مسؤولون حكوميون في “الدولي للاتصال الحكومي 2024”: تمكين ودعم أفكار الشباب يعزز الابتكار والنمو الاقتصادي
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
الشارقة – الوطن:
أكد عدد من المسؤولين الحكوميين، أن عدد العاملين من الشباب الإماراتي في القطاع الخاص يشهد زيادة سنوية ملحوظة، يقابلها رغبة من الشباب أنفسهم بالإنضمام والعمل في القطاع الخاص، وتوسيع خياراتهم في العمل وتطوير مسيرتهم المهنية، مشيرين إلى أن تقنيات التواصل المعاصرة سهلت نجاح الكثير من البرامج الحكومية خاصة في مجال تصدير المنتج الوطني، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
جاء ذلك خلال جلسة نظمتها غرفة تجارة وصناعة أم القيوين بعنوان “دور التواصل في تعزيز الصناعة الوطنية”، خلال المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الثالثة عشرة، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة.
وضمت الجلسة كلاً من سعادة غنام المزروعي، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، وسعادة عمار العليلي، مدير عام غرفة تجارة وصناعة أم القيوين، وابتسام السعدي، مديرة السياسات والتشريعات الصناعية بوزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة. وقد شارك المتحدثون خبراتهم ورؤاهم حول كيفية تطوير العلاقات، بناء الشراكات، وتعزيز النجاح، مع التركيز على الترويج للمنتج الوطني عبر اتصال مؤسسي فعال يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودفع عجلة الاقتصاد الوطني إلى الأمام.
برنامج نافس والاستثمار في السوشيال ميديا
من جانبه أكدّ سعادة غنام المزروعي الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية “نافس” أنهم منذ انطلاق برنامج نافس في عام 2021م ركزوا الجهود على مسألة الترويج الفعال، لضمان الوصول لأكبر عدد ممكن من الشباب الإماراتي الباحث عن عمل، قائلاً في هذا السياق: “سخرنا في نافس كل الموارد للاستثمار في المواطن الإماراتي، ولكي نصل لهذا الإنسان بالشكل المطلوب ركزنا على الحملات الترويجية عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتغيير أنماط التفكير لدى الباحثين عن عمل، وقد نجحنا في ذلك الأمر”.
وعن أشكال هذا النجاح صرح المزروعي: “عند انطلاقة البرنامج كان عدد العاملين من الشباب الإماراتي في القطاع الخاص 29 ألف إماراتي، وأصبح في آخر إحصاء لهذا الشهر 114 ألف إماراتي، أي الزيادة السنوية بمعدل 81 ألف إماراتي، وقد أجرينا مؤخراً دراسة كشفت أن معظم الخريجين الجدد يرغبون في الانضمام للقطاع الخاص ونتوقع في العام 2026 ستصل نسبتهم لـ 50%”.
الصناعة والتكنولوجيا
وركز سعادة عمار راشد العليلي، مدير عام غرفة تجارة وصناعة أم القيوين، في الجلسة على أثر التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز العمل الصناعي، متطرقاً إلى الأثر الذي أحدثته هذه الوسائل في المشهد الصناعي بإمارة أم القيوين. وأكد العليلي أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الوصول إلى العملاء والمستهلكين أمراً في غاية السهولة، وهو ما ساهم في خلق تنافسية عالية لاستقطاب المستثمرين.
وأضاف العليلي: “نعمل في أم القيوين على جذب الاستثمار المحلي والأجنبي على السواء من خلال الترويج الفعال لخدماتنا عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي. كما نقدم تسهيلات مالية مرنة ونمكّن الأجانب من تملك الشركات. الأهم من ذلك، نعمل بشكل مستمر على تطوير البنية التحتية، وهو ما يشكل محفزاً رئيسياً للاستثمار. وقد وسعت حكومة أم القيوين المنطقة الصناعية لتصل مساحتها إلى 10 ملايين قدم، بنسبة تشغيل للمصانع بلغت 96%.”
المعلومات الخاطئة وأثرها على الصناعة
أما ابتسام السعدي، مديرة السياسات والتشريعات الصناعية بوزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، فقد تطرقت إلى أثر زخم المعلومات الخاطئة على القطاع الصناعي. وذكرت أن انتشار المعلومات المغلوطة يصعّب على الأفراد التمييز بين الحقائق والإشاعات، ما يؤثر سلباً على القطاع الصناعي.
وأشارت السعدي إلى أن الكثير من الإماراتيين لا يعرفون كثيراً عن صادرات الدولة، مما دفع الوزارة إلى تكثيف جهودها لتوعية الجمهور بأن القطاع الصناعي مفتوح للجميع، وليس كما يعتقد البعض أنه قطاع معقد أو يهيمن عليه كبار المستثمرين فقط. واستشهدت السعدي بنجاح منتجات مزرعة مليحة للألبان، التي لاقت إقبالاً كبيراً فور طرحها في الأسواق بفضل المعلومات الصحيحة والترويج الفعّال.
