سودانايل:
2025-12-09@14:41:41 GMT

أمدرمان ,,, بعض لحنها القديم

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

[email protected]

أمدرمان ,, مدينة تنام علي ألحان كرومة و تصحو نشيطة علي صدي المآذن العتيقة ,, طيورها تعانق الفضاء حرة طليقه , صغارها المبللون بالندي كشهقة الورود في الحديقة ,, ويزدهي الصباح باذخا و مورقا , مخيم علي أبوابها, يضج نهارها بأصوات متنوعة و متعددة هي مزيج من اللهجات والرطانات والكلام المباح , و ينتشر في ارجائها نفح من البخور و البهار و الشواء و التمباك,, أصائلها عامرة بالدافوري و أزيز طبول المدائح و هدير اللواري العائدة الي القري و المدائن البعيدة ,, و مساءاتها طلق و صفاء و ألق ,, يتسرب من شبابيكها عطر العرائس ودخان الطلح و تتشر في الفضاء روائح السمك المقلي .

تنساب من أركانها اغنيات الحقيبة و ينداح من أزقتها صوت المغني الوسيم ينشد ذلك اللحن الجميل ,, أنا امدرمااااااان ,, أنا ابن الشمال سكنتو قلبي علي ابن الجنوب ضميت ضلوعي ,, مدينة تنام علي نسمات شاطيء الأبيض الهادي و تتنسم عبق نوار الجروف المتسرب من ضفاف الأزرق الدفاق .

مدينة الأحلام الوردية و ملتقي الأذواق , , مدينة الانشطة و التاريخ والثقافة , مدينة الاذاعة والبرلمان , مدينة المسرح القومي و الحقيبة و المنتخب الوطني و البقعة المباركة و دار الخريجين , مدينة تعكس مزاج كل أهل السودان و تجسد مزيجًا فريدًا من التاريخ والجمال والتراث ، مما يجعلها وجهة المبدعين و الباحثين عن المجد والنمو الذاتي من كل فجاج البلاد , مزهوة بتأريخها و عاداتها و تقاليدها و ارثها المصنوع من جماع عبقرية الانسان السوداني ,, تروي حكايتها في صفحات التاريخ المصبوغ بدم الأجداد في كرري و المطرز بفنون المبدعين في كافة مجالات الحياة , تجمع بين سر التاريخ و جمال الطبيعة و سحر الفنون . هي أمدرمان , ظلت علي مدار السنين مركزا ثقافيا و ملتقي اجتماعيا للناس من كل مكان و بوتقة ينصهر فيها عصارة الفكر و الانتاج لبلاد السودان .

ولكن شاءت الأقدار أن تشتعل الحرب في قلبها و أطرافها لتقتل الأبرياء و تطرد الأهالي و تهدم البيوت و تخرب الشوارع وتحول المدينة الي بيوت اشباح , محترقة ممزقة مظلمة , تخلو شوارعها و أسواقها من الحركة ويهيم انسانها الجميل مبعثرا بين قتيل و جريح و نازح و لاجي , كسير الخاطر , حزين النفس , مهيض الجناح .

لقد خلفت هذه الحرب العبثية اللعينة أثرا عميقا علي تاريخ و حاضر و مستقبل امدرمان , فما عاد للفرح مكان ولا للسعادة مجال ,,خيم الحزن و عمت الكآبة و تراكمت الحسرة واتسعت الحيرة و ارتسمت علي وجوه انسانها الفريد سحائب من الألم و أحمال من الهموم الثقال . .

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع تسيطر على حقل هجليج الاستراتيجي.. ما دلالات الخطوة على الحرب في السودان؟

تنتج منطقة هجليج، في الظروف الطبيعية، نحو 600 ألف برميل نفط يومياً، وتشكل مصدراً رئيسياً لإيرادات الخرطوم.

أعلنت قوات الدعم السريع، الإثنين، سيطرتها الكاملة على منطقة هجليج النفطية في ولاية جنوب كردفان السودانية، في خطوة وصفتها بأنها "نقطة محورية" في مسار المواجهات مع الجيش السوداني.

وجاء في بيان صادر عن القوات أن مقاتليها "تمكنوا صباح اليوم من استلام منطقة هجليج الاستراتيجية"، مشيرة إلى الأهمية الاقتصادية الحاسمة للمنطقة التي "ظلت تشكل مورداً مهماً لتمويل الحرب وتوسيع نطاقها وإطالة أمدها".

وأكدت قوات الدعم السريع التزامها بـ"تأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية" في هجليج، مشددة على حرصها على "ضمان مصالح دولة جنوب السودان التي تعتمد بشكل كبير على موارد النفط الذي يتدفق عبر الأراضي السودانية إلى الأسواق العالمية". كما تعهّدت بتوفير "الحماية اللازمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية، بما يوفر بيئة عمل آمنة لهم".

