«الحج في تراث السمسمية» بندوة في معرض السويس للكتاب
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
معرض السويس للكتاب .. نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض السويس الثاني للكتاب، المعقد حالياً على ممشى السويس تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ندوة بعنوان «الحج في تراث السمسمية»، شارك فيها كل من الباحث والشاعر أحمد أبو سمرة، والكاتب أحمد غزالي، والشاعر محمد التمساح، وأدارها الكاتب محمد حمدان.
بدأ حمدان حديثه قائلاً: «يسعدني إدارة الندوة التي تعني بالحفاظ على تراث الحج من خلال السمسمية، وقد بدأت علاقة السويس بالحجّ مباشرة بعد دخول الإسلام إلى أرض مصر ومن هذا المنطلق سيحدثنا أحمد أبو سمرة الشاعر والباحث ورئيس جمعية رعاية الفنون والحفاظ على التراث عن الحج وعن كسوة الكعبة ومما شهده من تراث».
بدأ أبو سمرة حديثه عن الحج كعقيدة وطقوس وتراث، لافتا إلى أن شعيرة الحج مبنية على قاعدتين القدرة والاستطاعة لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، والمقصود بالقدرة هنا القدرة الجسدية والنفسية والمادية.
وأضاف أن الحج أكبر من كونه مرتبطا بالدين الإسلامي فقط ولكنه شعيرة موجودة في الأديان الأخرى أيضا.
وعن الأدب الشعبي وعلاقته بالحجّ قال: لو بحثنا في تراث السمسمية سنجد أن النصوص المتعلقة بالأمر قليلة لأن السويس لم تكن سوى بلد استقبال ووداع، وناشد بأن يعتمد ميناء (بورتوفيق) ميناء للحجّ مرة أخرى، لأنه لم يكن مجرد مكان لعبور الحجاج لكن ميناء ومركزا تجاريا.
وتناول الأدب الشعبي الحج من منظور الحنين أو الحنون ويعني الإحساس بالرهبة عند الوداع والتي تعبر عنها الأغنيات في ليلة الاحتفاء بسفر الحجيج، وترتبط العادات التي تتعلق بالحج بطقوس الاجتماع والاحتفاء والاحتفال بالشخص الذاهب للحجّ، وتناول الأدب الشعبي موضوع الحج من خلال تقديمه في الأغنيات والمدائح والتواشيح الدينية، وكان حداء الجمال يعتبر جزءا من الغناء الذي تتغنى به القافلة.
ومن جانبه تحدث الكاتب أحمد غزالي، عن ارتباط الحجيج بمدينة السويس وذكر كلمة الإمام السيوطي «أن السويس كانت مركزا هاما لتجميع الحجاج»، وقد سجلت مدينة السويس بعمرانها أثر مرور الحجيج فيها حيث كان الأهالي يؤجرون الأدوار الأرضية المعروفة بالمندرة للحجيج بأجور رمزية إكراما لرحلة الحج، وكان أهل السويس قديما يسعدون باستقبال الحجيج في رحلة الحج ومعهم (كسوة الكعبة) التي كانت تعدها مصر قديما.
وتابع: أما رحلة الذهاب فلم يكن يمر شهر رمضان على أهل السويس إلا وهم في استقبال الحجيج من جميع بلدان الوطن العربي مثل ليبيا والمغرب العربي وتتارستان وأفغانستان وغيرها من البلدان وذلك في أجواء صوفية وسط أضرحة أولياء الله الصالحين في السويس مثل سيدي عبد الله الغريب، وسيدي الأربعين وسيدي فرج وسيدي الخضر وغيرهم، وكانت السويس تعيش على هذا الموسم ولوازمه قبل حفر القناه، ولقد سجل المستشرقون والكتاب العرب مشاهداتهم لهذا الموسم، وقت مرور الحجيج بمدينة السويس حيث تتجمع طوائف الحرفيين والتجار واستعداد الطرق الصوفية وتجهيز أهل السويس لهذا الاحتفال العظيم.
