الجيش المصرى والصومال والقرن الأفريقى.. دلالات ورسائل
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
قوات مصرية فى الصومال، جملة تصدرت كافة مانشيتات الصحف العربية والعالمية، لا يخلو منها شريط الأخبار لكافة القنوات الإخبارية العالمية، تتنافس وسائل الإعلام ونشرات الأخبار على استضافة محللين سياسيين وعسكريين، لم تكن جملة عابرة بل هى فى حقيقتها تحمل الكثير من الدلالات الهامه، ولمن لا يعرف فإن آخر تصنيف دولى لجيوش العالم حسب مركز GLOBAL FIRE POWER لعام 2024 جاء ليعلن حلول الجيش المصرى فى المرتبة الـ15 عالميا والأولى عربيا، ما يؤكد هذه الدلالات أننا قوة لا يستهان بها، ورقم كبير فى المعادلة على كافة الجبهات وكافة الأحداث، وتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأشقاء فى الصومال، هو دعم وشهامة ورجولة من رئيس مصر عبدالفتاح السيسى تجاه الأشقاء فى مقديشو.
دلالات ورسائل التواجد المصرى فى الصومال كثيرة، وبكل صراحة وبدون مؤاربة، تحمل عدة رسائل منها أن الجيش المصرى له الذراع الطولى فى المنطقه وأنه رمانة ميزان استقرار الشرق الأوسط، وأعلنها وبكل صراحة أننا لسنا جيشاً عدائياً، ولدينا جيش لا يقهر، فلا بد لمن يتعامل مع مصر، أن يتحسس مواقفه، فلن تقبل مصر أى تجاوز للحقوق ولا بمقدرات الشعب المصرى، كما أنها تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف.
قرأت تعليقاً لأستاذى الخبير الاستراتيجى الوطنى اللواء سمير فرج، يرى فيه أن مصر تستهدف من حضورها العسكرى فى الصومال 3 محددات: «أولاً مساعدة الجيش الصومالى ورفع كفاءته القتالية للتعامل مع عمليات (منظمة الشباب) الإرهابية عبر الخبرات الكبيرة للجيش المصري، وثانياً دعم وحدة الأراضى الصومالية برفع كفاءة قواتها المسلحة، وثالثاً تعزيز مشاركة مقديشو فى تأمين قناة السويس من باب المندب».
بعثت كلمات اللواء سمير فرج لدىّ حالة من الأريحية، وقطعت الطريق أمام مروجى التصريحات غير المسئولة وغير المنضبطة، ولتؤكد أن تلك الخطوة تستهدف تعزيز العلاقات بين البلدين عبر «تطبيق الاتفاقيات على أرض الواقع»، وأن الوجود العسكرى المصرى «سيكون لتدريب القوات الصومالية والمشاركة فى قوات حفظ السلام»، فى ضوء محددات أبرزها «دعم مقديشو فى مواجهة الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضيها».
تواجد مصر فى الصومال أحيا ذكرى وإرثاً طيباً من المحبة والوفاق، إبان حقبة الرئيس جمال عبد الناصر الذى كان له دور كبير فى مساعدة الصومال من الاستعمارين الإيطالى والبريطانى ونالت استقلالها عام 1960، ويحمل الصوماليون لمصر مشاعر طيبة عنوانها النصرة والفزعة للتغلب على الصعاب والأزمات.
فى نفس الاتجاه هناك ترحيب شعبى كبير لوجود القوات المصرية على أرض الصومال لمساعدتهم فى بسط الأمن والاستقرار فى بلادهم ببناء جيش وقوات قادرة على مجابهة القوات غير النظامية التى تسعى لشق صف البلد العربى الأفريقى الحبيب.
التقارب المصرى الصومالى يرجع إلى فطنة الرئيس السيسى ودراسته المتعمقة لأبعاد الأمن القومى المصرى، والنجاح فى إبرام الاتفاقيات والمعاهدات التى تؤكد أن سيادته يمتلك فكراً استراتيجياً على أعلى مستوى، تعبر عنه وبصدق تلك الرسائل التى يبعث بها الرئيس للشعب المصرى، والتى تحمل كلها وفى مجملها أن «مصر بخير».
إن تداول صور احتفالات الأطفال الصوماليين بقدوم ضباط وجنود الجيش المصرى، والتصريحات السابقة والحالية للمسئولين الصوماليين والتى منها ما قاله وزير التجارة والصناعة الصومالى فى حوار خاص سابق مع جريدة اليوم السابع اليومية «إذا كان ناصر هو زعيم أفريقيا فى القرن العشرين، فنحن نرى السيسى أيضاً زعيماً لأفريقيا فى القرن الواحد والعشرين»... أمور تدعو للفخر بأن مصر تخطو خطوات ثابتة، وخلفها جيش عتيد وقادة عظام كتب التاريخ عنهم شهادات وبطولات بحروف من نور، فى الإخلاص والتضحية وحب الوطن. وهم قادرون وبكل فخر على حماية القرن الأفريقى من تغول المعتدين أو الموتورين، متسلحين بعقيدة راسخة وإيمان مستقر ومواثيق ومعاهدات دولية وأفريقية وعربية تضفى الشرعية على ما يقومون به، حفظ الله مصر ورئيسها وشعبها وجيشها البطل وقادته العظام.
