رئيس شعبة المستلزمات الطبية: اعتماد أسلوب الكتاب المفتوح في المناقصات العامة أسهم بتوفير مليارات الجنيهات
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
يعقد مجلس إدارة الشعبة العامة للمستلزمات الطبية بالغرفة التجارية بالقاهرة برئاسة محمد إسماعيل عبده اجتماعًا الاثنين المقبل 16 سبتمبر لمناقشة الدراسة التي أعدتها الشعبة حول تأثير إنشاء هيئتي الدواء المصرية والشراء الموحد، فى مسار تطوير منظومة الرعاية الصحية وجودة الخدمات الطبية.
أكد محمد إسماعيل عبده رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية، أن هيئتي «الدواء المصرية، والشراء الموحد»، منذ انشائهما احدثا تطورا ملحوظا في منظومة الرعاية الصحية وجودة الخدمات الطبية التي يتلقاها جموع المواطنين بمصر، ويكفي نجاح الهيئتين في التعامل مع جائحة كورونا.
أشار إلى الوفورات المالية التي حققتها هيئة الشراء الموحد للخزانة العامة والمقدرة بعشرات المليارات من الجنيهات، بفضل الاحترافية العالية التي اظهرتها قيادات الهيئة خاصة الادارة المالية بها واعتمادها أسلوب «الكتاب المفتوح» في إدارة مناقصات شراء احتياجات المستشفيات العامة سواء التابعة لوزارة الصحة أو لهيئتي التأمين الصحي والتأمين الصحي الشامل والمستشفيات الجامعية وذلك من الأدوية والمستلزمات الطبية وهو النظام الذي سمح لكل مورد يرغب في المشاركة بهذه المناقصات وقادر علي التوريد في الحصول علي حصة منها بشرط التزامه بالأسعار والمواصفات المحددة، وهذا النجاح دفع كثير من المستشفيات التابعة للقطاع الخاص للاعتماد علي هيئة الشراء الموحد في توفير احتياجاتها من الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية.
وقال ان دراسة الشعبة العامة للمستلزمات الطبية أبرزت حرص قيادات هيئة الشراء الموحد علي التدخل لدي الجهات المعنية خاصة البنك المركزي والجهاز المصرفي ووزارات المالية والاستثمار والتجارة والصناعة والنقل لحل اي مشكلات تواجه شركات وتجار الشعبة العامة خاصة خلال أزمات تكدس شحنات المستلزمات الطبية المستوردة بالموانئ المصرية، حيث تدخلت قيادات الهيئة اكثر من مرة لتوفير التمويل المطلوب من النقد الأجنبي للإفراج عن تلك الشحنات والتي زاد عددها علي 150 شحنة خلال الفترة الماضية علي سبيل المثال مما كان له اثر كبير في توافر كامل احتياجات قطاع المستشفيات والمراكز العامة من المستلزمات الطبية المختلفة واغلبها لا غني عنه في اجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة.
وحول تقييم الدراسة لدور هيئة الدواء المصرية أشار محمد إسماعيل عبده إلى ان الهيئة شهدت مع تولى الدكتور علي الغمراوي مسئوليتها، طفرة كبيرة فى أدائها، تعكس جهوده مع معاونيه من قيادات الهيئة خاصة الدكتورة مريام بولس فى حل المشكلات وتذليل العقبات والتحديات.
وقال ان الشعبة العامة تتعاون حاليا مع قيادات هيئة الدواء المصرية في اكثر من ملف ابرزها تحديد مواصفات محال ومخازن المستلزمات الطبية وشروط المؤهل لشغل منصب مدير تلك المحال والمخازن لتكون ملائمة علميا وعمليا.
وحول الملفات الأخرى التي سيناقشها الاجتماع أوضح محمد إسماعيل عبده إنه ا تشمل التعاون مع شركة GS1الخاصة بالترقيم الالكتروني، واقتراح بعض أعضاء الشعبة التبرع بمستلزمات طبية وادوية سيتم توفيرها بالتعاون مع هيئة الشراء الموحد لتقديمها لدولة الصومال الشقيق وفق المسار الذي تحدده الجهات الحكومية المصرية المعنية، وأيضا بحث تطورات انشاء الجمعية الخيرية التابعة للشعبة لخدمة أهالي حي شبرا بالقاهرة، وأخيرا تطورات الاستعدادات لاحتفال الشعبة العامة بمرور 35 عاما علي انشائها.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
سلط مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط الضوء على التقارب الروسي الحوثي في اليمن، في ظل الصراع والتجاذبات التي تشهدها اليمن والمنطقة على مدى العقد الأخير.
وقال المركز في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الكرملين عزز مؤخرًا اتصالاته مع الحوثيين في اليمن، مما زاد الآمال في إمكانية استخدام نفوذه معهم للمساعدة في إيجاد تسوية للصراع هناك. إلا أن موسكو، في الوقت الحالي، غير راغبة ولا قادرة على كبح جماح الحوثيين.
وأضاف "في الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في موسكو مع نظيره اليمني، رشاد العليمي. وتعول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على تلقي مساعدات اقتصادية وغذائية من روسيا، وتأمل على الأرجح أن تستخدم موسكو نفوذها لدى الحوثيين لتحسين الوضع في البلد الذي مزقته الحرب".
وتطرق التقرير إلى الصراع في اليمن منذ عقد ممثلا بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بدعم السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن عن شماله بدعم وتمويل إماراتي.
