جنوب إفريقيا تعتزم تقديم ادلة للعدل الدولية تثبت ارتكاب إسرائيل إبادة في فلسطين
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
الثورة نت/..
أعلنت جنوب إفريقيا، عزمها تقديم مذكرة إلى محكمة العدل الدولية، الشهر المقبل، تضم أدلة تثبت ارتكاب إسرائيل “جريمة إبادة” في فلسطين.
وقالت رئاسة جنوب إفريقيا في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الليلة الماضية، “ستقدم جنوب إفريقيا مذكرتها إلى محكمة العدل الدولية الشهر المقبل (أكتوبر 2024)”.
وأضافت: “تعتزم جنوب إفريقيا تقديم الحقائق والأدلة لإثبات أن إسرائيل ترتكب جريمة الإبادة الجماعية في فلسطين”، وأكدت أن “هذه القضية ستستمر حتى تصدر المحكمة حكمها”.
وأعربت عن أملها أن “تلتزم إسرائيل بالأوامر المؤقتة التي أصدرتها المحكمة حتى الآن، بينما تتقدّم القضية”.
وأشارت إلى أن “القضية تمثل جهدا عالميا متزايدا نحو ضمان السلام في الشرق الأوسط”.
كما ذكرت أن “العديد من الدول، وهي نيكاراجوا وفلسطين وتركيا وإسبانيا والمكسيك وليبيا وكولومبيا، انضمت إلى القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل”.
ونهاية ديسمبر 2023، رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية على أساس أنها انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.
وطلبت من محكمة العدل الدولية البتّ في الإجراءات الاحترازية نظرا لخطورة الوضع في غزة، وجرى عقد جلسات الاستماع بشأن طلب التدابير الاحترازية في لاهاي يومي 11 و12 يناير الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلّفت نحو 136 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود.
ويواصل الاحتلال هذه الحرب متجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة جنوب إفریقیا
إقرأ أيضاً:
إيران تثبت معادلة الردع وتستعيد المبادرة الاستراتيجية
وأن خطة احتوائها عبر العدوان الجوي الأخير لم تُحقق أهدافها. بل على العكس، فإن ردود فعل محور المقاومة، وحالة الاستنفار الإقليمي، والإشارات الأمنية والسياسية العديدة، وضعت الولايات المتحدة في موقف دفاعي أمام رأيها العام ورأي حلفائها.
إن التصريحات الرسمية في طهران حول إدراج مسألة الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي على جدول أعمال البرلمان، بالإضافة إلى نية إغلاق مضيق هرمز، تحمل رسائل متعددة؛ مفادها أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المطالب التي تُفرض بالضغط العسكري.
وإذا اتُخذ قرار الانسحاب من المعاهدة، فسيكون هذا الإجراء نقطة تحول استراتيجية تُنهي النهج التقليدي للمفاوضات، وتُعيد صياغة معادلة الردع النووي الإقليمي. ميدانيًا، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية أن الغارات الجوية الأمريكية لم تُسفر عن تسرب إشعاعي نووي، وهو ادعاء يُفنّد تمامًا الرواية الدعائية الأمريكية بأن المنشآت النووية الإيرانية تُشكّل تهديدًا عالميًا.
كما كُشف أن منشأة فوردو لم تُدمّر بالكامل، وأن مواد حساسة نُقلت سابقًا إلى مواقع آمنة، مما يُشير إلى جاهزية إيران الاستخباراتية واللوجستية العالية لمواجهة أي هجوم. على صعيد محور المقاومة، كانت تصريحات محمد البخيتي من اليمن بالغة الدلالة، إذ اعتبر أن توقيت الرد اليمني مرتبط بالقرار المركزي الإيراني.
ويُظهر هذا التنسيق الميداني أن طهران تُدير المعركة من داخل غرفة عمليات مشتركة، وأن الرد ليس انفعاليًا، بل جزء من معركة أكبر لإعادة التوازن الاستراتيجي للمنطقة. إن تجمع آلاف الأشخاص في ساحة الثورة بوسط طهران، دعماً للقيادة ومقاومة العدوان، يُظهر فهماً شعبياً لحجم المعركة. هذا الحضور الجماهيري الحاشد يُكمّل الرد العسكري والسياسي، ويبعث برسالة واضحة، محلياً ودولياً، مفادها أن إرادة الشعب الإيراني لن تُكسر بالتهديدات أو الضغوط.
إن ارتباك العواصم الأوروبية ودعوتها السافرة لإيران لعدم الرد يكشفان ازدواجية معايير الغرب؛ إذ يتجاهلون العدوان الأمريكي ويدعون الضحية إلى ضبط النفس. من ناحية أخرى، تشير التقارير المسربة عن مخاوف حلفاء الخليج ورفع مستوى التأهب إلى أن منطقة الخليج لم تعد ساحة خلفية لواشنطن، بل أصبحت تحت مظلة معادلة الردع الإيرانية.
تشير تقارير إعلامية غربية من داخل النظام الغاصب إلى أن الضربات الصاروخية الإيرانية وصلت إلى مراكز المدن، بل إن وسائل الإعلام العبرية تُقرّ بعجز القنابل الأمريكية عن تدمير البرنامج النووي الإيراني، حتى لو استمرت الهجمات لمدة عام آخر. تكشف هذه الاعترافات عن فشل الرهان على الحل العسكري، وتُظهر أن طهران لا تزال تحتفظ بزمام المبادرة.
من جهة أخرى، فإن الدعم الحاسم وغير المسبوق من قبل حزب الله اللبناني لموقف إيران، يوضح وحدة الجبهة الشمالية لمحور المقاومة، وهذا مؤشر على أن الرد الإيراني لن يكون معزولاً، بل سيرافقه دعم ميداني من اليمن إلى لبنان.
إن موقف روسيا والصين وباكستان في مجلس الأمن الدولي، الذي دعا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، يظهر أن توازناً جديداً يتشكل في النظام الدولي؛ توازن لن يسمح للولايات المتحدة بعد الآن بفرض إرادتها بالقوة.
وفي خلاصة هذه التطورات، يبدو أن إيران على وشك إرساء معادلة جديدة؛ معادلة عنوانها "العدوان سيقابل برد استراتيجي"، وأن محور المقاومة يعمل بثقة في وحدة القرار والردع، وليس بردود أفعال متفرقة. لم يعد الخطر يكمن في الطيور المعتدية فحسب، بل في أوهام العدو حول قوته الرادعة.
ولن يتحقق التحرير إلا بتحطيم هذه الأوهام بالصبر الاستراتيجي والضربات الذكية. لا تكتفي إيران اليوم بالدفاع عن نفسها، بل ترسم أيضًا حدودًا جديدة لسيادة الدول الحرة، وترسّخ معادلة ردع تُحبط مشروع الغرب المتمثل في استسلامها أو تدميرها. ردّ إيران قادم، ليس بتسرع، بل بحسابات دقيقة، حتى تتضح الرسالة النهائية: من يمس إيران سيحترق بنارها.
نجاح محمد علي :