إثيوبيا تفقد توازنها سريعًا
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
غنى عن البيان الدور التاريخى الذى لعبته مصر فى محيطها الإقليمى والدولى على مدار تاريخها القديم والحديث.. وإذا كانت الجغرافيا السياسية قد فرضت على مصر أن تجابه أطماع القوى الاستعمارية وتحديات كبيرة كونها دولة محورية فى قلب العالم والشرق الأوسط على مدار عصور وعقود طويلة، فإن الواقع والحاضر أيضًا يؤكدان أن مصر ما زالت لديها القدرة عن الدفاع عن مصالحها وقضايا أمتها العربية ومحيطها الإفريقى الذى يشكل أمنها القومى، وهو ما يفسر لنا أسباب توقيع بروتوكول تعاون عسكرى مع الصومال فى هذا التوقيت، واتخاذ خطوات فاعلة سواء بإرسال قوات مصرية لتدريب وتأهيل عناصر الجيش الصومالى ورفع كفاءتها فى مواجهة الجماعات الإرهابية والحركات الانفصالية وغيرها من المخاطر التى تواجه الصومال.
لا شك أن السياسية الخارجية المصرية، تتسم بالحكمة والحنكة، وتحترم معايير الشرعية الدولية، وتتوافق مع قدرات ومعايير القوة الشاملة للدولة، وتمتاز الدبلوماسية المصرية العريقة بسياسة النفس الطويل فى مواجهة التحديات والأزمات، وعندما قررت مصر ترفيع وتعميق العلاقات مع الصومال، تم الأمر طبقًا للأعراف والمواثيق الدولية ومع السلطة الشرعية فى الصومال الممثلة فى رئيس الدولة المنتخب حسن شيخ محمود والبرلمان الصومالى، والحكومة التى قام رئيس وزرائها قبل أيام بزيارة مصر لاستكمال باقى الاتفاقيات مع مصر.. لكن الغريب فى الأمر هو رد الفعل الإثيوبى- الهيستيرى- والمتناقض مع الواقع والقانون الدولى، وادعاء وزير خارجية إثيوبيا للصومال بالتواطؤ مع جهات خارجية- مصر- لزعزعة استقرار إثيوبيا، فى سقطة جديدة للنظام الإثيوبى الذى بات يشكل المفهوم الصارخ للبلطجة السياسية، فلم تكتف إثيوبيا باحتلال ميناء بربرة الصومالى بالاتفاق مع الانفصاليين فى شمال الصومال، وهو أمر نددت به ورفضته الأمم المتحدة والمجتمع الدولى والجامعة العربية، ولكن إمعانًا فى البلطجة السياسية قامت قبل أيام بالإعلان عن تعيين سفير لها لدى الانفصاليين فى شمال الصومال، ضاربة بكل القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط، وتناست أن الصومال دولة عربية ذات سيادة ومن حق مصر والدول العربية الدفاع عن سيادتها واستقرارها.
الحقيقة أن مصر تحملت المراوغة والصلف الإثيوبى، وانتهاج السياسة الأحادية المخالفة لكل قواعد ومبادئ القانون الدولى فى قضية سد النهضة لمدة 13 عامًا دون التوصل لأية حلول.. ويبدو أن إثيوبيا قد اعتقدت واهمة أنها فرضت على مصر سياسة الأمر الواقع من خلال المراوغة والمماطلة والتهرب طوال هذه السنوات، لعدم التوصل إلى اتفاق ملزم وقانونى مع مصر والسودان، واعتقدت واهمة أيضًا أنها يمكن أن تخالف وتتجاوز القانون الدولى المنظم للأنهار فى مواجهة مصر، وهى لا تدرى أن الصبر المصرى مدروس بعناية ولأسباب كثيرة منها توريط إثيوبيا فى كل المخالفات الدولية وكشف سوء نواياها تجاه مصر.. والأهم من كل هذا أن مصر تمتلك قرارها، وسوف ينفد صبرها لحظة حدوث بوادر أزمة فى مياه النيل باعتبارها قضية حياة لكل المصريين.. ومؤكد أن حالة التخبط التى تعيشها إثيوبيا الآن بسبب التواجد المصرى فى القرن الإفريقى، وتقديم مذكرة قبل أيام لمجلس الأمن الدولى، تحذر فيها مصر من السياسة الأحادية لإثيوبيا ومخالفة القانون الدولى، وخرق إعلان المبادئ بينها وبين مصر والسودان عام 2015، وغيرها من الإجراءات التى تشكل تهديدًا للسلم والأمن وتهدد استقرار المنطقة بكاملها، هى خطوة مصرية جديدة تشير وبوضوح إلى حسم قضايا مهمة لأمنها القومى.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ أسباب توقيع
إقرأ أيضاً:
"منظمة الصحة العالمية" تدعو لحظر سريع لمنتجات التبغ المنكهة
دعت منظمة الصحة العالمية اليوم السبت الحكومات إلى فرض حظر سريع على منتجات التبغ المنكهة والنيكوتين، وذلك في ضوء تزايد عدد مستخدمي التبغ من الشباب.
وذكرت المنظمة بشكل خاص النكهات مثل المنثول والعلكة والحلوى القطنية.
وكتبت منظمة الصحة العالمية في بيان بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التبغ، اليوم السبت، أن هذه النكهات تحول المنتجات السامة إلى طعم مناسب للشباب.
وأضافت المنظمة أن تلك المنتجات مرتبطة أيضا بأمراض حادة في الرئة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن النكهات والتغليف الأنيق للسجائر الإلكترونية والإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة بشكل خاص إلى المستخدمين الشباب.
وفي عام 2022، استخدم 5.12 بالمئة من القصّر في المنطقة الأوروبية من منظمة الصحة العالمية، والتي تضم 53 دولة، السجائر الإلكترونية، مقارنة بـ 2 بالمئة من البالغين.
وحذرت المنظمة من أن النكهات مصممة لإثارة الفضول بين الأطفال والمراهقين وتشجيعهم على التجربة وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الإدمان.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في بيان إن "النكهات تغذي موجة جديدة من الإدمان، ويجب حظرها".
وأضاف "إنهم يقوضون عقودا من التقدم في مكافحة التبغ. وبدون تحرك جريء، فإن وباء التبغ العالمي، الذي يقتل بالفعل نحو 8 ملايين شخص كل عام، سيستمر في أن يكون مدفوعا بالإدمان المغلف بنكهات جذابة".