المقصود بقول الله تعالى “الله خير الماكرين” في القرآن الكريم
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
قال الله تعالى في سورة الأنفال الآية (30)، ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾، وتساءل البعض عن تفسير الآية خاصة المقصود بمكر الله.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، أن الله عز وجل لا يوصف بالمكر في الايه، محذرة من أن هذا الكلام مَسُوقٌ على سبيل المشاكلة والمقابلة كما يقول البلاغيون، وهو أسلوب لغوي بليغ جاء كثيرًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى:﴿نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: 67]، وقوله تعالى: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾ [السجدة: 14]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ [الطارق: 15، 16].
وشددت الدار على أن الله سبحانه وتعالى لا يوصف بالمكر ولا بالكيد ابتداءً، وهو سبحانه منزه عن النسيان: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [سورة مريم: 64].
وأوضحت دار الإفتاء أن المقصود من الآية الكريمة (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، وغيرها أن الجزاء من جنس العمل، وأن هؤلاء مهما بلغوا في مكرهم وكيدهم فهو لا يساوي شيئًا أمام عظمة الله وقدرته وقهره وانتقامه وتدبيره في هلاكهم وقمع شرهم وباطلهم، وكل ما أضافه الله تعالى لنفسه من صفاته وأفعاله فهو منزَّه عما يخطر بالبال من صفات المخلوقين وأفعالهم، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك.
واختتمت قائلة:"العجز عن درك الإدراك إدراكُ... والبحث في كُنْهِ ذات الرب إشراكُ".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الله القرآن القران الكريم دار الإفتاء الإفتاء المصرية دار الافتاء المصرية الله تعالى
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: القرآن الكريم نور الحياة وهدى الوجود يبني الإنسان على الحق
توجه الدكتور نظير محمد عياد - مفتي الجمهورية، بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي - رئيس الجمهورية (يحفظه الله)، على رعايته الكريمة لحفظة القرآن الكريم، مؤكدًا أن القرآن الكريم وصل إلى الأمة محفوظًا كما أنزله الله تعالى، عبر سلسلة دقيقة من التلقي والنقل المتواتر، بدءًا من أمين الوحي جبريل عليه السلام، ثم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فالصحابة الكرام، حتى آل إلى الأمة مصونًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
أهل القرآن يقرؤونه حتى في الآخرةوأضاف مفتي الجمهورية، خلال كلمته في افتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم الثانية والثلاثين بمسجد مصر الكبير، أن الأمة ستظل تؤدي هذه الأمانة جيلاً بعد جيل، وسيظل أهل القرآن يقرؤونه حتى في الآخرة، استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها».
الخضوع أمام عظمة الكتاب الربانيوأوضح أن إعجاز القرآن الكريم قائم على فصاحة ألفاظه، ودقة معانيه، وشمول بيانه، وما جمعه في نظمه البديع من عقيدة وتشريع ومكارم أخلاق، ووعظ وتقويم، وإخبار بالمغيبات، مما يعجز البشر عن الإتيان بمثله، ويقود كل متذوق للغة العربية إلى مزيد من الخضوع أمام عظمة هذا الكتاب الرباني.
تقديرًا لمسيرته.. وزير الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن تحمل اسم الشيخ الشحات أنور
وزير الأوقاف: مشاركة أكثر من 70 دولة في المسابقة العالمية للقرآن يؤكد ريادة مصر
وأشار إلى أن القرآن الكريم هو نور الحياة وهدى الوجود، يبني الإنسان على الحق، ويقيم عواطفه على الخير، ويجعل التعاون على البر والتقوى أساسًا للعمران البشري، مؤكدًا أن هذا الإعجاز الفريد جعل القرآن مصباحًا يهدي المؤمنين كما تهدي الشمس العالم بنورها.
واستعاد المفتي في كلمته مسيرة التلاوة المصرية التي أنجبت عمالقة القراء، مثل: الشيخ محمد صديق المنشاوي، الشيخ محمود علي البنا، الشيخ محمود الحصري، الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، عليهم رحمة الله، مؤكدًا أن مشروع "دولة التلاوة" الذي تبنته وزارة الأوقاف اليوم يعيد إحياء هذه المدرسة المصرية في أدائها الرفيع، من خلال اكتشاف المواهب الشابة ورعايتها في فنون الترتيل والتجويد.
نجاح مشروع "دولة التلاوة"وأشاد بنجاح مشروع "دولة التلاوة" وبنجاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم، موضحًا أن التفاف المجتمع المصري حول هذه المشروعات يؤكد حقيقتين: الأولى أن القرآن الكريم لا ينفصل عن حياة الأمة، والثانية أن العودة إليه ضرورة في عصر تتزاحم فيه الماديات وتتقلب فيه الأحوال.
واختتم مفتي الجمهورية كلمته ببشارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيرُكُم مَن تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ»، وبشر آباءهم بتاج الوقار يوم القيامة، داعيًا الجميع للتمسك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: «عليك بتلاوةِ القرآنِ، وذِكرِ اللهِ؛ فإنَّهُ نورٌ لك في الأرضِ، وذخرٌ لك في السماءِ».