لا تتنتهي مفاجآت إسرائيل ومعاناتها مع القائد الجديد لحماس يحيى السنوار عند حد، فحين وافقت على تحريره ضمن صفقة أسرى في العام 2011، لم تكن تتوقع أن الرجل سيذيقها الأمرين بعد ذلك بـ12 عاما، وحين اغتالت قائد المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم تكن تتوقع أن صلاحيات الرجل ستعود إلى من تصفه بأخطر عدو لها في المنطقة (السنوار).

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو هو من وافق على قرار الصفقة التي خرج بموجبها السنوار من السجن، وخلال السنوات اللاحقة وإثر اضطلاع السنوار بمسؤوليات قيادية وأدوار بارزة في قيادة حماس، كان نتيناهو يكاد يتميّز من الغيظ، ومع اندلاع طوفان الأقصى تحول الأمر بالنسبة له إلى ثأر شخصي للانتقام من الرجل الذي أصاب إسرائيل في الصميم، سلما وحربا.

في الصور التالية، نستعرض بعض محطات حياة السنوار، الذي أعلنت حماس اليوم اختياره رئيسا لمكتبها السياسي بعد نحو أسبوع على استشهاد رئيسه السابق إسماعيل هنية.

السنوار رفقه أحد أصدقائه خلال فترة شبابه (الجزيرة)

أبصر السنوار نور الحياة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، وهو المخيم الذي ينتمي لمدينة عرفت بدورها البطولي في مقاومة الاحتلال البريطاني ثم الاحتلال الإسرائيلي.

تلقى السنوار تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج فيها بدرجة الباكالوريوس في شعبة الدراسات العربية (التواصل الإجتماعي)

 

أسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى -بتكليف من مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين– عام 1986 جهازا أمنيا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم "مجد" (الأوروبية)

أمضى السنوار نحو 23 ربيعا من حياته في السجون الإسرائيلية، وتلقى أحكاما بأربع مؤبدات، قبل أن تفرض كتائب القسام الإفراج عنه بصفقة أسرى في عام 2011.

صورة في السجن تجمع القادة الفلسطينيين الثلاث؛ عباس السيد (يمين) ومروان البرغوثي (وسط) ويحيى السنوار (أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي) أحد أقارب السنوار يرفع صورته في العام 2007 خلال فترة اعتقاله (رويترز)

فقد اعتقل لأول مرة في العام 1982، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى في 20 يناير/كانون الثاني 1988، وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).

غلاف رواية السنوار (منصات التواصل)

استثمر يحيى السنوار فترة السجن التي استمرت 23 عاما في القراءة والتعلم والتأليف، تعلم خلالها اللغة العبرية وغاص في فهم العقلية الإسرائيلية، وألف عددا من الكتب والترجمات في المجالات السياسية والأمنية والأدبية، ومن أبرز مؤلفاته: رواية بعنوان "شوك القرنفل" صدرت عام 2004 وتحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.

هنية مستقبلا السنوار بعد الإفراج عنه (مواقع التواصل)

أطلق سراح يحيى السنوار عام 2011، وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما سمي صفقة "وفاء الأحرار".

بعد الخروج من السجن انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس سنة 2012 (الأوروبية) انتخب يوم 13 فبراير/شباط 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية (التواصل الاجتماعي) تعرض تعرض منزله للقصف عدة مرات، إذ دمرته قوات الاحتلال بالكامل عام 2012، وقصف في عامي 2014، و2021 (مواقع التواصل الاجتماعي) مع انطلاق عملية طوفان الأقصى، أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام (مواقع التواصل الاجتماعي)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي يحذّر: السنوار قد ينتصر من قبره ويجرنا إلى الهزيمة!

حذر الكاتب الإسرائيلي أري شافيت في مقاله المنشور بصحيفة “يديعوت أحرنوت” من أن إسرائيل تواجه اليوم أزمة عميقة على المستويين السياسي والأخلاقي، رغم ما يبدو كـ”انتصار عسكري” على حركة حماس في غزة.

وأكد شافيت أن يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، والذي يُعتقد أنه قتل، قد يحقق انتصارًا استراتيجيًا من قبره عبر جر إسرائيل إلى مستنقع لا تشبهه، مضيفًا أن الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023 كان له هدف يتجاوز مجرد المواجهة العسكرية، إذ سعى السنوار إلى زعزعة “نوعية الحياة الإسرائيلية” وضرب الهوية الإسرائيلية العميقة.

وأشار الكاتب إلى أن “الخطر الحقيقي يكمن في خسارة الهوية التي ميزت إسرائيل لعقود، وتحول الحرب من صراع وجودي إلى صراع داخلي على من نحن كدولة ديمقراطية ومستَنيرة”.

وقال شافيت إن السنوار شن حربًا على روح المجتمع الإسرائيلي نفسه، مستخدمًا استراتيجيات ترمي إلى إغراق إسرائيل في ظلمات غزة، عبر الفظائع التي أدت إلى أعمال انتقام فقدت فيها إسرائيل توازنها، ما جعل الصراع اليوم يمتد إلى المعركة الأخلاقية.

وأثار الكاتب قضية مأساة الأطفال الجائعين في غزة، مشيرًا إلى أن صور هؤلاء الأطفال لا تشكل تهديدًا لحماس، بل أصبحت تهديدًا لإسرائيل، حيث تمنح أعداء الدولة انتصارًا سياسيًا، وتكبدها هزيمة أخلاقية.

وأضاف أن إسرائيل تمكنت في الماضي من صد تهديدات مثل إيران وحزب الله، لكنها اليوم تواجه تحديًا أخلاقيًا وأخلاقيًا غير مسبوق، مع ما يجري في غزة، محذرًا من الانحدار الذي قد يؤدي إلى تحول إسرائيل إلى دولة شرق أوسطية تقليدية تعيش في الفوضى والظلام.

وختم الكاتب بنداء شديد اللهجة، داعيًا إلى توقف هذا الانحدار، قائلاً: “لا يمكن السماح ليحيى السنوار بأن يحطم إسرائيل من قبره، ولا أن يحولها إلى دولة تنزلق إلى الفوضى والظلام.. هذه ليست حربًا فقط على حماس، بل على روحنا كدولة يهودية ديمقراطية”.

مقالات مشابهة

  • تدّشين المرحلة الثالثة من دورات التعبئة في وزارة الكهرباء والمياه
  • كاتب إسرائيلي يحذّر: السنوار قد ينتصر من قبره ويجرنا إلى الهزيمة!
  • تسبب في انتقادات لفيروز.. محطات في حياة زياد الرحباني
  • كاتب إسرائيلي: السنوار قد يهزم إسرائيل حتى من قبره ويجرنا للهزيمة
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 28 يوليو
  • إعلان الفائزين في ختام مسابقة "الرواية" عن يحيى السنوار بمسقط
  • إبداع أدبي يخلد.. مسقط تحتفي باختتام مسابقة الرواية حول الشهيد يحيى السنوار
  • «سألوني الناس» أول ألحانه.. محطات في حياة الموسيقار زياد الرحباني
  • تدخل طبي عاجل لإنقاذ حياة فيروز بعد وفاة نجلها زياد الرحباني
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 26 يوليو