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ كلمة حق طارق عبدالعزيز الجیش المصرى فى الصومال
إقرأ أيضاً:
أهداف استراتيجية ورسائل سياسية متعددة.. ما مصير "غزة واليمن" من زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط؟
يترقب العالم باهتمام بالغ تفاصيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الحاجة إلى جهود دبلوماسية فعّالة لإعادة التوازن في ملفات شديدة الحساسية مثل اليمن وغزة.
ترامب يستعد لجولة خليجية مرتقبة: ملفات غزة واليمن على الطاولة قراءة في التوقيت والدلالات حول استقالة رئيس الحكومة اليمنية "أحمد بن مبارك"وتحمل هذه الزيارة المرتقبة أبعادًا متعددة تتنوع بين الأهداف السياسية والاقتصادية، ما يجعلها محط أنظار القوى الفاعلة في المنطقة والعالم.
ما أهداف زيارة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط؟
تتمثل الأهداف المعلنة وغير المعلنة لهذه الزيارة في تعزيز الحضور الأمريكي على الساحة الإقليمية، وإعادة ترميم التحالفات الاستراتيجية التي تراجعت خلال الفترات السابقة. وتسعى زيارة ترامب إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أن واشنطن لا تزال تحتفظ بدورها القيادي في المنطقة، سواء عبر التعاون الأمني أو التنسيق السياسي مع حلفائها التقليديين.
وفي سياق متصل، تهدف الزيارة إلى التأكيد على "أولوية المصالح الأمريكية" في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي فرضتها تطورات الأوضاع في أوكرانيا وشرق آسيا، والتي قد تُلقي بظلالها على السياسات الأمريكية في المنطقة العربية.
ما مصير الملفات الحساسة مثل غزة واليمن؟
من أبرز التساؤلات المطروحة بشأن هذه الزيارة هو مصير الملفات الإنسانية والسياسية الشائكة، وفي مقدمتها الملفان اليمني والفلسطيني. وفي هذا الإطار، تشير توقعات المراقبين إلى أن ترامب سيحاول استخدام هذه الملفات كورقة ضغط سياسية لتعزيز موقفه داخليًا وخارجيًا، مع تقديم رؤى توصف بـ "البراغماتية" لحلحلة بعض أوجه الصراع.
ففي اليمن، قد تُطرح مبادرات لاحتواء التصعيد العسكري وإعادة إحياء المفاوضات السياسية، في ظل الحاجة الماسة لحل إنساني طويل الأمد. أما فيما يخص قطاع غزة، فإن الأنظار تتجه إلى مدى استعداد ترامب للضغط على الأطراف المعنية من أجل وقف الأعمال العسكرية وتخفيف الحصار المفروض على السكان، مع التشجيع على استئناف مسار السلام المتعثر.
هل تشمل الزيارة ملفات اقتصادية واستثمارية؟
بجانب الشق السياسي، تحمل زيارة ترامب بعدًا اقتصاديًا لا يمكن إغفاله. حيث من المتوقع أن تتضمن أجندة الزيارة مباحثات موسعة حول تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، خصوصًا في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا.
وقد يُعلن خلال الزيارة عن اتفاقيات أو تفاهمات جديدة في مجال الاستثمارات المباشرة، وتطوير مشاريع البنية التحتية والطاقة النظيفة، بما يتماشى مع التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي نحو الاستدامة والرقمنة.
ما موقف ترامب من الأوضاع في اليمن وغزة خلال زيارته؟
حسب مصادر سياسية مطلعة، يسعى ترامب من خلال هذه الزيارة إلى تبني موقف يظهر فيه كـ "وسيط سلام قوي"، قادر على التأثير في مسارات النزاع في كل من اليمن وغزة، ومع ذلك، يبقى الموقف الأمريكي مرهونًا بحسابات المصالح، ومدى تجاوب القوى الإقليمية والدولية مع الطروحات المقترحة.
من المتوقع أن يتبنى ترامب خطابًا يؤكد ضرورة مكافحة الإرهاب، مع دعوات إلى إيجاد حلول سياسية دائمة وشاملة، تراعي الحقوق الإنسانية وتدعم التنمية والاستقرار في الدول المتأثرة بالنزاعات.
زيارة تحمل أبعادًا تتجاوز السياسة
في المحصلة، يمكن القول إن زيارة ترامب المقبلة إلى الشرق الأوسط ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرته على استعادة الدور الأمريكي التقليدي في المنطقة، خاصة في ظل تنامي أدوار قوى دولية أخرى مثل الصين وروسيا. كما أن نجاح الزيارة أو فشلها سيكون له تأثير مباشر على مستقبل الملفات الإقليمية الأكثر تعقيدًا، وعلى مسار العلاقات الأمريكية العربية في المرحلة المقبلة.
الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على سفن شحن ومالكيها بسبب دعم الحوثيين خبير استراتيجي لـ "الفجر": ميليشيات الحوثي تسعى بتوجيهات ملالي إيران إلى تأليب المجتمع الإقليمي والدولي