المجتمع الدولي في سباق مع الزمن لمنع التصعيد في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
بيروت (وكالات)
أخبار ذات صلةيخوض المجتمع الدولي سباقاً مع الزمن لتجنب تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط، مع تأكيد واشنطن أنها تعمل ليل نهار لمنع اندلاع حرب إقليمية.
وتفاقم التوتر في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة في طهران الأسبوع الماضي، بعد ساعات من مقتل قيادي بارز بضربة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية في لبنان.
وبحث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي أمس، أهمية خفض التصعيد وتجنيب المنطقة خطر اتساع الصراع، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس».
كما تناول الاتصال وفقاً لـ«واس» بحث تطورات الأحداث في غزة والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار. وأعلن قصر الإليزيه، أمس الأول، في بيان، أن الرئيس الفرنسي، أجرى اتصالاً هاتفياً بولي العهد السعودي، تناولا فيه نُذُر التصعيد في المنطقة، ومستجدات الوضع الإقليمي. وحسب البيان أسفر الاتصال عن توافق سعودي - فرنسي بشأن التحذير من عواقب التصعيد العسكري، ودعوة جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس، من أجل تفادي اشتعال المنطقة، حيث لا يصب التصعيد في مصلحة أحد.
في غضون ذلك، ناقش الرئيس الأميركي جو بايدن، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الجهود المبذولة لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، حسبما أعلن البيت الأبيض أمس.
وفي بيروت، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية زاد من تعقيدات الوضع، وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية من شأنها أن تدفع الأمور نحو الحرب الشاملة. وتابع: «هذه المخاوف أعبر عنها لجميع المسؤولين في الدول الصديقة من خلال الاتصالات والاجتماعات التي أجريها، والتي أحرص على أن تكون بعيداً عن الإعلام، لأن الدبلوماسية الصامتة هي الأنجع في مثل الظروف الدقيقة التي نمر بها».
من جانبه، حذّر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس، في مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني، عبدالله بوحبيب، بالقاهرة، من أن السياسات التصعيدية في المنطقة قد تؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة إذا كان هناك خطأ في الحسابات.
وأضاف أن مصر تتواصل مع وزراء خارجية أميركا وروسيا والصين، والقائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني، للعمل على عدم انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية.
بدوره، قال وزير الخارجية اللبناني، إن الحكومة تحاول منع «حزب الله» من رد على إسرائيل قد يؤدي إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وفي محادثات هاتفية منفصلة، أكد وزراء خارجية مصر والأردن وقطر، أن وقف العدوان على غزة يمثل الخطوة الأولى نحو نزع فتيل التوتر والتصعيد اللذين يهددان بدفع المنطقة كلها نحو المزيد من الصراع والحروب، كما حمّل الوزراء إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة.
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الأسترالية بيني وونغ في واشنطن، أمس، أطراف النزاع في الشرق الأوسط إلى «كسر حلقة العنف»، مضيفاً «نحن منخرطون في دبلوماسية مكثّفة على مدار الساعة ليل نهار، لتوجيه رسالة مفادها أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد». وشدّد على أنّ وقف إطلاق النار سيفتح الاحتمالات لمزيد من الهدوء المستدام، ليس فقط في غزة وإنما أيضاً في مناطق أخرى يمكن أن يتمدّد إليها النزاع.
من جانبه، حذر الممثل الأعلى الأوروبي جوزيب بوريل من أن استمرار تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يضع المنطقة على شفا حرب مجهولة الأبعاد، مشدداً على ضرورة محاسبة كل من يقف في طريق التهدئة».
في غضون ذلك، دعت العديد من الدول، آخرها الصين رعاياها إلى مغادرة لبنان فيما علّقت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت. وأفادت شركة «إير فرانس» للطيران، أمس، بأنها وشركة «ترانسافيا» تمددان مجدداً تعليق رحلاتهما بين باريس ومطار بيروت الدولي حتى الثامن من أغسطس بسبب الوضع الجيوسياسي في لبنان.
مخاوف
إلى جانب «إير فرانس» و«ترانسافيا» و«إيتا الإيطالية»، علقت شركات طيران عدة رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية على خلفية المخاوف من تصعيد عسكري، مثل شركة لوفتهانزا الألمانية التي علقت رحلاتها إلى بيروت حتى 12 أغسطس.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المجتمع الدولي الشرق الأوسط واشنطن حركة حماس إسماعيل هنية طهران إسرائيل فلسطين غزة قطاع غزة فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمته في المنتدى الدولي للسلام والثقة المنعقد في العاصمة التركمانستانية عشق آباد، على أن الوضع في قطاع غزة لا يزال في مرحلة دقيقة تتطلّب تدخلاً دولياً مكثفاً.
وأوضح أن وقف إطلاق النار القائم، رغم أهميته، يبقى هشًّا بفعل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ما يفرض — بحسب قوله — ضرورة وجود دعم دولي حقيقي يضمن صموده ويمنع انهياره.
وأشار أردوغان إلى أن أي مسار جاد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يُبنى بمعزل عن الفلسطينيين، مؤكداً وجوب إشراكهم بشكل كامل في كل مراحل العملية السياسية، وأن الهدف النهائي يجب أن يظل ثابتًا: إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود معترف بها دوليًا.
وفي سياق حديثه عن الأزمات العالمية، أكد الرئيس التركي استعداد بلاده لتقديم دعم ملموس لكل المبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن مسار مفاوضات إسطنبول ما يزال يشكل أرضية فعّالة يمكن البناء عليها لاستعادة التفاهم وفتح الطريق أمام تسوية مستدامة.
وشدد أردوغان على أن تركيا — انطلاقًا من إرثها التاريخي وموقعها الجغرافي ودورها الحضاري — تتحمل مسؤولية خاصة في دعم الاستقرار الدولي. وقال إن أنقرة تعمل «بكل ما تملك من إمكانات» لتعزيز مناخ الحوار، والحد من النزاعات، وتوسيع الجهود الدبلوماسية التي تعيد الثقة بين الأطراف المتنازعة.
ويأتي خطاب أردوغان في ظل تسارع التطورات الإقليمية والدولية، ليؤكد مجددًا رغبة تركيا في لعب دور محوري في صناعة السلام، سواء في الشرق الأوسط أو في ساحات الصراع العالمية، من خلال حضورها الدبلوماسي النشط وشراكاتها المتعددة.