الجزيرة:
2025-12-13@11:20:23 GMT

ثلاث رسائل للعالم من اختيار السنوار لخلافة هنية

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

ثلاث رسائل للعالم من اختيار السنوار لخلافة هنية

أثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران في الحادي والثلاثين من يوليو/ تموز الماضي عاصفة من التساؤلات حول تداعياته المُحتملة على مسارات الحرب في غزة والمواجهة الإقليمية المرتبطة بها، وملف المفاوضات، والوضع الداخلي للحركة وعلاقتها بالخارج. لكن اختيار حماس لرئيسها في غزة يحيى السنوار خلفًا لإسماعيل هنية يُعطي لمحة واضحة عن الكيفية التي ستُدير بها الحركة إستراتيجيتها في الحرب بعد الآن.

هذا الاختيار، وإن بدا مفاجئًا لكثيرين ممن كانوا يتوقّعون اختيار شخصية من الجناح السياسي للحركة لتولي هذا المنصب لاعتبارات مُتعددة، إلّآ أنه يظهر قبل كل شيء كنتيجة طبيعية لاغتيال هنية، والمنحى الجديد الذي سلكته الحرب بعد التصعيد الإسرائيلي الجديد لها، وتزايد مخاطرها الإقليمية.

تُظهر الاعتبارات الداخلية للحركة كعامل رئيسي في هذا الاختيار حقيقة أنّ السنوار، الذي يُنظر إليه على أنّه مُهندس هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لا يزال يقود بفاعلية كبيرة المقاومة على الأرض، رغم مُضي أشهر طويلة على الحرب، حيث تعجز إسرائيل بكل ما تمتلكه من إمكانات عسكرية واستخباراتية وتجسسيّة عالية عن الوصول إليه واغتياله، كما تُظهر الثقة التي توليها الحركة بجناحيها: السياسي والعسكري للسنوار كشخصية قوية قادرة على إدارة حماس في الداخل والخارج معًا في زمن الحرب.

كما أن اختياره لهذه المهمة كان حاجة للحركة لإظهار التماسك بين جناحيها: العسكري في الداخل، والسياسي في الخارج؛ لتبديد المزاعم، التي سعى الإسرائيليون لإثارتها، عن وجود انقسام بين جناحَيها: العسكري والسياسي، وعن انقطاع السنوار عن العالم الخارجي، وعن وجود صراعات داخل الحركة حول خلافة هنية. ويحمل اختيار السنوار في طياته ثلاث رسائل بارزة من حركة حماس.

رسالة تماسك وتحدٍ لإسرائيل

علاوة على إظهار التماسك الداخلي على مستوى العلاقة بين جناحيها في غزة والخارج، يُرسل اختيار السنوار رسالة تحدٍ للاحتلال مفادها أنّ الحركة لا تزال قوية وقادرة على إنتاج قيادة جديدة؛ لمواكبة التحديات التي تفرضها المرحلة الجديدة من الحرب بعد اغتيال هنية.

وإذا كانت إسرائيل قادرة على اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج من أجل إحباط عزيمة المقاومة في غزة، واستعراض قدراتها العسكرية والاستخباراتية لإعادة ترميم مفهوم الردع الإسرائيلي، الذي تصدّع بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فإنه سيتعين عليها منذ الآن فصاعدًا مواجهة السنوار، ليس بصفته مُهندس طوفان الأقصى أو قائد المقاومة على الأرض فحسب، بل أيضًا كزعيم سياسي لحماس.

رسالة إذلال لنتنياهو

سوّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اغتيال هنية – وإن لم يُقر بالمسؤولية عنه – في إطار استعراض قدرة إسرائيل على اغتيال قياديي الصف الأول في الجناح السياسي لحماس، مثل: هنية ونائبه صالح العاروري؛ لتحقيقه وعوده بالقضاء على قادة حماس الكبار السياسيين والعسكريين، والتعويض عن فشله في تحقيق انتصار في الحرب.

باختيار السنوار لخلافة هنية، أرادت الحركة إذلال نتنياهو ومفاقمة الحرج الداخلي الذي يواجهه؛ نتيجة العجز العسكري والاستخباراتي في الوصول إلى السنوار واغتياله، وهو الذي تُحمّله إسرائيل المسؤولية الأولى عن تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وسيواجه نتنياهو بعد هذا الاختيار حرجًا كبيرًا في مواصلة تسويق اغتيال هنية، وادعاء اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ونائبه مروان عيسى، على أنه نجاح له في تحقيق أهداف الحرب.

