صحيفة البلاد:
2025-06-23@15:28:46 GMT

النموذج الصيني.. مخطط النجاح الأولمبي

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

النموذج الصيني.. مخطط النجاح الأولمبي

أسجل إعجابي هنا، بالنموذج الصيني في المونديال الأولمبي، الذي انتهى قبل أسبوع في فرنسا، بعد أداء شيِّق و جميل من أبطال من مختلف أنحاء العالم.

تربّعت الولايات المتحدة على جدول الترتيب بإجمالي 126 ميدالية، وتلتها الصين 91 ميدالية ثم اليابان، في حين تساوت الولايات المتحدة والصين بعدد الميداليات الذهبية بمجموع 40 ميدالية.


وهنا يطرح السؤال نفسه:ما هو سر نجاح الصين مراراً وتكراراً في الألعاب الأولمبية؟

ينجح النموذج الصيني، لأن العاطفة الوطنية تلهم الرياضيين على الأداء، فالألعاب الأوليمبية مصدر للفخر الوطني، والترّويج للصين، حيث ترى القيادة الصينية الانتصارات الرياضية، كدليل على قوتها، وهيبتها العالمية، ولضمان استمرار النظام الرياضي الصيني في تقديم الميداليات الأوليمبية، يتم تخصيص الكثير من الوقت، والجهد، والموارد، وتعظيم “عائدها” من الرياضيين من الطراز العالمي، من خلال التأكيد على السمات الجسدية التنافسية.

ويتدرّب الرياضيون الصينيون بأقصى قدر ممكن في العالم بعد الاختيار، فيما يتدرب الرياضيون الشباب لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع في مئات الأكاديميات الرياضية.

في دول أخرى، تتنافس المدرسة والتواصل الاجتماعي والأنشطة اللامنهجية، على الوقت والاهتمام، ولكن هذا التركيز الكامل على التنمية الرياضية، أمر مذهل، حيث ساعد تركيز النظام الصيني، على الإعداد المستمر في هيمنته على الألعاب الأوليمبية، ويعترف النموذج الصيني بأن التركيز فقط على الرياضة، يجعل من السهل تحقيق النجاح.

بحسب المعلومات التي استقيتها من عدة جهات، يرجع نجاح الصين الأولمبي، إلى اختيارها الدقيق للمتنافسين الشباب، حيث تختار الرياضيين على أساس السمات الجسدية، على النقيض من العديد من الدول الغربية، حيث يختار الأطفال الرياضات، على أساس التفضيلات.

إن النتائج المترتبة على هذا النهج الاستراتيجي في الاختيار، مثيرة للإعجاب، فقد أنجذب لاعب كرة السلة العظيم ياو مينج إلى هذه الرياضة، بسبب طوله، في حين انجذبت الفائزة بالميدالية الذهبية الأوليمبية يي شيوين إلى السباحة، بسبب يديها وقدميها الضخمتين.

وربما يكون برنامج تدريب الشباب الأولمبي في الصين، والذي يقوم على الاختيار المتعمّد، والتدريب المكثّف، والإنفاق الكبير، مفيداً للدول الأخرى، ورغم أن هذا النهج ينطوي على عيوب واضحة بحسب آراء النقاد، فإنه ينتج رياضيين من الطراز العالمي.
والواقع أن النموذج الصيني يخلق رياضيين من الدرجة الأولى، ويحافظ على تفوقهم في رياضتهم، الأمر الذي يثبت فعاليته.

إن النجاح الأولمبي الذي حققته الصين، ينبع أيضاً من تركيزها المتعمد على الرياضات “الضعيفة”، فقد بدأت الصين على الفور في الاستعداد للترامبولين باعتبارها رياضة أولمبية في عام 2000، فتفوقت على المنافسين وحصلت على العديد من الميداليات، كما تتفوق الصين في الأحداث النسائية، في حين قد لا تنفق دول أخرى نفس القدر من المال. وقد نجحت الصين في زيادة حصيلة ميدالياتها إلى أقصى حدّ من خلال التركيز على قطاعات أقل تنافسية، وهي التقنية التي يجب أن ننتبه لها نحن.

