موجة فظيعة.. كيف تطورت عمليات الإعدام في إيران بعد انتخاب بزشكيان؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
سلط تقرير جديد لمنظمة هيومن رايتس ووتش، مزيدا من الضوء على حملة الإعدامات التي تنفذها السلطات الإيرانية، بمعدلات توصف بأنها ضمن الأعلى في العالم، بما في ذلك ضد معارضين ونُشطاء سياسيين.
وقالت المنظمة في تقرير على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، إن السلطات الإيرانية أعدمت 87 شخصا على الأقل في غضون شهر، وذلك عقب الانتخابات الرئاسية التي أجريت أواخر يونيو 2024.
وجاءت موجة الإعدامات الجديدة، بعد أسابيع قليلة من انتخاب مسعود بزشكيان، الذي تصنفه بعض الدوائر السياسية والإعلامية ضمن "التيار الإصلاحي"، رئيسا لإيران، على حساب المرشح المحافظ المتشدد، سعيد جليلي.
وأفادت منظمة إيران لحقوق الإنسان غير الحكومية، أنه بالإضافة إلى موجة الإعدامات التي أعقبت الانتخابات، أعدمت السلطات جماعيا 29 سجينا في 7 أغسطس. إذ جرى إعدام 26 شخصا في سجن قزل حصار، و3 أشخاص في سجن كرج المركزي.
ومن بين الذين أُعدموا 17 شخصا حُكم عليهم بتهمة القتل العمد، و7 أدينوا بتهم تتعلق بالمخدرات، ومواطنان أفغانيان حُكم عليهما بتهمة الاغتصاب.
وقالت باحثة إيران بالإنابة في هيومن رايتس ووتش، ناهيد نقشبندي، "تنفّذ السلطات الإيرانية موجة إعدامات فظيعة بينما تروّج لانتخاباتها الرئاسية الأخيرة كدليل على التغيير الحقيقي".
وأضافت "كي تكون شعارات الحملة حقيقية، يتعيّن على الرئيس بزشكيان، التدخل فورا لإلغاء أحكام الإعدام الحالية ووقف عقوبة الإعدام واتخاذ خطوات لإصلاح القضاء".
ويرى المحلل السياسي الإيراني، علي نوري زاده، أن انتخاب بزشكيان جاء ضمن سيناريو رسمه المرشد الأعلى، علي خامنئي، لإرسال رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الوضع في إيران سيتغير، وأنه ستحدث إصلاحات.
وقال نوري زاده، لموقع الحرة، إن كل الوعود عن الإصلاح ذهبت أدراج الرياح وتلاشت بعد الانتخابات، وسرعان ما جرت موجة إعدامات جديدة.
وأشار إلى أن النظام الإيراني نفذ حملة الإعدامات بحجج واهية، وبزعم أن الذين جرى إعدامهم عناصر إرهابية ومهربي مخدرات، منوها إلى أن الذين جرى إعدامهم "لا ذنب لهم سوى أنهم معارضون".
وأشار المحلل السياسي إلى أن عمليات الإعدام تتم دون إخطار ذوي الضحايا، أو وسائل الإعلام، لافتا إلى أن الحملة طالت رجلا أمضى في السجن 15 عاما.
وكانت منظمة العفو الدولية، قالت في أبريل الماضي، إن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات دولية قوية لوقف "التصاعد المروّع" في عمليات الإعدام التي حولت السجون الإيرانية إلى "ساحات للقتل الجماعي".
وذكرت المنظمة في تقرير بعنوان: "لا تتركوهم يقتلوننا": أزمة الإعدام التي لا هوادة فيها في إيران منذ انتفاضة 2022"، أن السلطات الإيرانية "كثفت من وتيرة استخدامها لعقوبة الإعدام لبث الخوف في صفوف الشعب وتشديد قبضتها على السلطة" في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب مقتل مهسا أميني في 2022.
وأشار التقرير إلى أن عدد عمليات الإعدام التي نفذت في 2023 بإيران بلغت 853 حالة، وهو المعدل الأعلى المسجل منذ 2015، ويمثل زيادة بنسبة 48 بالمئة عن 2022، وبنسبة 172 بالمئة عن 2021.
وذكرت وكالة أنباء ناشطي حقوق الإنسان (هرانا) أن بين الذين أُعدِموا رضا رسائي، وهو كردي اعتقل خلال الاحتجاجات التي عمّت أنحاء إيران عام 2022.
وقالت الوكالة إن السلطات الإيرانية أعدمت رسائي (34 عاما)، في 6 أغسطس في سجن ديزيل آباد في كرمانشاه، لدوره المزعوم في "القتل العمد" لنادر بيرامي، رئيس استخبارات "الحرس الثوري الإسلامي" في صحن.
ونظم جناح النساء في سجن إيفين، تظاهرة احتجاجا على إعدام رسائي، قابلها أفراد الأمن بضرب وإصابة عديد من السجينات، بينهن الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي.
وكانت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ليز ثروسيل، قالت في 9 أغسطس، إن المفوض السامي، فولكر تورك، يشعر بقلق بالغ مما تردد عن تنفيذ السلطات الإيرانية للإعدام بحق 29 متهما.
