إعرف الحق تعرف أهله.
يقول الإمام علي رضي الله عنه:
إنَّ دينَ الله لا يُعرَفُ بالرِّجال ، بَل بآيَة الحَقِّ؛ فَاعرف الحَقَّ تَعرِف أهلَهُ.
*
و نقرأ مقالات و أراء مختلفة و نشاهد لقاءات و ندوات و حتى في مواقع التواصل المختلفة و مثلها محاولاتنا القديمة و حتى يومنا هذا في الكتابه بما فتح الله علينا من شهادة و نصح و توثيق كانت تصلنا الرسائل و تسجل لنا التعليقات متفاوتة متفرقة و مختلفة.
لنلحظ أن حرب السودان كشفت عن انقسام عميق بين السودانيين أنفسهم يحتاج من أهل التخصص دراسته و معالجته. فالأمر يتعدى تأييد جانب في الحرب و عداوة اخر إلى حقيقة أن تجدك تدافع عن مليشيات تضم في قطعانها مرتزقة تحل و تستبيح دماء و أعراض و أموال شعب السودان أهلك واهل البعض فيها بإسم الحرب و التحرير من كيزان الجيش و الفلول بل إلى إيمان تام و دفاع مستميت عن فعالهم مع ايجاد المبررات و الأسباب و الأعذار لها من احتلال بيوت الناس إلى هتك أعراضهم! و أبسط دفوعة مكررة أن تقارن أفعال النظام السابق و الجيش بهم؟! أو فقط ترمي لنا الودع أنها الحرب و هذا ما يتوقع حدوثه فيها ككل حرب!
*
الكتابة عن تعليل الأمر بالغبن و رغبة الإنتقام بسبب فعال الإخوان المسلمين في السودان طوال سنين حكمهم و جرائمهم في حق الناس من قتل و هتك للأعراض و سرقة و تشريد و تعديهم و قهرهم و ظلمهم و الإنتقال إلى الحقد و الضغينة و الحسد و الدونيّة و عقد النقص تجاه قبائل و أجناس فيه لإيضاح أحوال اخرى لن يكون سليماً منصفاً ذا فائدة لإنقاذ السودان أولاً من نيران حرب الشركاء المشتعلة فيه إلى اليوم و المهددة لوحدته إلى مستقبل شعب السودان نفسه في حالة تبعثره و تقسُّمه إلى أقاليم دول!
*
محاولة الدعوة إلى النظر بواقع لأسباب الحرب الحقيقية المتمثلة في الرغبة الخالصة في “السلطة و الحكم” في شخص حميدتي و من “خلفه” ثم البرهان و من معه و تجريدها من “شماعات” الفلول و كيدهم للثورة تظل تصطدم بالمدافعين عن المليشيات و الحاقدين على مجموعات فيه إلى الشامتين بالشعب السوداني عامة كافة حد الشماتة على أنفسهم من حمق الحقد فيهم!
فمعرفة أصل المرض هي خير مساعد على إيجاد الدواء الشافي له. أما الانشغال بمعالجة الأعراض الظاهرة له فقط فستؤدي في معظم الحالات و الأحوال إلى تفشيه فالتهلكة.
*
عمر البشير و برلمان كيزانه هم من أوجدوا الجنجويد و كثير من مليشيات قبلهم ثم أكسبوها شريعة القوات النظامية الكل يعلم ذلك.
لكن سلطة ما بعد الثورة و الشركاء فيها هم من وثقوا لوجود تلك المليشيات و أكدوا الإعتراف بها رغم أن الجميع كان يدعو لتفكيك النظام المخلوع و بدعته سياسة التمكين و اجتزاز كل بقاياه و شركاته و أجهزته و حتى استخباراته!
و سيقول قائل أن المليشيات وقفت مع الثورة و يكفي اعتراف قادة الجيش بها و ضم قائدها إليهم!
و دونكم ما حدث بعدها فأحكموا بأنفسكم عليها.
*
إن تقسيم السودان الذي يعتبره -قاصري النظر و الجهلاء- حلَّاً لهذه الحرب و لمشاكل السودان كلها لن يجلب معه السلام يوماً لأن ما في النفوس بين أهل السودان تجذر مع هذه الحرب و انكشف للعلن.
المحاولات لإيقاف الحرب عليها التركيز على أول أساس فيها و هو النزاع على السلطة. ثم تأتي العدالة فالقصاص ثانيا.
فالأنشغال عن ذاك يجعل المجرمين منا و بيننا يظنون أن طوق النجاة لهم هو بنفخ بالونتهم و أهميتهم بإطالة أمر التفاوض معهم و كأنهم المنقذين لنا و هم أول من أجرم في حقنا.
*
و سيأتي من يدافع عن ذاك و هذا و يقلب الحقائق في وجه كل من سعى للكشف عنها. بل و يوزع الإتهامات رخيصة من الرخص في أنفس لا تخاف الله فينا.
اللهم فأشهد
mhmh18@windowslive.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البعثة الدولية: تصاعد الحرب في السودان يؤدي إلى عواقب مميتة للمدنيين
حذّرت اليوم بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن السودان من تصاعد الحرب في السودان، بما في ذلك من عواقب مميتة لعدد لا يحصى من المدنيين العالقين في النزاع.
ودعت البعثة المجتمع الدولي لتنفيذ حظر على الأسلحة، وضمان مساءلة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.
وأفادت البعثة الدولية أمام مجلس حقوق الإنسان، بأنها وثقت تصاعدًا في استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان، واستخدام المساعدات سلاحًا في الحرب، وحصار المستشفيات.
وقال رئيس البعثة محمد شاندي عثمان: "إن النزاع في السودان لم يقترب من الإنتهاء بعد، ولايزال حجم المعاناة الإنسانية يتفاقم".
السودانالأمم المتحدةحرب السودانقد يعجبك أيضاًNo stories found.