الجزيرة:
2025-06-17@05:24:33 GMT

مستشفيات غزة تغرق في الظلام

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

مستشفيات غزة تغرق في الظلام

يهيمن الظلام على أروقة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، ولا تخرقه سوى أضواء خافتة من هواتف نقالة أو أجهزة تعمل على ما تبقى من بطارياتها، في ظل نقص حاد في الوقود.

وأخرجت الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من 10 أشهر العديد من مستشفيات القطاع المحاصر عن العمل، أما تلك التي بقيت قيد الخدمة فتقدم خدمات محدودة في ظل النقص الحاد في مختلف مستلزماتها.

وفي مستشفى كمال عدوان، فوجئ أيمن زقوت الذي نقل إليه بعد معاناته من المغص الكلوي بأن الأطباء وأفراد الطاقم الطبي يضطرون إلى استخدام مصابيح هواتفهم النقالة لكتابة التقارير الطبية، أو حتى قراءة بيانات الأجهزة القليلة التي لا تزال تعمل بما توفر من طاقة الشحن.

عانى زقوت لبلوغ المستشفى، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء المتكررة، والمعارك المتواصلة في القطاع منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ويقول وهو يغالب الألم بصعوبة "وصلت إلى المستشفى، لكن كما ترون لا كهرباء ولا أي شيء".

ويضيف الرجل وهو يرتدي زي الاستشفاء الأخضر وقد علّق له محلول في الذراع "لا أعرف كيف سأتلقى العلاج، ربنا يعيننا".

وتواجه منشآت طبية في القطاع الفلسطيني المدمر والمحاصر جراء الحرب خطر التوقف الكامل عن تقديم حتى الخدمات المحدودة التي لا تزال قادرة على توفيرها، في ظل انقطاع الكهرباء والنقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.

وتثير هذه المخاوف قلقا إضافيا على سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، والذين يعانون أصلا من أزمة إنسانية حادة وتبعات النزوح المتكرر والأمراض.

الأطفال الخدّج وجه آخر للمعاناة (الأناضول-أرشيف) وضع كارثي

ويؤكد الطبيب محمود أبو عمشة أن مستشفى كمال عدوان، حيث يعمل، مضطر إلى إعلان "توقف خدمة المرضى بالكامل نتيجة لنقص الوقود وتوقف إمداد الجهات الدولية بالوقود اللازم لتشغيل المحطة وتشغيل المستشفى. لدينا نقص في الأكسجين، ومحطة الأكسجين أصبحت متوقفة بالكامل".

ويوضح أبو عمشة "لا نستطيع تشغيل الطاقة الشمسية إلا عند وقوع الإصابات والمجازر الحرجة جراء الاستهداف الصهيوني. والطاقة الشمسية لا تستطيع أن تكفي المرضى 24 ساعة في ظل هذا الانقطاع في الكهرباء".

ويضيف "الأجهزة متوقفة، والبطارية لم يعد يتوفر فيها شحن. لدينا أطفال خدّج ورضّع، والوضع ينذر بوقوع كارثة"، مشيرا إلى أن "الأطفال الموجودين داخل هذه الحضانات "مهددون بتوقف القلب ومفارقة الحياة. والعناية المركزة أيضا للأطفال فيها 7 حالات، هؤلاء سيموتون نتيجة توقف ونقص الوقود".

وينتظر مستشفى العودة في شمال مدينة غزة تسلّم شحنات من الوقود، ويقول القائم بأعمال مدير المستشفى محمد صالحة إن "الأمور صعبة جدا عندنا".

ويضيف "أعلنّا قبل يومين أننا سنتوقف عن تقديم بعض الخدمات وخاصة تأجيل العمليات المجدولة لعدم وجود الوقود اللازم لتشغيل المستشفى"، محذرا من "خطر على المرضى والجرحى".

ويشير إلى أن المستشفى استطاع "استلاف" الوقود من مستشفيات في مدينة غزة، وذلك ما مكّنه إلى الآن من مواصلة "تقديم الخدمات بالحد الأدنى".

وفضلا عن نقص الموارد، تواجه المستشفيات ومرضاها والجرحى الذين يسقطون يوميا مخاطر أخرى تتعلق خصوصا بالقصف الإسرائيلي والمعارك.

وأطلقت وزارة الصحة في غزة هذا الأسبوع نداء بشأن "مئات المرضى" في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع؛ "في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة واقتراب عملياته العسكرية من محيط" المستشفى.

ووفق أرقام الأمم المتحدة، يعاني سكان القطاع من نقص حاد في الخدمات الطبية، إذ إن 16 مستشفى فقط لا تزال قادرة على العمل وبشكل جزئي حصرا.

وتؤكد وزارة الصحة أن نقص الوقود يهدد أيضا مهمة سيارات الإسعاف البالغة الأهمية خلال الحرب التي تسببت بمقتل أكثر من 40 ألف شخص وإصابة 93 ألفا، وفق أرقام الوزارة.