وتتفوق الصين في الغوص، وتنس الطاولة، ورفع الأثقال، بانتظام استثنائي. فقد فازت الصين بسبع ميداليات ذهبية في الغوص في دورة الألعاب الأوليمبية، التي أقيمت في بكين عام 2008، فاكتسحت هذه الرياضة عملياً.

وهكذا، النموذج الصيني في المونديال، نموذج يستحق الإقتداء به على صعيد الدول العربية إن أردنا أن نتفوق، علماً بأن البحرين جاءت في المركز الأول بمجموع أربع ميداليات، ثم الجزائر بثلاث ميداليات، يليها مصر و تونس بثلاث ميداليات، و المغرب بميداليتين.
وقد آن الأوان أن تبدأ الدول العربية في التركيز بشكل جدي على مسابقة أو ثلاث مسابقات فقط: مصر في كرة اليد تصل إلى الأدوار المتقدمة، والمغرب تتفوق نسبياً في رياضات الجري.

يجب ألا نستعجل النتائج، ولكن لنبدأ في التخطيط بشكل مدروس، في استراتيجيات تصنع نجوماً تضعنا في قائمة الميداليات.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

«تمويل العلوم والتكنولوجيا» تمد فترة التقدم لبرامج التعاون المصري الصيني

أعلنت هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STDF) التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن مد فترة التقدم لبرامج التعاون المصري الصيني، والتي تشمل برنامج إنشاء معامل بحثية مشتركة (النداء الأول)، وبرنامج دعم المشروعات البحثية المشتركة (النداء الثامن)، وذلك ضمن البرنامج التنفيذي الموقع بين حكومتي جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية.

وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن التعاون البحثي بين مصر والصين يُعد نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي المثمر، مشيرًا إلى أن هذه البرامج تدعم التوجه الوطني نحو اقتصاد المعرفة والابتكار، وتسهم في تعزيز تنافسية البحث العلمي المصري على المستويين الإقليمي والدولي.

وأوضح الدكتور ولاء شتا، الرئيس التنفيذي لهيئة STDF، أن مد فترة التقديم جاء استجابةً لرغبة عدد كبير من الباحثين، وحرصًا على منحهم الوقت الكافي لإعداد مقترحات علمية متميزة، مؤكدًا التزام الهيئة بدعم الشراكات الدولية التي تُسهم في مواجهة التحديات التنموية، وبناء كوادر بحثية قادرة على الابتكار.

وأعلنت الهيئة أن آخر موعد لتقديم المقترحات البحثية من الجانب المصري هو الثلاثاء 1 يوليو 2025، في تمام الساعة الثانية ظهرًا.

وللاطلاع على الشروط والتفاصيل والتقديم الإلكتروني، من خلال الموقع الرسمي للهيئة:

https://stdf.eg/web/grants/open

جامعة الإسكندرية تستعد لفتح باب التقدم للمشاريع الممولة من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار

«تمويل العلوم والتكنولوجيا» تفتح باب التقديم لإنشاء معامل بحثية مشتركة مع الصين

التعليم العالي: احتفال مصري إيطالي بتمكين المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا

مقالات مشابهة

  • حصري.. نقاشات داخل الحزب الشيوعي الصيني الحاكم نحو دعم واضح لمغربية الصحراء
  • مصر تحصد 10 ميداليات في بطولة العالم للفنون القتالية «MMA» بالبرازيل
  • مصر تحصد 10 ميداليات في بطولة العالم للفنون القتالية «MMA» بالبرازيل
  • “KAAN” التركية تبهر العالم قبل الإقلاع الكبير.. مجلة أمريكية تُشيد بمقاتلة الجيل الخامس
  • «تمويل العلوم والتكنولوجيا» تمد فترة التقدم لبرامج التعاون المصري الصيني
  • للمرة الأولى في مصر.. احتفاء رياضي كبير باليوم الأولمبي
  • الزمن المفقود.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
  • البويرة تحتضن النسخة 34 من اليوم الأولمبي وسط حضور رسمي وروح رياضية عالية
  • جناح «التنين» بإكسبو دبي يحتضن الصالون الإعلامي العربي الصيني
  • السكوري لـRue20: منتدى العيون رسالة قوية لتجسيد الرؤية الملكية “من أجل إفريقيا والإنسان الإفريقي”