لجريدة عمان:
2025-07-28@20:56:44 GMT

مسيرة مسرحية حافلة بالعطاء

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

حين عادت فرقة صلالة الأهلية للفنون المسرحية من «أبوظبي» بعد مشاركة متميزة في مهرجان المسرح الخليجي الثامن سبتمبر عام 2003م، كنت في انتظار وصول الفرقة بمطار مسقط، وكانت محملة بالجوائز، فقد نال عرضها «حمران العيون» جائزة أفضل عرض مسرحي، إلى جانب جوائز فردية أخرى، هي جائزة أفضل إخراج وأفضل دور أول لعبدالله مرعي، كما فاز مؤيد اليافعي بجائزة أفضل دور ثان، وكذلك الفنانة نهاد الحديدية، وتم تقديمه في افتتاح أيام الشارقة المسرحية 2004، فنقلت الوكالات الخبر، فخرجت الصحف في اليوم التالية بعناوين لافتة من بينها العنوان الذي تصدر الصفحات الفنية في جريدة (الدستور) الأردنية يوم 30 سبتمبر 2003م «سلطنة عمان تستأثر بجوائز مهرجان المسرح الخليجي الثامن»، ولم تكتف الفرقة بهذا النجاح المدوّي، فحين شاركت في مهرجان المسرح العماني بدورته الأولى عام 2004م، قدّمت عرضًا جديدًا هو «أبو سلامة» وكان من تأليف وإخراج عماد الشنفري أيضًا وفاز بالمركز الثاني كأفضل عرض متكامل، فيما فاز عبدالله مرعي بجائزة أفضل ممثل عبد الله مرعي عن دوره في عرض «أبو سلامة» مناصفة مع بدر الحمداني عن دوره في «رحلة الألف ميل»، وتواصلت نجاحات الفرقة ففي الدورة الثانية من المهرجان التي انطلقت مساء يوم الاثنين الموافق 27 من مارس 2006م ميزة، التي جاءت ضمن فعاليات مسقط عاصمة للثقافة العربية 2006م شاركت الفرقة بعرض مسرحية (المزار) لعماد الشنفري، مؤلفًا ومخرجًا، وفازت بجائزة أفضل عرض، وفاز عبد الله مرعي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في المزار، وعماد الشنفري بجائزة أفضل نص مناصفة مع الكاتب بدر الحمداني، وفازت مسرحيته (الفوز 58) بعدة جوائز.

وكان يقف خلف هذه الجوائز الكاتب والمخرج عماد الشنفري رئيس الفرقة، التي تأسست رسميًا سنة 1998م، وتوّج هذه الجوائز بفوز مسرحيته (سمهري) بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الثالثة والمخصصة للعمانيين، فنال وسام الاستحقاق بجائزة السلطان قابوس كأول مسرحي يمنح هذا الوسام، يصفه الدكتور سعيد السيابي بأنه «مسيرة فنية ومسرحية حافلة بالعطاء، فالكاتب عماد الشنفري يعدّ مجددًا فكريًا وباحثًا مسرحيًا وتاريخيًا، إذ ينقب في المختلف ليكشف عن جوهره، ويصطاد من اللؤلؤ الثقافي المكنون ليقدم من جغرافيته أعمال مسرحية مشرقة على خشبات المسرح العماني، فنجد لعماد منذ قيام مهرجان المسرح العماني في عام 2004 بطاقة محجوز لنصوصه وعروضه التي تقدمها فرقة صلالة المسرحية الأهلية على الرغم من التنافس الكبير في نصوص وعروض هذا المهرجان وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تمكن عماد الشنفري وشغفه الكبير في تقديم أفكار تليق بالمتفرج العماني ومنها ينطلق».