وأضاف أن السمسمية هي آلة ذات جذور مصرية قديمة، وكانت تشارك الناس في جميع مناسباتهم منذ ولادتهم إلى وفاتهم، وكانت السمسمية أداة استقبال وتوديع حجاج بيت الله الحرام من خلال انتظار البواخر التي تحمل الحجيج وهم يغنون الأغاني ابتهاجا بسفرهم وبعودتهم، ومن أشهر فناني السمسمية حتى عهد قريب هو الفنان السويسي علي أبو حسني، الفنان حسن العشري والفنان محمد صديق رحمة الله عليهم.
واستعرض الشاعر محمد التمساح، نماذج غنائية من تراث السويس المرتبطة بشعيرة الحج التي تتقاطع كلها في التغني بعشق رسول الله صلى الله عليه وسلم والشوق إلى زيارته، وذكر بعض طقوس الإعداد لرحلة الحاج مثل تجهيز ملابس الإحرام وتحضير "الزاد" الذي سيأخذه الحاج معه على مدار الرحلة، ثم احتفاء أهل الحاجّ قبل الرحلة بسبعة ليالي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض السويس للكتاب الهيئة المصرية العامة للكتاب السويس الثقافة البرنامج الثقافي تراث الحج
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان الدورة العاشرة لمعرض الإسكندرية للكتاب بكلية سان مارك بعد توقف أربع سنوات
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد حسن، محافظ الإسكندرية، فعاليات الدورة العاشرة من معرض الإسكندرية للكتاب، بعد توقف دام أربعة أعوام، والذي يُقام بمقر كلية سان مارك، وتُنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، وتستمر فعالياته حتى 6 أغسطس المقبل، وذلك تزامنًا مع احتفالات محافظة الإسكندرية بعيدها القومي.
وقد تفقد وزير الثقافة أجنحة المعرض المختلفة، والتي تضم مشاركات 75 دار عرض، حيث أشاد بحُسن تنظيم المعرض، وتوقف خلال جولته عند عدد من الأجنحة الرسمية والخاصة، واستعرض إصدارات قطاعات وزارة الثقافة، مشيدًا بتنوع المحتوى وثرائه، وما يُمثله من انعكاس حقيقي لحيوية المشهد الثقافي المصري .
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن استئناف تنظيم معرض الإسكندرية للكتاب في دورته العاشرة، يُجسد حرص الدولة المصرية على نشر الوعي الثقافي في مختلف محافظات الجمهورية، وتفعيل مبدأ العدالة الثقافية بوصفه أحد المرتكزات الأساسية للاستراتيجية الثقافية الوطنية، مشيرًا إلى أن الوزارة تقيم حزمة من الفعاليات الثقافية والفنية المتزامنة في الإسكندرية خلال هذه الفترة، لتكون متاحة لأبناء المحافظة وضيوفها على حد سواء، تأكيدًا لمكانة المدينة كمنارة فكرية وثقافية متجذرة في التاريخ المصري والعربي.
وأضاف: "إن معرض الإسكندرية للكتاب يُعد محطة محورية ضمن سلسلة المعارض الصيفية التي تنظمها الهيئة المصرية العامة للكتاب، في ضوء النجاحات الملحوظة التي تحققت في محافظات مثل الفيوم وبورسعيد، بما يعكس رؤية متكاملة تسعى لربط المواطن بالمعرفة وتعزيز مكانة مصر الثقافية إقليميًا ودوليًا".
ولفت وزير الثقافة إلى أن الوزارة ستحرص على إتاحة الكتاب بكافة الوسائل والوسائط، سواء من خلال المعارض الدائمة والموسمية، أو عبر منافذ البيع التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب، بالإضافة إلى مشروع “كشك كتاب” الذي شهد مؤخرًا افتتاح 30 منفذًا جديدًا في قرى المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”،بخلاف إطلاق التطبيق الإلكتروني "كتاب".
وأكد وزير الثقافة أن الوزارة بصدد توسيع نطاق المعارض لتشمل مناطق لم تكن مطروقة من قبل، وذلك بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات الشريكة، من بينها وزارة التعليم العالي لإقامة معارض في الجامعات، ووزارة الشباب والرياضة في مراكز الشباب، ووزارة الأوقاف، والكنيسة، والأزهر الشريف، لتنظيم أنشطة ثقافية متنوعة تستهدف مختلف فئات المجتمع.