وحسب التقرير فإن موسكو ليست في عجلة من أمرها لإغداق اليمن بالمساعدات الإنسانية، لكنها مستعدة لمناقشة التعاون في بعض المجالات، مثل استكشاف حقول النفط اليمنية. كما يعتزم البلدان تكثيف العمل المشترك في قطاع الوقود والطاقة بشكل عام، وهو ما اتفق عليه مؤخرًا نائب وزير الطاقة الروسي، رومان مارشافين، والسفير اليمني لدى موسكو، أحمد الوحيشي.
وأوضح أصبحت اليمن أيضًا من أكبر مستوردي الحبوب الروسية، حيث اشترت حوالي مليوني طن العام الماضي. ومن المقرر عقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية الروسية اليمنية المشتركة هذا العام. إلا أن القضية الرئيسية في العلاقات بين البلدين تظل مشاركة موسكو المحتملة في تسوية الحرب الأهلية اليمنية.
وتاعب "لسنوات عديدة لم يكن لروسيا أي اهتمام خاص بالنزاع، ولم تدعم طرفًا على حساب آخر. ولا يزال المسؤولون الروس يؤكدون على موقفهم المتساوي، حيث يعقدون اجتماعات منتظمة مع ممثلي كل من الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين، بالإضافة إلى الانفصاليين الجنوبيين. ولكن منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، بدأ الحوثيون، بأيديولوجيتهم المتشددة المعادية للغرب وهجماتهم على السفن الغربية المارة، يجذبون اهتمامًا خاصًا من الكرملين، لدرجة تطوير التعاون العسكري.
وأشار إلى أن مستشارين عسكريين يعملون من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (GRU) في صنعاء، ويتزايد عدد تقارير خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن محاولات تهريب أسلحة إلى اليمن بخصائص وعلامات تقنية مماثلة لتلك المصنعة في روسيا.
في خريف العام الماضي، تبيّن أن الجانب الروسي كان يجري محادثات مع الحوثيين (عبر وسيط إيراني) بشأن نقل صواريخ ياخونت المضادة للسفن (المعروفة أيضًا باسم P-800 Oniks). أحد المفاوضين من الجانب الروسي هو فيكتور بوت، الذي حُكم عليه سابقًا بالسجن خمسة وعشرين عامًا في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار غير المشروع بالأسلحة، ولكن أُطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى بين موسكو وواشنطن عام 2022. حسب التقرير
وطبقا للتقرير فقد أثبت الحوثيون فائدتهم للكرملين، وذلك بالأساس لأنهم يصرفون انتباه الغرب وموارده عن دعم أوكرانيا. إضافةً إلى ذلك، تبدو فرصهم في الحرب الأهلية جيدة حاليًا: فقد عززت الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على اليمن الدعم الشعبي للحوثيين. بدورهم، يواصلون قصف الأراضي الإسرائيلية، ومن المحتمل أن تكون موسكو متورطة هنا أيضًا، حيث تزودهم ببيانات الأقمار الصناعية.
في المقابل، دعم الحوثيون موسكو في قضايا تهمها، مؤيدين ادعاءاتها بتزعمها زعيمة معاداة الغرب عالميًا. ووفقًا للمتمردين اليمنيين، على سبيل المثال، فإن الحرب في أوكرانيا كانت بسبب السياسة الأمريكية. في صيف عام 2024، تضافرت جهود روسيا والحوثيين لخداع مئات اليمنيين ودفعهم للقتال في أوكرانيا، كما جاء في التقرير.
ورغم نفيها رسميًا تقديم أي دعم عسكري للحوثيين، يؤكد التقرير أن روسيا، إلى جانب إيران، من الدول القليلة التي تتفاعل بنشاط مع الحوثيين، بما في ذلك على المستوى الدبلوماسي. وتقول قيادة الحوثيين إنها تشترك مع روسيا في أهداف مشتركة في الشرق الأوسط، وقد دعت موسكو واشنطن إلى إعادة النظر في قرارها بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
وأردف "هذا التقارب بين موسكو والحوثيين يجعل من المهم للأطراف الأخرى في الصراع اليمني بناء اتصالات مع روسيا أيضًا. بالإضافة إلى الزيارة الرئاسية إلى موسكو الأسبوع الماضي، التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بالسفير الوحيشي أربع مرات هذا العام وحده. وتتوقع الحكومة اليمنية الرسمية بوضوح أن يتمكن الكرملين من المساعدة في تحسين الوضع في البلاد، بما في ذلك كبح جماح أنشطة الحوثيين المتطرفة في الداخل.
"على أي حال، ليس هناك من يلجأ إليه سوى موسكو. حتى وقت قريب، كانت الحكومة اليمنية الرسمية تأمل أن تُمكّنها الغارات الجوية الأمريكية من شن عملية برية ناجحة ضد المتمردين واستعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها. لكن التوقف السريع للعملية الأمريكية في أوائل مايو أظهر أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للتورط في صراع طويل الأمد مع أنصار الله، خاصة في ظل المفاوضات الجارية مع إيران" طبقا للتقرير.
وختم مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق تقريره بالقول "الآمال المعقودة على دعم روسيا لحل الصراع في اليمن على الأرجح غير مبررة، فالحرب في أوكرانيا تستنزف موارد موسكو بشكل كبير، والكرملين بالتأكيد غير مستعد لإعادة توجيه هذه الموارد إلى الحرب الأهلية في اليمن. على العكس من ذلك، فإن نجاح الحوثيين، الذين شلّوا حوالي 12% من التجارة الدولية، مما شتت انتباه الغرب، يناسب الجانب الروسي تمامًا. بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا العام الماضي، لم يتبقَّ لروسيا الكثير من الحلفاء في الشرق الأوسط، وهي غير مستعدة للمخاطرة بالقلة المتبقية من أجل الاستقرار الدولي".