وسر نجاحه هو أنه يستقي أعماله من البيئة، والبيئة العمانية غنيّة بالموروثات والمفردات، والحكايات والفنون الشعبية، وكذلك التصاقه بالتصاقه بالتاريخ العماني، وفي نصّه (الندبة) الفائز بجائزة الشارقة للتأليف المسرحي 2017م الذي شاركت به الفرقة في مهرجان المسرح العماني السابع 2017م، وكانت من إخراج: خالد بن عمر الشنفري، يستثمر هذا الفنّ الشعبي (الندبة) الذي يحضر قديمًا عند الحرب والنّصر على الأعداء وفي الأفراح والمناسبات، وقد تمّ توظيفه بإسقاط على فترة زمنية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر أثناء الاحتلال البرتغاليّ للمنطقة، ومقاومة العمانيين للاحتلال، أسفرت عن طرده، ومسرحيته (الفوز 58) مستلة من حادثة واقعية لسفينة عمانية غرقت في البحر وكان على ظهرها 200 مسافر، وهي الواقعة التي تناولها في مسلسل عنوانه (الغريقة) 2009م، وأخرجه عبدالله حيدر، وكان من بطولة وإشراف الراحل سالم بهوان، وفي نصه (سمهري) نجد الملك لم يترك وريث لعرشه غير ابنته الشابة (نانا) التي تقع في حب الشاب البسيط (سمهري) ومن خلال هذه الثيمة يتحدث عن حضارة سمهرم القديمة التي أوصلت الحضارة العمانية إلى مختلف أرجاء المعمورة من الفراعنة والسومريين والبابليين، ويناقش أسباب انهيارها وفي مقدمتها الفتن، ومن هنا تأتي الإسقاطات التاريخية، «لتحيلنا إلى ما يحدث اليوم في عموم العالم الإسلامي عندما تنتشر الحروب والصراعات والفتنة التي تقود العالم العربي إلى حالة من الانهيار والتخلف»، كما يقول الشنفري الذي كانت بداياته مع المسرح المدرسي ونادي النصر وفرقة مسرح الشباب في محافظة ظفار، وشارك في العديد من الورش التدريبية. واليوم يأتي تكريم مهرجان المسرح الخليجي المقام في الرياض للفنان عماد الشنفري تتويجًا لهذه المسيرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المسرح العمانی مهرجان المسرح عماد الشنفری بجائزة أفضل

إقرأ أيضاً:

ليلة أردنية بامتياز.. الأغنية الشعبية تفرض حضورها في مهرجان جرش

صراحة نيوز-في مشهد يعكس مكانة الفن الأصيل في قلوب الأردنيين، توافدت جماهير غفيرة مساء أمس إلى المسرح الجنوبي في مهرجان جرش للثقافة والفنون، لتُعلن بصوت واحد أن عيسى السقار هو نجم ليلة “هنا الأردن.. ومجده مستمر”، بعدما حقق أعلى نسبة حضور جماهيري منذ انطلاق دورة المهرجان لعام 2025.

رهان إدارة المهرجان على صوت الأغنية الشعبية الأردنية كان في محله، إذ قدّم السقار واحدة من أقوى سهرات المهرجان، جمعت بين الفلكلور والهوية، وأعادت للأذهان سحر الأغنية الشعبية الأصيلة. وأثبت السقار من جديد أن النجومية الحقيقية لا تُصنع في الاستوديوهات فقط، بل في صدق الفنان مع نفسه وجمهوره وجذوره.

واصطف الجمهور القادم من مختلف محافظات المملكة، خصوصًا من الرمثا، لدعم ابن مدينتهم الذي أطربهم مرتديًا “البشكير الألماني” رمز أهل الرمثا وعراقتهم، وقاد فرقته الموسيقية المؤلفة من 25 عازفًا بقيادة المايسترو خالد العلي.

وقدّم السقار باقة من أشهر أعماله التي رددها الجمهور عن ظهر قلب، من بينها: “كرمال عينك”، “يسعدلي إياها”، “خطبوها”، “يا مهدبات الهدب”، و”يا أبو ردين”، ليصل التفاعل ذروته عند أغنيته الأيقونية “ردي شعراتك”، التي تحولت إلى نشيد جماعي في أرجاء المسرح.

وفي نهاية الأمسية، صعد المدير التنفيذي لمهرجان جرش، عطوفة أيمن سماوي، إلى خشبة المسرح، ليكرّم الفنان عيسى السقار بدرع المهرجان، تكريمًا لمسيرته الفنية، ولحضوره الطاغي الذي جعل من ليلته واحدة من أنجح ليالي جرش هذا العام.

مقالات مشابهة

  • ميمي جمال: استحق تكريم المسرح المصري بعد مسيرة طويله صنعتها بيدي
  • اليوم.. ندوة لتكريم الفنانة ميمي جمال بالقومي للمسرح
  • “هارموني” المصرية تتألق على المسرح الشمالي في مهرجان جرش ” فيديو وصور”
  • عن طريق نجله.. رسالة مؤثرة من ميادة الحناوي لفضل شاكر
  • بيونسيه تستضيف فرقة Destiny’s Child في ختام جولتها الموسيقية Cowboy Carter
  • توت أرض السورية والتيار الفلسطينية تراقصان المسرح الشمالي في جرش
  • جمهور جرش يحتفي بالفنانة ديانا كرزون على المسرح الجنوبي
  • ليلة أردنية بامتياز.. الأغنية الشعبية تفرض حضورها في مهرجان جرش
  • السد يحصد بطولة نادي بهلا للطائرة
  • فى ذكرى وفاة توفيق الحكيم.. مسيرة في طويلة لـ رائد المسرح الذهني