سودانايل:
2025-05-16@06:48:08 GMT

أمدرمان ,,, بعض لحنها القديم

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

mugheira88@gmail.com

أمدرمان ,, مدينة تنام علي ألحان كرومة و تصحو نشيطة علي صدي المآذن العتيقة ,, طيورها تعانق الفضاء حرة طليقه , صغارها المبللون بالندي كشهقة الورود في الحديقة ,, ويزدهي الصباح باذخا و مورقا , مخيم علي أبوابها, يضج نهارها بأصوات متنوعة و متعددة هي مزيج من اللهجات والرطانات والكلام المباح , و ينتشر في ارجائها نفح من البخور و البهار و الشواء و التمباك,, أصائلها عامرة بالدافوري و أزيز طبول المدائح و هدير اللواري العائدة الي القري و المدائن البعيدة ,, و مساءاتها طلق و صفاء و ألق ,, يتسرب من شبابيكها عطر العرائس ودخان الطلح و تتشر في الفضاء روائح السمك المقلي .

تنساب من أركانها اغنيات الحقيبة و ينداح من أزقتها صوت المغني الوسيم ينشد ذلك اللحن الجميل ,, أنا امدرمااااااان ,, أنا ابن الشمال سكنتو قلبي علي ابن الجنوب ضميت ضلوعي ,, مدينة تنام علي نسمات شاطيء الأبيض الهادي و تتنسم عبق نوار الجروف المتسرب من ضفاف الأزرق الدفاق .

مدينة الأحلام الوردية و ملتقي الأذواق , , مدينة الانشطة و التاريخ والثقافة , مدينة الاذاعة والبرلمان , مدينة المسرح القومي و الحقيبة و المنتخب الوطني و البقعة المباركة و دار الخريجين , مدينة تعكس مزاج كل أهل السودان و تجسد مزيجًا فريدًا من التاريخ والجمال والتراث ، مما يجعلها وجهة المبدعين و الباحثين عن المجد والنمو الذاتي من كل فجاج البلاد , مزهوة بتأريخها و عاداتها و تقاليدها و ارثها المصنوع من جماع عبقرية الانسان السوداني ,, تروي حكايتها في صفحات التاريخ المصبوغ بدم الأجداد في كرري و المطرز بفنون المبدعين في كافة مجالات الحياة , تجمع بين سر التاريخ و جمال الطبيعة و سحر الفنون . هي أمدرمان , ظلت علي مدار السنين مركزا ثقافيا و ملتقي اجتماعيا للناس من كل مكان و بوتقة ينصهر فيها عصارة الفكر و الانتاج لبلاد السودان .

ولكن شاءت الأقدار أن تشتعل الحرب في قلبها و أطرافها لتقتل الأبرياء و تطرد الأهالي و تهدم البيوت و تخرب الشوارع وتحول المدينة الي بيوت اشباح , محترقة ممزقة مظلمة , تخلو شوارعها و أسواقها من الحركة ويهيم انسانها الجميل مبعثرا بين قتيل و جريح و نازح و لاجي , كسير الخاطر , حزين النفس , مهيض الجناح .

لقد خلفت هذه الحرب العبثية اللعينة أثرا عميقا علي تاريخ و حاضر و مستقبل امدرمان , فما عاد للفرح مكان ولا للسعادة مجال ,,خيم الحزن و عمت الكآبة و تراكمت الحسرة واتسعت الحيرة و ارتسمت علي وجوه انسانها الفريد سحائب من الألم و أحمال من الهموم الثقال . .

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

لوموند: انهيار السودان تهديد للعالم

قالت صحيفة لوموند إن الحرب التي تدمر السودان منذ أكثر من عامين تتغذى على لعبة التأثير الإقليمي، مما يعني ضرورة التأثير على الجهات الخارجية الفاعلة مع تزايد احتمال التقسيم.

وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الهجمات المتكررة بطائرات مسيرة تضرب بورتسودان شرقي السودان منذ بداية مايو/أيار الجاري تذكّر بأن هذه الحرب شبه المنسية التي دخلت عامها الثالث ما زالت تزداد تدميرا بعد أن قتل فيها أكثر من 150 ألف شخص ونزح أكثر من 13 مليونا بسبب القتال.

وذكّرت الصحيفة بأن بورتسودان ليست فقط عاصمة للحكومة الفعلية التي انسحبت إليها عندما كانت الخرطوم مسرحا لمعارك دامية، ولكنها تشكل نقطة دخول المساعدات الحيوية إلى بلد يعاني من أزمة إنسانية دفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى القول إن السودان محاصر في "كابوس من العنف والجوع والمرض والنزوح".

ولذلك، فإن تدمير البنية التحتية الحيوية هناك -مثل آخر مطار مدني عامل في البلاد- بهجمات الطائرات المسيرة لن يؤدي إلا إلى تعقيد عملية إيصال المساعدات، خاصة أن استعادة القوات المسلحة السودانية بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان السيطرة على الخرطوم في نهاية مارس/آذار الماضي لم تؤد إلى تغيير في مسار الحرب كما كان متوقعا.

إعلان صنّاع الحرب بالوكالة

وعلى العكس من ذلك أظهرت قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) في هجمات بورتسودان أن قوتها النارية ظلت سليمة، واستغلت الذكرى الثانية لبدء الحرب يوم 15 أبريل/نيسان للإعلان عن تشكيل حكومتها الخاصة، مما يشير إلى تزايد احتمال تقسيم السودان مع عواقب إقليمية لا يمكن التنبؤ بها.

لكن المصيبة السودانية تغذيها -حسب الصحيفة- لعبة من التأثيرات الإقليمية كما يشير إلى ذلك تنديد الأمم المتحدة بـ"تدفق الأسلحة والمقاتلين"، وبالفعل أدت هجمات الطائرات المسيرة على بورتسودان إلى انهيار العلاقات الدبلوماسية بين السلطات الفعلية في البلاد والإمارات العربية المتحدة التي تتهم -رغم نفيها- بتزويد الجماعات شبه العسكرية بأسلحة متطورة.

وخلصت لوموند إلى أن إخراج السودان من الدوامة التي قد يضيع فيها يتطلب الضغط على هؤلاء الفاعلين الخارجيين المحرضين على الحرب والمجازر بالوكالة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة هي التي تمتلك إمكانيات لتحقيق ذلك، نظرا لعلاقاتها مع الدول المتورطة بشكل غير مباشر في الحرب بالسودان.

ولم يبق -حسب الصحيفة- إلا أن يفهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يزور شبه الجزيرة العربية اليوم الثلاثاء- أن بلاده مثل كل الدول الأخرى لها مصلحة في رؤية البنادق تصمت في السودان.

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان للإغاثة يدشّن توزيع 1.500 سلة غذائية في مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان في السودان
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: هل بات السودان خارج الحسابات الأمريكية؟
  • السودان يمدد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد
  • الحرب سوف تقضي على أكبر آلة كذب ونفاق يشهدها تاريخ السودان الحديث
  • يونيسف: قصف مدفعي يحرم ألف مريض المياه في مدينة الفاشر السودانية
  • السودان يمدد فتح معبر أدري لفترة جديدة ويكشف الأسباب 
  • الأغذية العالمي: توجه قافلة تابعة للبرنامج إلى مدينة الفاشر شمال دارفور
  • عودة أكثر من 200 ألف سوداني من مصر طوعياً
  • انهيار السودان تهديد للعالم
  • لوموند: انهيار السودان تهديد للعالم