البصمات الأمريكية في مجزرة حي الدرج بغزة
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
كشفت تقارير إعلامية أمريكية، اليوم الأحد، بأن كيان العدو الصهيوني استخدم قنابل أمريكية دقيقة التوجيه في مجزرة مدرسة التابعين في حي الدرج بغزة والتي أدت إلى استشهاد 100 فلسطين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
وأكد مدير دائرة الإمداد في جهاز الدفاع المدني في غزة محمد المغير، أن قوات العدو الصهيوني استخدم 3 صواريخ أمريكية فتاكة من نوع “MK-84″، أو “مارك 84″، التي تزن أكثر من ألفي رطل، وتصل حرارتها إلى 7 آلاف درجة، في القصف الذي استهدف مدرسة ومسجد التابعين، في حي الدرج في قطاع غزة.
وأوضح، المغير، في تصريحات صحفية، أن مدرسة التابعين كانت تؤوي قرابة 2400 نازح، قبل أن تتعرض للقصف الصهيوني.
من جهتها، اعترفت وسائل إعلام أمريكية بأن الصواريخ المستخدمة في المجزرة هي أمريكية الصنع، ونقلت شبكة CNN الأمريكية عن تريفور بول، فني التخلص من الذخائر المتفجرة السابق في الجيش الأمريكي، قوله إن الصور توضح أن القنبلة المستخدمة صغيرة القطر من طراز GBU-39.
وقال خبير الأسلحة كريس كوب سميث، إن GBU-39، التي تصنعها شركة بوينغ، هي ذخيرة عالية الدقة “مصممة لمهاجمة أهداف مهمة استراتيجيا”، مع التسبب في أضرار جانبية منخفضة، حد زعمه.
وأوضح كوب سميث، وهو ضابط مدفعية سابق في الجيش البريطاني، أن “استخدام أي ذخيرة، حتى بهذا الحجم، من شأنه أن يؤدي دائما إلى مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان”.
من جانبها، قالت صحيفة “معاريف” الصهيونية: إن قنابل موجهة بنظام “JDAM” الأمريكي، أو ما يسمى “البرد الثقيل”، استخدمت في قصف المدرسة، علما أن هذا النوع من القنابل استخدم في مجازر بحق المدنيين اليمنيين ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي خلال العشر سنوات السابقة.
وقالت الصحيفة: إن هذه القنابل “موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وتعتمد على تكنولوجيا الاستشعار المتقدمة والذكاء الاصطناعي”، إذ صممت لتكون قنبلة ذات سقوط حر وغير موجه ضمن ما يسمى بـ”القنابل الغبية”، وتعد أكبر نسخة من سلسلة قنابل “مارك 80″، وتطورت بشكل يسمح لها بإبطاء سرعتها لضمان ابتعاد الطائرة الحربية عنها قدر الإمكان.
واشنطن تبرر المجزرة
من جهته، بررت واشنطن، التي تروج لنفسها أنها وسيط بين الفلسطينيين والكيان، المجزرة الصهيونية بحق النازحين والذين تم استهدافهم أثناء صلاة الفجر، في مدرسة التابعين التي كانت تأويهم وسط غزة، متبنية الرواية الصهيونية حول المجزرة.
وقال البيت الأبيض في بيان “نحن على اتصال مع نظرائنا الإسرائيليين، الذين قالوا إنهم استهدفوا كبار مسؤولي حماس، ونطلب مزيدا من التفاصيل”، مضيفا “نعلم أن حماس تستخدم المدارس كمواقع للتجمع والعمل خارجها”.
ولذر الرماد على العيون أعرب البيان عن قلقة “جراء التقارير الواردة حول الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين جراء الغارة على مجمع يضم مدرسة”.
وكان كيان العدو الصهيوني قد استهدف مدرسة “التابعين” في حي الدرج بمدينة غزة، التي لجأ إليها نازحون فارون من العمليات العسكرية الصهيونية بعد تدمير منازلهم في القطاع المحاصر.
وتعمد العدو استهداف المدرسة أثناء صلاة الفجر بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، ما أسفر عن ارتقاء ما لا يقل عن 100 شهيد، وإصابة العشرات أثناء تأديتهم الصلاة.
واستهدفت الغارات الصهيونية طابقين في مركز إيواء النازحين “التابعين” الأول كان يأوي النساء والأطفال والآخر كان مصلى للنازحين.
