عقد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية؛ ندوة بعنوان: «المحتوى المعرفي بمراكز التوثيق وتطبيقات الذكاء الاصطناعي»، بهدف تسليط الضوء على أهمية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة المحتوى المعرفي لدعم الجهود البحثية، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، وعدد من المسؤولين التنفيذيين بالوزارات والهيئات المختلفة، وأساتذة الجامعات، والعديد من الشخصيات العامة.

وفي كلمته، أعرب أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مركز المعلومات، عن ترحيبه بالندوة الأولى التي يعقدها مركز الوثائق الاستراتيجية بـ «مركز المعلومات»، بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية، ضمن سلسلة من الندوات المشتركة لتعزيز الشراكة بين الطرفين في نشر المعرفة، وتفعيل التعاون البناء بين كافة المؤسسات؛ بما يخدم عملية اتخاذ القرار على جميع المستويات.

الحكومة المصرية أولت اهتماما كبيرا برقمنة الوثائق الاستراتيجية

وأشار «الجوهري»، إلى الدور المحوري الذي تلعبه مكتبة الإسكندرية لتوثيق تراث مصر الحضاري، بجانب دور مركز الوثائق الاستراتيجية بـ «مركز المعلومات» في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، مضيفًا أن الحكومة المصرية أولت اهتمامًا كبيرًا برقمنة الوثائق الاستراتيجية، وذلك منذ تأسيس مركز الوثائق الاستراتيجية عام 2006، لوضع ذاكرة إلكترونية للوثائق الحكومية لخدمة الأغراض البحثية، وذلك بما يشمل رقمنة حوالي 350 وثيقة عند التأسيس، وليصل إلى أكثر من 28 ألف وثيقة خلال عام 2023، وبما أسهم في تأريخ الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في مصر خلال الفترة من 1975 إلى 2006، بجانب التوثيق الاستراتيجي للمشروعات القومية منذ 2014 وحتى الآن، بالإضافة إلى دعم مشروعات التحول الرقمي وغيرها.

وتيرة استخدام التقنيات الرقمية شهدت تسارعا ملحوظا على مستوى العالم

وأوضح «الجوهري»، أن وتيرة استخدام التقنيات الرقمية شهدت تسارعًا ملحوظًا على مستوى العالم، حيث سجّل حجم الاقتصاد الرقمي 16% من إجمالي الناتج المحلي العالمي وفقًا لتقديرات البنك الدولي عام 2022، كما أنه من المُتوقع أن تبلغ مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد المصري 42.7 مليار دولار في عام 2030، مضيفًا أن «مركز المعلومات» يستهدف توطين التطبيقات التكنولوجية وبناء حلول تكنولوجية ذكية على مستوى عالمي لتعزيز عملية صنع القرار بالاعتماد على التقنيات الذكية كالنمذجة والذكاء الاصطناعي.

وخلال الجلسة الأولى من الندوة، استعرضت د. عبير صبحي، مدير مركز الوثائق الاستراتيجية بـ مركز المعلومات، دور المركز في نشر ثقافة التوثيق والمعلوماتية والتراكم المعرفي من خلال عرض تقديمي؛ بعنوان: «التوثيق الاستراتيجي وبناء المعرفة للمستقبل»، حيث عرضت أبرز إنجازات المركز في ذلك الإطار، وتطرقت إلى كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في أعمال التوثيق المختلفة.

كما شارك د. أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية، بعرض تقديمي، بعنوان: «توثيق التراث ودوره في نشر الوعي والحفاظ على الهوية»، متطرقًا إلى أبرز إنجازات المركز في مجال حفظ التراث والتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة.

استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم القرار في مصر

وخلال الجلسة الثانية من الندوة، قدمت د. هبة عبد المنعم، رئيس محور شؤون المكتب الفني بمركز المعلومات، عرضًا حول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم القرار في مصر، كما استعرض م. عمرو إبراهيم، بشركة مايكروسوفت مصر، سبل استخدامات نظم الذكاء الاصطناعي في استخراج المعارف من البيانات الضخمة، في حين، تطرق د. مؤمن النشارتي، أستاذ علوم البيانات والمعلومات بجامعة القاهرة، إلى دور الذكاء الاصطناعي في دعم التوثيق لمصادر المعلومات.ومن جانبهم، طالب المشاركون بالندوة بدعم تجارب الشراكة بين جميع الجهات المصرية العاملة بمجال التوثيق وكافة الوزارات بشكل متكامل لتحقيق المزيد من الاستفادة من حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها في إدارة المحتوى المعرفي، والخروج بنموذج رائد على المستوى المحلي والإقليمي.