وأفادت وكالة هرانا، في 8 أغسطس، أن المحكمة العليا أيدت أحكام الإعدام الصادرة ضد علي فدائي نسب، وفرهاد شاكري، وعيسى عبد المحمدي، وعبد الحكيم عظيم كركيج، وعبد الرحمن كركيج، وتاج محمد خرمالي بتهمة "التمرد المسلح"، بسبب عضويتهم المزعومة في الجماعة السلفية حزب الفرقان وجبهة التضامن الوطني لأهل السنة الإيرانيين.
ويشير نوري زاده، إلى أن عمليات الإعدام الأخيرة جرت بزعم أن إيران تتعرض إلى مخطط إسرائيلي، وأن من تم إعدامهم "كانوا مكلفين بتنفيذ المخطط".
وتوقع المتحدث ذاته، استمرار عمليات الإعدام خلال الشهرين المقبلين، "لأن هناك مؤشرات على احتجاجات قادمة"، ليست حصرية على الناشطين والسياسين، إنما بمشاركة المتقاعدين من الخدمة والعاملين في الحكومة "بسبب الضائقة الاقتصادية الخانقة".
وأضاف أن "موجة الغلاء في تصاعد، وهناك مشكلات في توفر الكهرباء التي تغيب لأكثر من 3 ساعات يوميا، بينما النظام عاجز عن حل المشكلة، لأنه مشغول بدعم حزب الله وحماس والجماعات العراقية، ولأنه لا يتهم بالشعب الإيراني".
بدورها، قالت نقشبندي إن "استخدام إيران عقوبة الإعدام كأداة للترهيب بعد محاكمات جائرة، خاصة ضد الذين يسعون إلى الإصلاح الحكومي، يكشف عن إساءة استخدام مروعة للسلطة".
وأضافت "ينبغي للدول الأخرى، خاصة التي تتعامل مع إيران، أن تدين هذه الممارسة غير الإنسانية وتدعو إلى وقف فوري للإعدامات".
وأعدمت السلطات الإيرانية 249 شخصا في الأشهر الستة الأولى من العام 2024، إذ حُكم على 147 منهم بالإعدام بتهم تتعلق بالمخدرات، وفق منظمة إيران لحقوق الإنسان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطات الإیرانیة عملیات الإعدام فی إیران فی سجن إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص أدينوا بتهمة التجسس لصالح الموساد
أعلنت السلطات الإيرانية، صباح الأربعاء، تنفيذ أحكام الإعدام شنقا بحق 3 أشخاص بعد إدانتهم بالتجسس لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) وذلك بعد يوم واحد فقط من دخول الهدنة بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ عقب تصعيد عسكري دام 12 يومًا.
وذكرت السلطة القضائية الإيرانية في بيان أنه أُلقي القبض على كل من إدريس علي وآزاد شجاعي ورسول أحمد رسول، أثناء محاولتهم استيراد معدات تُستخدم في عمليات الاغتيال داخل البلاد.
وتمت محاكمتهم بتهمة "التعامل مع الكيان الصهيوني" وتنفيذ حكم الإعدام بهم شنقا في مدينة أورميا (شمال غرب البلاد).
ونشرت وكالة "ميزان" -التابعة للسلطة القضائية- صور الثلاثة وهم يرتدون زي السجناء الأزرق، دون الكشف عن تفاصيل إضافية تتعلق بالشخصية المستهدفة بالاغتيال أو طبيعة المعدات المهربة، مكتفية بالإشارة إلى أن تلك المعدات استُخدمت سابقا في عملية اغتيال داخل البلاد.
حملة إعدامات متسارعةويأتي تنفيذ هذه الأحكام بعد يومين من إعدام شخص أدين بالتعاون مع جهاز الموساد. وتشير هذه التطورات إلى تصعيد واضح في التعامل الإيراني مع قضايا التجسس، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في 13 يونيو/حزيران واستهدف مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل البلاد.
وكان رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إيجائي قد تعهّد الأحد بـ"الإسراع في البتّ بقضايا الأمن القومي، لا سيما تلك المتعلقة بالتجسس لصالح إسرائيل أو دعمها" واصفا من يعمل لصالحها بـ"الطابور الخامس للعدو".
وتقول السلطات الإيرانية إن الهجوم الإسرائيلي الأخير كشف عن اختراقات استخباراتية خطيرة داخل البلاد، وهو ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات قضائية مشددة لمحاكمة من تشتبه في تعاونهم مع إسرائيل.
وتتهم طهران الموساد بالوقوف خلف العديد من الاغتيالات والتفجيرات التي استهدفت شخصيات وعلماء ومرافق حساسة في البلاد، خاصة ضمن البرنامج النووي الإيراني.
إعلانوكانت إسرائيل قد شنت هجوما واسع النطاق على إيران في 13 يونيو/حزيران، استمر 12 يوما، استهدفت خلاله مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، إضافة لاغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما أسفر عن 606 قتلى، و5 آلاف و332 مصابا، بحسب وزارة الصحة الإيرانية.
وبالمقابل، ردّت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيّرة على مواقع عسكرية واستخبارية إسرائيلية، مخترقة منظومات الدفاع الجوية.
وفي 24 يونيو/حزيران، أعلنت واشنطن عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد وساطة قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيا، وسط إشارات متزايدة إلى رغبة الأطراف الدولية في احتواء التصعيد.