التواصل بين القطاعين ضرورة
في ختام الجلسة، خلص المتحدثون إلى أهمية التواصل بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل تعزيز الصناعة الوطنية. وشددوا على ضرورة دعم الجهات الحكومية والشركات الكبيرة لأفكار الشباب العاملين في القطاع الخاص، مما يسهم في رفع قيمة المنتجات الوطنية وتعزيز الترويج لها، وبالتالي دفع عجلة الصناعة الوطنية وتحسين الناتج الإجمالي المحلي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بما يعزز مشاركة الكفاءات الوطنية في سوق العمل.. “الموارد البشرية”: تسجيل أكثر من 700 ألف عقد موثق لنمط العمل المرن
الجزيرة-وهيب الوهيبي
عملت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تعزيز مشاركة الكفاءات الوطنية في سوق العمل، وتمكين مختلف الفئات من فرص عمل مرنة ومنتجة، وذلك انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تبني أنماط العمل الحديثة ورفع مستوى التوظيف النوعي في سوق العمل.
وسجل نمط “العمل المرن” منذ إطلاقه أكثر من 700 ألف عقد موثق، بما يعكس الإقبال المتزايد على هذا النمط، الذي يتيح آليات تعاقد مرنة بين الأفراد والمنشآت، ويُحتسب فيه الأجر بناءً على عدد ساعات العمل، كأقل وحدة للأجر، دون اشتراط التفرغ الكامل أو فترات التجربة، ما يجعله خيارًا عمليًا للطلاب والطالبات، والباحثين عن عمل، والراغبين في زيادة دخلهم أو اكتساب المهارات والخبرات.
ويعد هذا النمط أحد الحلول الممكنة لرفع معدلات المشاركة الاقتصادية للكوادر الوطنية، وتعزيز جاهزيتهم المهنية في مختلف المناطق والقطاعات، حيث يوفر مرونة في التوقيت، وإمكانية الجمع بين أكثر من عقد عمل لدى منشآت مختلفة، دون تعارض بين العقود، مما يدعم تنمية المهارات الشخصية والعملية ويمنح الأفراد قدرة أكبر على التوفيق بين العمل والحياة.
وأجرت الوزارة تعديلات تطويرية وتنظيمية على العمل المرن، شملت رفع الحد الأعلى لساعات العمل المرن لدى المنشأة الواحدة إلى 160 ساعة شهريًا، وإدراج ميزة احتساب نقطة توطين كاملة للمنشأة ضمن برنامج “نطاقات” عند استيفاء هذا الحد من خلال عامل واحد أو مجموعة عاملين.
وحرصت الوزارة على توثيق العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل من خلال منصة العمل المرن، التي تتيح نماذج عقود موثقة توضح الأجر وآلية تسليم المستحقات وساعات العمل المتفق عليها، بما يضمن حفظ الحقوق ويُسهم في تعزيز الموثوقية والشفافية بين الأطراف كافة. ويستهدف نمط العمل المرن أربع فئات رئيسية تشمل منشآت القطاع الخاص بمختلف أحجامها، والباحثين عن عمل، والراغبين في زيادة دخلهم من المواطنين والمواطنات، إلى جانب الطلاب والطالبات، وذلك عبر تمكينهم من فرص عمل مرنة تلبي احتياجاتهم وظروفهم الشخصية والمهنية، دون التقيد بأنماط العمل التقليدية.
ويشترط في العامل بنمط العمل المرن أن يكون سعودي الجنسية، وألا يقل عمره عن 15 عامًا، وألا يكون موظفًا حكوميًا أو صاحب منشأة، كما يشترط ألا يكون مشتركًا اختياريًا في التأمينات الاجتماعية وألا يكون مسجلًا بعقد دوام كامل على نفس المنشأة. وتُتيح المنصة الإلكترونية للعمل المرن سهولة التعاقد، مع خفض التكاليف التشغيلية على المنشآت من خلال الاعتماد على عاملين مرنين، خصوصًا خلال مواسم الذروة، وتوفير تغطية مرنة لساعات العمل الممتدة بما ينعكس إيجابًا على تجربة المستفيدين وجودة الخدمات المقدمة، ويمنح أصحاب الأعمال القدرة على إدارة الموارد بكفاءة أعلى.
وتجدد وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التزامها بمواصلة تطوير أنماط العمل الحديثة، وتوسيع نطاق العمل المرن كأحد المحركات الرئيسة لتمكين الكفاءات الوطنية، وخلق فرص عمل تتسم بالجاذبية والمرونة، تسهم في تحقيق الاستدامة والتوازن في سوق العمل بالمملكة.