حضر الندوة، اللواء جوي هشام طاحون، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، و أ.د. محمد القرش، مساعد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والمتحدث الرسمي للوزارة، و م. خالد مصطفى، الوكيل الدائم لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، و أ.د. يوسف ورداني، مساعد وزير الشباب والرياضة، و هاني غنيم، رئيس الإدارة المركزية للمكتبة المركزية بوزارة المالية، و أ.د محمد مصطفى صالح، وكيل كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة، وذلك إلى جانب ممثلي الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، ومعهد المخطوطات العربية، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، وجامعتي القاهرة وعين شمس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أساتذة الجامعات إصلاح الاقتصاد استصلاح الأراضي الإدارة المركزية الاقتصاد المصري معلومات الوزراء الذكاء الإصطناعي الذکاء الاصطناعی فی مرکز المعلومات

إقرأ أيضاً:

هل يخلق الذكاء الاصطناعي مجتمعا أميا في المستقبل؟

في نهاية عام 2022، كشفت شركة "أوبن إيه آي" عن أول روبوت دردشة "شات جي بي تي" يعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، معلنة بذلك بداية عصر روبوتات الدردشة ونماذج الذكاء الاصطناعي المتوفرة للعامة.

وخلال الأشهر التالية، تمكّن "شات جي بي تي" من التغلغل في حياة المستخدمين بشكل كبير، إذ قام الكثيرون بإلقاء المهام المملة والمكررة على عاتقه، وشيئا فشيئا، ازداد عدد المهام التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي، خاصة عندما تعلّق الأمر بكتابة الأبحاث المطلوبة من التلاميذ أو بعض المستندات الرسمية في الشركات، مما أثار المخاوف من تدهور القدرات الكتابية لمستخدمي "شات جي بي تي".

ورغم المخاوف من تراجع المهارات الكتابية للأجيال الحديثة، سواء التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في كتابة أبحاث الدراسة المطلوبة منها أو حتى الأعمال الكتابية في الشركات، فإن هذا الجانب ليس الأخطر كما يرى ليف ويذربي مدير مختبر النظرية الرقمية في جامعة "نيويورك"، حسب تقرير كتبه في صحيفة "ذا نيويورك تايمز".

ويرى ويذربي الخطر الأكبر في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأداء مجموعة من المهام الأكثر تعقيدا وتطلبا، وتحديدا المهام المتعلقة بالحسابات وكتابة الأكواد البرمجية، إذ يخشى تحول المجتمع إلى مجتمع أمي غير قادر على أداء الحسابات أو كتابة الأكواد البرمجية، ولكن كيف هذا؟

ترك المهام للذكاء الاصطناعي

يشير ويذربي في تقريره إلى كون أحد تلاميذه يعتمد على كود برمجي يقوم بكتابته بنفسه، من أجل تحليل البيانات المختلفة التي تصل إليه من التجارب العلمية التي يقوم بها أو حتى التجارب الإحصائية من الاستطلاعات المختلفة، ويقوم هذا الكود بتيسير عملية تحليل البيانات والوصول إلى النتائج المطلوبة بشكل سريع.

ولكن، بعد انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي، تخلى التلميذ عن هذا الأمر، معتمدا على "شات جي بي تي"، ليقوم بكتابة الكود وتحليل البيانات ثم تقديم النتيجة النهائية له، دون الحاجة لكتابة أي كود أو قراءة البيانات ومحاولة فهمها وتحليلها.

كبرى الشركات التقنية العالمية بدأت تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في عملياتها البرمجية. (صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي)

 

وتعزز تجربة أندريه كارباثي مهندس الذكاء الاصطناعي في موجة "فايب كودينج" (Vibe Coding)، لتكتب الأكواد البرمجية عبر توجيه مجموعة من الأوامر الصوتية لمساعدي الذكاء الاصطناعي، هذه النتيجة.

