الرؤية- فيصل السعدي

قالت المهندسة سبأ بنت سعيد البوسعيدية رئيسة اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، إن اللجنة تعمل على تطوير وتنمية مهارات الشغوفين بالألعاب الإلكترونية وتأهيلهم للمنافسة في المسابقات العالمية، مضيفة أنَّ اللجنة تضم شريحة كبيرة من الموهوبين في هذه الألعاب.

وأوضحت- في تصريح لـ"الرؤية"- أن اللجنة ترسم كل عام خطط البرامج والأنشطة والمشاركات في المسابقات المتنوعة، ويتم تنفيذ هذا التصور أو البرنامج كما تم التخطيط له، وهو ما يخلق حراكًا فاعلاً لدعم اللاعبين الموهوبين.

وتعد سلطنة عمان من الدول الرائدة في المنطقة في دعم وتطوير هذا القطاع الناشئ، حيث تم إشهاراللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية في ١٧ مايو2021م، بقرار وزاري من صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب وذلك لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة في المجال الرياضي، وتنمية قدرات الشباب في كافة المجالات لخوض المنافسات الإقليمية والدولية وتحقيق مراكز متقدمة.

وأشادت البوسعيدية بجهود وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتطوير وتنظيم الأنشطة الثقافية والرياضية وبرامج دعم الشباب، مؤكدة أنَّ الألعاب والرياضات الإلكترونية لم تعد مجرد هواية أو ترفيه، بل أصبحت صناعة ضخمة ذات تأثير اقتصادي واجتماعي كبير.

وبيّنت رئيسة اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية، أن اللجنة نفذت العديد من المبادرات لتمكين اللاعبين العمانيين وصقل مواهبهم، حيث أطلقت اللجنة مُؤخرا مبادرة دعم الستريمرز وصناع المحتوى، بالإضافة إلى تدشين بطولة كرة القدم الإلكترونية (eFootball 2024) لتحديد البطل المشارك في بطولة كأس العالم والتي سيتواجد فيها علم السلطنة للمرة الأولى.

وحول المُشاركة الحالية في مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2024 بالعاصمة السعودية الرياض، قالت: "هذا هو المؤتمر الرئيسي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ويُعد بوابة لمديري الحاضر والمستقبل والقادة العالميين وصناع السياسات الرياضة العالمية الجديدة، ولقد شملت أجندة المؤتمر عددا من الفعاليات والجلسات النقاشية حول تأثير وتطوّر ثقافة المشجعين ومكانة لاعبي الرياضات الإلكترونية وغيرها من الجوانب".

وتابعت البوسعيدية قائلة: "نسعى إلى أن يكون قطاع الرياضات الإلكترونية قطاعا اقتصاديا ورافدًا سياحيًا للبلد، وبالتالي فإنَّ مساعي اللجنة تتواءم مع توجهات رؤية عمان 2040، ومن أهم أهداف اللجنة تحقيق مبدأ رياضة تكاملية واحترافية من حيث اللاعبين والبنى التحتية ومراكز التأهيل والتدريب والمجمعات الرياضية والمؤسسات المتخصصة، والتي تسهم بدورها في توسّع دائرة الرياضات الإلكترونية وجعلها صناعة عمانية بهوية وطنية، باعتبارها رياضة أولمبية معترف بها ولا تقل أهمية عن بقية الرياضات البدنية".

وكشفت البوسعيدية في حديثها عن أبرز أعمال وفعاليات اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية لعام 2024، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية لتبادل المعرفة والخبرات وخلق تواصل وثيق ونشر الوعي الثقافي بالرياضات الإلكترونية،  كما وقعت اللجنة العمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية اتفاقية مع وكالة تطوير الحاسوب والرياضات الأخرى بروسيا، وذلك ضمن خطط وبرامج اللجنة في تعزيز وتطوير الرياضات الفيزيائية الرقمية، كما أنه سعيًا للعمل في ترويج وتطوير الرياضات الرقمية والمدمجة بدنيًا على المستوى الوطني والدولي، فقد استطاعت اللجنة تنظيم فعالية "الفيجيتال" مؤخرًا بالتزامن مع اليوم العالمي للشباب، وهو مفهوم رياضي مبتكر يجمع بين الرياضات التقليدية وألعاب الفيديو.

