حسن عمار: سياسة الاغتيالات الإسرائيلية تدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
أكد النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، أن منذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان الغاشم على غزة، ومصر تحذر من توسع دائرة الصراع، كما كشفت أن فاتورة هذا الصراع متعدد الجبهات سيؤدى بالمنطقة إلى نفق مظلم، وستكون عواقبه وخيمة وكارثية على جميع الأطراف، لافتًا إلى أن جهود الخارجية المصرية لم تتوقف على مدار الأشهر الماضية للحرب من أجل التوصل إلى هدنة حقيقية وتنفيذ واقعي لقرار وقف إطلاق النار.
وحذر " عمار"، من سياسة الاغتيالات الإسرائيلية وتأجيج الصراع بالمنطقة، بعدما تم اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مؤكدًا على ضرورة تجنب خروج الأوضاع عن السيطرة، مع العمل بأسرع وقت ممكن لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واستئناف المساعدات بشكل كامل لقطاع غزة، من أجل تهدئة الأوضاع بالمنطقة وعدم السماح بإطالة مدة الحرب في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين الأبرياء الذين يعانون من ويلات الحروب والاستهداف والقصف المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن الاغتيالات في إيران ولبنان، تدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية، موضحا أن الحرب بعد اغتيال هنية وإعلان إسرائيل اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، واللذان يشكلان ضربة للمقاومة والمحور الإيراني في المنطقة، يضعنا أمام سيناريو مظلم، وأننا على موعد مع موعد مع منطقة ملتهبة بالصراعات والهجمات المتبادلة، لافتًا إلى أن المرحلة القادمة من المعركة ستكون مرحلة التصعيد الإضافي في الحرب، إلى حد احتمال نشوب صراع إقليمي أوسع.
وأوضح النائب حسن عمار، أن استمرار سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية تعمل على إحراج واشنطن أمام حلفائها الإقليميين، وتحملها سداد فواتير هوس نتنياهو بالسلطة ولو على حساب العالم أجمع، خاصة أن الحدث جلل، ويمسّ بسمعة الولايات المتحدة الأميركية، وبنفوذها وقدرتها في التأثير على قنوات وأوعية صناعة القرارات الإقليمية السيادية في الشرق الأوسط، مشيدا بدور القاهرة ومحاولاتها الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ودورها المحوري في تهدئة وتيرة العنف بالمنطقة من خلال الحل السياسي الذي يحتاجه أطراف الصراع في هذا التوقيت بدلا من ورقة الحرب الخاسرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النائب حسن عمار الاغتيالات الإسرائيلية الشرق الأوسط حسن عمار عضو مجلس النواب غزة
إقرأ أيضاً:
مصر وإيران وتركيا: مثلث التوازن الجديد في الشرق الأوسط
في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة، تبرز الحاجة إلى إعادة صياغة العلاقات والتحالفات بما يتماشى مع التحديات الجيوسياسية التي تواجهها المنطقة، خاصة بعد تعقيد الملفات الإقليمية وتصاعد التهديدات الأمنية والاقتصادية. وفي هذا السياق، يبرز الحديث مجددًا عن إمكانية تقارب مصري- إيراني، ليس بوصفه ترفًا دبلوماسيًا، بل كضرورة استراتيجية تفرضها لحظة تاريخية فارقة.
محاولة تطويق الدور المصريمنذ سنوات، تتعرض مصر لمحاولات منظمة لتقزيم دورها الإقليمي، عبر تشتيت جهودها في أزمات داخلية اقتصادية واجتماعية، وفرض ضغوط من الشرق والغرب، بالتوازي مع محاولات إزاحتها من ملفات محورية في المنطقة. وقد بدا ذلك واضحًا في تعاطي بعض القوى الإقليمية، وعلى رأسها تركيا، التي رغم خطابها المتغير مؤخرًا، كانت في فترات سابقة تحاول ملء الفراغ الناجم عن انكفاء مصر عن ملفات محورية كسوريا وليبيا وشرق المتوسط.
لكن التحولات الأخيرة في لهجة أنقرة، والتقارب الملحوظ في ملفات الطاقة والمصالح المشتركة، يكشفان عن إدراك تركي متأخر بأن تجاهل مصر لم يعد ممكنًا، وأن أي صيغة إقليمية مستقرة تستلزم وجود القاهرة كشريك أساسي.
إيران.. من خصم إلى شريك في التوازن.. ؟أما إيران، الدولة التي ظلت علاقتها بالقاهرة مجمدة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، فإنها تقف اليوم أمام لحظة مراجعة تاريخية، تدرك فيها حاجتها لتفاهمات إقليمية كبرى لكسر عزلتها وتطويق النفوذ الإسرائيلي المتزايد في جوارها العربي.
ورغم التباينات الأيديولوجية والملفات الشائكة بين البلدين، فإن وجود أرضية مشتركة للتفاهم ليس أمرًا مستحيلًا، بل ضرورة إقليمية عاجلة. فإيران، وخصوصًا في ظل الضغوط الأمريكية والعقوبات، تدرك أن مصر ليست مجرد دولة عربية، بل لاعب متزن يمكن أن يعيد صياغة التوازنات بعيدًا عن سياسة المحاور.
من جهة أخرى، لا يمكن إغفال البعد الإنساني والسياسي في موقف مصر التاريخي من قضية الشاه بعد الثورة الإيرانية، حين استقبلت القاهرة أسرة الشاه كموقف إنساني يعكس أخلاقيات الدولة المصرية، رغم الخلاف السياسي. واليوم، وبعد أربعة عقود، يمكن لهذا الموقف أن يكون مدخلًا لفتح صفحة جديدة قوامها الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
نحو مثلث استراتيجي: مصر - تركيا - إيران، ،في ضوء ما سبق، يمكن التفكير بصوت عالٍ في بلورة مثلث استراتيجي في المنطقة، قائم على تفاهمات غير عدائية بين مصر وتركيا وإيران، يحقق نوعًا من التوازن الجيوسياسي أمام القوى الكبرى، ويمنح شعوب المنطقة فرصة للالتقاط، بعيدًا عن الاستقطابات الحادة.،
هذا المثلث لا يقوم على تحالفات إيديولوجية، بل على منطق المصالح المشتركة وعدم التدخل، واحترام السيادة، والعمل المشترك في قضايا الإقليم، وعلى رأسها فلسطين، والأمن في الخليج، وإعادة الإعمار في سوريا واليمن.
"مصر.. حجر الزاوية""إن مصر، رغم التحديات الداخلية والضغوط الخارجية، لا تزال حجر الزاوية في أي معادلة استراتيجية في الشرق الأوسط. والتقارب المصري- الإيراني ليس تهديدًا لمحور الخليج، بل يمكن أن يكون عامل توازن، بشرط أن يُبنى على الشفافية والوضوح، ويُدار بعقل الدولة العميقة في القاهرة التي تدرك جيدًا تعقيدات المشهد وخرائط التهديد.، ،
لقد سقطت مشاريع الهيمنة الإقليمية، ولم يعد بإمكان طرف واحد فرض تصوراته أو التمدد على حساب الآخرين. والتاريخ يعلمنا أن القوة لا تصمد طويلًا دون تفاهمات راسخة. وفي هذا السياق، فإن انفتاح القاهرة على طهران - بشروط مصرية واضحة- قد يكون خطوة في طريق استعادة التوازن الإقليمي، بعد سنوات من الفوضى والحروب بالوكالة.، !!
محمد سعد عبد اللطيف
كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية، !!
[email protected].. .