إعلان

ورغم انبهار العالم البرمجي بهذه الآلية الجديدة والنظر إليها كخطوة تسرّع من عمل المبرمجين في مختلف القطاعات حول العالم، فإن الأكواد الناتجة عنها تأتي معطوبة ومليئة بالأخطاء التي لا يمكن إصلاحها، ومنهم الكود الذي قام كارباثي بكتابته.

والأسوأ، فإن بعض المبرمجين الذين اعتمدوا على هذه الآلية ومنهم كارباثي قال إنهم أصبحوا غير قادرين على كتابة أكواد برمجية بالشكل المعتاد.

الذكاء الاصطناعي يقضي على وظائف مهندسي البرمجة

لا تبدو موجة "فايب كودينج" قادرة على الإطاحة بوظائف مهندسي البرمجة، ولكن على الصعيد الآخر، فإن كبرى الشركات التقنية العالمية بدأت تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في عملياتها البرمجية.

وفي تصريح سابق، قالت "غوغل" إن أكثر من 25% من أكواد الشركة مكتوبة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وكذلك الحال مع "مايكروسوفت" التي تتشارك النسبة ذاتها، وقامت بحملة إقالات تجاوزت الآلاف حول العالم، وبالمثل "أمازون" و"أوبن إيه آي".

ومن جانبها، تحاول "أوبن إيه آي" استثمار أكثر من 3 مليارات دولار للاستحواذ على شركة "ويند سيرف"، التي تملك أداة تساعد في كتابة الأكواد البرمجية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، في خطوة لتقليل الاعتماد على المبرمجين البشر.

ويبدو أن هذا التوجه أصبح عالميا، إذ أشارت التقارير من مؤسسة "سيجنال فاير" (SignalFire) المختصة بمتابعة سوق العمل ومؤسسة "زيكي" (Zeki) للأبحاث، فإن الشركات توقفت عن تعيين مهندسي البرمجة للمبتدئين لينخفض إجمالي أعداد التوظيف في كبرى الشركات التقنية إلى صفر بعد أن كان يصل إلى الآلاف يوميا.

وفي حين ترى الشركات أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ضرورة مستقبلية، فإن مثل هذا النفور من تعيين المبرمجين البشر قد يتسبب في اختفاء المؤسسات التعليمية المسؤولة عن تخريج المهندسين وعلماء الحاسب، في خطوة تماثل التخلي عن العمالة اليدوية البشرية تزامنا مع الثروة الصناعية.

الوصول إلى مجتمع أمي حسابيا

في الماضي، كانت الأمية هي غياب القدرة على القراءة والكتابة، ولكن يبدو أننا على أعتاب مفهوم جديد للأمية، فرغم كون الشخص قادرا على القراءة والكتابة، فإنه لن يكون قادرا على الإبداع واستخدام المفاهيم الرياضية والحسابية المتوسطة.

إذ يشير العديد من الدراسات إلى أن الاعتماد المبالغ فيه على أدوات الذكاء الاصطناعي يفقد الإنسان قدرته الإبداع وقدرته على الكتابة والقراءة وتحليل البيانات بشكل ملائم وصحيح تماما، وهو ما يسرّع الوصول إلى المجتمع الأمي.

مقالات مشابهة

  • هل يخلق الذكاء الاصطناعي مجتمعا أميا في المستقبل؟
  • مركز (ICAIRE) يطلق النسخة الثانية من مبادرة إليفيت لتدريب 5000 امرأة في الذكاء الاصطناعي حول العالم بشراكة مع (Microsoft)
  • تلخيص للرسائل.. الذكاء الاصطناعي يدخل واتساب
  • لهذه الأسباب إيران وأميركا تتفقان على مخاطر تطبيق واتساب على الأمن القومي
  • مركز معلومات الوزراء: أسواق الطاقة تترقب تداعيات الصراع رغم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
  • بين التأييد والرفض.. الذكاء الاصطناعي يدخل قطاع التعليم في الولايات المتحدة
  • حقوق النشر.. معركة مستعرة بين عمالقة الذكاء الاصطناعي والمبدعين
  • متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟
  • العمري: حتى الذكاء الاصطناعي لا يستطيع حل مشاكل النصر
  • مساعد العمري: مشاكل النصر لا يحلها إلا الذكاء الاصطناعي.. فيديو