الشاعرة عائشة الشامسي لـ24: الإمارات تقدم جهوداً دؤوبة للارتقاء بلغة الضاد
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
أكدت الشاعرة والناقدة الإماراتية الدكتورة عائشة الشامسي أن الإمارات تقدم جهوداً دؤوبة للارتقاء بمكانة اللغة العربية، مما يجعل الأجيال الصاعدة تنظر للغة الضاد بمزيد من الاعتزاز والاهتمام، موضحة أن الشعر هو إعمال للفكر والخيال معاً.
وأضافت في حوار لـ24، أن عناصر البيئة المحلية واضحة جداً في معجم قصائدها، وبالنسبة لكتابها "بنية الخطاب الشعري العربي عند شاعرات الألفية الثالثة" فقد أوضحت أنه يسلط الضوء على تجربة مجموعة من الشاعرات، لا سيما مع تنامي هذه التجربة وازدهارها ورواجها، كما ذكرت أن ديوانها الشعري "ما لم تقله عائشة" يشكل مرحلة إبداعية جديدة في مسيرتها الشعرية، ولأول مرة يجد القارئ عائشة بين معاني قصائد الديوان من عتبة العنوان إلى آخر قصيدة يحتويها هذا الكتاب.
وتاليا نص الحوار:
_كيف أثرَت البيئة المحيطة في تشكيل وبناء قصيدة عائشة الشامسي؟
لا يمكن لأي شاعر إلا أن يتأثر بمحيطه، ومنذ طفولتي هنالك عناصر مهمة تساهم في تشكيل القصيدة في مخيلتي وعلى أوراقي، وقد كانت عناصر البيئة المحلية واضحة جداً في معجم قصائدي، لا شك أنني تأثرت وأثرت في بيئتي بكل ما تحويه من عناصر وأدوات، وكذلك هنالك إطار ثقافي مجتمعي رسم معالم قصيدتي، بحيث لا تتجاوز هذا الإطار الذي يجعلني شاعرة إماراتية حافظت على ما يجعلها ابنة البيئة المحلية، وابنة مجتمع الإمارات ومدينة العين الوارفة بنخيلها، والمحافظة على عناصرها الثقافية والتراثية بفخر واعتزاز.
_ما أهم المحاور التي تطرقت لها في كتابك "بنية الخطاب الشعري العربي عند شاعرات الألفية الثالثة"؟
هذا الكتاب يسلط الضوء على تجربة مجموعة من الشاعرات، والتي أعتبرها ملفتة، لا سيما مع تنامي هذه التجربة وازدهارها ورواجها، ووقوع الكثير من أمثلتها الرائدة بين أيدينا.
لقد عنونت الدراسة هذه والتي نعتبرها لبنة أولى في مسار تتبع الملامح الشعرية للشاعرات العربيات المعاصرات بـ "حبر أبيض" بنية الخطاب الشعري العربي عند شاعرات مطلع الألفية الثالثة، لقد قسمت الدراسة إلى 3 فصول، حيث أفردت الفصل الأول للبنيّة الموضوعاتية، درست فيه تجليات بنيات مقولات غاستون باشلار في الخطاب الشعري للشاعرات العربيات، أما في الفصل الثاني فقد درست البنية النفسية في الخطاب الشعري للشاعرات العربيات انطلاقا من تنظيرات عالمة النفس هيلين دويتش زميلة عالم النفس الأشهر سيغموند فرويد. أما الفصل الثالث والأخير فخصصته لأهم النقاد العرب الذين قدموا بحوثاً مهمة فيما يتعلق بالشعرية العربية المعاصرة (أدونيس، صلاح فضل، ويمنى العيد، وجمال الدين بن الشيخ) وقد كان هذا الفصل مكرساً لتقصي بعض التجارب الشعرية لشاعرات الخليج خاصة.
_على ماذا اشتمل كتابك "ما لم تقله عائشة"؟
الكتاب ديوان شعري مختلف، يحتوي على نظرة وجوديَة، وفلسفة خاصة لعائشة، لم يكن ديواناً شعرياً فقط، بل مكاشفة من نوع آخر، ومن يمر على قصائد الديوان سيجد الإجابة على (ما لم تقله عائشة)، فهو مرحلة إبداعية جديدة، ولأول مرة يجد القارئ عائشة بين معاني قصائد الديوان من عتبة عنوان الديوان إلى آخر قصيدة فيه.
