سلامة الطفل بالشارقة تكشف خطورة ترك الأطفال في المركبات المغلقة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
الشارقة في 10 أغسطس/ وام/حذرت "إدارة سلامة الطفل" بالشارقة من مخاطر ترك الأطفال في المركبات المغلقة خاصة خلال فترة الصيف، وكشفت لأولياء الأمور أثر ذلك على حياة الصغار وحتى البالغين من مختلف الأعمار، حيث أجرت لأول مرة في الإمارات والمنطقة، تجربة اجتماعية تحت شعار "تفقّدهم .. لكي لا تفقِدهم"، تبيّن بالاختبار العملي ما يمكن أن يتعرض له الإنسان من مخاطر في مثل هذه الحالات، تصل إلى الوفاة الحتمية، وارتفاع ضغط الدم، وتباطؤ دقات القلب، وبلوغ مستويات عالية من الجفاف في أعضاء الجسم خلال فترة زمنية قصيرة.
وجاءت التجربة التي نفذتها الإدارة، ضمن استراتيجيتها في رفع الوعي بما يهدد سلامة الأطفال البدنية، والنفسية، والذهنية، وفي إطار دعمها لتوجهات وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على صحة الصغار، حيث استضافت عدداً من مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي والمتطوعين لتجربة ما يمر به الأطفال في حال تركوا في مركبات مغلقة في الصيف، وذلك تحت إشراف طبي وفريق من المتخصصين ورجال الدفاع المدني لتسجيل قراءات المؤشرات الحيوية مع بيان واضح بموافقة المتطوعين على المشاركة في التجربة.
وكشفت التجربة التي أقيمت على مدار 8 ساعات متواصلة، مدى قدرة المشاركين على تحمل البقاء لمدة عشر دقائق داخل مركبة مغلقة من دون تكييف وفي ظل حرارة تتراوح بين 40 - 45 درجة مئوية، وتزداد بمقدار 20 درجة خلال 10 دقائق داخل المركبة المغلقة.
وأظهرت نتائج التجربة، التي جاءت بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة وهيئة الشارقة للدفاع المدني، أن معظم المشاركين شعروا بالدوار والإجهاد والصداع والغثيان، وانخفاض كبير في مستوى الأوكسجين في الدم لديهم في مؤشر على خطورة مثل هذا الموقف في حال تعرض له الأطفال لوقت أطول دون إنقاذ.
وقالت هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة: "التحذيرات وحدها لا تكفي عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال، خاصة عند الحديث عن مواقف يصعب على ذويهم وأولياء أمورهم تخيّل وتقدير حجم خطورتها، لهذا استندنا إلى البرهان العملي والتجربة الحية، لنرفع وعي المجتمع بخطورة المواقف والسلوكيات التي يمارسونها بقصد أو بإهمال ويمكن أن تهدد سلامة الأطفال، وتودي بحياتهم أو تضر بصحتهم البدنية أو النفسية أو الذهنية، فما يغيب عن ذهن الكثير أن مثل هذه الحوادث قد لا يظهر تأثيرها المباشر على صحة الطفل، إلا أنها قد تشكل له أزمة نفسية تجاه الضيق والشعور بالاختناق في الأماكن المغلقة، وقد تسبب تلفاً في خلايا دماغه، في حال تزايدت درجات الحرارة إلى مستويات عالية".
وأكدت: "كانت هذه التجربة صعبة للغاية، وقد أصريت على اختبارها بنفسي لتخيل مدى المعاناة التي تواجه أي إنسان يتعرض لهذا الموقف، لهذا رسالتنا في إدارة سلامة الطفل لكل ولي أمر ومسؤول عن التعامل مع الأطفال، ألا يستهين بممارساته تجاه الأطفال، وأن يظل يقظاً ومتنبهاً لكل سلوك يقوم به برفقة الصغار، فلا مجال للسهو أو النسيان أو التغافل، ونقول لكل واحد منهم: (تفقّدهم .. لكي لا تفقِدهم)".
من جانبه، أكد مدير فرع التوعية والإعلام المروري في شرطة الشارقة، النقيب سعود الشيبة، أن مشاركة شرطة الشارقة في التجربة يأتي استكمالاً لجهود وزارة الداخلية لرعاية الأطفال في الدولة، مشيراً إلى تخصيص عدد كبير من البرامج التدريبية الخاصة للتعامل مع الأطفال في الإدارات الميدانية، لمكافحة كل ما من شأنه أن يشكل خطورة على سلامة الأطفال وحالتهم الصحية والنفسية. في حين أشار الشيبة إلى أن المشاكل والقضايا المتعلقة بسلامة الطفل باتت تشهد انخفاضاً مستمراً بفضل زيادة الوعي بين أفراد المجتمع، حيث أن مهام الأجهزة الحكومية لا تقتصر على مكافحة المظاهر والسلوكيات السلبية بل زيادة التوعية بمخاطرها والعمل على تلافيها بشكل استباقي.