وأضافت البوسعيدية: "تعد مشاركة اللجنة في بطولة كأس العام للرياضات الإلكترونية خلال الفترة 6 يونيو 2024، مشاركة تاريخية باعتبارها أول مشاركة لسلطنة عمان  في هذا المحفل الدولي، كما سجلت اللجنة المشاركة الأولى في البطولة الخليجية الأولى في مايو ٢٠٢٤، وهو تجمع رياضي إلكتروني في إطار تفعيل أعمال الاتحاد الخليجي للرياضات الإلكترونية، وإتاحة الفرصة للاعبين العمانيين الموهوبين للمنافسة والاحتكاك بمستويات مختلفة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مختصّون لـ"الرؤية": الفضول والأفكار المغلوطة تقود الشباب إلى هاوية الإدمان

الغسانية تحذّر من تناول الأدوية العلاجية كبديل للتعاطي

سارة بنت محمد: الإدمان قد يزيد من الميول الانتحارية

الغماري: مركز مسقط للتعافي خطوة مهمة لتعزيز خدمات علاج الإدمان

 

الرؤية- فاطمة البادية

يُؤكد عددٌ من المختصين أن إدمان المؤثرات العقلية يعد من أكثر القضايا الصحية والاجتماعية تعقيداً؛ نظراً لما يخلفه من آثار اجتماعية وصحية مدمرة. وأضافوا- في تصريحات للرؤية- أن المصحات العلاجية الحكومية والتابعة للقطاع الخاص تستقبل أعدادا كبيرة لعلاج حالات الإدمان.

وقالت أمل بنت خلفان الغسانية، اختصاصية اجتماعية بمركز مسقط للتعافي، إن الدوافع خلف الإدمان تكمن في حب التجربة والفضول، والأفكار المغلوطة حول تجربة التعاطي مثل الثقة بالنفس، إلى جانب التفكك الأسري، وأصدقاء السوء، والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية كذلك، وأيضا الدوافع النفسية الأخرى مثل إشباع الشعور بالنقص ولفت الانتباه.

وأضافت أن الإدمان يخلف العديد من الآثار الصحية كالإصابة بفايروس نقص المناعة المكتسب، وضعف أداء أعضاء الجسم لأدوارها الحيوية؛ نظراً لسُمية المواد المخدرة وخطورتها، إضافة إلى الآثار النفسية، من هلوسات سمعية وبصرية، وضعف القدرات الإدراكية، لافتة إلى أن الآثار الاجتماعية تتمثل في العزلة والانسحاب من المسؤوليات الاجتماعية، إلى جانب الاثار الاقتصادية والقضائية، كالتورط في قضايا ترويج أو حيازة المخدرات، والديون.

وحذّرت الغسانية من اتجاه البعض لتناول الأدوية والعقاقير العلاجية كبديل للتعاطي والذي بدوره يؤدي إلى الإدمان، إذ إن بعض المصابين بالأمراض المزمنة لاسيما أمراض الدم، والتي قد يصف الطبيب لها مسكنات للآلام أو وصفة علاجية، قد تكون مصنفة على أنها مواد مخدرة أو إدمانية، وذلك في حال تم استخدامها بغير الأغراض العلاجية، لافتة إلى أن معظم حالات إدمان الأدوية تكون ناتجة عن تناولها بدون وصفة طبية.

وصنّفت الغسانية مراحل التعافي من الإدمان إلى عدة مراحل، أولها التقييم الطبي، والذي يتم فيه معاينة المريض وتحديد وضعه النفسي والاجتماعي وغيره، ليتم تحويله إلى التخصصات المعنية، ثم مرحلة تشخيص نوع الإدمان وآثار التعاطي، وعلى إثر ذلك يتم ترقيد المريض في أجنحة علاج الإدمان، يليه مرحلة إزالة السموم على مدى 7-10 أيام، والمصحوبة بالأعراض الانسحابية، وأخيراً، مرحلة التأهيل والتي يتلقى فيها المريض الرعاية والعلاج من تخصصات متعددة، مثل طاقم الأطباء والممرضين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والعلاج الطبيعي لملاحظة حالة المريض، وضمان استكمال العلاج.


 

من جانبها، أوضحت سارة بنت محمد عبد الرحمن، أخصائية نفسية وعلاج الإدمان، أن التداعيات النفسية التي يخلفها الإدمان كثيرة، ومنها التغيرات في الشخصية كالانفعالات الحادة التي من شأنها التأثير على العلاقات الاجتماعية والأداء الوظيفي، والتقلبات المزاجية الحادة بين النشوة والاكتئاب، إضافة إلى استمرار الشعور بالقلق، واللامبالاة والهلاوس والأوهام التي تؤدي إلى التصرف بطريقة غير منطقية أو خطيرة.