_"التنمية البشرية" حقل معرفي يعتمد على التفكير المنطقي والعقلاني، أما الشعر فهو فضاءات منبثقة من صميم العاطفة والخيال، كيف جمعت بين مدرب تنمية بشرية وشاعرة، وهل أثر أحدهما على الآخر؟
من يتقن فن إدارة الأفكار والمشاعر سوف يستطيع أن يجمع بين المنطق والعاطفة، لم أخلط يوماً بين المنطق والعاطفة والخيال، استطعت السير في مساريين متوازيين التقيا في نقطة واحدة هي عائشة، لا أعلم لماذا ألمس في سؤالك ما يقول بأن الشعر لا منطق له، على العكس فالشعر هو إعمال للفكر والخيال معاً، وما هو الخيال دون تفكير في معطيات هذا الخيال، وما القصيدة دون منطق! بالطبع أقصد منطق الشعراء الذي يبيح لهم ما لا يبيحه لغيرهم، وليس غريبا أن يكون الشاعر مدرباً بشرياً فهنالك شعراء أطباء ومهندسون وغيرهم.
_ بصفتك أكاديمية وباحثة كيف تنظرين إلى مكانة اللغة العربية لدى الأجيال الصاعدة، وما اقتراحاتك للارتقاء بهذه المكانة؟
دائما أنظر إلى مكانة اللغة العربية بنظرة إيجابية، فاليوم ما تقدمه الإمارات من جهود دؤوبة لتعزيز مكانة اللغة العربية، يجعل الأجيال الصاعدة تحرص على لغتها الأم بمزيد من الاهتمام والاعتزاز، كونها عنصر من عناصر الهوية الوطنية، وجزء لا يتجزؤ من ثقافتنا، الدولة ونحن كمتخصصين نسعى لاستدامة اللغة العربية، وهو الطريق السليم والصحيح للارتقاء بهذه اللغة، وأن نوحد الجهود لتصب في مسار واحد يخدم تعزيز مكانة اللغة العربية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح يوم المرأة الإماراتية أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات مکانة اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
«جونا عربي».. شعار «أيام العربية» ينبض بالحياة ببرنامج حافل
أبوظبي (الاتحاد)
كشف مركز أبوظبي للغة العربية اليوم عن برنامجه الكامل للدورة الثالثة من مهرجان «أيام العربية» الممتد لثلاثة أيام، محتفياً باللغة العربية وحيويتها وصلتها بالواقع المعاصر، فمن 13 إلى 15 ديسمبر 2025، تتحوّل منارة السعديات إلى فضاءٍ نابضٍ بالموسيقى والسينما وفنون السرد والتجارب التفاعلية، تحت شعار يتماهى مع روح الشباب هو «جونا عربي».وتقدم دورة عام 2025 أوسع برنامج لمهرجان «أيام العربية» حتى الآن، إذ يشهد عروضاً موسيقية تُقدم للمرة الأولى، وورش عمل للتطوير المهني، ومساحات مخصّصة للشباب والعائلات، مسلطاً الضوء على الدور المحوري لأبوظبي باعتبارها منصة عالمية للغة العربية والثقافة، بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية الذي تحتفي به اليونسكو في 18 ديسمبر.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «إن مهرجان أيام العربية أكثر من مجرد احتفالية، إنه برنامج حي، يستفيد من مفهوم الصناعات الإبداعية، ليجعل اللغة نابضة بالحياة». وأضاف: «تدعو دورة هذا العام الجمهور إلى تذوق جماليات اللغة العربية بالحواس، رؤيتها، وسماعها، والتفاعل معها عبر الابتكارات في العلوم، والفنون، مع عناية خاصة بفئة الشباب، وابتكارات العالم الرقمي، تعزيزاً لرسالة شعار اليونسكو لاحتفالات هذا العام باليوم العالمي للغة العربية «آفاق مبتكرة للغة العربية: سياسات وممارسات ترسم مستقبلاً لغوياً أكثر شمولاً»، وتأكيداً لرسالة مركز أبوظبي للغة العربية بأن اللغة ليست إرثاً فحسب، بل قوة إبداعية متجددة».
