زهير عثمان

مطالبة الحزب الشيوعي السوداني بإشراك المدنيين في مفاوضات السلام بجنيف تعكس أهمية تحقيق شمولية أكبر في العملية السياسية، وضمان تمثيل أوسع لطيف من الفاعلين السودانيين في تلك المفاوضات. لهذه المطالبة عدة قيم جوهرية
ضمان شمولية العملية السياسية أن تمثيل كافة الأصوات: إشراك المدنيين، بما في ذلك الأحزاب السياسية والمنظمات المجتمعية والمجموعات الحقوقية، يضمن أن جميع الفئات المؤثرة في المجتمع السوداني تكون ممثلة في المفاوضات.

هذا يعزز من فرص الوصول إلى اتفاق يعكس التنوع في المجتمع السوداني.
تعزيز الشرعية: مشاركة المدنيين تضفي شرعية أكبر على العملية السياسية، حيث يشعر الناس أن مصالحهم ومخاوفهم تؤخذ بعين الاعتبار في القرارات التي تُتخذ في محادثات السلام. تحقيق التوازن في التفاوض
كسر احتكار النخب أن المطالبة بإشراك المدنيين تساعد في كسر احتكار النخب العسكرية أو الحاكمة للمفاوضات، مما يتيح فرصة لتحقيق توازن في السلطة وتقديم رؤية أكثر تنوعًا وشمولية.
تمثيل مصالح الشعب المدنيون يمكن أن يعبروا عن المصالح الأساسية للشعب، والتي قد لا تكون بالضرورة على رأس أولويات القادة العسكريين أو السياسيين الذين يركزون على أهدافهم الخاصة.
تعزيز فرص السلام المستدام
مشاركة واسعة لتحقيق سلام دائم: إشراك المدنيين يزيد من فرص الوصول إلى اتفاق سلام شامل ودائم، حيث أن المشاركة الواسعة تعني التزامًا أوسع بتنفيذ الاتفاقيات وتقديم الدعم الشعبي لها.
تفادي الإقصاء: عدم إشراك المدنيين يمكن أن يؤدي إلى إقصاء بعض الأطراف، مما قد يولد مقاومة أو معارضة تعرقل تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.
تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان
إعلاء قيم الديمقراطية: إشراك المدنيين في عملية السلام يكرس المبادئ الديمقراطية، مثل المشاركة الشعبية وحقوق الإنسان، وهو ما يمكن أن يعزز الانتقال الديمقراطي في السودان.
حماية الحقوق المدنية: وجود المدنيين في المفاوضات يضمن التركيز على حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ويعزز من إمكانية وضع أطر قانونية تضمن تلك الحقوق في المستقبل.
. تمثيل المجموعات المهمشة هي إعطاء صوت للمهمشين: المدنيون، بما في ذلك النساء والشباب والمجموعات العرقية المختلفة، يمكن أن يمثلوا المجموعات التي غالبًا ما تكون مهمشة في المفاوضات التقليدية. هذا يسهم في معالجة القضايا الجذرية للصراعات في السودان.
أن قيمة مطالبة الحزب الشيوعي السوداني بإشراك المدنيين في مفاوضات السلام بجنيف تكمن في تحقيق شمولية أكبر للعملية السياسية، تعزيز الشرعية والتمثيل الشعبي، وزيادة فرص تحقيق سلام دائم ومستدام يحظى بقبول ودعم جميع فئات الشعب السوداني

