة التي سعت لإحتلال شعبنا ونهب ثرواته والسيطرة عليه خدمة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
المخطط العفاشي السابق كانت بعض تفاصيل فصولها مسرحية خفية على البسطاء من المجتمع’ واعتدها مراقبون أخطر وأكبر فتنة في أكبر حرب على مستوى التاريخ, كشفت رواية المتحدثين المقربين من صالح في الفيلم الوثائقي الذي نشرته قناة العربية بعنوان “المعركة الأخيرة” في الشهر الماضي, خطورة ذلك المخطط الذي أعد له بإحكام , والذي تريد إسرائيل عبر العفافشة تنفيذه اليوم من جديد, مستغلة الظروف الاقتصادية والأوضاع الصعبة لشعبنا العزيز, وتم إحباطه بفضل الله تعالى وعونه وبفضل تحرك الأجهزة الأمنية ووعي جماهير أبناء شعبنا الوفية والمجاهدة والصابرة والمجاهدة,
وبينما شعبنا وحكومتنا بصدد الاستعدادات للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف 1447هـ, أطلق السيد القائد تحذيراته مجددا, منبها للجميع من مؤامرة تعتبر إمتدادا للفتنة الموءودة, ويرتب لها في سياق تنفيذ التوجيهات الصهيوأمريكية, وما إشادة قادة الكيان المجرم بالعميل طارق عفاش والفصائل التابعة له في وسائل الإعلام الرسمي الصهيوني إلا دليل واضح يفضح مدى ارتباطه القذربالعدو وتراهن عليه إلى جانب السعودية والإمارات بالدرجة الأولى.
وفي الأخير شعبنا لن يساوم في دماء أبنائه الشهداء ومعاناة الجرحى, ولن يتنازل عن كرامة وسيادة واستقلالية البلد, ولن يداهن أو يلاين مع أي عدو وخائن, ولن يستطيع أحد إيقاف موقفه المتفرد على مستوى العالم في دعمه للقضية المركزية فلسطين, وإسناد المجاهدين والشعب الفلسطيني في قطاع غزة مهما كانت الأثمان وأيا كانت التضحيات, مهما رفع العفافيش عناوينهم المضللة وشعاراتهم المخادعة, فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وقد عرفناهم طيلة 33 عاما, فالشعب اليوم على بينة من الأمر, بعد تجلي الحقائق وانكشاف الأحداث وتمايز الصفوف وسقوط الأقنعة, كيف لا وهم يخرجون كل أسبوع نصرة لغزة وجهادا في سبيل الله بمسيرات مليونية تتصدر الأخبار العالمية , ويهتفون بألسنتهم الطاهرة للشعب الفلسطيني ” ياغزة يافلسطين معكم كل اليمنيين” وللقائد العلم “فوضناك فوضناك يا قائدنا فوضناك”.

#محسن_الجمالحذاري أدوات الخيانة حذاري..!

مقالات مشابهة

  • القدر يقود محمد قريقع إلى خوذة إسماعيل الغول فما القصة؟
  • حذاري أدوات الخيانة حذاري..!
  • “المجاهدين الفلسطينية”:اغتيال الصحفيين جريمة حرب وحشية جديدة
  • الأمم المتحدة: غزة يجب أن تبقى جزءا من الدولة الفلسطينية
  • فلسطين تحذّر من خطورة الدعوات الإسرائيلية التحريضية على تجسيد الدولة الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية: تحريض الاحتلال على حق شعبنا في دولته يمثل انقلابا إسرائيليا
  • بن غفير يطالب نتنياهو بخطوات فورية لإسقاط السلطة الفلسطينية
  • تخفيضات تصل لـ 40%.. «الداخلية» تواصل فعاليات مبادرة «كلنا واحد»
  • وعد الدولة الفلسطينية الأجوف
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: هذا المؤتمر خرق للاستحقاقات التي باشرت الحكومة السورية في تنفيذها بما في ذلك تشكيل هيئة العدالة الانتقالية وبدء أعمالها، ومسار الحوار الوطني الذي أطلقته الحكومة السورية في شباط الماضي والمستمر حتى إيصال البلاد إ