ومن جانبه، أكد الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، أن إقامة المعرض ضمن أجندة الفعاليات الثقافية بالمحافظة تمثل إضافة حقيقية ومهمة للمشهد الثقافي، وتعكس دور الدولة في دعم وتطوير البنية الثقافية بالمدينة، بما يواكب تطلعات أبنائها وعمقها الحضاري.
وأشار المحافظ إلى أن تزامن افتتاح المعرض مع احتفالات الإسكندرية بعيدها القومي يمنحه زخمًا خاصًّا، ويعكس إدراكًا متزايدًا بقيمة الثقافة كأداة من أدوات التنمية المجتمعية، وبوصفها مكونًا أساسيًا في بناء الإنسان وصياغة وعيه، لا سيما في هذه المرحلة التي تتطلب ترسيخ القيم الإيجابية والانتماء الوطني.
كما أشاد محافظ الإسكندرية بحجم المشاركة الواسعة من دور النشر الرسمية والخاصة، إلى جانب أجنحة قطاعات وزارة الثقافة، بما يعكس تضافر الجهود لتقديم تجربة ثقافية متكاملة تراعي تنوع الفئات العمرية والاهتمامات المعرفية، وتخاطب مختلف شرائح المجتمع، مشيدًا بالتعاون الوثيق بين الوزارة والمحافظة في تنظيم هذا الحدث المهم، الذي يمثل نموذجًا ناجحًا للعمل المشترك من أجل خدمة المواطن.
وأشار الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إلى أن تزامن إقامة معرض الإسكندرية للكتاب هذا العام مع احتفالات المدينة بعيدها القومي، يأتي تجسيدًا للعلاقة الوثيقة بين الذاكرة الوطنية والمشروع الثقافي، ومكانة الإسكندرية كمنارة للتنوير والإبداع في الوجدان المصري. وفي مدينة تمتلك طابعًا ثقافيًا فريدًا وجمهورًا شغوفًا بالقراءة، ليكتسب المعرض أهمية خاصة، لا سيما خلال موسم الصيف، حيث تتزايد الحاجة لفعاليات معرفية تُعيد للكتاب حضوره في الحياة العامة.
وأوضح بهي الدين أن المعرض يأتي ضمن خطة موسعة أطلقتها الهيئة المصرية العامة للكتاب منذ يونيو الماضي لإقامة سلسلة من المعارض في المحافظات، بالتعاون مع قطاعات وزارة الثقافة ودور النشر المصرية، بهدف إتاحة المعرفة وتوسيع نطاق الوصول إلى الكتاب، حيث يمثل هذا المعرض جزءًا من مشروع متكامل تسعى الهيئة من خلاله إلى فتح آفاق جديدة للكتاب، عبر شراكات مؤسسية ومبادرات مستدامة، بما يعكس التزام وزارة الثقافة بجعل الثقافة في متناول الجميع، وفي القلب منها: الكتاب.
ويمثل معرض الإسكندرية للكتاب محطة رئيسية في سلسلة المعارض الصيفية التي تنظمها الهيئة المصرية العامة للكتاب في عدد من المحافظات، بعد النجاحات اللافتة التي حققتها معارض الفيوم وبورسعيد، ويأتي في إطار خطة وزارة الثقافة لنشر المعرفة وتعزيز مبدأ العدالة الثقافية في مختلف ربوع الجمهورية.
ويشارك في المعرض هذا العام 75 دار نشر تمثل مزيجًا من الدور الرسمية والخاصة، إلى جانب عدد من قطاعات وزارة الثقافة، ومنها: الهيئة العامة لقصور الثقافة، المركز القومي للترجمة، دار الكتب والوثائق القومية، صندوق التنمية الثقافية، بالإضافة إلى جناح مميز للهيئة المصرية العامة للكتاب، التي تقدم خلاله مجموعة متنوعة من إصداراتها في مختلف التخصصات بأسعار رمزية تتراوح بين جنيه و20 جنيهًا، حرصًا على إتاحة المعرفة لجميع فئات المواطنين.