وناشدت "المؤسسات الدولية والأممية ذات العلاقة اتخاذ ما يلزم لحماية المستشفى والطواقم الطبية والمرضى الموجودين بداخله، في الوقت الذي لا يوجد فيه أمام الوزارة أي خيارات أو بدائل أخرى".

ومنذ اندلاع الحرب، أعلنت إسرائيل تشديد حصارها المفروض منذ أعوام على قطاع غزة وقطعت إمدادات الكهرباء، كما توقفت محطة إنتاج الطاقة الكهربائية الوحيدة في غزة عن العمل.

ومع تواصل الحرب الأطول في تاريخ الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، تدخل شاحنات الوقود بكميات قليلة إلى القطاع، حالها كحال بقية المساعدات الإنسانية التي تؤكد المنظمات الدولية أنها تبقى دون حاجات السكان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

غزة: 3 بلديات توقف خدماتها قسرا جراء نفاد الوقود

أعلنت 3 بلديات في قطاع غزة ، اليوم الأحد 15 يونيو 2025، توقف خدماتها قسرا جراء نفاد الوقود والحصار الإسرائيلي، وحذرت من "كارثة صحية وبيئية".

ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية جراء إغلاق إسرائيل المعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد جيشها من حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر.

وقالت بلدية خان يونس جنوبي القطاع في بيان لها: "نحذر من كارثة صحية وبيئية الناجمة عن توقف إمداد الوقود اللازم لتشغيل مرافق ومضخات المياه والصرف الصحي وآليات تقديم الخدمات".

وأشارت إلى "التوقف الكامل للخدمات الأساسية (اعتبارا من اليوم)، وخاصة في قطاعات المياه والصرف الصحي".

وحذرت من "انتشار الكوارث البيئية والصحية الناجمة عن توقف المحطات، وما سينتج عنه من تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وانتشار المزيد من الأمراض والأوبئة بين المواطنين".

كما أوضحت أن "تعذر تشغيل آبار المياه ومحطات التحلية سيحرم 900 ألف نسمة من أبسط حقوقهم في الحصول على المياه النظيفة للشرب والصالحة للاستخدام".

البلدية حثت "المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان على التدخل العاجل وبشكل فوري لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دمرت كافة قطاعات الحياة".

كما طالبت "الجهات المانحة والمنظمات الأممية التي تُعنى بحياة الإنسان بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لاستئناف إمداد الهيئات المحلية في قطاع غزة بالوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية".

في السياق، أعلنت بلديتا الزوايدة والنصيرات وسط القطاع، في بيانين منفصلين، توقف كامل الخدمات الأساسية اعتبارًا من صباح الاثنين، نتيجة نفاد الوقود.

وأوضحتا أن التوقف "يشمل تشغيل آبار المياه، ومحطات الصرف الصحي، وآليات جمع وترحيل النفايات الصلبة، ما ينذر بحدوث كارثة بيئية وصحية تهدد حياة مئات آلاف السكان في المنطقة الوسطى للقطاع".

وحذرت البلديتان من "ظهور مكاره صحية وانتشار الأوبئة نتيجة تراكم النفايات وتوقف ضخ المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي".

وطالبتا المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والحقوقية بـ"تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الكارثة الوشيكة، والضغط الفوري على الاحتلال الإسرائيلي لإدخال الوقود والمساعدات الحيوية للبلديات".

وقبل أسبوع، حذرت بلديات المحافظة الوسطى بقطاع غزة في بيان مشترك، من توقف خدماتها بشكل كامل جراء أزمة الوقود الناجمة عن مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية جراء إغلاقها المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين 5 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في خان يونس أحدث حصيلة لعدد شهداء غزة أماكن احتجاز 203 معتقلين من غزة في السجون الإسرائيلية الأكثر قراءة كتائب القسام تعلن قتل جندييْن إسرائيليين بمدينة غزة فصائل المقاومة: هذا الهدف الرئيسي من إنشاء مراكز توزيع المساعدات الأمريكية بالفيديو: "سرايا القدس" تنشر مشاهد لتفجّر منزل مفخخ بقوة إسرائيلية شرق جباليا استطلاع رأي: 61% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة "شاملة" مقابل وقف الحرب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسماعيلية يتفقد مستشفى القنطرة شرق المركزي والمركز التكنولوجي
  • من الولادة إلى الموت.. تفاصيل خنق رضيع داخل حمام مستشفى في مصر القديمة
  • عبد المالك: مستشفى الأزهر بأسيوط استقبل أكثر من 45 ألف مريض في 3 أشهر
  • ذاكرة النقصان.. توثيق روايات أهل غزة عن الإبادة الجماعية
  • غزة: 3 بلديات توقف خدماتها قسرا جراء نفاد الوقود
  • السيدة الأولى لدولة جامبيا تزور مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالأقصر
  • عاجل | الصحة ترفع جاهزية مستشفى جرش بدعم جديد لقسمي العناية والخداج
  • أمن الجيزة يكشف لغز بيع أدوية مستشفى الهرم أون لاين
  • مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تُشغّل مستشفى المحمدية بجدة
  • رئيس الوزراء يتفقد مستشفى وادي النطرون التخصصي