وأوضح الطبيب الذي راقب سلامة المشاركين أثناء التجربة أن تعرض جسم الإنسان لدرجة حرارة عالية يتسبب في فقدان السوائل والأملاح نتيجة للتعرق، ما يؤدي إلى اضطرابات في التوازن الكهروكيميائي للخلايا، ويتسبب في تسارع نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوى الأوكسجين في الدم، ما يؤدي إلى الإغماء وقد تصل إلى الاختناق والوفاة.
وتأتي التجربة الجديدة لسلامة الطفل ضمن حملاتها التوعوية، "سلامتهم أولاً" المستمرة على مدار العام، واستكمالاً للتجربة وتحقيق أكبر فاعلية مجتمعية منها، نشرت "سلامة الطفل" فيلماً توعوياً تضمن مشاهد من التجربة، وإرشادات لأولياء الأمور للتنبيه إلى أهمية تجنيب أطفالهم التعرض لأي خطر مماثل.
اسلامه الحسينالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: سلامة الأطفال الأطفال فی
إقرأ أيضاً:
أخصائي طب الأطفال: لبن الأم دواء حي لا يمكن تعويضه بالرضاعة الصناعية
أكدت الدكتورة دينا مؤمن، أخصائي طب الأطفال واستشاري الرضاعة الطبيعية، أهمية استعداد الأمهات للرضاعة قبل الولادة، مشيرة إلى أن الأفضل أن تبدأ الأم زيارتها الأولى لاستشاري الرضاعة قبل الولادة بشهرين أو ثلاثة، لتتعرف على الخطوات والإرشادات اللازمة لضمان تجربة ناجحة وآمنة.
وقالت “مؤمن”، خلال لقاءها مع الإعلامية آية جمال الدين، عبر شاشة “دي أم سي”، إن الجلسات التحضيرية قبل الولادة تهدف إلى تعريف الأم بكيفية التعامل مع الموقف بعد الولادة، سواء في حالة الولادة الطبيعية — وهي الأفضل من حيث الاستجابة الهرمونية للرضاعة — أو في الولادة القيصرية، مضيفة أن على الأم أن تكون على دراية بحقوقها داخل المستشفى، خصوصًا ما يُعرف بـ«الساعة الذهبية».
وأوضحت أن «الساعة الذهبية» هي اللحظة الأولى بعد الولادة مباشرة، عندما يُوضع الطفل في حضن أمه دون تأخير أو تحميم، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعزز الارتباط بين الأم ورضيعها وتساعد الطفل على التقام الثدي والبدء في الرضاعة بشكل طبيعي بفضل الغريزة الفطرية التي وُلد بها.
وأضافت استشاري الرضاعة الطبيعية أن كثيرًا من المشكلات التي تواجه الأمهات، مثل تشققات الحلمة أو الألم أثناء الرضاعة، تنتج عن وضعية خاطئة للطفل، موضحة أن الوضعية الصحيحة تكون عندما يكون رأس الطفل وجسمه في خط مستقيم مع فتح الفم جيدًا وسماع صوت البلع أثناء الرضاعة.
وحول ما إذا كانت الرضاعة الطبيعية قد لا تكفي الطفل في الأيام الأولى، نفت هذا الاعتقاد تمامًا، مؤكدة أن بكاء الطفل المتكرر في هذه المرحلة لا يعني أنه جائع، بل يرجع إلى احتياجه المستمر للسعرات الحرارية بسبب سرعة نموه، خصوصًا في فترات «طفرة النمو» مثل الأسبوع السادس أو عند بلوغه شهرين.
ولفتت مؤمن إلى أن علاج التشققات لا يستدعي التوقف عن الرضاعة، مشيرة إلى أن استخدام لبن الأم نفسه على موضع الجرح يساعد على التئامه بسرعة كبيرة، إلى جانب بعض الكريمات العلاجية المخصصة لذلك.
وأكدت في ختام حديثها أن لبن الأم لا يمكن تعويضه، لأنه يحتوي على خلايا حية وأجسام مضادة تمنح الطفل مناعة طبيعية ضد الأمراض والفيروسات، مشددة على أن اللبن الصناعي، رغم محاولات تطويره في المعامل، يظل مجرد غذاء تقليدي لا يضاهي القيمة الحيوية والغذائية للبن الأم الطبيعي.