هَجْلِيج: مصدر دخل استراتيجي للسودان وجنوب السودان

تنتج منطقة هجليج، في الظروف الطبيعية، نحو 600 ألف برميل نفط يومياً، وتشكل مصدراً رئيسياً لإيرادات الخرطوم. كما تعد محوراً لوجستياً حيوياً لتصدير النفط الجنوب سوداني، إذ يعتمد جنوب السودان بنسبة كبيرة على خط أنابيب يمر عبر الأراضي السودانية.

وتقع هجليج قرب الحدود مع جنوب السودان، وتشكل معبراً حدودياً مهماً يربط السودان بعدد من جيرانه، بينهم تشاد وليبيا.

وبعد إكمال قوات الدعم السريع سيطرتها على إقليم دارفور في 26 أكتوبر الماضي، تركزت المعارك في كردفان، الذي يشكل مع دارفور نحو نصف مساحة السودان ويضم نحو 30% من سكانه و35% من موارده الاقتصادية.

ويشكّل كردفان، المقسم إلى ثلاث ولايات، حلقة وصل استراتيجية بين مناطق سيطرة الجيش في الشمال والشرق والوسط، ومنطقة دارفور حيث تتمركز قوات الدعم السريع.

Related السودان.. المنسّقة الأممية تدق ناقوس الخطر: عشرات الآلاف محاصرون في الفاشر والغذاء لا يكفيالبرهان يرفض ورقة مسعد بولس ويهاجم الإمارات.. كيف يبدو المشهد الميداني في السودان؟الإمارات تتهم قائد الجيش بعرقلة مقترح وقف إطلاق النار في السودان

ويصعب التحقق بشكل مستقل من التطورات الميدانية في كردفان بسبب انقطاع الاتصالات وصعوبة وصول وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية. ومع ذلك، تشير تقارير من مسؤولين محليين وعاملين في المجال الإنساني، إضافة إلى الأمم المتحدة، إلى تكثيف القصف والضربات بالطائرات المُسيرة، وحدوث نزوح واسع للسكان ومخاوف من وقوع فظائع.

وإلى جانب حقوله النفطية، يضم كردفان مناجم ذهب ومنشآت زراعية هامة، إذ يُعد من أكبر منتجي الصمغ العربي في السودان، ويُسهم في إنتاج السمسم والذرة الرفيعة والحبوب الأخرى، إضافة إلى كونه معقلاً رئيسياً للثروة الحيوانية.

وتقع منطقة غرب كردفان عند التقاء خط سكك حديدية رئيسي يربط كوستي في ولاية النيل الأبيض بنيالا، مقراً لحكومة تحالف "تأسيس" التي تم تشكيلها مؤخراً، إضافة إلى مدينة واو في جنوب السودان.

القتال يتركز على مدن رئيسية في كردفان

وتتركز المعارك حالياً حول مدن الأبيض وكادوقلي والدلنج وبابنوسة، وهي مناطق يتمركز فيها الجيش بكثافة. وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، منذ أشهر، وهي تقع على طريق استراتيجي يربط دارفور بالعاصمة الخرطوم، وتحوي مطاراً استُخدم لوجستياً لأغراض عسكرية. فيما أعاد الجيش مؤخراً السيطرة على مدينة بارا، الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمال الأبيض.

أعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي أنها "حررت" مدينة بابنوسة في غرب كردفان، لكن الجيش السوداني نفى ذلك، ما يعكس حالة التناقض المستمرة في الروايات الميدانية بين الطرفين.

ويواجه آلاف المدنيين في مدن كادوقلي والدلنج بجنوب كردفان أوضاعاً إنسانية متردية جراء الحصار المطوّل، الذي يحرمهم من الغذاء والدواء.

وفي جنوب الإقليم، يتعرض معقل الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال في كاودا إلى ضغط متزايد من الجيش، الذي يسعى إلى إضعاف هذا الفصيل المتحالف مع قوات الدعم السريع.

وفي سياق متصل، جددت قوات الدعم السريع "التزامها بالهدنة الإنسانية التي أعلنتها من جانب واحد"، مشددة على "احتفاظها بحق الدفاع عن النفس".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • أسئلة اليوم التالي ومستقبل السودان: معطى القبيلة وفخ القبلية1
  • السودان: تزايد موجات نزوح المواطنين من مدينة كادقلي المحاصرة
  • مفوضية حقوق الإنسان لـ«الاتحاد»: تداعيات كارثية جراء استمرار الحرب في السودان
  • Local ONLY يا له من خطاب كراهية مفزع
  • قوات الدعم السريع تسيطر على حقل هجليج الاستراتيجي.. ما دلالات الخطوة على الحرب في السودان؟
  • وزير الثقافة: مصر تتبنى توجهًا يقوم على تطوير البنية التحتية الثقافية وتمكين المبدعين
  • محللون لـ «الاتحاد»: «عمالة الإخوان» تُعيق جهود وقف الحرب في السودان
  • السودان وليبيا تتفقان على تنسيق العودة الطوعية للاجئين السودانيين في ليبيا
  • العاقل من اتعظ بغيره!
  • شاهد بالصورة.. مشجعة صقور الجديان الحسناء تلون “خدودها” بعلم السودان القديم والجديد قبل التوجه للإستاد لمساندة المنتخب