وأكّدت سارة أن الإدمان قد يتسبب في زيادة الميول الانتحارية لدى المدمن بسبب تدهور حالته النفسية، واتجاهه نحو العزلة الاجتماعية وصعوبة التركيز واتخاذ القرارات، إضافة إلى تعاطي جرعات زائدة التي قد تؤدي إلى الوفاة، كما يكتسب المدمن سلوكيات سيئة مثل الكذب والإنفاق المفرط على المخدرات والسرقة.

وشدّدت سارة على أهمية التوعية المبكرة بمخاطر التدخين إذ إن المتعاطي يبدأ غالباً بتدخين التبغ والمواد المخدرة، موضحة أن أكثر طرق التعاطي انتشاراً هي التدخين والبلع والاستنشاق والحقن، ولذلك يجب توخي الحذر من تناول أي أدوية بدون إشراف طبي.

وأشارت سارة إلى أن الفئة الأكثر عرضة للتعاطي هم فئة الشباب والمراهقون ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و25 عامًا، إذ يعود ذلك إلى عدة عوامل مثل وجود تاريخ عائلي للإدمان وضعف مهارات الرفض والتجارب المبكرة، كما أن الذكور مهددون بخطر التعاطي أكثر من الإناث وذلك لأسباب اجتماعية وثقافية، إلى جانب انتشار التعاطي بينهم بشكل أكبر.

وقالت سارة إن بعض الأفراد يلجؤون للتعاطي للهروب من الضغوطات النفسية والاكتئاب، مبينة: "التعاطي يزيد هذه المشاكل النفسية سوءا، وقد يصاب المتعاطي بالصدمات النفسية وتغلب عليه مشاعر التمرد".


 

وذكر أحمد بن خلفان الغماري، ممرض متخصص في الصحة النفسية، أن مركز مسقط للتعافي متخصص في تقديم خدمات العلاج والتأهيل من الإدمان بمختلف أنواعه مثل إدمان الكحول والمخدرات والمؤثرات العقلية، مضيفا أن السعة الاستيعابية للمركز تقدر بـ130 سريرا، مع 40 سريرا لبيوت التعافي، تشمل قسمين لإزالة السموم، وقسمين لإعادة التأهيل قصير الأمد، والقسم العدلي، وبرنامج بيوت التعافي لبرنامج طويل الأمد.

ولفت أحمد إلى أبرز المرافق التي يضمها المركز، منها العيادة الخارجية، والأقسام الداخلية، وقسم إعادة التأهيل، والصيدلية، والمختبر، إلى جانب المرافق المتخصصة للعلاج النفسي والاجتماعي من قاعات التقييم، والعلاج الجمعي، ومرافق التأهيل البدني، وغيره.

وأوضح: "افتتاح مركز مسقط للتعافي يُعد خطوة مهمة في تعزيز خدمات علاج الإدمان في سلطنة عُمان، ويعكس حرص وزارة الصحة على توفير رعاية نفسية متكاملة وشاملة". وأضاف أن المركز يجسد رؤية عُمان الصحية والتي تهدف إلى نظام صحي مستدام يركّز على الوقاية والعلاج، ويرتقي بجودة حياة الأفراد والمجتمع.


 

مقالات مشابهة

  • بالتزامن مع كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.. خريطة تفاعلية توجّه الزوار وتكافئهم في بوليفارد سيتي
  • مختصّون لـ"الرؤية": الفضول والأفكار المغلوطة تقود الشباب إلى هاوية الإدمان
  • "شبكة تجفيف العملة".. تأجيل محاكمة 9 متهمين بينهم كويتي بتهمة ضرب الاقتصاد الوطني
  • تامر حسني يُشعل الرياض في أضخم حفل على هامش كأس العالم للألعاب الإلكترونية.. وأغنية "السح الدح امبوه" مفاجأة تثير الجدل!
  • من الهواية إلى العالمية.. كيف تحوّلت الألعاب الإلكترونية إلى صناعة كبرى تتصدر المشهد وتُصنع في السعودية مستقبله
  • من الهواية إلى العالمية.. كيف تحولت الألعاب الإلكترونية إلى صناعة كبرى تتصدر المشهد وتُصنع في السعودية مستقبله؟
  • "أكسيوس": أوباما يعود إلى دائرة جمع التبرعات للمؤتمر الوطني الديمقراطي
  • قيادي بمستقبل وطن يثمن خطوة الحكومة لتعزيز دور المناطق الحرة
  • السويدي للتنمية الصناعية تجذب استثمارات تركية جديدة لتعزيز صناعة النسيج في مصر بالتعاون مع التمثيل التجاري
  • السويدي للتنمية الصناعية تجذب استثمارات تركية جديدة لتعزيز صناعة النسيج في مصر