وباستهداف مدرسة “التابعين” يرتفع عدد المدارس التي تؤوي نازحين وقصفها كيان العدو في مدينة غزة فقط خلال 10 أيام إلى 13، ما خلف أعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى.
ووفق ما وثق المكتب الإعلامي الحكومي، فإن المجازر الأخيرة رفعت عدد مراكز الإيواء المأهولة بالنازحين التي استهدفتها قوات العدو منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في غزة إلى 173 مدرسة ومركز إيواء، وتجاوز عدد الشهداء في تلك المجازر 1150 شهيداً.
وتدعم أمريكا كيان العدو في مجازره وحرب الإبادة التي يشنها ضد قطاع غزة المحاصر منذ عشرة أشهر، وتمنح العدو غطاء سياسيا واقتصاديا وعسكريا مساندا للكيان.
وأدى العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة إلى استشهاد وإصابة 140 ألف مدني 70% منهم نساء وأطفال، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود ودمار هائل ومجاعة قاتلة في القطاع المحاصر.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: کیان العدو حی الدرج
إقرأ أيضاً:
رغم الانتقادات التي تضمنتها «الوثيقة الأمريكية».. واشنطن الحليف الأكبر لأوروبا
البلاد (الدوحة)
في أول رد أوروبي رسمي بعد نشر واشنطن لإستراتيجيتها الجديدة للأمن القومي، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الولايات المتحدة لا تزال”الحليف الأكبر” لأوروبا، على الرغم من الانتقادات القاسية التي تضمّنتها الوثيقة الأمريكية بشأن أداء المؤسسات الأوروبية ومستقبل القارة.
وجاءت تصريحات كالاس خلال مشاركتها في منتدى الدوحة أمس (السبت)، حيث شددت على أهمية استمرار الشراكة عبر الأطلسي رغم الخلافات، قائلة:”هناك الكثير من الانتقادات، وبعضها صحيح، لكن الولايات المتحدة تبقى حليفنا الأكبر. لا نتفق دائماً، لكن المنطق واحد، ويجب أن نظل موحدين”.
تأتي هذه الرسالة التوافقية بعد يوم واحد فقط من كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن إستراتيجية الأمن القومي الجديدة، التي مثّلت تحولاً لافتاً في توجهات السياسة الخارجية لواشنطن، حيث انتقلت من التركيز على الدور العالمي إلى أولويات إقليمية أكثر ضيقاً، مع انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي.
الوثيقة، التي تمتد إلى 33 صفحة، أثارت انزعاجاً واسعاً في العواصم الأوروبية بسبب ما اعتبرته “تحذيراً من زوال الحضارة الأوروبية” إذا استمرت القارة في سياساتها الحالية. وأكدت الإستراتيجية أن أوروبا تعيش حالة “تراجع اقتصادي”، لكن مشاكلها”أعمق” وتشمل تغييرات ديموغرافية نتيجة سياسات الهجرة، وتراجع الهويات الوطنية، وتضييقاً على حرية التعبير والمعارضة السياسية.
كما اعتبرت الاستراتيجية أن الاتحاد الأوروبي بات يفرض سياسات “تقوض السيادة والحرية السياسية”، فيما رجّحت أن يؤدي استمرار هذه الاتجاهات إلى تغيير ملامح أوروبا خلال العقدين المقبلين. ودعت الوثيقة واشنطن إلى “زرع المقاومة” داخل القارة الأوروبية لمواجهة المسار الراهن.
وعلى مدى العقود الماضية، درج الرؤساء الأمريكيون على إصدار وثيقة الأمن القومي في كل ولاية. وكانت النسخة السابقة التي أصدرها الرئيس جو بايدن عام 2022 قد ركزت على تعزيز المنافسة مع الصين واحتواء روسيا، من دون الدخول في مواجهات فكرية أو حضارية مع أوروبا، لكن النسخة الحالية تشير إلى انقسام حاد في النظرة الأمريكية–الأوروبية لمستقبل النظام الدولي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر الدبلوماسي داخل أهم تحالف غربي قائم منذ الحرب العالمية الثانية.
ومع تصاعد الجدل، يترقب الأوروبيون كيف ستُترجم هذه الاستراتيجية إلى سياسات عملية، وما إذا كانت ستنعكس على ملفات الدفاع، والتجارة، والتنسيق الأمني عبر الأطلسي في الأشهر المقبلة.