لقد فقد نتنياهو عمومًا الكثير من مكانته في الداخل في هذه الحرب، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه المسؤول الأول عن المأزق الإستراتيجي الذي وصلته إسرائيل. ومن غير المتصوّر بأي حال أن تُساعده اغتيالات قادة حماس وحزب الله في إعادة ترميم زعامته، كما كانت قبل الحرب، وفي تجنب الثمن السياسي الباهظ الذي سيتعين عليه دفعه في نهاية المطاف.

الكلمة للقوة في المفاوضات

كان يُنظر إلى الراحل إسماعيل هنية على أنه قوة دافعة داخل الجناح السياسي لحركة حماس من أجل التوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب. ومن البديهي الاستنتاج بأن اغتياله كان مُصممًا في أحد جوانبه لتقويض فرص التوصل إلى مثل هذه الصفقة. والنقطة التي تُجمع عليها حركة حماس وكثير من الإسرائيليين، الذين يُريدون عودة المحتجزين، والولايات المتحدة ضمنًا، أن نتنياهو وحده من يُعرقل اتفاقًا لإنهاء الحرب.

وفي الواقع، أظهر اغتيال هنية بوضوح الخداع الذي يُمارسه نتنياهو في المفاوضات من أجل التهرب من استحقاق الصفقة وإطالة أمد الحرب لأطول فترة مُمكنة. يُرسل اختيار السنوار خليفة لهنية ثلاث رسائل من حماس فيما يتعلق بملف المفاوضات. أوّلها أنها لم تعد مُستعدة للمُضي في هذه المفاوضات ما دام نتنياهو يواصل خداع العالم فيها. وثانيها أن الكلمة الأولى والأخيرة للحركة في المفاوضات تُحددها المقاومة على الأرض. وثالثها أنه سيتعين على الوسطاء التعامل منذ الآن فصاعدًا مع السنوار لتحديد أطر أي صفقة مُحتملة في المستقبل.

إنّ أولوية حماس الرئيسية المتمثلة بإنهاء المذبحة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة والتوصل إلى صفقة تُحافظ على المكاسب الإستراتيجية التي حققتها القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ستبقى قائمة بمعزل عن الآثار المُحتملة المُترتبة على اختيار السنوار لزعامة مكتبها السياسي. واختيار السنوار لهذا المنصب مُصمم لتعظيم فرص الوصول إلى مثل هذه النتيجة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السابع من أکتوبر تشرین الأول اختیار السنوار اغتیال هنیة على أن التی ت فی غزة

إقرأ أيضاً:

غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو

انتقد المعارض الإسرائيلي يائير غولان، حكومة بنيامين نتنياهو ، على خلفية مقطع فيديو يُظهر 6 محتجزين كانوا أحياء قبل مقتلهم خلال الحرب على القطاع، وقال إنه "كان بالإمكان إعادتهم أحياء لولا تفضيل الحكومة النصر المطلق على حساب المحتجزين".

وقال غولان، على منصة "إكس"، إن مشاهدة الشبان الستة "أحياء على الشاشة" تُظهر حجم المأساة التي لحقت بهم وبعائلاتهم.

وقال إنه "كان بالإمكان إعادتهم أحياء لو اختارت الحكومة مسارا مختلفا"، في إشارة إلى إصرار الحكومة على استمرار الحرب على القطاع لمدة عامين.

واتهم غولان، نتنياهو بتفضيل شعار "النصر المطلق" على حساب حياة المحتجزين.

ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية "لا تقتصر على إخفاقات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بل تشمل أيضًا آلية اتخاذ القرار خلال الحرب"، والتي قال إنها أدت إلى مقتل المحتجزين الستة.

المصدر : التلفزيون العربي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية هآرتس: واشنطن تعمل على بلورة رؤية لـ "غزة موحّدة" تُدار من قبل سكانها الكابينيت يصادق على 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية واشنطن تطالب إسرائيل بإزالة الأنقاض والنفايات بقطاع غزة وتحمل التكلفة الأكثر قراءة مسؤول أمريكي يزور الأردن وإسرائيل لبحث تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة السفير البوريني يقدم نسخة من أوراق اعتماده سفيراً لفلسطين لدى البرازيل إسرائيل تريد إخضاع المنطقة - خالد مشعل: نرفض كل أشكال الوصاية على غزة رئيس الوزراء القطري: مفاوضات غزة تمر بمرحلة حرجة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • شروط نتنياهو تكتب الفشل للمرحلة الثانية في غزة
  • نتنياهو يماطل وواشنطن تصمت .. هل بدأت مرحلة تكريس حدود جديدة داخل غزة؟|خبير يجيب
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى