لوموند: انهيار السودان تهديد للعالم
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
قالت صحيفة لوموند إن الحرب التي تدمر السودان منذ أكثر من عامين تتغذى على لعبة التأثير الإقليمي، مما يعني ضرورة التأثير على الجهات الخارجية الفاعلة مع تزايد احتمال التقسيم.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الهجمات المتكررة بطائرات مسيرة تضرب بورتسودان شرقي السودان منذ بداية مايو/أيار الجاري تذكّر بأن هذه الحرب شبه المنسية التي دخلت عامها الثالث ما زالت تزداد تدميرا بعد أن قتل فيها أكثر من 150 ألف شخص ونزح أكثر من 13 مليونا بسبب القتال.
وذكّرت الصحيفة بأن بورتسودان ليست فقط عاصمة للحكومة الفعلية التي انسحبت إليها عندما كانت الخرطوم مسرحا لمعارك دامية، ولكنها تشكل نقطة دخول المساعدات الحيوية إلى بلد يعاني من أزمة إنسانية دفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى القول إن السودان محاصر في "كابوس من العنف والجوع والمرض والنزوح".
ولذلك، فإن تدمير البنية التحتية الحيوية هناك -مثل آخر مطار مدني عامل في البلاد- بهجمات الطائرات المسيرة لن يؤدي إلا إلى تعقيد عملية إيصال المساعدات، خاصة أن استعادة القوات المسلحة السودانية بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان السيطرة على الخرطوم في نهاية مارس/آذار الماضي لم تؤد إلى تغيير في مسار الحرب كما كان متوقعا.
إعلان صنّاع الحرب بالوكالةوعلى العكس من ذلك أظهرت قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) في هجمات بورتسودان أن قوتها النارية ظلت سليمة، واستغلت الذكرى الثانية لبدء الحرب يوم 15 أبريل/نيسان للإعلان عن تشكيل حكومتها الخاصة، مما يشير إلى تزايد احتمال تقسيم السودان مع عواقب إقليمية لا يمكن التنبؤ بها.
لكن المصيبة السودانية تغذيها -حسب الصحيفة- لعبة من التأثيرات الإقليمية كما يشير إلى ذلك تنديد الأمم المتحدة بـ"تدفق الأسلحة والمقاتلين"، وبالفعل أدت هجمات الطائرات المسيرة على بورتسودان إلى انهيار العلاقات الدبلوماسية بين السلطات الفعلية في البلاد والإمارات العربية المتحدة التي تتهم -رغم نفيها- بتزويد الجماعات شبه العسكرية بأسلحة متطورة.
وخلصت لوموند إلى أن إخراج السودان من الدوامة التي قد يضيع فيها يتطلب الضغط على هؤلاء الفاعلين الخارجيين المحرضين على الحرب والمجازر بالوكالة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة هي التي تمتلك إمكانيات لتحقيق ذلك، نظرا لعلاقاتها مع الدول المتورطة بشكل غير مباشر في الحرب بالسودان.
ولم يبق -حسب الصحيفة- إلا أن يفهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يزور شبه الجزيرة العربية اليوم الثلاثاء- أن بلاده مثل كل الدول الأخرى لها مصلحة في رؤية البنادق تصمت في السودان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السودان يلوح بوقف صادرات نفط جنوب السودان بعد هجمات بورتسودان
السودان سيفعل خطة وقف صادرات النفط في حال استمرت الهجمات على المنشآت الرئيسية والبنية التحتية في مناطق سيطرة الجيش.
التغيير: وكالات
أمرت الحكومة السودانية، شركات النفط بالاستعداد لإمكانية وقف صادرات نفط جمهورية جنوب السودان، بعد سلسلة من الهجمات على منشآت رئيسية.
في خطاب صدر يوم الجمعة وفقاً لراديو تمازج، أبلغت وزارة الطاقة والنفط السودانية حكومة جنوب السودان بأن خطر وقف عمليات التصدير مرتفع للغاية بعد ضربات بطائرات مسيرة، والتي ألقت وزارة الطاقة والنفط السودانية مسؤوليتها على قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقالت الوزارة إن محطة ضخ حيوية ومستودع وقود في مناطق تسيطر عليها القوات المسلحة قد تعرضتا للقصف هذا الأسبوع، حيث كثفت قوات الدعم السريع استهداف البنية التحتية الحكومية، مما أدى إلى تعطيل إمدادات الكهرباء والوقود.
وأدى الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي بدأ في أبريل 2023، إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص وزعزعة استقرار أجزاء من شرق أفريقيا.
وتعتمد دولة جنوب السودان غير الساحلية على السودان لتصدير نفطها الخام، وشحنه عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر مقابل رسوم عبور. وقد استؤنفت الصادرات مؤخراً فقط بعد ما يقرب من عام من التوقف؛ بسبب أضرار في خطوط الأنابيب ناجمة عن قتال سابق.
وبحسب التقارير، يبلغ تدفق النفط الحالي حوالي 110 آلاف برميل يومياً. ولكن بعد الهجمات الأخيرة، أصدرت الحكومة السودانية تعليمات لشركات النفط بإعداد خطط للإغلاق.
وجاء في خطاب الوزارة “إذا استمرت هذه الهجمات، مما يعرض المرافق للخطر ويعيق التزاماتنا، فسيتم تفعيل الخطة”.
ولم يعلق مسؤولون من جنوب السودان على قرار الحكومة السودانية.
يوم الثلاثاء الماضي، حث الناشط المدني إدموند ياكاني، حكومة جنوب السودان على توضيح تأثير ضربات بورتسودان، محذراً من أنها قد تعطل شحنات النفط.
وأدى تعليق صادرات النفط في العام الماضي إلى إلحاق ضرر بالغ باقتصاد جنوب السودان، الذي يعتمد على عائدات النفط.
الوسومالجيش الدعم السريع السودان القوات المسلحة النفط بورتسودان جنوب السودان وزارة الطاقة والنفط