عبر العروض الموسيقية والحوارات الثقافية الثرية، يصطحب المهرجان خلال أيامه الثلاث زواره في رحلة من الأمسيات الغنائية يحييها كل من فؤاد عبد الواحد، ورحمة رياض، وفرقة كايروكي. فيما تشهد الليلة الختامية احتفاء خاصاً بفن الموشحات، بمشاركة لينا شاماميان، وريما خشيش، وزينة عماد.
وضمن فقرتها الفنية، ستقدم خشيش ألبومها الجديد «يا من إذا» تكريماً للشاعر والموسيقار المصري فؤاد عبد المجيد، إذ يشهد الألبوم عرضه الحي الأول، وإطلاقه الرسمي على مسرح المهرجان بعد إصداره الرقمي العالمي.
جلسات حوارية
تستضيف قاعة المهرجان يومياً جلسات حوارية تستكشف عمق التعبير الثقافي العربي وتطوره، إذ تُفتتح فعاليات اليوم الأول بجلسة تحمل عنوان «النغمة والقصيدة: التراث مصدراً للإبداع المعاصر»، تتناول العلاقة الراسخة بين الموسيقى والشعر، والأساليب التي يواصل بها التراث الثقافي العربي التأثير في الممارسات الإبداعية الحديثة. وتجمع الجلسة رؤى كل من لينا شماميان، والباحث والشاعر الدكتور مهدي منصور.أما اليوم الثاني فيتضمن جلسة بعنوان «الشباب وصناعة المحتوى العربي»، بمشاركة المخرجين ماجد الزبيدي، وندى جاهد، يستعرضان خلالها تجربتهما في دخول عالم السينما، والدروس التي اكتسباها خلال إخراج أفلامهما.
يختتم المهرجان فعالياته في اليوم الأخير، بالشراكة مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بجلسة بعنوان «أصوات وجماليات: العربية مصدراً للإلهام»، تسلط الضوء على دور اللغة العربية بوصفها محدداً للهوية، وأساساً للتعبير الأدبي والفني. ويشارك في الجلسة كل من المؤلف الموسيقي إيهاب درويش رئيس جمعية الموسيقيين الإماراتيين، والناقدة الأدبية مريم الهاشمي، والشاعر عبدالرحمن الحميري، الفائز بمسابقة «أمير الشعراء» لعام 2025.
رؤية معاصرة
وفي دورته الثالثة، تعود جلسات «الحكايات حول موقدة النار» برؤية معاصرة تعيد سرد التقاليد العربية، حيث تلتقي الحكايات الكلاسيكية بفنون السرد الحديث، والموسيقى، والشعر ضمن أجواء رائعة في الهواء الطلق. ويشارك في الجلسات كلٌ من الفنان فايز السعيد، والشاعر علي الخوَّار، وعازف العود عبدالعزيز المدني، وعازف الناي ناصر أمير، إلى جانب خبير الخيل العالمي علي العامري.
وانطلاقاً من رسالته الثقافية، يستضيف المهرجان، بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، مؤتمراً بعنوان «الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية»، بهدف تمكين معلمي اللغة العربية، ودعم تطوير نماذج مبتكرة للمناهج الدراسية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما توفّر الدورة التدريبية للسرد القصصي المقدمة من (سي إن إن بالعربية) فرصةً للمواهب الناشئة من صناع المحتوى لتعزيز قدراتهم في السرد ومهارات الإنتاج الرقمي.
تجارب تفاعلية
ويقدم المهرجان أنشطة متنوعة مُصممة لتناسب جميع الأعمار، مع تجارب تفاعلية، وجدار غرافيتي للرسم الحي، وورش عمل حول كيفية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لبناء مسارات مهنية إبداعية. إضافة إلى عرض باقة مختارة من الأفلام العربية لصناع أفلام موهوبين، يقدمها استوديو الفيلم العربي، إحدى مبادرات المختبر الإبداعي، ذراع تطوير المواهب لهيئة الإعلام الإبداعي في أبوظبي، علاوة على ذلك، يتضمن البرنامج مجموعة من الأنشطة المناسبة للعائلات تتضمن مسرح الدمى والجوقة العربية، ومجموعة متنوعة من ألعاب الطاولة التقليدية.