وضع الحزب الشيوعي السوداني الحالي يعقد مسألة مشاركته في مفاوضات السلام القادمة بسبب موقفه المعارض لكل من القوى المدنية والعسكرية والمليشيات. هذا الموقف السياسي المنفرد له تأثيرات متعددة على فرص الحزب في الحصول على تمثيل في تلك المفاوضات:
العزلة السياسية ,المعارضة الشاملة: الحزب الشيوعي السوداني يتخذ موقفًا معارضًا ليس فقط ضد الحكومة العسكرية، ولكن أيضًا ضد بعض القوى المدنية التي شاركت في اتفاقات سابقة أو تفاوضت مع العسكريين. هذا يجعله في وضع صعب حيث قد لا يتمتع بالدعم الكافي من أي من الأطراف الفاعلة الرئيسية.
ضعف التحالفات: موقف الحزب المعارض لكل الأطراف يجعله غير جزء من أي تحالفات سياسية رئيسية. وبدون تحالفات، قد يجد الحزب نفسه معزولًا وغير قادر على التأثير على مسار المفاوضات.
التحديات في التأثير على المفاوضات
نقص النفوذ و بدون وجود دعم من القوى المدنية الأخرى أو اعتراف من الأطراف العسكرية أو الدولية، سيكون من الصعب على الحزب الشيوعي أن يؤثر بشكل مباشر على نتائج المفاوضات أو أن يكون له دور فعال فيها.
استبعاد محتمل: بالنظر إلى موقفه، قد يتم استبعاد الحزب من المفاوضات، خاصة إذا رأت الأطراف الأخرى أن مواقفه تعرقل الوصول إلى توافق.
احتمالات المشاركة
ضغوط شعبية ودولية: على الرغم من التحديات، قد يشارك الحزب الشيوعي إذا كانت هناك ضغوط شعبية قوية تطالب بشمولية المفاوضات أو إذا تدخلت أطراف دولية لضمان تمثيل جميع الأصوات السياسية، بما في ذلك الأصوات المعارضة.
استراتيجية المشاركة من الخارج: قد يختار الحزب الشيوعي لعب دور من الخارج، من خلال الضغط والتأثير على الرأي العام أو العمل مع منظمات المجتمع المدني للتأثير على المفاوضات بشكل غير مباشر.
الاستفادة من المعارضة
كسب دعم شعبي: موقف الحزب المعارض قد يجذب الدعم الشعبي من أولئك الذين يشعرون بعدم الرضا تجاه كل من الحكومة والقوى المدنية الأخرى. إذا تمكن الحزب من تنظيم هذه القاعدة الشعبية بشكل فعال، فقد يعزز موقفه السياسي.
الاستعداد لمستقبل مختلف: الحزب قد يراهن على المستقبل، حيث يمكن أن تؤدي التطورات السياسية إلى تغيير ديناميكيات السلطة، مما يتيح له فرصة أكبر للمشاركة لاحقًا.
فرص الانخراط في المستقبل
تغيير الديناميكيات: إذا تغيرت الديناميكيات السياسية بشكل كبير، سواء نتيجة ضغط شعبي أو تدخل دولي، قد يجد الحزب الشيوعي نفسه في وضع يسمح له بالمشاركة في المفاوضات.
التنازل والتوافق: إذا قرر الحزب التنازل عن بعض مواقفه المتشددة والدخول في تحالفات مرحلية، قد يزداد احتمال مشاركته في مفاوضات السلام.
في المجمل، وضع الحزب الشيوعي السوداني المعارض قد يعقد مسألة مشاركته في مفاوضات السلام القادمة، لكنه ليس بالضرورة مستبعدًا تمامًا. الوضع يعتمد على تطورات المشهد السياسي ومدى قدرة الحزب على التكيف مع هذه التطورات أو على التنازل عن بعض مواقفه للوصول إلى توافق مع الأطراف الأخرى.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی فی مفاوضات السلام فی المفاوضات المدنیین فی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الدالي: تمثيل الأحزاب في البرلمان مرتبط بقوتها في الشارع وليس بالمشاركة

قال الدكتور علي الدالي، الباحث في شؤون الأحزاب، إن عدد مقاعد البرلمان الحالي يبلغ 300 مقعد، موزعة بواقع 100 مقعد بنظام القائمة، و100 مقعد بنظام الفردي، و100 مقعد بالتعيين من جانب رئيس الجمهورية، موضحًا أن نتيجة القائمة محسومة بشكل كبير وفقًا للترتيبات السياسية المسبقة.

متابعة جاهزية المقار واللجان استعدادا لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 ببني سويفاللجان بقنا تستعد لاستقبال 2200369 مواطنا في انتخابات الشيوخصور.. بعثة منتخب السلة الأولمبي بالبحرين تشارك في انتخابات مجلس الشيوختفاوت في مشاركة الأحزاب

أشار الدالي خلال صباح البلد  إلى أن  هناك أحزابًا لم تشارك في الانتخابات على الإطلاق، وأخرى شاركت بفاعلية، بينما شاركت بعض الأحزاب بشكل محدود وضعيف.

وأكد أن الأهم من المشاركة هو القدرة الحقيقية على التواجد في الشارع وكسب ثقة المواطنين، مشيرًا إلى أن مجرد المشاركة لا يضمن للأحزاب تمثيلًا في البرلمان.

معيار الفوز

وأضاف الباحث أن التمثيل البرلماني لا يتحقق بمجرد دخول الانتخابات، بل وفقًا لقوة الحزب التنظيمية والشعبية، وقدرته على التأثير في الاستحقاقات السياسية والدستورية السابقة. وقال: "حتى لو شاركت جميع الأحزاب، لا يعني ذلك بالضرورة أنها ستحصل على مقاعد المسألة تعتمد على مدى تواجدها في الشارع وتأثيرها الحقيقي".

الأحزاب مطالبة بتعزيز وجودها بين المواطنين

ودعا الدالي الأحزاب إلى التركيز على العمل الميداني وتعزيز العلاقة مع المواطنين، معتبرًا أن المرحلة المقبلة تتطلب أحزابًا فاعلة لا تكتفي بالمشاركة الشكلية، بل تسعى لتمثيل حقيقي يعكس قوتها على الأرض.

طباعة شارك الانتخابات انتخابات مجلس الشيوخ انتخابات الشيوخ 2025 القائمة الفردي

مقالات مشابهة

  • الدالي: تمثيل الأحزاب في البرلمان مرتبط بقوتها في الشارع وليس بالمشاركة
  • الدالي: التحالفات الانتخابية ضرورة لضمان تمثيل الأحزاب في ظل نظام القائمة والفردي
  • النائب محمد أبو العينين: تمثيل الشعب شرف ومسؤولية والصناعة مفتاح التقدم
  • "صيف الزلال".. تجربة متكاملة تتناغم مع الطابع الثقافي للدرعية
  • بدلاً من المعايدة فقط... استمعوا الى مطالب العسكريين
  • بلاغ هام من السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي
  • .. مطالب بعودة المحكمة الدستورية في السودان
  • 6000 طن مساعدات إنسانية تصل غزة وإخلاء الساحة اللوجستية في معبر رفح
  • مفوضية السليمانية: نسبة تمثيل النساء في برلمان كوردستان أعلى من الانتخابات الاتحادية
  • لا تلعبوا هذه اللعبة.. نعيم قاسم يرد على مطالب تسليم سلاح حزب الله